بابنة عمي حتى تزوجت بها ، وكانت عظيمة النعمة كثيرة الجواري ، فأباحتني نعمتها ، ووضعت يدي في التجارة فكثر مالي واتسعت دنياي وعشقت جارية من جواري زوجتي وبليت بها ، وزاد الأمر عليّ حتى كنت لا أصبر عن نظري إليها ، وبذلت لها ثلاثمائة دينار على أن تمكنني من نفسها فلم تفعل ، فقنعت بالنظر ، فشكتني إلى ستّها ، [وأعلمتها محبتي لها](١) وما بذلت لها ، فحجبتها عني ومنعتني من النظر إليها.
فجعلت بيني وبينها رسولا على أن [أشتريها من ستّها](٢) ثم أعتقها وأتزوج بها ، وأهب لها ألف دينار فامتنعت وكلمتني من وراء حجاب ، فقالت : يا مولاي ، أصدقني حتى أصدقك. هل أحببت ستّي قط؟ فقلت : إي والله حتى جاء حبك فأزال حبها ، قالت : وكذا بعدي تحب غيري وتبغضني ، أنت رجل ملول ، لا تصلح لي ، فلا تتعب نفسك فليس [ـ والله ـ تصل](٣) إليّ أبدا.
ومضت إلى ستّها فحدثتها بكل ما جرى بيني وبينها فطردت الرسول وحجبتها عني [فاشتد قلقي ، ثم](٤) قابلتني وقالت : أخذتك فقيرا وحشا ، فكسرت بختي ، ولحقني منك بلاء ، إلى أن زاد الأمر بيني وبينها فمددت يدي إليها فأقلبتها إلى الأرض ، وجعلت أخنقها فبادرت الجارية التي أحبها فأخذت منارة عظيمة فضربت بها ظهري ، وخرجت من الدار هاربة على وجهها مني ، فماتت زوجتي مما خنقتها وظهرت لي حدبة في ظهري ولم أر الجارية إلى يومي هذا ، ولا سمعت لها بخبر.
ثم أمر بالرجل فنزعت عنه ثيابه وألبسه خلقانه وأخذ المال منه وضربه مائتي عصا وطرده. قال أبو إسحاق : فضحك أبو الجيش وأمر لي بمائة دينار فأخذتها وانصرفت.
٥٥٣ ـ إبراهيم الخيّاط
ذكر أبو أحمد عبد الله بن بكر بن محمد الطبراني : أنه كان شيخا فاضلا ، وأنه كان بدمشق يسكن بمسجد باب كيسان في سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
__________________
(١) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل ، والمثبت عن م.
(٢) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل ، والمثبت عن م.
(٣) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل ، والمثبت عن م.
(٤) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل ، والمثبت عن م.