كشف الأسرار النورانيّة القرآنيّة - ج ٢

محمّد بن أحمد الإسكندراني الدمشقي

كشف الأسرار النورانيّة القرآنيّة - ج ٢

المؤلف:

محمّد بن أحمد الإسكندراني الدمشقي


المحقق: الشيخ أحمد فريد المزيدي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-5282-4

الصفحات: ٤٦٤
الجزء ١ الجزء ٢

عاما يؤثر بالأكثر كدواء مدر للبول فيستعمل في الاستسقاآت والنزلات المزمنة المثانية ونحو ذلك ، وماؤه المقطر يصنع بجزء من الحبوب وأربع من الماء والمقدار للاستعمال من عشرة دراهم إلى ثلاثين ، وخلاصته تصنع كما قال بوشرده : بأن ينزح بالماء البارد ما في الحبوب المكسرة ، ثم ينجز السائل حتى يكون في قوام الشراب ، ثم الخلاصة.

والغالب أن يؤخذ لجزء من الحب أربع أجزاء من الماء وطعم هذه الخلاصة مر مع بعض عذوبة ، وهي قليلة العطرية ، وأما طبخ الحبوب فيذوب مقدارا عظيما من راتينجها وذلك يعطي للخلاصة حرافة ، وتستعمل تلك الخلاصة في الغالب دواء مقويا خفيفا بمقدار من درهم إلى ثلاثة في ضعف المعدة ، وهو دواء مستعمل عند العامة ، ويكون أيضا أصلا للاستعمال بشكل بلوع أو حبوب ، وبعضهم يحضر الخلاصة بأخذ جزء من حبوب العرعر المجروشة وثلاثة أجزاء من الماء الفاتر فتترك الحبوب في الماء مدة أربع وعشرين ساعة ثم يصفى الماء مع الضغط على الحبوب ، ويصعد على النار حتى يكون في قوام الخلاصة.

وقد يستخرج من الحبوب دهن طيار أصفر بأخذ جزء منها وثمانية من الماء ، ومقدار الاستعمال من قمحتين إلى عشر في جرعة ، ويستعمل فيما تستعمل فيه الثمار نفسها وزيادة على ذلك أنه مدر للطمث طارد للرتنج ، والجرعة الدافعة للنفث في دستور بوشرده تؤخذ بأخذ خمسين درهما من منقوع الزوفا وثلاثة دراهم من خلاصة العرعر وخمسة عشر درهما من السكنجبين العنصلي يمزج ذلك ، ويستعمل بالملاعق الصغيرة.

(الأبهل):

يسمى سابينا ، وهو شجرة ثنائية المحل تنبت بنفسها في المحال المرتفعة من بلاد السوسية ، وهو من النباتات المعروفة في الأزمنة السالفة ، وذكر قدماء الأطباء أن للأبهل صنفين : صنف صغير الورق تشبه أوراقه أوراق الطرفا والأثل ، وصنف كبير الورق تشبه أوراقه الكبار أوراق السرو ، وغلط صاحب منهاج البيان حيث ظن أن ثمر الأبهل إذا أطلق على الثمر فإنما هو ثمر الصغير نفسه نبه على ذلك ابن البيطار وقال : إن ثمر الأبهل أكبر منه يشبه النبق ويكون أحمر إذا كان رطبا وفي داخله نوى ، وإذا بلغ غايته في النضج مال إلى السواد وكان فيه حلاوة مع قبض وحدة وعطرية.

وقال أيضا : إن من النبات ما يحمل أزهار فيها أعضاء الذكور فقط ومنها ما يحمل أزهارا فيها المبيض فقط الذي يصير فيما بعد ثمرا عنبي الشكل مسود ، ولكن الخواص في الاثنين واحدة وإن فضل بعضهم المذكر الذي هو حامل للثمار على رأيهم مع أن الأمر بالعكس. اه. وعلى كل

٣٨١

حال فالمستعمل من هذا النبات الأغصان بأوراقها ، والقدماء كانوا يستعملون الثمار أيضا.

