٣ ـ اسحاق القمّي ، قال : قلت لابي جعفر عليهالسلام : جعلت فداك ، ما قدر الامام؟
قال : «يسمع في بطن امّه ، فاذا وصل الى الارض كان على منكبه الايمن مكتوباً : (وتمّت كلمة ربّك صدقاً وعدلاً لا مبدّل لكلماته وهو السّميع العليم) (١).
ثمّ يبعث ايضاً له عموداً من نور تحت بطنان العرش الى الارض ، يرى فيه اعمال الخلايق كلّها.
ثمّ يتشعّب له عمود آخر من عند اللّه الى اذن الامام كلّما احتاج الى مزيد افرغ فيه افراغاً» (٢).
وعليه فالقانون الأساسي والنظام الحكومي لدولة الامام المهدي عليهالسلام ، قانون ونظام الهي حكيم خالص ، في جميع أرجاء الكون ومجالات الحياة.
وقد عرفت من آيات البشائر المتقدمة أنه مبنيٌ على عظيم النعم والتمكّن الأتم ، حيث قال عز اسمه : (ونُريد أن نَمُنَّ ...) (٣).
وقال عز من قائل : (ولَيمكننَّ لهم دينَهم الذي ارتضى لهم ...) (٤).
فتكون الحياة في دولته الشريفة هي الحياة الطيبة ، حياة الجنّة وعيشة السعادة ، بنظام اللّه وتدبيره ، وببركة قيادة الامام المهدي عليهالسلام الذي وجوده لطفٌ وتصرفه لطف آخر.
ولا عجب في ذلك فإنّ أهل البيت عليهمالسلام «مساكن بركة اللّه» ، كما في الزيارة
__________________
(١) سورة الأنعام : الآية ١١٥.
(٢) بصائر الدرجات : ص ٤٣٩ ب ١٢ ح ١ ، ٥ ، ٦.
(٣) سورة القصص : الآية ٥.
(٤) سورة النور : الآية ٥٦.