كشف الأسرار النورانيّة القرآنيّة - ج ٢

محمّد بن أحمد الإسكندراني الدمشقي

كشف الأسرار النورانيّة القرآنيّة - ج ٢

المؤلف:

محمّد بن أحمد الإسكندراني الدمشقي


المحقق: الشيخ أحمد فريد المزيدي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-5282-4

الصفحات: ٤٦٤
الجزء ١ الجزء ٢

منه مضمضة نافعة لوجع الأسنان تسمى بخل عود القرح ، وهي مكونة من عشرة دراهم من جذر عود القرح ، ومن ست قمحات من الأفيون ومن مائة وثلاثين درهما من الخل البكر يجهز كما تقتضيه الصناعة ، ويستعمل لتسكين آلام الأسنان.

(الجنس الثامن الأفتنتين):

رائحة هذا النبات عطرية نفاذة وطعمه مر جدا يحتوي على مقدار عظيم من زيت طيار أخضر اللون ، والأصول المرة الموجودة ، وهو دواء مقو منبه يستعمل في عشر الهضم وفي الأمراض الضعيفة ، وقد أوصى بعضهم في استعماله في الحميات المتقطعة ، وكثيرا ما يستعمل طارد للدود ، وهو أحد المدرات للطمث.

(الجنس التاسع الدمسي وفيه نوعان)

(النوع الأول الدمسية):

هو أقل مرارا وأقل عطرية من الأفتنتين فيكون تأثيره أقل قوة منه واستعماله كاستعماله.

(النوع الثاني الشيح الخراساني):

الشيح الخراساني رائحته مقبولة حادة ، تشبه رائحة الأنيسون قليلا ، وهو مكون من زيت طيار ، وأصل متبلور يسمى سنطونين ، وهو جوهر قابل للتيلور يذوب على النار ، وهو طيار مر حريف يذوب في الكؤل والأيتير ، ومحلوله مر جدا ، وهو الأصل الفعال للشيح الخراساني ، وهذا الشيح يستعمل طاردا للدود ، ويعطى منه من عشرين قمحة للأطفال ، ودرهم وثلث للشبان ، ويعطى إما ممحوقا يخلط بالمربى أو بلوعا لتسهيل تعاطيه ، والغالب أن يصحب بالمسهلات ، وذلك كالزنبق الحلو والراوند ، وملح الشيح الخراساني المسمى بالسنطونين يعمل منه ملبس يصنع بأخذ عشرين درهما من السنطوين من السكر ثلاثمائة وسبعة وأربعون درهما تعمل ألفين وأربعمائة ملبسة ، فيكون كل ملبسة نصف قمحة من السنطونين ، ومقدار الاستعمال للأطفال الذين سنهم من ستة أشهر إلى سنة ملبستان صباحا ومساء ، وللذين سنهم من سنة إلى سنتين ثلاث ملبسات صباحا ومساء وللذين سنهم من سنتين إلى أربع صباحا ومساء.

(الجنس العاشر الأرنيكا):

متى كان هذا النبات جديدا تنتشر منه رائحة قوية ، ويحدث منه عطاس للأشخاص الذين

٤٢١

يشمونه ، وهذه الرائحة تضعف بالتخفيف ، وطعمه مر خصوصا الجذور ، والأزهار هي الأكثر استعمالا ، وهي دواء منبه ، ومقدار استعمال مسحوقه من خمس قمحات إلى عشرين ، بل أربعين قمحة ، ومنقوع الأرنيكا يصنع بأخذ درهم من الأرنيكا إلى ثلاثة ؛ لأجل مائتي درهم من الماء.

(الرتبة الحادية عشرة وفيها فصيلتان)

(الفصيلة الأولى الفوية وتحتها أجناس)

(الجنس الأول الفوه):

جذر الفوه معدود من الجذور الخمسة المفتحة الخفيفة ، وهو مقو منبه خفيف ، قد أوصى به في لين العظام والدسنطاريا إلى الآن ، ويعطى منه أحيانا ثلاثة دراهم في مائة درهم من الماء ، والذي يتعاطى الفوه من الحيوانات زمنا طويلا تتلون عظامه باللون الأحمر ، وهذا اللون يوجد في لبن البقر التي تتغذى بالفوه ، وهذا الجذر له أهمية عظيمة في فن الصياغة ، يستعمل فيها مقدار عظيم منه بسبب اللون الأحمر الذي يوجد فيه ، وهو يستعمل خصوصا في صياغة الصوف ، وتحتوي القوة على مادتين ملونتين إحداهما حمراء والثانية وردية وهاتان المادتان يوجد بينهما اختلاف في التركيب ، وتحتوي الفوه أيضا على مادة ملونة صفراء ، وكذا توجد فيها مادة خشبية وحمض نباتي وصمغ وسكر وجوهر مر وراتنج وأملاح.

(الجنس الثاني البني):

القهوة مستعملة في بلاد الشرق من قديم الزمن ، ولم تستعمل في القسطنطينية إلا في مدة السلطان سليم ـ رحمه‌الله ـ الذي أدخلها هناك هو ، أي السلطان سليم ، وتنقلت في بلاد أوروبا من ولاية إلى أخرى ، ومنقوع البن الجيد المحمص جيدا مشروب نافع للمعدة ، يسرع الدورة ، ويعين على الهضم والإفرازات ، وينمي القوى العقلية ؛ ولذا سميت القهوة بالمشروب المقوي للفهم ، ومنقوعه نافع جدا في التسمم بالأفيون واستحضاراته ؛ لأنه يتكون عنه نبات المورفين (١٥) الذي لا يذوب في الماء ولا تأثير له على البنية ونافع أيضا في ذهاب النعاس وهو حالة متوسطة بين النوم واليقظة ، وحينئذ يستعمل البن المحمص من عشر دراهم إلى ثلاثين في مائتي درهم من الماء المغلي ، وقد مدح استعمال البن في الحميات المتقطعة ،

__________________

(١٥) قوله : نبات المورفين كذا بالأصل ، ولعله محرف عن كبريتات ... إلخ. وليحرر. اه.

٤٢٢

وفي هذه الحالة يستعمل البن الغير المحمص المسحوق ، ومقدار الاستعمال نصف درهم من ساعة إلى أخرى في وقت الفتور ، أي في وقت مفارقة الحمى.

