فتكون هذه الفقرة سدّاً لباب هذه
الادعاءات الباطلة ، وتكذيباً لهكذا أفراد مبطلين.
٢ ـ أن تكون المشاهدة بمعنى المشاهدة مع
المعرفة ، كما هو المتعارف فيما يشاهده الانسان في حياته ، فانه يشاهده مع معرفة أنه من هو وما هو ولا يُحجب
عن معرفته.
ومن المعلوم أن الغالب فيمن حصل لهم
التشرف أنهم لم يعرفوا الامام المهدي عليهالسلام
في حينه ، ولم ينتبهوا الى شخصيته المباركة في وقته ، بل التفتوا الى ذلك بعد مفارقته؛ فلم تكن مشاهدة بعرفان ، ورؤيةً ببيان. فتكون تشرّفات الصلحاء غير مشمولة لتلك الفقرة العلياء.
٣ ـ ان تكون هذه الفقرة الشريفة ناظرة
الى تكذيب إدّعاء المشاهدة لا اصل الرؤية والمشاهدة ، لظاهر قوله : «فمن ادعى المشاهدة».
فان الصلحاء الذين شاهدوا الامام المهدي
عليهالسلام
حقّاً وصدقاً ، ستروا ذلك ولم يذكروه لأحد ، ولم يُظهروه الا أن تظهر هي بنفسها قهراً؛ كما في قضية المقدس الأردبيلي المعروفة.
أو كان يلزم إظهارها لضرورة ، مثل بيان
حقّانية الامامة ، كما في قضية محمد بن عيسى البحراني المشهورة ، ونحو ذلك.
مضافاً الى خصوصيّة التعبير بالادعاء
فانّ «الادّعاء» انما تكون بالنسبة الى من يكون كلامه محتملاً للصدق والكذب فيلزمه إثباته بالدليل شأن
__________________