فقمت وجعلت الحمل على الحمار ومشيت خلفهم ، فضلَّ عنّي الطريق ، وبقيت متحيّراً خائفاً من السباع والعطش في يومه.
فأخذت أستغيث بالخلفاء والمشايخ وأسألهم الاعانة وجعلتهم شفعاء عند اللّه تعالى وتضرَّعت كثيراً ، فلم يظهر منهم شيء.
فقلت في نفسي : إنّي سمعت من اُمّي أنّها كانت تقول : إنَّ لنا إماماً حيّاً يكنّى أبا صالح ، يرشد الضَّالَّ ويغيث الملهوف ويعين الضّعيف. فعاهدت اللّه تعالى إن استغثت به فأغاثني أن أدخل في دين اُمّي.
فناديته واستغثت به ، فإذا بشخص في جنبي ، وهو يمشي معي وعليه عمامة خضراء ....
ثمَّ دلَّني على الطريق ، وأمرني بالدُّخول في دين اُمّي ، وذكر كلمات نسيتها وقال : ستصل عن قريب إلى قرية أهلها جميعاً من الشيعة.
قال : فقلت : ياسيدي ، أنت لا تجيء معي إلى هذه القرية؟
فقال ما معناه : لا ، لأنّه استغاث بي الف نفس في أطراف البلاد ، اُريد أن اُغيثهم ، ثمَّ غاب عنّي.
فما مشيت إلّا قليلاً حتّى وصلت إلى القرية ، وكان في مسافة بعيدة ، ووصل الجماعة إليها بعدي بيوم.
فلمّا دخلت الحلّة ذهبت إلى سيّد الفقهاء السيّد مهدي القزويني طاب ثراه ، وذكرت له القصّة ، فعلّمني معالم ديني.
فسألت عنه عملاً أتوصّل به إلى لقائه عليهالسلام مرَّة اُخرى فقال : زُر أبا عبد اللّه عليهالسلام أربعين ليلة الجمعة.
قال : فكنت أزوره عليهالسلام من الحلّة في ليالي الجُمع ، إلى أن بقي واحدة. فذهبت من الحلّة في يوم الخميس ، فلمّا وصلت إلى باب البلد ، فإذا جماعة من