قال : لأنّ إمامهم يغيب عنهم.
فقلت : ولِمَ؟
قال : لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا قام بالسيف» (١).
وهذه حكمة حكيمة تقتضي الغيبة للاستقلال وعدم التقيد بالبيعة.
وأضاف بعض الأعاظم (٢) انه يمكن أن يستنبط وجه آخر يناسب هذه الحكمة في المقام.
وهو أن تكون من حكمة غيبة الامام المهدي عليهالسلام ، لا عدم البيعة لأحد عليه فحسب ، بل عدم وجود حقٍ لأحدٍ من الظالمين عليه أيضاً ، حتى يَلزم عليه مراعاته أخلاقاً ، بحيث لو لم يُراعِ ذلك الحق كان مورداً للطعن فيه ، أو محلاً للمنّ عليه.
كما تلاحظه في ما مَنَّ به فرعون على النبي موسى عليهالسلام :
(قال ألَم نُربِّكَ فينا وليداً ولَبثتَ فينا من عُمُرِكَ سنين) (٣).
فأجابه النبي موسى عليهالسلام :
(وتلكَ نعمةٌ تمنّها عليَّ أن عَبَّدتَ بني اسرائيل) (٤).
فتحاشياً عن هكذا منّة تدعو الحكمة الى وجود الغيبة.
__________________
(١) البحار : ج ٥٢ ص ٩٦ ب ٢٠ ح ١٤.
(٢) مهدي منتظر : ص ٤٠.
(٣) سورة الشعراء : ١٨.
(٤) سورة الشعراء : ٢٢.