التسبيح قول العالم عليهالسلام : كل صلاة لا قراءة فيها فهو خداج (١) إلا للعليل ، أو يكثر عليه السهو فيتخوف بطلان الصلاة عليه» (٢).
وسأل فقال : يتخذ عندنا رُبُّ الجَوز لوجع الحلق والبحبحة (٣). يؤخذ الجوز الرطب من قبل ان ينعقد ويدق دقاً ناعماً ، ويعصر ماؤه ويصفي ويطبخ على النصف ويترك يوماً وليلة. ثم ينصب على النار ، ويلقى على كل ستة ارطال منه رطل عسل ويغلي رغوته ، ويسحق من النوشادر (٤) والشَبّ اليماني (٥) من كل واحد نصف مثقال ويداف بذلك الماء ، ويلقي فيه درهم زعفران المسحوق ،
__________________
(١) «الخداج» النقصان ، ووصفت الصلاة التي لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب بالمصدر للمبالغة (مجمع البحرين : ص ١٦١).
(٢) وردت هذه الفقرة من التوقيع المبارك في : الوسائل : ج ٤ ص ٧٩٤ ب ٥١ ح ١٤ ، ضمن الأحاديث الاخرى التي جعلت القراءة في الأخيرتين أفضل.
مثل الحديث العاشر من الباب من محمد بن حكيم ، قال : سألت أباالحسن عليه السلام أيهما أفضل : القراءة في الركعتين الاخيرتين او التسبيح؟ فقال :
«القراءة أفضل».
وفي قبال الأحاديث الاخرى التي يستفاد منها أفضلية التسبيح في الاخيرتين.
مثل الحديث الثالث من الباب يعني حديث محمد بن عمران ، عن الامام الصادق عليهالسلام :
«انما صار التسبيح أفضل من القراءة في الأخيرتين ، لأن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لما كان في الأخيرتين ذكر ما رأى من عظمة الله فدهش فقال : سبحان الله والحمد لله ولا اله الّا الله والله اكبر. فلذلك صار التسبيح أفضل من القراءة».
ففقرة التوقيع الشريف داخلة في باب التعارض.
وجمع بين الطائفتين بوجوه ، كحمل أفضلية القراءة للامام والتسبيح للمأموم ، كما حمل دليل تفضيل القراءة على التقيّة ، وغير ذلك من الوجوه والأقوال التي تلاحظ تفصيلها في : الحدائق : ج ٨ ص ٣٨٨.
(٣) اي بحّة الصوت وهي خشونة الصوت وغلظته.
(٤) وهي المادة السامة البيضاء النافذة المعروفة.
(٥) وهو الزاج ، وأجوده اليماني.