قرأ : ( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ) (١) قلت لأبي اُمامة : أنت سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ قال : لو لم أسمعه إلاّ مرّتين أو ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً أو ستّاً أو سبعاً ما حدّثتكم به.
٧٣ ـ حدّثني أبي ، حدّثنا عبد الرزاق ، حدّثنا معمر ، قال : سمعت أبا غالب يقول : لمّا اُتي برؤوس الأزارقة فنصبت على درج دمشق ، جاء أبو اُمامة فلمّا رآهم دمعت عينه ، قال : كلاب النار ، كلاب النار ، كلاب النار ـ ثلاث مرّات ـ هؤلاء شرّ قتلى قتلوا تحت أديم السماء ، وخير قتلى تحت أديم السماء الذين قتلهم هؤلاء ، قلت : فما شأنك دمعت عينك؟ قال : رحمة لهم لأنّهم كانوا من أهل الإسلام قلت : أبرأيك قلت هم كلاب النار أو شيئاً سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ قال : إنّي إذاً لجري بل سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم غير مرّة ولا مرّتين ولا ثلاثة ، قال : فعدّ مراراً قال ثمّ تلا هذه الآية ( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ) حتى بلغ ( هُمْ فِيها خَالِدُونَ ) ثم ذكر الحديث إلى آخره.
٧٤ ـ حدّثني أبو خيثمة ، حدّثنا سفيان بن عيينة ، عن أبي غالب سمع أبا اُمامة قال : خرجت معه فرأى رؤوساً من هؤلاء الخوارج على درج دمشق ، فقال كلاب النار ، كلاب النار ، شرّ قتلى ، وخير قتلى من قتلوه ، فقلت : يا أبا اُمامة سمعت هذا من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ قال : نعم غير مرّة.
٧٥ ـ حدّثني أبو خيثمة زهير بن حرب ، حدّثنا عمّار بن يونس الحنفي ، حدّثنا عكرمة بن عمّار ، حدثنا شداد بن عبد الله ، قال : وقف أبو اُمامة وانا معه على رؤوس الحرورية بالشام عند باب مسجد حمص أو دمشق ، فقال لهم : كلاب النار ـ مرّتين أو ثلاثاً ـ شرّ قتلى تظل السماء ، وخير قتلى من قتلوهم
__________________
١ ـ آل عمران : ١٠٦.