سنة ، وإنَّ الصبيَّ منّا ليتكلّم في بطن اُمّه ويقرأ القرآن ويعبد ربّه عزّ وجلّ ، [و] عند الرضاع تطيعه الملائكة وتنزل عليه صباحاً ومساءً.
قالت حكيمة : فلم أزل أرى ذلك الصبيَّ في كلِّ أربعين يوماً الى أن رأيته رجلاً قبل مضيِّ أبي محمد عليهالسلام بأيّام قلائل فلم أعرفه.
فقلت لابن أخي عليهالسلام : من هذا الذي تأمرني أن أجلس بين يديه؟
فقال لي : هذا ابن نرجس ، وهذا خليفتي من بعدي ، وعن قليل تفقدوني ، فاسمعي له وأطيعي.
قالت حكيمة : فمضى أبو محمد عليهالسلام بعد ذلك بأيّام قلائل ، وافترق الناس كماترى.
وواللّه إنّي لأراه صباحاً ومساءً وإنّه لينبئني عمّا تسألون عنه فأخبركم.
وواللّه إنّي لاريد أن أسأله عن الشيء فيبدأني به.
وإنّه ليرد عليَّ الأمر. فيخرج إليَّ منه جوابه من ساعته من غير مسألتي ، وقد أخبرني البارحة بمجيئك إليَّ وأمرني أن اُخبرك بالحقِّ ...» (١).
وشهادة السيدة الجليلة حكيمة الحاضرة حين الولادة ، كافية بوحدها في إثبات الولادة (٢).
__________________
(١) كمال الدين : ص ٤٢٩ ب ٤٢ ح ٢.
(٢) فإن السيدة حكيمة ، مضافاً الى جلالة قدرها وصدق كلامها. كانت هي المتولّية لشؤون ولادة السيدة نرجس ـ والدة الإمام الحجّة عليهالسلام ـ وشهادتها معتبرة في الولادة.
بالاضافة الى اعتبار شهادة النساء منفردات في الولادة ، كما هو ثابت في الفقه بقيام النص الصحيح عليه ، وعدم الخلاف فيه كما تلاحظه في : الجواهر : ج ٤١ ص ١٧٠ ، فلاحظ.
بل لا خلاف فيه حتى عند العامة.
ففي بداية المجتهد (للقرطبي) : ج ٢ ص ٤٥٤ : «وأما شهادة النساء منفردات ـ أعني النساء دون الرجال ـ