وعن الفَصّ الخَماهَن (١) ، هل يجوز فيه الصلاة اذا كان في اصبعه؟
الجواب :
«فيه كراهية أن يصلي فيه ، وفيه أيضاً اطلاق ، والعمل على الكراهة» (٢).
__________________
ومورد الرواية وإن كان حكماً ترخيصياً ، الا أن مفاد جوابه عليهالسلام إطراد الحكم بالتخيير في جميع موارد التعارض ، لقوله عليهالسلام : «من جهة التسليم» ؛ فانه تنبيه على علة الحكم ، ولازمه التعدي الى جميع موارد تعارض الخبرين .... فان قوله من باب التسليم بيان لعلة الحكم بالتخيير ، والمدار على عموم العلة لا خصوص المورد. (منتهى الدراية : ج ٨ ص ١١١).
(١) ورد هذا الحديث بهذا اللفظ أيضاً ـ وهو الصحيح ـ في : الوسائل : ج ٣ ص ٣٠٥ ب ٣٢ ح ١١.
و «خماهَن» بفتح الخاء والهاء ويسمى أيضاً خماهان وخماهين ؛ كلمة معرّبة ، ويطلق عليه الصندل الحديدي ، ويستعمل فصّاً للخاتم.
وهو حجر أسود اللون ، له جنسان فحلٌ ويسمى الحديد الصيني ، وأثنى يسمى حجر الخمار.
ويستعمل مسحوقة في الطب للعلل الصفراوية والدمويّة وآلام العيون ، ويستعمل ضماده للأورام والجَرَب والحكّة ، كما ضبط وعرّفه في : القرابادين : ص ١٩٩.
ونقل في : هامش كتاب الغيبة : ص ٢٣٢ ، عن كتاب الجماهر لمعرفة الجواهر (لأبي ريحان البيروني) : ص ٢١٥ ، طبعة حيدر آباد دكن ، سنة ١٣٥٥ هجرية ، ما هذا نصّه :
وأما الخَماهَن ، فأجوده الزنجي المتناهي السواد ، والصقالة الموهمة بياضاً على وجهه بالخيال ، ويستعمله أصحاب المصاحف في جلاء ذهبها.
قال الشاعر في تشبيه التوت الشامي به :
كأنما التوتُ على أطباقِهِ |
|
خَماهنٌ بعَندمٍ منقّطِ |
قال صاحب أشكال الأقاليم : إن معدنه من جبل مقطّم ونواحيه بأرض مصر ....
و «عوز سنك» يحاكيه في السواد والرزانة ، ويستعمله المذهِّبون بدل الخماهن عند عوزه.
و «بزوربان» منه ، صخور كبار ، وتسميها العرب «المعز» ، وأينما وجد من ظهر الأرض وبطنه كان علامة لوجود الذهب ونظن به أنه الخماهن لمشابهته الزنجي في اللون والثقل ، وجلاؤه بالسنباذج المحرق. فانّ غير المحرق لا يجلو الخماهن.
(٢) فسر بان الظاهر كون المراد أن فيه روايتين : احديها كراهة أن يصلي فيه والأخرى إطلاق ، والعمل على