بأنّ العداء كيف
يأخذ بالشخص إلى إنكار البديهي ، والتَّعامي عن النّيِّرات!
ذكر اليافعي في مرآة الجنان ج ٣ ص ١١٣ :
إنّ أبا إسحاق الشيرازي المتوفّى سنة ٤٧٦ هجرية لمّا ورد بلاد العجم ، خرج أهلها
إليه بنسائهم وأطفالهم للتبرّك به ، فكانوا يمسحون أردانهم به ، ويأخذون من تراب
نعله فيستشفون به.
وإذا صحّ مثل هذا ، فلماذا كان
الاستشفاء بتربة الحسين عليهالسلام
، وهو سيّد شباب أهل الجنّة ، بدعة وضلالة؟!
ثُمّ في ج ٣ ص ١٣٣ منه ، يعدّ من فضائل
أحمد وكراماته ، وما حباه اللّه عن خدمته في الدِّين : إنّ إبراهيم الحربي رأى في
المنام بشر الحافي خارجاً من مسجد الرصافة وفي كمّه شيءٌ ، فسأله عنه ، فقال : لمّا
قدم علينا روحُ أحمد بن حنبل نثر عليه الدر والياقوت ، فهذا ممّا التقطته!
أصحيح أنْ تُعدّ هذه الرؤيا من الكرامات
، ويُعدّ من الباطل حديث الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله
في حقّ سيّد الوصيّين عليهالسلام
، ومَن هو منه بمنزلة هارون من موسى ، ولولاه لما قام للدّين عمود ، ولما أخضرّ له
عود ؛ وذلك لمّا تزوّج أمير المؤمنين من سيّدة نساء العالمين عليهماالسلام ، بأنّ اللّه تعالى
أمر شجرة طوبى أنْ تحمل صكاكاً فيها براءة لمُحبّي علي وفاطمة عليهماالسلام من النّار ، وأنشأ
تحتها ملائكة التقطوا ما نثرته عليهم ، يحفظونه إلى يوم القيامة ؛ كرامة لعلي
وفاطمة عليهماالسلام؟!
ثُمّ يرمي راوي هذه الكرامة بالجهالة
والرفض ، ويعدّ الحديث من الموضوعات
، مع شهرة الحديث بين المُحدّثين والمُنقّبين في
__________________