(كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها) بسبب طغيانها ، كما تقول : ظلمني بجرأته على الله.
أو بما أوعدت به من عذابها ذي الطغوى ، كقوله : (فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ) (١). وأصله : طغيا ، من الطغيان. فصلوا بين الاسم والصفة في فعلى من بنات الياء ، بأن قلبوا الياء واوا في الاسم ، وتركوا القلب في الصفة ، فقالوا : امرأة خزيي.
(إِذِ انْبَعَثَ) حين قام. ظرف لـ «كذّبت» أو طغوى. (أَشْقاها) أشقى ثمود.
وهو قدار بن سالف. أو هو ومن عاونه على قتل الناقة ، فإن أفعل التفضيل إذا أضفته صلح للواحد والجمع. وفضل شقاوتهم لتولّيهم العقر وقد صحّت الرواية بالإسناد عن عثمان بن صهيب ، عن أبيه قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام : من أشقى الأوّلين؟ قال : عاقر الناقة. قال : صدقت. فمن أشقى الآخرين؟ قال : قلت : لا أعلم يا رسول الله. قال : الّذي يضربك على هذه ، وأشار إلى يافوخه» (٢).
وعن عمّار بن ياسر قال : «كنت أنا وعليّ بن أبي طالب عليهالسلام في غزوة العسرة نائمين في صور (٣) من النخل ، ودقعاء (٤) من التراب ، فو الله ما أنبهنا إلّا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يحرّكنا برجله ، وقد تترّبنا من تلك الدقعاء. فقال : ألا أحدّثكما بأشقى الناس؟ قلنا : بلى يا رسول الله. قال : أحيمر ثمود الّذي عقر الناقة ، والّذي يضربك بالسيف يا عليّ على هذه ـ ووضع يده على قرنه (٥) ـ حتّى تبلّ منها هذه ، وأخذ بلحيته».
(فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ ناقَةَ اللهِ) أي : ذروا ناقة الله ، واحذروا عقرها
__________________
(١) الحاقّة : ٥.
(٢) اليافوخ : فراغ بين عظام الجمجمة في مقدّمتها وأعلاها ، لا يلبث أن تلتقي فيه العظام.
(٣) الصور : النخل الصغير.
(٤) الدقعاء : التراب ، الأرض لانبات بها.
(٥) أي : رأسه.