يختصره دون الإخلال بمعانيه أو متفرق يجمعه أو متخلط يرتبه ويحسن نظمه وهكذا. وبحث الخلود في جهنم ليس ابتداعاً واختراعاً جديداً لانه مطروح مسبقاً في الكتاب والسنة وقبل ذلك في الكتب المقدسة للأديان السماوية وإنما الجديد في الأمر هو جمع المعلومات المتفرقة والمختلطة في طوايا كتب التفسير والكلام والفلسفة ونظمها وترتيبها وترتيباً منطقياً بحلّة جديدة ومنسجمة في مضامينها وبيان المطالب المطروحة بصورة يسهل فهمها ، حيث لم أجد ـ وفق مساحة اطلاعي ـ من بحث في هذا الموضوع أو كتب عنه بهذه الصورة لا في الجانب التفسيري ولا الكلامي ولا الفلسفي لانه ليس من السهل البحث في موضوع متشابك الأبعاد ومتشتت المذاهب في خصوصه ، والذي يعد جزءاً من مسائل المعاد ، وهذه المسائل كما نعلم من الغيبيات التي لا يمكن اثبات جزئياتها أو فروعها إلّا عن طريق الوحي وهذا الموضوع الهام عقائديا قد أخبرنا الوحي به في الكتاب وأكدته الأحاديث الشريفة وروايات المعصومين عليهمالسلام وان الأدلة العقلية التي اقيمت على إثبات الخلود في جهنم لا يمكن الإعتماد عليها لوحدها كمسألة مسلم بها عقلياً لولا الوحي الالهي الذي أخبرنا به فالإدلة العقلية تعتبر مؤيدات لإثبات إخبار الوحي بوجود الخلود في جهنم ، كما ان وجود بعض الآيات القرآنية الدالة بظاهرها على انقطاع العذاب عن الكفار مما زاد من مشكلة البحث في هذا الموضوع وايضاً وجود بعض الإشكالات العقلية على القول بالخلود في جهنم حتى جعلت البعض من علماء الإسلام أن يذهب إلى القول بإنقطاع العذاب عن الكفار ولأجل هذا كله فقد صرح صدرالدين الشيرازي بان هذا المسألة ـ أي بحث الخلود في جهنم ـ من ( المسائل العويصة ) ووضفها المحقق السبزواري بانها ( من الأسرار التي لا تفهمها العقول وتضرها وتهلكها ).
يتبع الباحث في كل موضوع منهجاً مجدداً
واسلوباً معيناً من بين وفرة