وترحّموا عليه رحمكم الله» (١).
لكن روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه مشى في جنازة سعد بن معاذ بلا حذاء ولا رداء ، فسئل عن ذلك ، فقال : «إنّي رأيت الملائكة يمشون بالحذاء ولا رداء» (٢).
فلا يبعد رجحانه في جنازة الأعاظم من الأولياء والعلماء لأجل التأسّي ، أو لأجل كون كلّ أحد في الحقيقة صاحب المصيبة عند موتهم ، والله العالم.
ثمّ إنّ ما تضمّنته رواية السكوني من قوله : «قفوا» لا يبعد أن يكون مصحّف «ارفقوا» كما في رواية الخصال.
ويؤيّده ما في محكيّ المعتبر عن عليّ بن بابويه في رسالته : وإيّاك أن تقول : ارفقوا به أو ترحّموا عليه ، أو تضرب يدك على فخذك فيحبط أجرك (٣).
وفي الحدائق حكاه بعينه عن الفقه الرضوي ، إلّا أنّه زاد في آخره. «عند المصيبة» (٤).
وكيف كان فلم يتّضح وجه الكراهة في قوله : «استغفروا له» أو «ترحّموا عليه» وكذا في قوله : «قفوا» أو «ارفقوا» وإن ذكر في محكيّ (٥) البحار في توجيهه بعض ما لا يخلو عن تأمّل ، فالإنصاف عدم خلوّه عن تشابه.
والأولى ردّ علمه إلى أهله ، والتجنّب عن التلفّظ بهذه الفقرات تعبّدا وإن
__________________
(١) الخصال : ١٩١ / ٢٦٥ ، الوسائل ، الباب ٤٧ من أبواب الاحتضار ، الحديث ٣.
(٢) الفقيه ١ : ١١١ / ٥١٢ ، المحاسن : ٣٠١ / ٩ ، الوسائل ، الباب ٢٧ من أبواب الاحتضار ، الحديث ٤.
(٣) الحاكي هو البحراني في الحدائق الناضرة ٤ : ٧٦ ، وكذا صاحب الجواهر فيها ٤ : ٢٧٠ ، وانظر :المعتبر ١ : ٢٩٤.
(٤) الحدائق الناضرة ٤ : ٧٦ ، وانظر : الفقه المنسوب للإمام الرضا عليهالسلام : ١٦٨.
(٥) الحاكي هو البحراني في الحدائق الناضرة ٤ : ٧٧ ، وانظر : البحار ٨١ : ٢٦١ ـ ٢٦٢.