وفي حديث الكوفي :
«وإن أبا محمد عليهالسلام بعث الى بعض من سمّاه لي بشاة مذبوحة ، وقال : هذه من عقيقة ابني محمد» (١).
لذلك قال الشيخ المفيد قدسسره في دليل الاثبات ما نصّه :
«والخبر بصحّة ولد الحسن عليهالسلام قد ثبت بأوكد ما تثبت به أنساب الجمهور من الناس ، إذ كان النسب يثبت بقول القابلة ومثلها من النساء اللاتي جرت عادتهنّ بحضور ولادة النساء وتولّي معونتهم عليه ، وباعتراف صاحب الفراش وحده بذلك دون مَن سواه ، وبشهادة رجلين من المسلمين على إقرار الأب بنسب الابن منه.
وقد ثبتت أخبار عن جماعة من أهل الديانة والفضل والورع والزهد والعبادة والفقه عن الحسن بن عليّ عليهماالسلام ، أنّه اعترف بولده المهديّ عليهالسلام ، وآذنهم بوجوده ، ونصّ لهم على إمامته من بعده.
وبمشاهده بعضهم له طفلاً ، وبعضهم له يافعاً وشاباً كاملاً ، وإخراجهم الى شيعته بعد أبيه الأوامر والنواهي والأجوبة عن المسائل ، وتسليمهم له حقوق الأئمّة من أصحابه.
وقد ذكرتُ اسماء جماعة ممّن وصفتُ حالهم من ثقات الحسن بن عليّ عليهماالسلام وخاصّته المعروفين بخدمته والتحقيق به ، واثبتُ ما رووه عنه في وجود ولده ومشاهدتهم من بعده ، وسماعهم النصّ بالإمامة عليه.
وذلك موجود في مواضع من كتبي ، وخاصّه في كتابيّ المعروف أحدهما : بـ «الارشاد في معرفة حجج اللّه على العباد» والثاني بـ «الايضاح في الامامة
__________________
(١) كمال الدين : ٤٣٢ ب ٤ ح ١٠.