النوعي ، بمعنى
انقطاع العذاب عن الكفار ، وفي توضيحه لهذه النظرية ينقل عن أستاذه قوله :
إن قيل : إن الاصول الحكمية دالة على أن
القسر لا يدوم على طبيعة ، وإن لكل موجود غاية يصل اليها يوماً ، وأن الرحمة الالهية وسعت كل شيء ، كما قال جل ثناؤه : (
... عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ).
وأيضاً : الآلام دالة على وجود جوهر
أصلي مقاوم لها ، والتقاوم بين المتضادين لا يكون دائمياً ولا أكثرياً.
وقد ورد في الشرائع : خلود الفريقين في
الدارين فكيف التوفيق.
قيل : معنى خلود أهل الجنة في الجنة :
خلود كل واحد واحد فيها ، ومعنى خلود أهل النار في النار أنها دائمة بأهلها فلا منافاة.
واستدل أيضاً في إثبات انقطاع العذاب عن
الكفار بنفس الأدلة التي تمسك بها أستاذه ، فنقل قول أستاذه في الأسفار بقوله : قال بعض أهل التحقيق : إن نظام الدنيا لا ينصلح إلا بنفوس غليظة وقلوب قاسية ، فلوكان الناس كلهم سعداء بنفوس خائفة من عذاب الله خاشية ، لاختل النظام بعدم القائمين بعمارة هذه الدار من النفوس الغلاظ كالفراعنة والدجاجة ، والنفوس المكارة كشياطين الإنس ، والنفوس البهيمية كجهلة الكفار ... الخ.
ويشير أيضاً إلى دليل آخر لصدر
المتألهين ينقله عن الأسفار ، وهو ذاتية الرحمة الالهية والخيرات الصادرة عنه ، وعرضية الشرور بقوله : قال بعض أهل المعرفة : إن جهنم ليست بدار حقيقية متأصلة ، لأنها صورة غضب الله ، كما أن الجنة صورة رحمة الله. وقد ثبت أن رحمة الله ذاتية واسعة كل شيء ، والغضب عارضي ، وكذا الخيرات صادرة بالذات ، والشرور واقعة بالعرض ،
________________