( الوسائل ) مقطوع ، وإنْ اشتركا في الإرسالِ بالمعنى الأعمّ .
ولعلّه رحمهالله نقله من غير ملاحظةِ أصلِ ( المحاسن ) ، بل من حفظِهِ ،
أو بمعناه لا بلفظه ، ولهذا نقص منه ألفاظاً كثيرة ، كما ترى ، وهو منه رحمهالله عجيبٌ ، وما كلّ داءٍ يعالجه الطبيب.
والظاهر أنّ
معاد الضمير في : ( عنه ) هو المصنّف نفسُه ، لقوله في مواضع ، في أوّل الأبواب :
أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن فلان ، ثمّ يقول بعده : عنه ، عن فلان .
وفي مواضع
كثيرة : عنه ، عن أبيه البرقي ، عن فلان .
وكيف كان ،
فالذي يتخيّل في بادئ النظر أن لا دلالة في هذا الخبر على اتّحادهما بعين ولا أثر
، إذْ قُصارى ما دلّ عليه أنّ الإربِيان يتّخذ منه شيءٌ ، يقال له الربيثا ،
بناءً على أنّ جملة : ( يقال له ) .. إلى آخره ، صفة ( لشيء ) لقربها منه ، لا
أنّه هو الربيثا.
ولكنّ الإنصافَ
أنّه لا يخلو من دلالةٍ ، لأنّ جملة : ( يقال ) وإنْ كان قربُها من لفظ : ( شيء )
يقتضي كونها صفةً له ، لكن لمّا عُلِم كونُ الربيثا صنفاً منفرداً مستقلا ، لا
يتّخذ من شيءٍ آخر ، تعيّن صرفُهُ عن الظاهر إلى جعل الجملة خبراً بعد خبر ، أو
صفةً للخبر.
فكأنّ السائلَ
قال على الوجه الأوّل : الإربيان يُقال له الربيثا ، يتّخذ منه شيء ، بقرينة
قولهِ فيه : يؤكل رطباً ، ويابساً ، وطبيخاً.
وعلى
الثاني : الإربيان
يتّخذ منه شيء ، يقال لذلك المتّخذ الرّبيثا. وحينئذ ينطبق على المدّعى.
إلّا إنّ هذا
الظهور لا يصحّ للحجيّة في هذا المقام ، إذ قصاراه أنَّ المفسِّر له به هو
__________________