عامة الناس.
من هنا أعتبر أهل السنة أنه يخرج من مفهوم الجماعة المبتدعة وأصحاب الأهواء والمحدثات في الدين واتباع الفرق الأخرى.
واستدلوا على ذلك بحديث منسوب للرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : لا تجتمع أمتي على ضلالة ولأنهم هم الذين يمثلون الأمة وينطقون بلسانها بنفوذ الحكام فقد اعتبروا أنفسهم الأمة وأن اجتماعهم يكون على الحق دائماً ، وبالتالي فهم من خلال تحصّنهم بهذا الحديث يكونون في دائرة العصمة (١).
كذلك تحصن أهل السنة بحديث آخر يقول : من أحدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد (٢).
وتحصنوا بحديث ثالث يقول : يد الله مع الجماعة (٣).
ومثل هذه الأحاديث يعتمد عليها أهل السنة في إثبات كونهم الفرقة الناجية ومثلهم في هذا كمثل بيت العنكبوت في وهنه وضعفه إذ أن
__________________
١ ـ حديث ضعيف رواه ابن أبي عاصم برقم ٨٠١ ، وضعفه الألباني في سلسلته ج ١ / ٣٩ : ٤٠ ، وذكره الشاطبي في كتابه الاعتصام ، والترمذي كتاب الفتن ج ٤ / ٤٦٦ برقم ٢١٦٧ ، وأحمد في مسنده ج ٥ / ١٤٥ ، والحاكم في مستدركه ج ١ / ١٥ ، والدارمي ج ١ / ١٤٥.
وهذا الحديث في إسناده سليمان بن سفيان القرشي التيمي وثقه ابن حبان وقال : يخطىء وقال عنه ابن معين ليس بثقة. وقال عنه المديني : روى أحاديث منكرة. وقد أجمعوا أنه من رواة المناكير.
٢ ـ رواه البخاري ومسلم.
٣ ـ هذا النص جزء من الحديث الأول. وقد انفرد به الترمذي في حديث مستقل.