(الجنس الثالث عرق الذهب):

يؤمر بعرق الذهب فيما إذا أريد الحصول على نتيجة أقل قوة من التي تنال من الطرطير القيء ، وهذا هو السبب في إعطائه للأطفال الحديثي السن ، ومع ذلك فهذا الجوهر يقيء بوضوح أقل من الطرطير المقيء بحيث لا ينبغي أن يؤمر به إذا احتيج إلى استفراغ وافر للمعدة ، والتأثير المسهل لعرق الذهب ثانوي جدا ، وهو متعلق بتأثير جزئيات الدواء على الأمعاء ، وهو قليل الوضوح في أغلب الأحيان أو مفقود ، وهذا التأثير يحصل متى أعطيت أغلب المقيئات الأخرى ، وتأثيره المنفث أحد التأثيرات الواضحة جدا ، وهو الذي يستعمل الآن بكثرة فيؤمر به بمقدار قليل في النزلات الشعبية وفي الوفور المخاطي للرئتين ، وفي استرخاء منسوج الأحشاء فباستعماله يحدث تنفيثا أكثر وفورا وأكثر سهولة ؛ لأنه يزيد إفراز المادة المخاطية لهذه الأجزاء فيما إذا كانت هذه المادة محتبسة ، ويقللها بتأثيره المقوي إذا كانت زائدة عن الحد ، وقد قيل : إن جزئيات عرق الذهب ، أي الأصول القابلة للذوبان منه أن تمتص فتؤثر في الجهاز الرئوي مباشرة ، ويعطي عرق الذهب منفثا في النزلات الرئوية المزمنة للكهول ، وقد مدح عرق الذهب كثيرا في معالجة الدوسنطاريا والالتهاب البريتوني للنفاس ، ويعطي في المرض الأخير خصوصا متى أمكن أن تنقص الأعراض الالتهابية باستفراغ دم وافر كثيرا أو قليلا ، ومسحوقه يستعمل من أربع قمحات إلى عشرين ، بل أربعين فإذا استعمل بهذا المقدار يقسم ثلاث كميات ، وقد يعمل حبوبا ، وهو لا ينفع إلا للبالغين ، وأما الأطفال فلا يمكنهم ازدرادها فيختار لهم شرابه ، ومطبوخه يصنع بأخذ ثلاثة دراهم من الجوهرية ومائة وثلاثين درهما من الماء ، وخلاصته تستعمل من أربع قمحات إلى سبع ، وحبه يصنع بأخذ جزأين من مسحوقه وسبعة وأربعين من السكر ومقدار من لعاب صمغ الكثيراء ، وتعمل أربعمائة وتسعين حبة ويؤخذ منها من ثمان حبّات إلى اثنتي عشرة ، وأقراصه تصنع بأخذ عشرة دراهم من مسحوقه وخمسمائة درهم من مسحوق السكر مقدار كاف من لعاب صمغ الكثيراء بماء أزهار البرتقال ، وتعمل عجينة كل قرص يحتوي على ثلاث قمحات من المسحوق ، ومقدار الاستعمال منها من أربعة أقراص إلى اثنتي عشر ، وشرابه يصنع بأخذ عشرة دراهم من خلاصته وثمانين درهما من الماء النقي وألف ومائتي درهم من شراب السكر ذات الخلاصة في الماء ، وترشح وتوضع الشراب إلى درجة الغلي ، ويحفظ الغلي حتى يرجع للشراب قوامه الأول فكل عشرة دراهم من الشراب تحتوي على خمس قمحات من الخلاصة أو على عشرين قمحة من مغلي الجذر بكسر أوله.

٤٢٣

(القسم الثالث الكينا):

الكينا : تستعمل في الحميات المتقطعة ، وفي الأدوار الضعيفة وللأمزجة اللينفاوية ، ومقدار ما يستعمل منها أربعة دراهم من الكينا الصفراء في كل نوبة ، ولكن يلزم أن يكون استعمالها مرة واحدة ، ومعجونها المضاد للحمى مؤلف من عشرة دراهم من مسحوق الكينا وعشرين درهما من مدخر الورد يمزج ذلك ، ويستعمل صباحا ومساء في الأيام الخالية من الحمى قطعة من ذلك في حجم جوزة الطيب إلى أن ينفد المقدار كله ، وأقراصها تصنع بأخذ أربعة دراهم من مسحوقها وثلث درهم من مسحوق القرفة وثلاثين درهما من السكر ومقدار كاف من لعاب الكثيراء ، يعمل ذلك أقراصا كل قرص ثلث درهم يحتوي على قمحتين من مسحوق الكينا وسنون للأسنان من الكينا يصنع بأخذ أجزاء متساوية من مسحوق الكينا ، ومسحوق الفحم النباتي يمزجان ، ويستعملان ويرش هذا المسحوق للتغييرية على الجروح والقروح الغنغرينية ، ويصح أن تعالج الكينا بالتعطين والنقع والطبخ بالماء وشرابها يصنع بأخذ جزء من الخلاصة الرخوة للكينا تحل بمقدار من الماء ، ويضاف لها من السكر ثلاثون درهما على نار لطيفة ، وشراب كبريتات الكنين يصنع بأخذ مائة درهم من شراب السكر وعشرين قمحة من كبريتات الكنين ودرهم من الماء المقطر وأربع نقط من حمض الكبريت ، وأقراص كبريتات الكنين تصنع بأخذ جزء من أقراص كل قرص عشرون قمحة يحتوي القرص على ثلاثة من ألف من درهم وحبوب الكنين تصنع بأخذ اثنتي عشرة قمحة ، ومقدار كاف من خلاصة الأفتنتين يعمل ذلك ست حبات يستعمل ذلك ثلاث مرات الأفيون ، ومقدار كاف من مدخر الورد يعمل ذلك اثنتي عشرة حبة يستعمل منها أربع في اليوم ؛ علاجا للحميات المتقطعة.

والحبوب المضادة للعفونة تصنع بأخذ درهم من كبريتات الكنين وعشر قمحات من الكافور وأربعين قمحة من الكالوميلاس ، يعمل الكنين تصنع بأخذ عشرين قمحة أو ثلاثين وخمسين درهما من مغلي الخشخاش وبعض نقط من الحمض الكبريتي.

والمرهم المضاد للحمى يصنع بأخذ درهم من كبريتات الكنين ، ويذاب في بعض نقط من الحمض الكبريتي الملخوط بقليل من الماء ، ثم يمزج ذلك بقدر ثلاثة دراهم من الشحم ، ويدهن به وماء الكنين يصنع بأخذ عشرين قمحة من كبريتات الكنين وعشرة دراهم من الموضع عليه ونقطتين من الحمض الكبريتي ، ويستعمل في فترات النوبة.

(الفصيلة الثانية البلسانية):

أزهاره ذات رائحة عطرية ذكية قليلا ، وهي كثيرة الاستعمال في الطب منبهة خفيفة

٤٢٤

معرقة ، وتستعمل من الظاهر محللة ، ويصنع من ثماره رب يستعمل مسهلا وتلفيه بعض الحبوب ، وهذا التأثير المسهل يوجد أيضا في القشرة المنزوعة البشرة ؛ ولذا تستعمل بنجاح في أحوال مختلفة للاستسقاء ، ومقدار الاستعمال من درهم إلى درهمين تطبخ في مائة درهم من الماء.

