على هن وهن فيما مضى وهن
قال : لا والله يا بني ، ولكني الذي أقول لك :
لا والذي أنت منه نعمة سلفت |
|
نرجو عواقبها في آخر الزّمن |
لقد أتيت بأمر ما عمدت له |
|
ولا تعمّده قولي ولا سنن |
فكيف أمشي مع الأقوام معتدلا |
|
وقد رميت بريء العود بالأبن (١) |
ما غيّرت وجهه أمّ مهجّنة |
|
إذا القتام تغشّى أوجه الهجن (٢) |
قال : وأم الحسن أم ولد.
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي ، أنا أبو البركات بن طاوس ، أنا أبو القاسم التّنوخي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان ـ إجازة ـ أخبرني أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر ، أخبرني بعض الأدباء قال : كان لإبراهيم بن هرمة كلاب إذا أبصرت الأضياف بشّت بهم ، ولم تنبح وبصبصت بأذنابها بين أيديهم فقال يمدحها :
ويدل ضيفي في الظلام إذا سرى |
|
إيقاد ناري أو نباح كلابي |
حتى إذا واجهنه وعرفنه |
|
فدينه ببصابص الأذناب |
وجعلن ممّا قد عرفن يقدنه |
|
ويكدن أن ينطقن بالتّرحاب |
قرأت على أبي محمد السلمي ، عن أبي بكر الخطيب ، أخبرني أبو القاسم الأزهري ، نا أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزاز ، نا محمد بن أبي الأزهر ، نا الزّبير بن بكار ، حدّثني يحيى بن يحيى ، عن محمد ، حدثني عمي إبراهيم بن محمد قال : نزلت ببنات ابن هرمة بعد أن هلك فرأيت حالتهن سيئة فقلت لبعض بناته : قد كان أبوك حسن الحال ، فما ترك لكنّ؟ قالت : وكيف وهو الذي يقول (٣) :
لا غنمي مدّ في البقاء لها |
|
ـ إلّا دراك القرى ـ ولا إبلي |
__________________
(١) الأبن جمع أبنة وهي العقدة تكون في العود تفسده ويعاب بها ، ويعني به : العيب والوصمة.
(٢) الهجن جمع هجين ، وتجمع على هجناء وهجنان ومهاجين ومهاجنة.
والهجين الذي أبوه خير من أمه ، أو الذي أبوه عربي وأمه غير عربية. (انظر اللسان والقاموس).
(٣) البيت في ديوانه ص ١٨٥ والأغاني ٥ / ٢٦١ ؛ باختلاف الرواية.