(في صفاته النباتية):

هذه الشجرة تعلو عن الأرض كالعرعر من اثنى عشر قدما إلى خمسة حادة غير شوكية ، والسنابل الهرية محمولة على حوامل صغيرة معوجة قشرية ، أي على شكل فلوس منحنية ، والثمار التي تخلقها الأزهار المؤنثة كمثرية الشكل بيضاوية لحمية زرق مسودة ولا تحتوي إلا على نواة أو نواتين صغيرتين.

(في الصفات الطبيعية):

قد علمت الصفات النباتية للأوراق ورائحتها قوية عطرية نتنة نفاذة ، وسيما إذا دلكت بين الأصابع وطعمها حار حريف مر وهي خضراء دائما.

(في الصفات التركيبية):

الأبهل يحتوي على دهن طيار كثير يبلغ خمس وزنه كما ذكر بعض الأطباء ، وبذلك تتضح شدة فاعلية الأبهل وقوة راتنجية التي لا تنال إلا بالوسائط الكيماوية ، وذلك الدهن عديم اللون وتركيبه كتركيب دهن العرعر والرتنبتينا.

(في الاستعمالات الدوائية):

شدة فاعلية الأبهل المحققة بصفاته الطبيعية وتركيبة ثابتة أيضا باستعماله المقوي ، فإذا وضع مسحوق أوراقه على سطح دام أو متقرح أثر فيه تأثيرا مهيجا يقرب من تأثير الكاوي ، فقد اتفق أن أورفيلا وضعه على جرح مفعول في الجزء الأنسي للفخذ من كلب فحصل فيه التهاب ؛ ولذلك يستعمل هذا المسحوق بقصد التغيير السريع للحالة المرضية الخبيثة في بعض القروح الرديئة فتنطبع فيها كيفية أخرى من الحيوية تؤدي إلى التجامها ، ويضطر لاستعمال ذلك المسحوق لتأكل الزوائد الزهرية ، أي الزوائد الإفرنجية والتوالدات اللحمية ونحو ذلك ، وكذلك مطبوخها تنظف به القروح الوسخة ، ويوضع على العظام المتسوسة والأسنان الوسخة المؤولة لإعانة خروج الأجزاء المتسوسة ، وتسكين الأوجاع ، ثم إن تلك الفاعلية القوية التي تحصل من الأبهل في محل وضعه تنتشر في جميع الأعضاء إذا استعمل من الباطن بمقدار كبير فأولا يسبب حس حرارة في القسم المعدي يتبعها غالبا فواق وقيء وقولنج ، وانقذافات دموية.

وبالجملة يلهب المعدة والاثنى عشرى والمستقيم وربما سبب الموت فقد وجد أورفيلا

٣٨٢

في السطح المعدي للكلاب التي ازدرت مسحوق الأهبل نكتا حرما والتهابا خفيفا وثانيا يحرض بعد ذلك حالا نتائج أخر ناشئة من وصول قواعده في الكتلة الدموية ومن تأثيره في المنسوجات العضوية ، وذلك كقوة النبض وسرعته والانزعاج الشرياني وشدة فاعلية الأوعية الشعرية والاحتقان الدموي في جملة محال من الجسم وكثيرا ما يحرض نفث الدم ويقهر الطمث على الظهور في غير زمنه.

وإذا زيد في المقدار حصل منه حالة مرضية في الجسم فيحرض حمى شديدة مصحوبة بأعراض خطرة في النساء اللاتي يستعمله بقصد الإسقاط مع أنه يندر أن يتمم لهن مقصودهن ، وإنما ينتج فيهن آفات وتغيرات لا تزول ولا تمحي وإذا أعطى للخيل أحدث فيها شدة وحركة قوية فجائية بسبب تأثير قواعده المنبهة فإن تلك الحيوانات صارت مملوءة حرارة وهيجانا قويا ، وذكر ميرة في الذيل عن بعض الأطباء حالة موت امرأة حامل في ثمانية أشهر حصل بعد استعمال الأبهل بثنتي عشرة ساعة فوجد معها احتقان دموي في المخ وفي الأمعاء ، وكان حصل منها تبرزات مدممة وقيء وغير ذلك ، ومع ذلك أوصوا من زمن طويل باستعماله لتحريض فعل الرحم. وكان القدماء يعرفون ذلك ونص عليه جالينوس ، وذكر أنه يحرض الإسقاط وذكر ذلك أطباء العرب من بعده قاطبة ، وذكروا جميع خواص هذا النبات وقالوا : إنه يحرض الطمث يحرض الإسقاط ، واشتهر ذلك عند جميع الناس العوام وتستعمله لذلك سودان جزيرة فرانسا وآسيا وإفريقيا وإن أنكر تلك الخاصية كثير من المتأخرين ، وقالوا : إذا حصل منه الإسقاط فلذلك إنما هو في شدة الالتهاب الذي يسببه ، بل ربما سبب في الغالب الموت.

