فعدت الى أبي عبداللّه عليهالسلام إحدى عشرة مرّة اُريد منه أن يستتمَّ الكلام ، فما قدرت على ذلك. فلمّا كان قابل السنة الثانية دخلت عليه وهو جالسٌ فقال :
يا ابراهيم ، هو المفرِّج للكرب عن شيعته بعد ضنك شديد ، وبلاء طويل وجزع وخوف. فطوبى لمن أدرك ذلك الزمان؛ حسبك يا إبراهيم».
قال ابراهيم : فما رجعت بشيء أسرُّ من هذا لقلبي ولا أقرُّ لعيني (١).
٢ ـ حديث أبي بصير قال : سمعت أبا عبداللّه عليهالسلام يقول :
«إن سنن الأنبياء عليهمالسلام بما وقع بهم من الغيبات ، حادثة في القائم منّا أهل البيت حذو النعل بالنعل والقذَّة بالقذَّة.
قال أبو بصير : فقلت : يابن رسول اللّه ، ومن القائم منكم أهل البيت؟
فقال : يا أبابصير ، هو الخامس من ولد ابني موسى؛ ذلك ابن سيّدة الإماء ، يغيب غيبة يرتاب فيها المبطلون. ثمَّ يظهره اللّه عزّ وجلّ ، فيفتح اللّه على يده مشارق الأرض ومغاربها ، وينزل روح اللّه عيسى بن مريم عليهالسلام فيصلّي خلفه ، وتشرق الأرض بنور ربّها ، ولا تبقى في الأرض بقعة عُبد فيها غير اللّه عزّ وجلّ الا عُبد اللّه فيها ، ويكون الدين كلّه للّه ولو كره المشركون» (٢).
٣ ـ حديث سدير الصير في المفصل الشريف ، قال : دخلت أنا والمفضل بن عمر وأبو بصير وأبان بن تعلب على مولانا أبي عبداللّه الصادق عليهالسلام ، فرأيناه جالساً على التراب وعليه مسحٌ (أي كساء من الشَّعر) ، خيبري مطوّق بلا جيب ، مقصّر الكمّين ، وهو يبكي بكاء الواله الثكلى ، ذات الكبد الحرَّى؛ قد نال الحزن من وجنتيه ، وشاع التغيير في عارضيه ، وابلى الدموع محجريه وهو يقول :
__________________
(١) كمال الدين : ص ٣٣٤ ب ٣٣ ح ٥.
(٢) كمال الدين : ص ٣٤٥ ب ٣٣ ح ٣١.