(الرتبة الثانية عشرة وفيها فصائل)

(الفصيلة الأولى الخيمية وتحتها أجناس):

(الجنس الأول الأنيسون):

الثمار : هي المستعملة طبا ، وطعمها سكري عطري حار لذيذ جدا ، وهي منبهة للمعدة مخرجة للأرياح ، ومقدار الاستعمال من درهمين إلى أربعة في خمسين درهما من الماء ، وتستعمل أيضا أفاويه لتسهيل هضم بعض الأغذية العسرة الهضم ، كالكرنب واللفت وغير ذلك ، ويستخرج منها بالتقطير زيت طيار منبه جدا توضع منه بعض نقط على قطعة من السكر ، وتستعمل وصناع الحلو يجهزون من هذه الثمار ملبسا صغيرا ينفع للهضم ويطرد الأرياح.

(الجنس الثاني الكراويا):

ثمار هذا النبات عطرية تستعمل منبهة للجهاز الهضمي ، وطاردة للأرياح ، ومقدار الاستعمال ثلث درهم ينقع في خمسين درهما من الماء ، ويستخرج منها زيت طيار عطري الرائحة يدلك به على البطن بعد خلطه بقليل من زيت الزيتون أو زيت اللوز الحلو في أحوال المغص ، وتستعمل ثماره أفاويه للخضراوات ؛ لأنها تصيرها سهلة الهضم.

(الجنس الثالث الشمر):

تنتشر من هذا النبات رائحة عطرية لطيفة وطعمه سكري حريف قليلا ، وثماره هي الجزء الأكثر استعمالا ، وهي منبهة جدا ، ويستخرج منها زيت طيار بالتقطير ، والنوع الثاني (١٦) الشبت واستعماله كاستعمال السابقين.

__________________

(١٦) قوله : والنوع الثاني ... إلخ. كذا بالأصل ولا يتقدمه ما يرتبط به فحرر. اه.

٤٢٥

(الجنس الرابع الشوكران):

جميع أجزاء هذا النبات سم قوي للإنسان ولبعض الحيوانات ، والوسائط النفاعة المضادة التسمم بهذا الجوهري إحداث القيء ، ثم إعطاء الحوامض النباتية المضعفة بالماء ، وذلك كعصارة الليمون والخل ، واستعمال الشوكران معروف من قديم يستعمل كاستعمالات الجوهر المخدرة ، ومقاديره كمقاديرها ، وكل من الكزبرة والكمون والجزر تنسب إلى هذه الفصيلة وخواصها كخواص الجواهر السابقة.

(الجنس الخامس الحلتيت):

الحلتيت عصارة منعقدة تسيل من شقوق تفعل في عقدة حبات هذا النبات ، وهو سائل أولا مائل للصفرة ، ثم ينعقد بعد زمن يسير ، ويكون كتلة صلب لونها أسمر مائل للحمرة من الظاهر ، يوجد في باطنها شبه دموع مائلة للسنجابية كأنها لبنية ورائحته قوية تومية كريهة جدا أو طعمه حريف مر ، وقد اتفق جميع المؤلفين على اعتبار الحلتيت دواء منبها قوي الفعل ، وتأثيره يزيد الإفراز المخاطي ولا يتأخر من أن ينتشر على عموم البنية خصوصا على المجموع العصبي ؛ ولذا يكون هذا الجوهر أقوى الأدوية المضادة للتشنج ، ويوصي باستعماله في الربو وفي السعال الديكي ، وقد استعمل في الديدان المعوية ، وتأثيره في هذه الحالة يكون كتأثير الجواهر المنبهة الأخرى القوية الرائحة كالأفتنتين والثوم وغيرهما ، وبالجملة فاستعماله يمكن أن يحصل منه نجاح في جميع الأحوال التي تكون فيها البنية الحيوانية محتاجة ؛ لأن تنبه تنبها قويا ولا يعطي إلا حبوبا أو حقنة حيث إن محلوله المائي كريه التعاطي ، ومقدار الاستعمال من قمحة إلى عشرين ، ثم يزداد المقدار تدريجا ، ومتى أريد إعطاؤه حقنة يذاب عشرون قمحة منه في مخ بيضة ، ثم يضاف إلى منقوع منبه ، ويكمن استعماله من الظاهر أيضا فإذا وضع على الأورام غير المؤلة يكون محللا جيدا ، ومثله صمغ السكبينج في الاستعمال والخواص.

(الجنس السادس الأنجليكا):

تنشر من هذا النبات رائحة لطيفة عطرية ، وطعمه سكري حريف قليلا ، وجذره يستعمل في الطب منبها ، ويعطى منقوعا من خمسة دراهم إلى عشرة دراهم ، وسوقه إذا طبخت مع السكر يتكون عنها مربى لذيذة الطعم جدا تستعمل مقوية ونافعة للمعدة ، وكل من الكلج ، أي الصمغ النوشادري والمقاوشق والجاوشير ينسب إلى هذه الفصيلة ، وهي قريبة الاستعمال من صمغ السكبينج.

٤٢٦

(الرتبة الثالثة عشرة وفيها عشر فصائل وفيها ثلاثة أجناس):

(الجنس الأول الشقيق):

وهو شهير بحرافته الشديدة ، وثماره الخضر ، وهي الجزء الذي تكون فيه هذه الحرافة ، وإذا وضحت أوراقه الرطبة المدقوقة على أي جزء من البدن يظهر فيه بعذر من يسير تنقط ، وإذا أدخلت عصارة الشقيق الخريف أو خلاصته من الباطن يحدث التهابا شديد في أعضاء الهضم ، وإذا كان المقدار عظيما يصير سيما حريفا تعقبه أخطار بعد زمن يسير.

(الجنس الثاني الخريق الأسود):

هذا النبات ساقه الأرضية حريفة محرقة ، متى وضعت زمنا قليلا على الجلد تلهبه فتكون فيه حويصلات مختلفة الحجم إذا أعطيت من الباطن يحس منها في المعدة بحرارة وضجر وتقلصات ، فيحصل قيء متواتر ، والغالب أن يحصل استفراغات ثفلية مصحوبة بمغص شديد ، وحينئذ فهي مسهل شديد قوي الفعل إذا أعطى منه مقدار زائد يكون سما حريقا ، وهي تحتوي على زيت طيار وزيت ثابت ، وأصل مر وأملاح ، وقد استعملها جملة من الأطباء في معالجة جملة أمراض ، ومن المعلوم أنها كجميع المسهلات الشديدة الأخرى ، ويمكن أن تنجح في أحوال الجنون والاتسقاء ، وهي قليلة الاستعمال في الطب الآن ؛ وذلك إما لسبب الأخطار من استعمالها أو لقلة وجودها في أماكن الأدوية.

