العذاب الدائم ، لكن
آلامها متفتة متجددة على الاستمرار بلا انقطاع ، والجلود فيها متبدلة ، وليس هناك موضع راحة واطمئنان ، لأن منزلتها من ذلك العالم منزلة عالم الكون والفساد من هذا العالم.
واعتبر المحشون والمعلقون على كتب
صدرالدين الشيرازي عبارة الشيخ هذه بأنها تدلّ على رجوع عن الخلود النوعي ، فقال الخواجوي : وليعلم أن المصنف ( قدس سره ) في كتابه ( الحكمة العرشية ) صرح بدوام الخلود وتسرمد العذاب.
وقال جلال الدين الآشتياني في تعليقه
على شواهد الربوبية : مسألة خلود الكفار وانقطاع العذاب عنهم ، لا يلائم القواعد العقلية والآثار الواردة عن حملة الوحي عليهم السلام ، وقد عدل عن هذا القول المصنف العلامة.
أما المحقق المتأله ملاهادي السبزواري ،
فقد قال في تعليقته على شواهد الربوبية : وبعض كلمات المصنف ( قدس سره ) متشابهة ، ولكن كلامه في رسالته المسماة بالحكمة العرشية محكم ، فليرد المتشابه إلى المحكم.
ولكن أحد المعاصرين أصر على عدم رجوع العلامة صدرالدين الشيرازي عن نظرية الخلود النوعي بحجة أن قوله في العرشية بدوام العذاب لايتنافى مع الخلود النوعي ، وما انكشف لصدرالدين الشيرازي ورجع عنه هو نظرية تبدل العذاب إلى العذب ، والنقمة إلى النعمة ، فقال : ويدل على ما قلناه ما نقله في نفس كتاب العرشية من عبارات مفصلة عن ابن عربي يشير فيها إلى تبدل العذاب إلى العذب ، والتذاذ الكفار بالنار والعقارب والحيات ، قبل أن
________________