كسوفُ الشمسِ في النصفِ من شهرِ رمضان ، وخسوفُ القمرِ في آخره على خلافِ العاداتِ ، وخَسفٌ بالمغربِ ، وخَسفٌ بالمشرقِ ، ورُكودُ الشمسِ من عندِ الزوالِ إلى وسطِ أوقاتِ العصرِ وطلوعُها من المغربِ ، وقَتلُ نفسٍ زكيةٍ بظَهرِ الكوفةِ في سبعينَ من الصالحينَ ، وهَدمُ سورِ الكوفة ، وإقبالُ راياتٍ سُودٍ من قِبَلِ خراسان.
وظُهور المغربي بمصرَ وتَمَلُّكُه للشاماتِ ، ونزول التُركِ الجزيرةَ ، ونُزولُ الرومِ الرملةَ ، وطلوعُ نَجمٍ بالمشرِق يُضيءُ كما يُضيءُ القَمَرُ ثم يَنعطفُ حتى يكادُ يلتقيَ طَرَفاه ، وحُمرَةٌ تَظهرُ في السماءِ وتَنتَشِرُ في آفاقِها ، ونارٌ تَظهَرُ بالمشرِق طُولاً وتَبقى في الجَوِّ ثلاثة أيّامٍ أوسبعة أيّامٍ ، وخَلعُ العربِ أعنَّتَها وتملُّكها البلادَ وخُروجُها عن سلطانِ العجمِ.
وقَتلُ أهل مصر أميرَهم ، وخَرابُ الشامِ واختِلافُ ثلاثةِ راياتٍ فيه ، ودخولُ راياتِ قيس والعرب إلى مصرَ وراياتِ كندة إلى خراسان ، ووُرودُ خيلٍ من قِبَل المغربِ حتى تُربَط بفَناءِ الحيرةِ ، وإقبالُ راياتٍ سُود من المشرقِ نحوَها.
وبَثقٌ في الفراتِ ـ اي انفجار وجريٌ فيه ـ حتى يَدخُل الماءُ أزِقَّةَ الكوفةِ ، وخُروجُ ستينَ كذّاباً كُلّهم يَدَّعي النبوّةَ ، وخُروجُ اثنَي عَشَرَ من آلِ أبي طالب كُلُّهم يَدَّعي الإمامةَ لنَفسِهِ ، وإحراقُ رجلٍ عظيمِ القدرِ من شيعة بني العباس بين جلولاء وخانقين ، وعَقدُ الجسرِ ممّا يلي الكَرخَ بمدينةِ السلامِ ، وارتفاعُ ريحٍ سوداءَ بها في أوّل النهارِ؛ وزلزلةٌ حتى يَنخسفَ كثيرٌ منها.
وخوفٌ يَشمَلُ أهلَ العراقِ ، وموتٌ ذريعٌ فيه ، ونَقصٌ من الأنفسِ والأَموالِ والثمراتِ ، وجرادٌ يَظهرُ في أوانِه وفي غير أوانِهِ حتى يأتيَ على الزرعِ والغلّاتِ ، وقلّةُ رَيعٍ لما يَزرَعَه الناسُ ، واختلافُ صنفينِ من العجمِ وسَفكُ دماءٍ كثيرةٍ فيما بينهم ، وخروجُ العبيدِ عن طاعةِ ساداتِهم وقَتلُهم مَواليَهم.