قال جابر : فقلت : يا بن رسول الله ، ما نعرف اليوم أحدا بهذه الصفة. فقال : يا جابر ، لا تذهبن بك المذاهب ، حسب الرجل أن يقول أحب عليا وأتولاه ، ثم لا يكون مع ذلك فعالا ، فلو قال : إني أحب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ورسول الله خير من علي ، ثم لا يتبع سيرته ، ولا يعمل بسنته ، ما نفعه حبه إياه شيئا ، فاتقوا الله واعملوا لما عند الله ، ليس بين الله وبين أحد قرابة ، أحب العباد إلى الله وأكرمهم عليه أتقاهم له ، والله ما يتقرب إلى الله إلا بالعمل ، وما معنا براءة من النار ، وما لنا على الله ( لاحد ) من حجة ، من كان ( لله ) مطيعا فهو لنا ولي ، ومن كان ( لله ) عاصيا فهو لنا عدو ، والله لا تنال ولايتنا إلا بالعمل.
١٥٣٦ / ٢ ـ ذكر الفضل بن شاذان رحمهالله في كتابه الذي نقض به على ابن كرام ، قال : روى عثمان بن عفان ، عن محمد بن عباد البصري صاحب عبادان ورئيس الغزاة ، قال عثمان : قال لي محمد بن عباد : يا شجري ألا أحدثك بأعجب حديث سمعته قط؟ قال : قلت : حدثني رحمك الله. قال : كان في جواري هاهنا رجل من أحد الصالحين ، فبينا هو ذات ليلة نائم إذا رأى كأنه قد مات ، وحشر إلى الحساب ، وقرب إلى الصراط. قال : فلما جزت إلى الصراط ، فإذا أنا بالنبي عليهالسلام جالس على شفير الحوض ، والحسن والحسين عليهماالسلام بيديهما كأس النبي صلىاللهعليهوآله يسقيان الأمة ، فدنوت إلى الحسن عليهالسلام فقلت : اسقني ، فأبى علي ، فدنوت إلى الحسين عليهالسلام فقلت له : اسقني ، فأبى علي.
فأتيت النبي عليهالسلام فقلت : يا رسول الله ، مر الحسن والحسين يسقياني ، قال : لا تسقياه. قلت : بأبي أنت وأمي ، أنا مؤمن بالله وبك ، لم أخالفك ، فكيف لا تسقونني! مر الحسن والحسين أن يسقياني ، فقال : لا تسقياه ، فإن في جواره رجلا يلعن عليا فلم يمنعه ، فدفع إلي سكينا وقال : اذهب فاذبحه ، فذهبت في منامي فذبحته ، ثم رجعت فقلت بأبي أنت وأمي قد فعلت ما أمرتني به. قال : هات السكين ، فدفعته ، قال : يا حسين اسقه. قال : فسقاني الحسين عليهالسلام وأخذت الكأس بيدي ، ولا أدري شربت أم لا ، ولكني استنبهت من نومي ، وإذا بي من الرعب غير قليل ، فقمت إلى صلاتي ، فلم أزل أصلي وأبكي حتى انفجر عمود الصبح ، فإذا بولولة وصيحة ، وإذا هم ينادون