أران (١) ، ويظهر من حديثه أنه أدرك خمسة من الأئمة الميامين ، من الامام الرضا الى الامام المهدي عليهمالسلام.
جاء في حديث الشيخ الطوسي ، عن الشيخ المفيد ، عن الصفواني (٢) قال :
«رأيت القاسم بن العلاء وقد عمّر مائة سنة وسبع عشرة سنة؛ منها ثمانون سنة صحيح العينين. لقي مولانا ابا الحسن وأبا محمد العسكريين عليهماالسلام ، وحُجب (٣) بعد الثمانين ، ورُدّت عليه عيناه قبل وفاته بسبعة أيام ، وذلك اني كنت مقيماً عنده بمدينة الران من أرض آذربايجان ، وكان لا تنقطع توقيعات مولانا صاحب الزمان عليهالسلام على يد أبي جعفر محمد بن عثمان العمري وبعده على أبي القاسم بن روح قدس اللّه روحهما.
فانقطعت عنه المكاتبة نحواً من شهرين ، فقلق رحمهالله لذلك. فبينا نحن عنده نأكل ، إذ دخل البواب مستبشراً ، فقال له : فيج العراق (٤) ، لا يسمى بغيره.
فاستبشر القاسم وحول وجهه الى القبلة ، فسجد ودخل كهل قصير يُرى أثر الفيوج عليه ، وعليه جبة مصرية ، وفي رجله نعل محاملي ، وعلى كتفه مخلاة. فقام القاسم فعانقه ووضع المخلاة عن عنقه ، ودعا بطشت وماء فغسل يده وأجلسه الى جانبه ، فاكلنا وغسلنا أيدينا.
__________________
(١) «ران» و «أرّان» بلدة واحدة ، وهي مدينة بين مراغة وزنجان في ايران ؛ فيها نهر ماء شرب منه أمن الحصاة أبداً كما في : معجم البلدان : ج ٣ ص ١٨.
(٢) الغيبة : ص ١٨٨ : أخبرني محمد بن محمد بن النعمان والحسين بن عبيدالله ، عن محمد بن احمد الصفواني رحمهالله.
(٣) اي حجب عن الرؤية للعمى.
(٤) «الفيج بافتح فالسكون معرب پيك ، بمعني القاصد والبريد.
قوله «لا يسمى بغيره إما ببناء المفعول ، اي كان هذا الرسول لا يسمى ولا يعرف باسم غير فيج العراق ، وإما ببناء الفاعل أي لم يسمه البواب المبشر بغير فيج العراق جاء ملخصة في البحار.