شرطنا قال : قد عرفت قال : هات فأنشده شعرا طويلا وقال فيه :
له لحظات في حوافي سريره |
|
إذا كرّها فيها عقاب ونائل |
فأمّ الذي أمّنت أمّنه الردى |
|
وأمّ الذي حاولت بالثكل ثاكل |
فقال له : بارك الله عليك. وأجازه بألف ، وكان في المنصور جفاء فقال له : يا إبراهيم هل لك أن تدعها للطالبيين (١) إلى أن تطلق أرزاقهم ، ونضعف لك؟ قال إبراهيم : إنما جئت أستمنح أمير المؤمنين ولا استشيره ، وتعجيلها أحب إليّ فعجلت له.
فقال : يا أمير المؤمنين إني أسألك شيئا ، قال : سل ، قال : إن عمال أمير المؤمنين بالمدينة قد أنهكوا أكتافي بما يحدّونني على السكر ، فإن رأى أمير المؤمنين أن يكتب لي كتابا [إن](٢) وجدت سكرانا فلا أحدّ ، فليفعل ، فقال له المنصور : ما كنت لأرفع حدّا من حدود الله بحبّ ، ولكن أكتب لك خيرا من هذا ، قال : ما هو؟ قال : أكتب لك كتابا من جاء بك وأنت سكران جلد مائة وجلدت أنت ثمانين ، قال : قد رضيت قال : فكتب له بذلك ، قال : فكان إبراهيم بن هرمة يسكر ويطرح نفسه في الشوارع ، ويقول : من يشتري ثمانين بمائة فليتقدم (٣).
قال : ونا الصولي ، نا ثعلب ، نا ابن شبيب عن الزبير قال : وقال نوفل بن ميمون حدثني مرقّع قال : كنت مع ابن هرمة في سقيفة (٤) ابن أذينة فجاءه راع بقطعة من غنم يشاوره فيما يبيع منها ، وكان قد أمر (٥) ببيع بعضها. قال مرقّع : فقلت : يا أبا إسحاق : [أين عزب عنك قولك :](٦)
لا غنمي مدّ في الحياة لها |
|
ـ إلّا دراك القرى ـ ولا إبلي |
__________________
(١) بالأصل «للطالبين».
(٢) زيادة لازمة عن مختصر ابن منظور ٤ / ٩٤.
(٣) الخبر في الأغاني ٤ / ٣٧٥.
(٤) في الأغاني ٥ / ٢٦١ «أم أذينة».
(٥) الأغاني : «أمره».
(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم واستدرك عن الأغاني.