( النهاية ) (١) إلى القيل.
وعلى كلّ المعاني فهو منطبق على ما قلناه ومؤيّد لما ذكرناه ، ولما سمعت من امتداد العصر إلى ذينك الوقتين قيّده الإمام عليهالسلام بمضي الساعة فقط احترازاً عن إتمام اليوم الذي يلزم بسببه ولو حصول صورة الصوم الذي فيه ما فيه من الوعيد واللوم.
نعم ، على تفسير العصر بآخر النهار والبقاء على الإمساك إلى مضيّ ساعة بعده يلزم استغراق النهار ، اللهمّ إلّا أن يحمل آخر النهار على النصف الثاني منه ؛ إمّا من باب مجاز المشارفة ، أو من باب تسمية الكلّ باسم البعض ، فلا إشكال.
وعلى كلِّ حال ، فلا بدّ من الإفطار قبل وقت الإفطار من الصيام ليحصل الامتثال ويخرج من الإشكال ، والله العالم بحقيقة الحال.
وأمّا الساعة ، فقد تطلق على الجزء القليل من النهار أو الليل ، كما يقال : جلستُ عنده ساعة من النهار ، أي : وقتاً قليلاً ، وقد تطلق على مطلق الوقت والحين طال أم قصر ، وعلى الوقت الحاضر أيضاً ، وقد تطلق على جزء من أربعة وعشرين جزءاً هي مجموع اليوم والليلة لكلٍّ منهما اثنا عشر ، وتنقسم هذه إلى مستوية ومعوجّة.
فأمّا الساعة المعتدلة : فهي التي يختلف عددها ولا يختلف قدرها وكميّة أجزائها أبداً ، بل أجزاء كلّ ساعة منها خمسة عشر جزءً ، عبارة عن خمس عشرة درجة ، وذلك أنّ قوس الليل والنهار ثلاثمائة وستون درجة ، فإذا قُسّمت على أربعٍ وعشرين ساعة حصل حصّة الساعة خمس عشرة درجة.
قيل : والدرجة ستون دقيقة ، والدقيقة : قدر قولك : سبحان الله والحمد لله ولا إلهَ إلّا الله والله أكبر ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله ربّ العالمين ، مرتّلاً.
فيكون قدر الساعة من هذه الكلمات سبعمائة مرّة ، وبهذا التقدير يتقدّر جميع
__________________
(١) النهاية ( ابن الأثير ) ٣ : ٢٤٢.