معتضداً ، ولذا عمل بها ابنُ إدريس ، مع عدم عمله بالآحاد ، ورميِهِ كثيراً من الأخبار ، بأنّها من الآحاد مطّرداً ، ولكون كتاب ( العلل ) دون ( الفقيه ) و ( الخصال ) بها منفرداً.
وأمّا ثانياً : فلخلوّها في ( الكافي ) و ( التهذيب ) و ( الاستبصار ) من ذكر الإربيان.
ففي ( الكافي ) : عن العدّة ، عن أحمد بن محمّد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : « لا تأكل الجرّيثَ ، ولا المارماهي ، ولا طافياً ، ولا طحالاً ؛ لأنّه بيتُ الدّمِ ، ومضغةُ الشّيطان » (١).
وفي ( التهذيب ) : روى الحسينُ بن سعيد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، وزاد في ( الاستبصار ) (٢) : عن أبي عبد الله عليهالسلام ، ولعلّ سقوط لفظ ( أبي عبد الله ) من ( التهذيب ) من سهو الناسخ قال
لا تأكلْ الجرّيثَ ، ولا المارماهي ، ولا طافياً ، ولا طحالاً ؛ لأنّه بيتُ الدم ، ومضغةُ الشيطان (٣).
والدليل على اتّحادها مع الروايتين المذكورتين اشتراكُ الجميع في الراوي وهو عثمان بن عيسى ، عن سَماعة والمرويّ عنه ، وهو الصادق عليهالسلام ، وسياق الرواية.
وأمّا ثالثاً : فلأنّ الذي وجدته في ( العلل ) في نسخة منها بدل الإربيان : « ولا أرنباً » وهو ظاهرٌ.
وفي نسخةٍ بدله : « ولا رسات » بالراء والسين المهملة ، والألف ، ثمّ التاء المثنّاة الفوقانية.
وفي نسخة اخرى صحيحة معتمدة مضبوطة ، بدله : « ولا ربيات » بالراء المهملة ، ثمّ الباء الموحّدة ، ثمّ الياء المثنّاة التحتية ، ثمّ الألف ، ثمّ التاء أيضاً كذلك.
وفي نسخة رابعةٍ بدله بهذه الصورة : « ولا ربثار ».
وما سوى النسخة الأُولى غير ظاهر المعنى.
فلعلّ الناقل أو الناسخ صحّفه بالإربيان لقصد الإصلاح ، لعدم معرفتِهِ لمعنى
__________________
(١) الكافي ٦ : ٢٢٠ / ٤. (٢) الإستبصار ٤ : ٥٨ / ٢٠٠.
(٣) التهذيب ٩ : ٤ / ٨ ، وفيه : ( عن سَماعة قال : قال : لا تأكل .. ).