هو السمك
المعروف عندنا بـ ( الصافي ) ؛ لأنّه عند قبضه خالٍ من الفلوس الظاهرة ، كالكنعت ،
لأنّه كما يقولُ الصيادون : إذا وقع في آلة الصيد يرتعشُ فينفضُ فلوسه ، ولا يظهر
منها إلّا يسيرٌ في مواضع مخصوصة. ومع رجحانِ هذا الاحتمال يسقطُ ذلك الاستدلال.
الفرق بين الرَّبيثا
والرَّبيان
وأمّا
قوله : ( وبعضُ
الأصحابِ فرّقَ بين الرَّبيثا والرّبيان ).
ففيه
: أنّ الفارق هو
الكلّ فضلاً عن الجلّ ، إذ لم يصرّح أحدٌ بالاتّحاد من علمائنا الأمجاد ، فلو عكس
لكان أوْلى بالاعتماد.
قولُه
: ( كما
صرّح به المصنِّفُ في ( الدروس ) والعلّامةُ في ( التحرير ) ، وجوّزا أكله ).
أقول
: عبارةُ (
الدروس ) و ( التحرير ) صريحةٌ في الفرق بينهما ، وحلّ أكلهما ، على وجهٍ يشعرُ
بعدم الخلاف فيهما.
قال الشهيدُ في
( الدروس ) : ( وإنّما يحلّ السمك ذو الفلس ، كالشبّوط بفتح الشين ، والتشديد
والربيثا والإربيان بكسر الهمزة وهو أبيضُ كالدود ) . انتهى.
فإنّ عدّهما في
جملة ذلك العنوان ظاهرٌ في عدم الخلاف ، بل الإجماع من علمائنا الأعيان.
وفي ( التحرير
) : ( يجوز أكلُ الكنعث ، والربيثا بفتح الراء والإربيان بكسر الألف وهو أبيضُ
كالدود ، وكالجراد ) انتهى.
وهو صريح
كسابقه في عدم الاتّحاد.
ولكنّه رحمهالله في ( القواعد ) اقتصر على الربيثا ، ونفى البأسَ فيه ، كـ ( الشرائع ) .
__________________