(الجنس الثالث خانق الذئب):

ينبغي للطبيب أن يعرف هذا النبات جيدا ؛ لأنه لطيف المنظر مستنبت في البساتين ، وكثيرا ما يسبب أخطارا ، وهو دواء متى جهزت منه استحضارات دوائية بطرق مناسبة ، واستعملت جيدا من يد طبيب ماهر يكون نافعا جدا.

(الفصيلة الثانية وفيها جنسان)

(الجنس الأول الخشخاش):

جميع أجزاء هذا النبات تنتشر منها رائحة مخدرة كريهة ، ومتى شق تسبل منه عصارة لزجة مائلة للبياض ، ثم تصير سمراء بعد زمن يسير ، ومتى فعلت شقوق في ثماره العلبية التي لم تصل إلى تمام نضجها بواسطة سكين لها جملة أسلحة ، تسيل منها عصارة ، متى انعقدت

٤٢٧

يتكون عنها الأفيون ، والذي يستخرج منه بهذه الكيفية يكون أنقى من الذي ينال باستخراج عصارة رؤوس الخشخاش وسوقه وأوراقه ، ثم تصعد إلى قوام الخلاصة ، والأفيون أحد الأدوية الجيدة جدا في فن العلاج فيحدث تأثيرا لا شك فيه في المجموع العصبي ، فإذا أعطى بمقدار قليل من ثلث أو نصف قمحة سكن التنبه ولطف الألم ، وكثيرا ما يحدث نوما نافعا للبنية معدلا فإذا كان المقدار زائد فتارة يقع في اندهاش مختلف الشدة ، وتارة يحدث تنبها ، ويزيد جميع الوظائف ، ويحدث هذيانا وجنونا.

وبالجملة فقد يحدث الموت ، ومع ذلك فالعادة لها تأثير ؛ لأن سكان الهند والمشرق يتعاطون منه مقدارا عظيما بدون أن يحصل لهم أدنى ضرر ، ومعلوم أن المشرقيين وسكان بلاد العجم يمضغون الأفيون على الدوام يخلطونه بمشروباتهم ، وقد فقد تأثيره المدهش عندهم بسبب العادة ، وإنما يوقعهم في حالة فتور.

والأفيون نافع في الأمراض المختلفة المعروفة بالأمراض العصبية ، وهو أحد الأدوية القوية الملل فإذا أعطى من يد طبيب ، وهو الملجأ الأخير لفن الطب فيسكن الآلام التي لا يمكن إزالة تنوعها ، ويصير الآلام الأخيرة للحياة أقل قوة ، ويدخل هذا الدواء في عدة استحضارات دوائية فيكسبها خواصه القوية ، وذلك كالترياق ولوديوم سيدنام ولودنوم وسو ، وشراب الأفيون وتعطى خلاصة الأفيون من واحد من خمسة من قمحة إلى قمحة ، ويمكن زيادة هذا المقدار تدريجا.

والرؤوس الجافة للخشخاش تستعمل في الطب أيضا ، فالمطبوخ الذي يجهز منها بعد نزع بزورها مسكن يستعمل حقنا وغسلا وضمادا ، بإضافته إلى دقيق بزر الكتان وشراب دياكود يجهز من الخلاصة الكؤلية لرؤوس الخشخاش والشراب البسيط ، وهو أقل تأثيرا من شراب الأفيون ، وأما أملاح الأفيون فتستعمل واحد من ثمانية من قمحة أو ربع قمحة ، وخواص الأملاح كخواص خلاصة الأفيون ، وبزور الخشخاش تحتوي على مقدار عظيم من زيت ثابت يستخرج منها بواسطة العصر.

(الجنس الثاني الاقاح):

المستعمل منه في الطب وريقات التويج فقط ، وهي ملطفة مسكنة قليلا تدخل في تركيب الأنواع المسماة بالأزهار الصدرية ، وتستعمل منقوعة في الأنواع المختلفة للروماتيزم الرئوية القليلة الشدة.

٤٢٨

(الفصيلة الثالثة وتحتها أجناس)

(الأول جنس حشيشة المعالق):

طعم أوراق هذا النبات حريف مر قليلا ، وذلك ناشئ عن زيت طيار يتحصل عليه بواسطة التقطير ، وهو ذو رائحة نفاذة جدا ، ولا شك أن هذا النبات أحد النباتات التي تعطى بكثرة منبهة ومضادة لداء الأسكربوط المعروف بداء الحفر ، وتدخل في تركيب الشراب المضاد لداء الحفر.

(الجنس الثاني الفجيلة البرية):

جذره هو المستعمل في الطب فقط ، ورائحته لذاعة ، وطعمه حريف شديدا جدا ، وهو أقوى الأدوية المضادة لداء الحفر ، ويستعمل على الحالة الرطبة إما منقوعا في الماء أو منضما في الكؤل.

(الجنس الثالث الخردل وفيه أنواع):

الخردل الأسود والخردل الأبيض والجرجير وحب الرشاد والكرنب واللفت والفجل ونبات السلجم تنسب إلى هذه الفصيلة فكل من الطعم الحريف اللذاع ، والرائحة العطرية المختلفة القوة لهذه النباتات ناشئ عن زيت طيار ، فجذور الفجيلة البرية مثلا ، وأوراقها الحارة ، وبزور الأنواع المختلفة للخردل تحدث تحميرا في الجلد ، بل التهابا فيه متى وضعت عليه زمنا يسيرا ، ومتى أعطيت من الباطن تؤثر بقوة عظيمة حتى إنه لا ينبغي إعطاؤه إلا مع الانتباه الزائد ، وليس الأمر كذلك في نباتات أخرى كثيرة من هذه الفصيلة ، فالأصل الحريف الطيار لا يوجد فيها إلا بمقدار قليل.

(الفصيلة الرابعة البرتقالية وتحتها جنس واحد)

(الجنس البرتقالي وتحته نوعان):

شجرة ملجأ عظيم لفن العلاج ، فأوراقه تستعمل منقوعا في الماء المغلي ، ومقدار الاستعمال من خمس ورقات إلى ست في خمسين درهما من الماء ، وهذا المنقوع معرق لطيفا مضاد للتشنج ، ومع ذلك تفضل عنها أوراق النارنج ، ويجهز من زهر النارنج ماء مقطر كثير الاستعمال في الجرع المسكنة المضادة للتشنج ، والزيت الطيار العطري الذي يكسب زهر

٤٢٩

البرتقال الرائحة العطرية الذكية المعروفة ، وثمره كثير الاستعمال أيضا فقشرته المجففة طعمها مر عطري ، وهي منبهة تدخل في تركيب عدة استحضارات دوائية ، ويصنع منها شراب كثير الاستعمال في الجرع المقوية من عشر دراهم إلى عشرين ، واللب الذي هو حمضي قليلا سكري ، يستعمل لصناعة الليمونيات المجهزة من عصارة الليمون مبردة تناسب في الالتهابات الخفيفة لأعضاء الهضم ، ويصنع أيضا من عصارة البرتقال المروقة شراب لذيذ جدّا مبردا ، ومن جملة أنواع هذا الجنس النارنج والليمون الحامضى والبرتقال المسمى يوسف أفندي ، وبرتقال الدم والأترج والكباد النفاش والليمون الحلو والليمون الاضاليا وغير ذلك ، وكله قريب الاستعمال من بعضه ، وأما الزيت الطيار لهذه الفصيلة فيستخرج بتقطيره قشر الثمر مع الماء وهي منبهة جدّا.

