دينه ، قتله وهو يقول بقوله ؟ قال : ليس هذا الذي ذكر في الكتاب ، ولكن يقاد به والدية إن قبلت. قلت : فله توبة ؟ قال : نعم ، يعتق رقبة ، ويصوم شهرين متتابعين ، ويطعم ستين مسكيناً ، ويتوب ويتضرع ، فأرجو أن يتاب عليه ». ١
ويؤيده أيضاً ما روي في سبب نزوله حيث أنها نزلت في مقيس بن صبابة الكناني ، وجد أخاه هشاماً قتيلاً في بني النجار ، فذكر ذلك لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأرسل معه قيس بن هلال الفهري ، وقال له : قل لبني النجار إن علمتم قاتل هشام فادفعوه إلى أخيه ليقتص منه ، وان لم تعلموا فادفعوا إليه ديته. فبلغ الفهري الرسالة ، فأعطوه الدية ، فلما انصرف ومعه الفهري وسوس إليه الشيطان ، فقال : ما صنعت شيئاً ، أخذت دية أخيك فيكون سبّة عليك ، أقتل الذي معك لتكون نفس بنفس ، والدية فضل فرماه بصخرة فقتله ، وركب بعيراً ورجع إلى مكة كافراً ، وأنشد يقول :
قتلت به فهراً وحمّلت عقله |
|
سراة بني النجار أرباب فارع |
فأدركت ثأري واضطجعت موسّداً |
|
وكنت إلى الأوثان أول راجع |
فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لا أؤمنه في حلّ ولا حرم ، فقتل يوم الفتح رواه الضحاك وجماعة من المفسرين. ٢
ويؤيده كذلك ما روي عن ابن عباس في معنى قوله ( معتمداً ) فقال : أي مستحلاً لقتله. ٣
النتيجة : والصحيح هو حمل تفسير الآية على الوجه ، الرابع وهو كون القاتل مستحلاً في قتله ، ويمكن الاستدلال عليه بالنقاط التالية :
________________
١. تفسير العياشي ، ج ١ ، ص ٤٣٠ ؛ وراجع : تهذيب الاحكام ، ج ١٠ ، ص ١٦٤.
٢. مجمع البيان ، ج ٣ ، ص ٩٢ ؛ وراجع : تفسير البيضاوي ، ج ٢ ، ص ٢٣٦.
٣. راجع : المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ، ج ٢ ، ص ٩٥ ؛ تفسير القرآن الكريم ، ج ٤ ، ص ٣٤٤ ، ٣٤٥.