وهو مع قلّته ثابت ، نحو قوله عليهالسلام : اطلبوا العلم ولو بالصّين ، وفإنّي أباهي بكم الأمم يوم القيامة ولو بالسّقط [فدخولها على المضارع (١) في نحو : (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ) [(١)] ، أي لوقعتم في جهد (٣)
______________________________________________________
وكيف كان فعلم ممّا تقدم أنّ للو أربعة استعمالات :
الأوّل : أن تكون للتّرتيب الخارجي.
الثّاني : كونها للاستدلال.
الثّالث : أن تكون وصليّة للرّبط في الجملة الحاليّة.
الرّابع : أن تكون بمعنى إن للشّرط في المستقبل.
فكلمة لو في قوله : «ولو بالسّقط» قد استعملت في تعليق حصول مضمون الجزاء بحصول مضمون الشّرط في الاستقبال من القطع بانتفائه.
لا يقال : إنّ لو هذه لم تستعمل استعمال إن لكون الشّرط قطعيّا في المقام ، بل استعملت استعمال إذا ، فإذا لا يصحّ التّمثيل به لقوله ، ومذهب المبرّد أنّها تستعمل في الاستقبال استعمال إن.
لأنّا نقول : إنّ الشّرط وإن كان قطعيّا إلّا أنّه جعل منزلة المشكوك لاستبعاده ، أي مباهاته صلىاللهعليهوآلهوسلم بالسّقط ، ومن ذلك أتى بلو للإشعار بكونه مستبعدا ، بحيث يليق أن يدعى كونه محالا.
(١) أي قوله : «فدخولها» تفريع على قوله : «فيلزم المضيّ في جملتيها» ، أي إذا كان المضيّ لازما في جملتيها ، فدخولها على المضارع لقصد استمرار الفعل.
(٢) قوله : (لَعَنِتُّمْ) من العنت ، بمعنى الهلاك ، وأصله المشقّة والصّعوبة ، فالعنت : الوقوع في أمر شاقّ كما في المجمع.
(٣) الجهد بفتح الجيم بمعنى المشقّة والطّاقة ، والمراد هنا الأوّل وأمّا بالضّمّ فهو بمعنى الطّاقة ليس إلّا ، ثمّ الواو بمعنى أو ، إذ لا يجوز إرادة معنيين من لفظ واحد ، أي إرادة المشقّة والهلاك من لفظ جهد.
ومعنى الآية : اعلموا أنّ فيكم رسول الله فاتقوا الله أن تكذبوه ، أو تقولوا باطلا عنده ، فإنّ الله يخبره بذلك فتفضحوا ، ولو يطيعكم وفعل ما تريدونه في كثير من الأمر لوقعتم في
__________________
(١) سورة الحجرات : ٧.