وأما إدراره الطمث فمعروف عموما وهو قريب للعقل فإنك قد عرفت أن لهذا الجوهر تأثيرا قويا التهابيا في المستقيم الذي هو ملتصق بالرحم ، وذلك تنظير ما يشاهد في الصبر حيث تحدث منه النتيجة المزدوجة المذكورة ، وبالجملة فالأبهل دواء يستعمل لتحريض الطمث إذا كان عدم ظهوره ناشئا من خمود الرحم أو ضعفها أو استرخاء منسوجها ، أما إذا كان فيها امتلاء وتنبه.

فإن استعمال هذا الجوهر يكون مضرا كما هو واضح ، فقد يسبب حينئذ كما عملت حمى وقيئا ونفث الدم وبواسير ونحو ذلك مع أن جونتير استعمله مع نجاح عظيم في الأنزفة الرحمية الحاصلة من الضعف الرحمي لما لم ينفع غيره من الأدوية المستعملة عموما فأعطى منه ثلث درهم وكرره أربع مرات في اليوم ، فكان فعله في تلك الحالة كفعل القوابض ، وأوصى به سوتير أيضا في مثل تلك الحالة ، ولكن كان ذلك لأجل التحرز من الإسقاط الذي قد ينتج من ذلك الاسترخاء والضعف في الرحم.

٣٨٣

وكان مقدار الاستعمال من اثنتي عشرة قمحة إلى خمسين عشرة ثلاث مرات في اليوم مدة ثلاثة أشهر أو أربعة أو خمسة ، واشتهرت أمور واقعية في أنزفة رحمية حاصلة في غير أزمنة الحمل ، واستعمل فيها بمقدار ثلث درهم أو نصف درهم في أربع وعشرين ساعة وكذا في أنزفة رحمية ضعيفة دام فيها النزيف زمنا طويلا ، وذهب لون الدم ، وتصاعد منه رائحة نتنة فأعطيت المرأة مخلوطا مركبا من ثلاثة دراهم من مسحوق أوراق الأبهل وثلاثة دراهم من خلاصته تستعمل المرأة في اليوم من خمس حبات إلى عشر ، وعرض من بعض الأطباء ثلاث قمحات تستعمل المرأة في اليوم من خمس حبات إلى عشر.

وعرض من بعض الأطباء ستة أحوال عولجت فيها العوارض الأربعة للبينوراحيا ، أي السائل الأبيض بمطبوخ الأبله ، أي أربعة دراهم منه في مائة درهم من الماء مع ثمانية دراهم من شراب القرفة ، وأعطى من ذلك للمرضى ملعقتا فم وكرر ذلك أربع مرات في اليوم ، وعمل من ذلك غرغرة للمرضى الذين معهم ذبحات زهرية ولكن لا يوضع فيها من الأبهل إلا نصف المقدار المذكور ، ويوضع أيضا مسحوقه على التولدات الزهرية ، ولكن لم ينجح ذلك على يد بعضهم كما نجح على يد غيره وأوصى باستعماله في النقرس.

(في استعماله للمتقدمين):

جهله بعض المتقدمين دواء خاص للنقرس حتى في الأحوال التي استعصت على الأدوية التي ذكروا قوتها فيه كخشب الأنبياء والكبريت والأفتيمون والزئبق ونحو ذلك ، ومقدار ما يستعمل من مسحوق أوراقه لذلك من اثنتي عشرة قمحة إلى أربع وعشرين في اليوم والليلة ، أو يستعمل مطبوخها مع ازدواج المقدار أو دهنها ممزوجا بالسكر ، وتقسم تلك المقادير على مرتين كما استعملوا ربه ، أي خلاصة الأبهل في الأمراض الروماتزمية ؛ وذلك لأنه يزيد في العرق والبول الدورة ، وذلك ربما أعان على شفاء هذه الآفات ، وبالجملة متى كانت الآفات المرضية ناشئة من الضعف أو فقد الحيوية جاز أن تقاوم بالأبهل ، وقد علمت أن تأثيره بالأكثر في الأعضاء البطنية السفلى ؛ ولذلك شوهد تحليل ورمين كبيرين في الرحم من استعمال هذا النبات ، واستعمل أيضا مع النعنع في عسر بول الحوامل بمقدار من درهم ، أي أربعة دراهم بالاحتراس من الإسقاط ، وظهرت قومة نفع دهنه الطيار المر في الآفات الديدانية ، وذكروا أن عسلاته تبرئ الجرب.

