بالعمل ، والثاني في ترك المحارم ، لاقترانه بما يجري مجرى الوعيد ، وهو قوله : (إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ).
(وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ) تركوا أداء حقّ الله (فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ) فجعلهم ناسين لها بالخذلان حتّى لم يسمعوا ما ينفعها ، ولم يفعلوا ما يخلّصها. أو فأراهم يوم القيامة من الأهوال ما نسوا فيه أنفسهم. أو حرّمهم حظوظهم من الخير والثواب. (أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) الكاملون في الفسوق. وهم الكفّار المصرّون على كفرهم.
(لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ (٢٠) لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (٢١) هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ (٢٢) هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٢٣) هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢٤))
ثمّ بيّن سبحانه ضعة الكافرين ورفعة المؤمنين ، فقال : (لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ) أي : الّذين استمهنوا نفوسهم فاستحقّوا النار (وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ) والّذين استكملوا نفوسهم فاستأهلوا الجنّة. واحتجّ به أصحابنا والشافعيّة على أنّ المسلم