(الفصيلة الخامسة والسادسة الشائية والقرنفلية والسابعة الكرمية):

هذه الفصائل قد تقدم الكلام عليها.

(الفصيلة الثامنة السذابية وتحتها جملة أجناس)

(الجنس الأول خشب الأبنياء):

خشب الأبنياء وراتينجيه له تأثير منبه جدا في معالجة الأمراض الزهرية البنية لكنه لا يكفي لشفائها ، ويستعمل خشب الأنبياء مطبوخا ، إما وحده أو مخلوطا مع الأخشاب والجذور الأخرى المعرقة ، وذلك كالساسقراس والعشبة والجذر الصيني.

(الجنس الثاني السذاب):

الرائحة التي تنتشر من هذا النبات قوية جدا نفاذة كريهة ، وهي ناشئة عن زيت طيار منفرز من غدد عديدة تشاهد في جميع أجزائه ، وطعمه حريف مر قليلا عطري حار جدا ، ويحتوي السذاب على زيت طيار وأوراقه منبهة للحيض المتأخر الناشئ عن سبب من ضعف ، وتستعمل في الخلوروز أيضا ، وهي كثيرة الاستعمال طاردة للدود ، وتعطي منقوعا من ثلثي درهم إلى درهم في خمسين درهما من الماء ، وإذا وضعت على الجلد زمنا تحدث فيه تحمير أو هذا الدواء لا ينبغي استعماله إلا مع غاية الاحتراس سيما للنساء ذوات المزاج القابل للتهيج.

(الجنس الثالث الأنجوستور الصادق):

الأنجوستور الصادقة هي قشرة ، وهي تستعمل فيما يستعمل فيه السيماروبا.

٤٣٠

(الجنس الرابع الخشب المر المسمى كواسيا):

هذه القشرة مرة جدا أو لا شك أنها أحد الأدوية التي طعمها المرقوي جدا ؛ ولذا ينبغي اعتباره مقويا ، وهو يعطي لأجل تقوية القوى الهضمية للمعدة عقب الأمراض الطويلة المزمنة.

(الجنس الخامس السيماروبا):

قشور السيماروبا : هي أحد الأدوية التي أوصى الأطباء كثيرا باستعمالها في الإسهال الغير المصحوب بأعراض التهابية.

(الفصيلة التاسعة الخبازية وتحتها جنسان)

(الجنس الأول الخطمي وتحته نوعان النوع الأول الخطمية البيضاء):

جذر هذا النبات أحد الأدوية الكثيرة الاستعمال ، وتتكون بغليها في الماء غروية كثيرة المقدار ، وهو يستعمل بنجاح في الالتهابات ، واستعمال السوق والأوراق كاستعمال الجذور ، وتستعمل أزهارها منقوعا صدريا.

(النوع الثاني الخطمية الوردية):

استعمالها كالخطمية الأولى ؛ لأنه يتحصل منها مادة غروية بكثرة.

(الجنس الثاني الخبازي وتحته نوعان):

(النوع الأول الخبازي البرية):

أزهارها كثيرة الاستعمال منطقية في الالتهابات الشعبية ، وتعطى منقوعا كالشاي وأوراقها ملطفة تصنع منها ضمادات ومطبوخات ملينة.

(النوع الثاني الخبازي المستنبت):

وخواصها كخواص الخبازي البرية ، وجنس البامية يمكن أن فيه أنواعا ملطفة ، ونبات حب المسك ونبات القطن.

(الفصيلة العاشرة اللوز الهندي):

هذه البزور طعمها غض كريه متى كانت على الحالة الرطبة ، وتفقد أغلبه متى حمصت

٤٣١

على ألواح من حديد ، أو في أسطوانات فتكتسب حينئذ طعما لذيذا ، وسيما وتجهز الشكولاتا من هذه البزور المحمصة فتزال عنها قشورها ، وتدق في هاون من حديد ، قد سخنت قبل ذلك ، ومتى صنعت منها عجينة بمقدار مساو لها من السكر المسحوق ، وتسحق ثانيا على حجر صليب بواسطة أسطوانات من حديد ، ثم توضع هذه العجينة في قوالب ، وتجفف.

والشكولاتا المجهزة بهذه الكيفية تسمى شكولاتا الصحة ، لكن الغالب أن يضاف إليها قليل من العطر ، وذلك كرنب الوانيلا وزيت القرفة ؛ لأجل تقوية طعمها وتسهيل هضمها ، ويحتوي هذا اللوز على مقدار عظيم من زيت ثابت صلب يسمى بزبدة الكاكاو ، وهو أبيض مصفر طعمه لذيذ ، وهو أحد الأجسام الملطفة جدا ، ويستعمل بكثرة منعما لبشرة ودواء ، وتصنع منه أدهان توضع على التشققات التي تتكون على حلمة الثدي وعلى الأجزاء الأخرى للجسم ، وتستعمل للبواسير ، والشكولاتا دواء مخصب مقو للجسم وقيل للباه.

(الرتبة الرابعة عشرة وفيها خمس فصائل)

(الفصيلة الأولى الآسية والقرنفل العطري والرمان)

وقد تقدم الكلام عليها.

(الفصيلة الثانية الوردية وتحتها أجناس)

(الجنس الأول التوت الأرضي):

ثمره ذو طعم لذيذ عطري ، يستعمل بكثرة ، وهو مناسب خصوصا في الحر العظيم لفصل السيف ، وتصنع منه عصارة وشراب مبردان.

(الجنس الثاني التوت الشوكي):

طعم ثمر التوت الشوكي سكري حويمضي قليلا عطري يؤكل كالتوت الأرضي ، ويجهز منه شراب كثير الاستعمال في الالتهابات الخفيفة.

(الشربة الحبشية):

هي أحد الأدوية الطاردة للدود القوية الفعل جدا ، وشجرها يرتفع إلى سبعة أذرع ، والدودة الوحيدة في بلاد الحبشة تصيب جميع السكان أيا كان سنهم ونوعهم ، ونعني بالنوع

٤٣٢

الذكورة والأنوثة ، ويندر أن الأعراب الذين يقيمون فيها زمنا طويلا لا يصابون بهذا المرض ، لكن القدرة الإلهية منحت سكان تلك البلاد دواء أكيد المضادة هذا الداء المخوف ، وهو الشربة الحبشة ، والأزهار هي المستعملة طبا فيؤخذ منها نحو خمسة دراهم جافة ، وتحال إلى مسحوق وتعطى في ستين درهما من الماء البارد ، ويشرب مرة واحدة بثفله فتحصل النتيجة المطلوبة وبعد ساعة أو ساعتين تحصل المجالس الأولية ، فتخرج معها جملة قطع من الدودة الوحيدة وفي المجالس الرابع تخرج الدودة الوحيدة على هيئة كرة ، ثم تشرب كوبا من الماء الفاتر بعد ذلك لتساعد على إخراج الأجزاء الأخيرة للدواء ، وهذا الدواء جيد التأثير مجرب.

