[أحسن تطرية (١)] أي تجديدا وإحداثا من طرّيت الثّوب [لنشاط السّامع و] كان [أكثر (٢) إيقاظا للإصغاء إليه (٣)] أي إلى ذلك الكلام ، لأنّ لكلّ جديد لذّة ، وهذا وجه حسن الالتفات على الإطلاق (٤) [وقد يختصّ مواقعه (٥) بلطائف (٦)] غير هذا الوجه العامّ [كما في]
______________________________________________________
(١) أي التّطرية بالهمزة ، بمعنى الإحداث من طرأ عليهم أمر إذا حدث وبالياء المثنّاة التّحتيّة من طرّيت الثّوب إذا عملت به ما يجعله طريّا ، أي جديدا ، فمعنى طرّيت الثّوب أي جدّدته والشّارح قد جمع بين التّجديد والإحداث في مادّة الياء حيث قال : «أي تجديدا وإحداثا» وهذا الجمع منه على خلاف النّقل بناء على قراءة واحدة.
نعم ، ليس على خلاف النّقل على القراءتين كما يدلّ عليه قوله : «أو إحداثا» أي بعطف الإحداث على التّجديد بأو كما في بعض النّسخ. وقيل : إنّ قوله : «تجديدا» بيان للمعنى اللّغوي ، وقوله : «إحداثا» بيان للمراد ، فإنّه إحداث هيئة أخرى لازم لتجديد الثّوب.
(٢) من إجراء الكلام على أسلوب واحد ، فيكون تعبير الأسلوب تنبيها للسّامع من الغفلة.
(٣) أي لأجل الإصغاء أي الاستماع التّامّ ، وهذه العلّة أعني الإصغاء مغايرة للعلّة الأولى أعني النّشاط في المفهوم ، لكنّهما متلازمان مصداقا ، لأنّ النّشاط للكلام يلزمه الإصغاء إليه ، فكلّ من النّشاط والإصغاء علّة لحسن الالتفات ، وقوله : «لأنّ لكلّ جديد لذّة» علّة للعلّة ، أي وإنّما يحصل للسّامع نشاط وإصغاء إلى الكلام عند النّقل المذكور ، أي الالتفات.
(٤) أي في أيّ تركيب كان ، أو في كلّ موضع سواء كان في الفاتحة أو غيرها.
(٥) أي مواضع الالتفات ومقاماته الّتي يوجد فيها الالتفات واختصاص مواقعه كناية عن اختصاص نفس الالتفات ، كما يشير إليه كلامه في المطوّل حيث قال : أي قد يكون لكلّ التفات سوى هذا الوجه العامّ ـ أعني نشاط السّامع أو الإصغاء ـ لطيفة ووجه مختصّ به بحسب مناسبة المقام.
(٦) الباء داخلة على المقصور ، وهذا من مقابلة الجمع بالجمع نحو : ركب القوم دابّتهم ، أي ركب كلّ واحد منهم دابّته المختصّة به.
وحاصل الكلام أنّه قد يختصّ مواقع الالتفات بلطائف ، أي بأمور لطيفة غير هذا الوجه العامّ ـ أعني تجديد النّشاط وإيقاظ الإصغاء ـ مثل التّنبيه على ما ينبغي للمتكلّم أن يكون عليه حين التّكلّم ، وهذه اللّطائف كما تكون من خصائص تلك المواقع ، كذلك تكون من خصائص