قد دخل في دائرة الشك فلا يصح الاستدلال به.
كذلك الأمر فيما يتعلق بتحديد عدد الفرق فهو يقودنا إلى نفس النتيجة ، وهي الارتياب في النص ، خاصة إن الرواية السابعة لم تشر إلى الفرقة الناجية ، وأن تحديدها فى دائرة الصحابة أمر غير مقبول عقلا ولا تسانده الوقائع التاريخية كما أشرنا سابقاً.
أما الرواية الحادية عشر والثانية عشر فقد كشفت لنا أبعاداً جديدة فيما يتعلق بالفرقة الناجية ، فقد أشارت الأولى إلى أن واحدة من الثلاث وسبعين فرقة ـ في الجنة وسائرهن في النار دون أن تشير إلى جهة محددة كما أشارت الروايات الأخرى.
ومن جهة أخرى فإن الراوي عوف بن مالك لم يسأل الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن الفرقة الناجية وإنما سأله عن توقيت الافتراق؟
وكان الجواب هو : إذا كثرت الشرط وملكت الإماء وقعدت الحملان على المنابر واتخذ القرآن مزامير وزخرفت المساجد ورفعت المنابر.
وهذه هي علامات فرق النار التي تتمثل في كثرة أعوان السلطان والضرب والقتل وتملك الإماء وسيطرة دعاة السوء والجهالة والضلالة على المنابر واتخاذ القرآن مزامير للتغني به دون توقيره والاستفادة منه وزخرفة المساجد والإخلال بدور المنابر في توعية الأمة وتوجيهها.
وهذه العلامات لا تنطبق على فرقة من الفرق سوى أهل السنة الذين تحققت لهم السيادة والتمكن في ظل حكومات الأمويين والعباسيين والأيوبيين وغيرهم ، تلك الحكومات التي سادت في ظلها هذه الشرور