(الجنس الرابع البرقوق):

متى وصل البرقوق على نضجه التام يكون أحد الثمار اللذيذة ؛ ولذا يستعمل منه مقدار عظيم ومع ذلك فالأشخاض الضعاف أو الذين معدتهم لا تهضم إلا بعسر لا ينبغي أن يأكلوا منه مقدارا عظيما في مرة واحدة ؛ لأنه يصير مرخيا وحينئذ كثيرا ما يسبب إسهالا ، وهذه الثمار فيها منفعة عظيمة ، ومتى جففت في الشمس بعد إدخالها في القرن يتكون عنها الإجاص الذي هو غذاء ودواء في آن واحد.

(الجنس الخامس الكرز وتحته نوعان):

(النوع الأول الكرز المعتاد):

ثمر الكرز متى كان ناضجا جدّا يكون طعمه سكريا حمضيا قليلا ، وكثيرا ما تستعمل العصارة لعمل مشروبات مبردة تعطى في الالتهابات المختلفة فتضعف بالماء ، وتحلى بمقدار مناسب من السكر ، ويحفظ بطرق مختلفة ما بتخفيفه في الشمس أو بإحالته إلى مربى.

(النوع الثاني الغار الكرزي):

والرائحة العطرية المخصوصة التي تنتشر من أوراق هذا النبات ، ومن أزهاره وبزره ناشئة عن وجود حمض سيان ايدرلك ، وعن زيت طيار مخصوص ، وهذا الحمض له تأثير مميت جدا للإنسان والحيوانات ؛ ولذا يكون الماء القطر لأوراقه خصوصا زويته الطيار سما شديد أو مع ذلك فقد جرب استعمال ماء الغار الكرزي في فن العلاج ، فقد اعتبره بعض الأطباء جيد النقع مسكنا ، ومقدار الاستعمال من درهم إلى درهمين في سائل مناسب.

٤٣٣

(الجنس الثالث اللوزي):

يستعمل اللوز نقلا على الموائد وبالنسبة للطب يوضع اللوز في رتبة الأدوية الملينة ، وإذا جرد عن قشرته الرقيقة ودق في هاون ، وأضيف إليه الماء وحلي بالسكر يتكون عنه سائل أبيض لبني هو مستحلب اللوز ، وهذا اللون الأبيض ناشئ عن تعليق الزيت الثابت في الماء بواسطة السكر ، ومستحلب اللوز مشروب ملطف لذيذ جدّا يؤمر به بكثرة في تهيج القناة الهضمية والبولية ، ويمكن صيرورته مسكنا أو مدر للبول بإضافة بعض نقط من صبغة الأفيون أو عشرين قمحة من ملح الباورد يجهز منه شراب أيضا.

(الجنس الرابع الخوخ):

هو أحد الثمار اللذيذة الطعم ، وهو كالثمار الأخرى الغروية السكرية مبرد مرخ قليلا خصوصا متى أكل منه مقدار عظيم ، وأزهاره فيها خاصية مرخية لطيفة جدا ، فنقوعها الذي يجهز منه شراب زهر الخوخ يسهل إسهالا لطيفا بدون أن يحدث مغصا ؛ ولذا يستعمل خصوصا للأطفال الحديثي السن.

(الجنس الخامس المشمش):

ثمره الجديد جيد الاستعمال لكنه لا يوجد فيه الطعم اللذيذ للخوخ ؛ لأنه عديم الطعم الحويمضي الذي يصير الخوخ ألطف مذاقا ، وأسهل هضما ، ومع ذلك فهو مرغوب فيه أيضا ، ويؤكل نيئا ومطبوخا ولوزته ذات طعم مر واضح.

(الجنس السادس الورد البري):

وهو نوعان ، ولا يستعمل ثمره في الطب إلا إذا كان ناضجا جدا ، وحينئذ تفصل الكأس عن الثمار والوبر الذي يلصق بجذرها الأنسي ، ويحال إلى لب ، واللب الذي يستخرج منه يكون طعمه قابضا ويجهز منه مربى الورد الذي هو دواء قابض يستعمل في داء الإسهال المزمن.

(النوع الثاني الورد الفرنساوي):

الوريقات التويجية لهذا النبات هي الجزء الوحيد المستعمل طبا ، وهي قليلة لكن طعمها قابض واضح جدا خصوصا متى جففت بسرعة ، وهي تحتوي على تنين وحمص عفصيك وزيت طيار ومادة دسمة ومادة زلالية وأملاح ، ومنقوعها قابض يؤمر باستعماله خصوصا في

٤٣٤

السيلارنان ، ويجهز منها خل الورد معسل الورد ومرباه.

(الجنس السابع التفاح):

قد استنبت هذا الشجر في البساتين بكثرة ، ومثله في ذلك جميع النباتات التي تنسب إلى هذه الفصيلة ، وثمره لذيذ الطعم جدا متى طبخ وذر عليه السكر المسحوق يؤمر باستعماله للمرضى الناقهين ، ويجهز من عصارته مربى وهلام ومطبوخ التفاح مشروب مبرد يؤمر في التهاب الجهاز الهضمي وشراب التفاح مسهل لطيف ، وهذه الخاصية ناشئة عن السنا الذي يدخل في تركيبه وقشره شديد الفعل جدا في معالجة الحميات المتقطعة.

(الجنس الثامن الكمثرى):

يجهز من عصارة الكمثرى مشروب متخمر يسمى بشراب الكمثرى ، وهو أقوى وأكثر احتواء على الكؤل من الشراب المستخرج من ثمر التفاح ، وتستعمل الكمثرى على الموائد أيضا.

(الجنس التاسع السفرجل):

لا يمكن أن يؤكل السفرجل نيئا حتى في حالة نضجه التام ، وذلك بسبب طعمه الغض لكن تجهز منه مربى جيدة وهلامات وعجائن ، وهذه الثمار ينتفع بها في الطب بسبب أمرين :

(الأول) : الشراب الذي يجهز من لبها ، وهو قابض قليلا يستعمل لتحلية المشروبات التي تعطى في الإسهال المزمن.

(والثاني) : بزوره التي تحتوي على مادة غروية بكثرة ينال غليها بغلي البزور في الماء ، وهذا المطبوخ يستعمل خصوصا في القلاع وفي القطورات الملطفة.

