[أو التّوبيخ] أي لتعبير المخاطب على الشّرط (١) ، [وتصوير (٢) أنّ المقام لاشتماله على ما يقلع الشّرط عن أصله ، لا يصلح إلّا لفرضه] أي فرض الشّرط [كما يفرض المحال (٣)] لغرض من الأغراض (٤) [نحو : (أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ)(١) (٥)] أي أنهملكم (٦) ، فنضرب عنكم القرآن ، وما فيه من الأمر والنّهي والوعد والوعيد [صفحا] ، أي إعراضا أو للإعراض أو معرضين.
______________________________________________________
(١) أي يكون استعمال إن في ذلك المقام» لتعبير المخاطب على الشّرط» ، أي لتقبيحه ، وتعييبه على صدور الشّرط منه.
(٢) أي تبيين المتكلّم للمخاطب فهو من عطف السّبب على المسبّب ، وقيل : إنّه عطف بيان ، فمعناه تفهيم المتكلّم للمخاطب بأنّ المقام الّذي أورد في شأنه الكلام «لاشتماله» المقام ، وهو علّة لقوله الآتي «لا يصلح ...» ، «على ما» أي على البراهين القاطعة التّي «يقلع الشّرط» ، أي أدلّة تحقّق زوال الشّرط من أصله ، أي قلعا» عن أصله لا يصلح» ذلك المقام ، «إلّا لفرضه» ، أي إلّا لأن يفرض ويقدّر ذلك الشّرط ، كما يفرض المحال ، وكما أنّ المحال المحقّق يستعمل فيه إن كثيرا ، تستعمل هنا في ذلك المحال المقدّر المفروض.
(٣) أي كقول القائل : ليت زيدا طائر.
(٤) كالتّبكيت وإلزام الخصم والمبالغة ، ونحو ذلك ممّا يناسب المقام.
(٥) أي أفنصرف عنكم القرآن والاستفهام للإنكار ، أي لا نصرف عنكم القرآن بترك إنزاله لكم ، وترك إنزال ما فيه من الأمر والنّهي والوعد والوعيد ، وإنزال ذلك لغيركم؟!.
(٦) التّفسير المذكور إشارة إلى عطف» فنضرب» على مقدّر ، وكان الأصل أنهملكم فنضرب عنكم الذّكر ، فتكون الفاء عاطفة على فعل مقدّر.
وحاصل المعنى إنّا لا نصرف القرآن ، وما فيه من الأحكام ، بل نلزمكموها بحسب ربوبيّتنا ومربوبيّتكم ، وإن لم ترضوا بها ، ولم تقبلوها ، وأعرضتم عنها ، وأردتم الإهمال ، «صفحا ، أي «صفحا ، أي إعراضا» فيكون صفحا مفعولا مطلقا لنضرب من غير لفظه ، كقعدت جلوسا «أو للإعراض» أي لإعراضكم ، فيكون مفعولا له ، وعلّة له.
__________________
(١) سورة الزّخرف : ٥.