يقدم من الغيبة ، فيدخل عليه وقت الصلاة ، فقال : ان كان لا يخاف أن يخرج الوقت فليدخل فليتم ، وان كان يخاف أن يخرج الوقت قبل أن يدخل فليصل وليقصر (١). والعمل بمضمونه لا يخلو من قوة.
وثانيهما : خوف خروج الوقت باتمام الصلاة ، كما ذكره الشيخ والصدوق في التأويل ، وهو الظاهر.
مما رواه الشيخ عن سعد ، عن محمد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، عن حماد بن عثمان ، عن اسحاق بن عمار ، قال : سمعت أبا الحسن عليهالسلام يقول في الرجل يقدم من سفره في وقت الصلاة ، فقال : ان كان لا يخاف الفوت فليتم ، وان كان يخاف خروج الوقت فليقصر (٢).
وانما حكمنا بصحته ، والمشهور أنه موثق لوجود اسحاق بن عمار في الطريق حتى أن السيد السند في المدارك قد حكم بضعف سند هذه الرواية في الموضعين لذلك تبعا لاخرين ، زعما منهم أن المراد به اسحاق بن عمار بن موسى الساباطي الفطحي ، لان الأمر ليس كذلك.
بل المراد به اسحاق بن عمار بن حيان الصيرفي الإمامي الثقة ، والدليل عليه أن الساباطي لم يرو عن أحد من الأئمة عليهمالسلام ، فهذا قرينة واضحة على أن المراد به الصيرفي الإمامي الثقة ، وقد فصل الكلام فيهما (٣) الفاضل القهپائي رحمهالله في حواشيه على كتابه المسمى بمجمع الرجال بما لا مزيد عليه ، فليرجع اليه.
نعم مستند الصدوق حيث قال في تأويل حديث محمد : يعني به اذا كان لا يخاف فوات خروج الوقت أتم ، وان خاف خروج الوقت قصر ، ثم صدقه
__________________
(١) تهذيب الأحكام ٣ / ١٦٤ ، ح ١٥.
(٢) تهذيب الأحكام ٣ / ٢٢٣.
(٣) أى : فى اسحاقين « منه ».