(الفصيلة الثالثة البقولية وتحتها أجناس : الأول الكثيراء)

يجنى صمغ الكثيراء من نباته الذي ينبت في بلاد المشرق وبلاد العجم ، وهو على هيئة أشرطية رقية منفرجة وهو أبيض اللون معتم ، وهو أكثر لزوجة من الصمغ العربي ، وهو ملطف مغذ يستعمل لأجل اكساب الحبوب والأقراص القوام المناسب.

(الجنس الثاني السوس):

الجذر المعروف بعرق السوس حلو سكري ، وقد حال وهو ملطف يدخل في تركيب

٤٣٥

المغليات فكيسبها الطعم الحلو اللذيذ ، وإذا جفف ، وأحيل إلى مسحوق يستعمل للف الحبوب واكتسابها القوام المناسب ، ويجهز منه رب السوس ، ولأجل ذلك يغلي الجذر الذي أحيل إلى قطع في قدور كبيرة من نحاس ، وهي المعروفة في العرف بالحلل ، ثم يعصر بقوة ، ويصعد إلى قوام الخلاصة ، ثم تؤخذ الكتلة بواسطة ملاوق صغيرة من الحديد ، ثم تلف ، وتصنع منها قضبان طوال ما وتلف بأوراق الغار.

(الجنس الثالث بلسم كوباي):

هذا البلسم منبه قوي إذا أعطى منه مقدار قليل كبعض نقط على قطعة من سكر ، أو في سواغ مناسب يقوي وظائف المعدة وينبه الشهية ، فإذا زيد المقدار تكون النتيجة مخالفة بالكلية فيسبب ثقلا في المعدة ، ويحدث قيئا واستفراغات ثفلية أيضا ، أي متى كان الالتهاب شديد جدا بمقدار عظيم إذا أريد أن يكون تأثيره أكيده فيعطي من درهم إلى درهمين ، والغالب استعماله حبوبا ، وتستعمل المانيزا المكلسة لأجل تصلبه فيستحيل إلى كتلة صلبة يتعاطاها المريض بسهولة ، ومع ذلك فمن زمن قليل قد استعوضت الحبوب بالعلب الصمغية أو الهلامية للسكوباي ومنفعتها أنها تحتوي على السم السكوباي نقيا خاليا عن المواد الغربية ، وهذه العلب.

(الجنس الرابع بلسم البيرو):

إن بلسم البيرو وبلسم الطول تأثيرهما متشابه ، أي أنهما يحدثان تنبها شديدا ، وينبغي وضعهما في ضمن الأدوية المنبهة ، ويستعملان في النزلات الرئوية خصوصا بلسم الطول ، وكل من الشراب والمربيات التي يدخل فيها بلسم الطولو فيه استحضارات دوائية لذيذة الطعم ويؤمر بها في الدور الأخير للنزلات الرئوية متى زالت الحرارة والآلات الشديدة جدا ، وأما بلسم البير فهو نادر الاستعمال وخواصه كخواص بلسم الطول ، ويستعمل في الأحوال عينها.

(الجنس الخامس الشنبري وتحته ثلاثة أنواع)

(النوع الأول السنا المكي):

أطباء العرب هم الذين عرفوا الخواص المسهلة للسنا ، والتأثير المسهل لهذا الدواء فإذا أعطي منه من أربعة دراهم إلى خمسة يحدث استفراغات ثفلية وافرة جدا كثيرا ما تكون مسبوقة بمغص مؤلم وتهوع ؛ ولذا تضاف إليه جواهر أخرى ملفطة كالمن أو عطرية كثمر الأنيسون أو

٤٣٦

الكزبرة والعادة أن يعطي منقوعا وأحيانا يؤمر به مطبوخا واستعماله مسحوقا نادر ؛ لأن الأمر يستدعي أن يؤخذ منه مقدار عظيم لخفته ، ولنتنبه على الأجزاء المختلفة للنبات خصوصا الثمار ، والذينبات متمتعة بالخواص الطبية عينها.

(النوع الثاني الخيارشنير):

المادة اللبية التي تحيط بالبزور هي المستعملة طبا ، وينبغي انتخاب ثمار خيار شنبر جديدة ثقيلة غير رنانة ولون المادة اللبية أسمر مائل للحمرة حلوة الطعم سكرياية حويمضية قليلا ، ويستعمل لب خيار الشنير لتجهيز المشروبات المرخية فإذا أذيب منه عشرون درهما في ستين درهما من الماء المغلي يكون ملطفا مرخيا ، وإذا طبخ مع مقدار مناسب من السكر يكون استحضارا دوائيا لذيذا المذاق جدا يعطى بالملعقة يسمى بلب الخيار شنبر المطبوخ وخيار الشنبر أحد المسهلات اللطيفة جدا ، واستعماله يناسب الأشخاص المستعدين للتهيج بدون أن يحدث اضطرابا ولا مغصا ، ومقدار الاستعمال من عشرين درهما إلى ثلاثين.

(النوع الثالث التمر هندي):

التمر الهندي هو لب ثمر الشجر ، فالمطبوخ المجهز من عشرة دراهم منه في ستين درهما من الماء ، ثم يصفى ويحلى تحلية مناسبة مبرد يؤمر به في الحميات الصفراوية والتهيجات المعوية الأخرى القليلة السدة ، وينبغي أن تكون مدة الطبخ خمس دقائق فقط فإذا استعمل عشرون درهما من اللب وأغلى مدة ربع ساعة في إناء من فخار مدهون يتحصل مشروب مرضي ، يحدث استفراغات ثفلية عديدة ، وحينئذ قلب التمر هندي إما أن يكون مبرد أو مسهلا على حسب المقادير التي يؤمر بها وعلى حسب طريقة تجهيزه.

(الجنس السادس السنط):

وهو شجر الصمغ العربي ، وهو نوعان ينبغي أن يعتبر الصمغ غذاء ودواء في آن واحد ، وهو ملطف يسكن التهيج ، وقاعدة لعدة استحضارات دوائية كالعجائن والمربيات والأقراص الصدرية ، ومحلول الصمغ المكون من عشرة دراهم إلى عشرين درهما من الصمغ ومائة درهم من الماء أحد المشروبات المناسبة جدا في التهابات الأعضاء النفسية والهضمية.

(النوع الثاني الكاد الهندي):

الكاد الهندي خلاصة مكونة من الثمار الخضروات ، وقد ذكرنا استعمالها في الفصيلة النخلية.

٤٣٧

(الفصيلة الرابعة الفسقية):

وقد ذكرناها أيضا من الترنبتينا.

