لا أمنع (١) العود الفصال ولا |
|
أبتاع إلّا قريبة الأجلي |
قال : فقال : مالك؟ أخزاك (٢) الله من أخذ شيئا فهو له ، فانتهبناها حتى وقف الراعي ما معه منها شيء.
قال : وأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن الحسين بن محمد بن سيبخت (٣) البغدادي ، نا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن قريش الحليمي ، نا ثعلب ، نا ابن شبيب ، عن الزبير ، عن يحيى بن محمد بن عبد الله بن ثوبان : أن الفرزدق قدم المدينة ثم خرج ، فسئل عن شعرائهم فقال : رأيت بها شاعرين وعجبا لهما ، أحدهما أخضر يسكن خارجا من بطحان يريد إبراهيم بن هرمة ، والآخر : أحمر كأنه وحرة على برودة في شعره يريد الأحوص. قال ثعلب : الوحرة اليعسوب الأحمر الذي يلزم البيار.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (٤) ، أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح ، نا محمد بن حميد الخراز (٥) ، نا ابن قانع ، نا ابن زكريا ، نا عبيد الله بن عائشة قال : لما قدم ابن هرمة على أبي جعفر مدحه فأعطاه عشرة آلاف وقال : يا ابن هرمة إن الزمان ضيّق بأهله فاشتر بهذه إبلا عوامل ، وإياك أن تقول : كلما مدحت أمير المؤمنين أعطاني مثلها هيهات والعود إلى مثلها.
أخبرنا أبو العزّ (٦) أحمد بن عبيد الله بن كادش ـ فيما ناولني إياه ، وقرأ علي إسناده وقال : اروه عني ـ أنا أبو علي الجازري ، أنا المعافا بن زكريا ، نا عمر بن علي بن الحسن بن علي بن مالك الشيباني ، نا محمد بن يزيد النحوي ، أنا قعنب ، نا سعيد بن سلم ، قال (٧) : لما ولّى المنصور معن بن زائدة أذربيجان (٨) قصده قوم من أهل الكوفة ، فلما صاروا ببابه واستأذنوا عليه ، فدخل الآذن فقال : أصلح الله الأمير بالباب
__________________
(١) في الأغاني : «لا أمتع العوذ الفصال» وقد تقدم البيتان قريبا.
(٢) في الأصل : «أجزأك» والمثبت عن الأغاني.
(٣) ضبطت عن التبصير.
(٤) تاريخ بغداد ٦ / ١٢٩.
(٥) تاريخ بغداد : الخزاز.
(٦) بالأصل «أبو العون» والصواب ما أثبت عن م ، وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٥٥٨.
(٧) تاريخ بغداد ١٣ / ٢٣٦ في ترجمة معن بن زائدة الشيباني.
(٨) أذربيجان إقليم واسع ، من مشهور مدائنها تبريز ، وهي اليوم قصبتها وأكبر مدنها (معجم البلدان).