(الفصيلة الخامسة النبقية)

وتحتها جنسان :

(الجنس الأول شوكة الصباغين):

اللب المائل للخضرة الذي يغلف النوى الصغير لهذا النبات طعمه مر كريه ، ورائحته مهوعة ، وهو دواء مسهل قوي الفعل لكنه يوجد فيه عيب ، وهو أنه يسبب مغصا إذا استعمل على حالته الطبيعية ، والذي يمنع هذا العيب منه شرب مغلي غروي ملطف ، ويكون ذلك بعد استعمال هذه الثمار ، ولا ينبغي استعمال هذا الدواء إلا في الحالة التي يراد فيها إحداث تحويل قوي كما في بعض أنواع الاستسقاء وأنواع القوباء المزمنة وشراب هذا الثمر ، وهو الذي يؤمر به أكثر من الاستحضارات الأخرى يعطى من عشرة دراهم إلى عشرين ، وإذا أخذت عشرة أو عشرون من ثمرة هذا النبات تكفي لإحداث استفراغا وافرة ، ويمكن أيضا إعطاء العصارة التي تستخرج منها.

(الجنس الثاني النبق وفيه نوعان):

(النوع الأول العناب):

متى كان العناب جديدا يكون لحمه متينا ، وهو سكري لذيذ يؤكل على هذه الحالة ، والثمر الذي صار تجفيفه في الشمس إذا خلط مع التين والبلح والزبيب تتكون عن تلك الثمار السكرية أو الصدرية التي مطبوخها يتكون عنه مشروب ملطف جيد الاستعمال في الالتهابات المزمنة للرئتين ، ويدخل في جملة استحضارات تسمى الصدرية ، ومنها عجينة العناب التي هي دواء كثير الاستعمال في أكثر الأوقات ، ولا شك أن الأصل الأكثر فعلا فيها هو الصمغ العربي الساري في لحميتها.

(النوع الثاني النبق):

حيث إن النبات وثمره لا استعمال له في الطب فلا حاجة لنا بذكره.

٤٣٨

(الفصيلة السادسة القرعية وتحتها جنس واحد)

(الجنس القووني وتحته نوعان النوع الأول الحنظل):

هو الثمر المجرد عن غلافه القشري ، وهو على هيئة كتل مائلة للبياض خفيفة إسفنجية جافة ذات مرار شديد تحتوي على بزور بيضاوية لامعة مائلة للصفرة ، وليس طعمها مرا كطعم اللب الذي توجد فيه ، والمقدار العظيم للمادة الراتنجية التي يحتوي عليها الحنظل يصيره أحد التسهيلات الشديدة جدا ، واستعماله في الطب معروف.

(النوع الثاني القاوون):

ثمره يؤكل في فصل الصيف ، وهو لذيذ المذاق جدا ؛ لأنه مبرد مغذ قليلا ، وهو يناسب الأشخاص الأقوياء والأمزجة الصفراوية ، وجميع الأشخاص الذين تهضم معدتهم الأغذية بسهولة ، وبزوره كبزور جميع نباتات هذه الفصيلة ، وهي تحتوي على مادة غروية وزيت ثابت ، ومتى خلطت بالماء بعد تجريدها عن غلافها القشري تصنع منها مستحلبات ملطفة ، يؤمر بها كثيرا في التهابات قناة مجرى البول والتهاب المثانة ، وكل من الخيار والقرع والبطيخ ونحوها تنسب إلى هذه الفصيلة ، واستعمال بزورها وثمارها معلوم فلا حاجة لذكره.

والله سبحانه وتعالى الموفق للصواب وإليه المرجع والمآب ، وصلّى الله وسلم على سيدنا محمد سيد الأحباب وعلى الآل والقرابة والأصحاب ما طلع كوكب وغاب والحمد لله رب العالمين ، تم.

٤٣٩

تقريظ الطبعة الأولى

(يقول المتوسل بخير من وطئ البساط طه بن محمود قطرية المنسوب إلى دمياط):

حمدا لمن منّ على أحبابه بكشف أسرار كتابه ، وآتاهم من بديع حكمته ما لم يؤت أحدا من العالمين ، وأفرغ على قلوبهم من شآبيب المعارف ما ميزوا به بين حقائق الأشياء.

واستخلصوا الغث من السمين ، كيف لا وقد جذبهم إلى وداده مغناطيس المحبة ، وقصر عقولهم بعقال الشوق إليه ، فلم يلتفوا إلى سواه منها بمثقال حبه.

(وصلاة) وسلاما على سيدنا محمد المصطفى جوهر وجوده من أكدار البشرية المنتقاة بذرته من أطيب العناصر القرشية ، وعلى آله الذين داووا بمراهم المكارم أمراض القلوب ، وأصحابه الذين حسوا بمجاهداتهم عروق الأحقاد والذنوب.

(أما بعد):

فكم لله من نعمة سابغة ، وحجة على خلقه ناطقة بأنه المتصرف في الأكوان بالحكمة البالغة ، وإن من أجل نعم الله على عامة الناس وخاصة عصابة الأطباء والحكماء المهرة الأكياس الكتاب الذي انتهت إليه رياسة الأطباء ، واختلفت إلى أبوابه وجوه جماهير الحكماء الذي حوى ما نطق به اسمه «كشف الأسرار النورانية القرآنية» ، وجمع فأوعى ما أذعنت بصدقه حملة الكتاب ، ونقله السنة المحمدية الباحث عن معاني الآيات بما هو للطيب عدة ودواء وللمشرح آي يهتدي بها إلى تشخيص الداء ، وتحليل تركيب الأعضاء وللنباتي أنموذج يحذو على قباله ، ويرسم في استنبات النبات على مثاله ، وللحكيم مستند يستند في النظر عليه ، ومرجع يرجع عند إشكال الحقائق شيئا إلا سهل سبيل الوصول إليه مقتفيه فالله دره مؤلفا على حداثة عهده سبق به هذا العصر ما تقدمه ، وما يأتي من بعده مؤلف تألف القلوب على اعتباره غاية ما يدخل تحت الإمكان من أبناء هذا العصر الذي تقاعست همم أهله ، وعمت قلوبهم طوراق الحدثان فما أولاه بأن تتباهى به الليالي ، وتبذل في تحصيله نفائس النفوس قبل اللآلئ ، وتتسابق فيه همم الكرام ، وتعدوا إليه القلوب الأقدام ، فلا يفي بمحاسبة واصف دون الاطلاع عليه ، ولا يبلغ الإحاطة بفضائله بليغ مثل من صرف عنان نظره إليه ، وقد بلغ بطبعه المأمول ، وسهل لطالبيه إليه الوصول ؛ إذ أتاح الله طبعه على ذمة مؤلفه الأمثل والإمام الهمام الألمعي الفيصل من كاثرت به دمشق الشام سواها ، ويهرب بحلول بدره الباهر من كافحها ، وباواها البارع في علمي الطيب والجسماني والروحاني المولى الفاضل محمد بن أحمد الإسكندراني أبقاه الله بقا الدهر وأجزل له على صنيعه الأجر.

٤٤٠