وذكر ابن البيطار نفعه في تنظيف القروح الخبيثة إذا وضع عليها ضمادا بالعسل كما ذكروا فعله في إدرار الطمث وإخراج الأجنة شربا وبخورا وحولا وأن نقعه في الإدهان يصيرها قوية التحليل وأن غليه فيها كدهن الزنبق أو دهن الحل ، أي الشيرج أو الزيت في إناء من حديد حتى

٣٨٤

يسود الدهن يصير ذلك الدهن دواء للصميم إذا قطر في الأذن ، وأن ثمانية دراهم من مسحوق أوراقه مع أربعة دراهم من السمن البقري ومثلهما من العسل يجعل ذلك لعوقا يستعمل في أسبوع فيكون ذلك نافعا في النبتوراجيا والربو والآفات الصدرية ، وإذا سحق ونخل وطلي به داء الثعلب أبرأه ، وقالوا : إنه لا يسقى لمحرورين ولا صبي ولا حامل. اه. ويدخل الأبهل في الأدوية المحللة فيقويها ، وفي الماء الاستيري والحبوب الاستيرية وغير ذلك.

(في المقدار وكيفية الاستعمال):

أما من الباطن فيستعمل مسحوقه بمقدار سبع قمحات إلى ثلثي درهم حبوبا أو بلوغا ، ومنقوعه من ثلث درهم إلى درهم ونصف لأجل ستين درهما من الماء المغلي ، وهو نادر الاستعمال ، وأما خلاصته فتصنع بجزء منه وستة أجزاء من الماء ، ومقدار التعاطي من عشر قمحات إلى ثلثي درهم بلوعا أو حبوبا ، وتصنع جرعة من دهن الأبهل في كتاب سوبيران يؤخذ مقدار من ذهنه الطيار من نقطة إلى ست في عشرة دراهم من شرب التوت وأربعين درهما من زهر النارنج ، ويستعمل ملاعق ومدخره يصنع بجزء منه وجزأين من السكر ، ومقدار ما يستعمل منه من عشر قمحات إلى ثلثي درهم بلوعا أو حبوبا ، ودهنه الطيار المأخوذ بالنقع يصنع بأخذ ستة أجزاء من الأبهل الجاف وخمسين من زيت الزيتون.

والمقدار منه من قمحتين إلى عشر في جرعة ، وأما من الظاهر فيؤخذ من مسحوقه المقدار الكافي ؛ لأجل إحياء الفروج الضعيفة وقمع اللحوم الفطرية ولهم مسحوق فخشكر مركب من جزء من مسحوق الأبهل وجزأين من الشب المكلس يمزجان ، وكان هذا المسحوق مستعملا مع نجاح عظيم من قديم لإتلاف التولدات الزهرية فمن تأثيره تجف أولا هذه التولدات ، ثم تذبل ، ويمكن أن تنفصل بدون ألم ويلزم أن يجدد التغيير عليها مرتين في اليوم كذا في سوبيران ، ومنقوعه يستعمل بمقدار كاف غسلات وكمادات ومرهمه المحمر يصنع بجزأين وخمسة أجزاء من الشحم الحلو ويوضع على الجلد كضماد محمر ، أو يصنع كما في سوبيران وسماه بقنيروطي ابن البيطار بجزء من الأبهل وستة أجزاء من القيروطي البسيط الخالي من الماء يمزجان ويستعملان كدواء محمر.

(عرعر ورجيني):

هو شجر كبير متوسط العظم ، يعرف عند العامة باسم السيدر الأحمر وسيدرورجيني ، وأوراقه متراكبة على الفروع الجديدة ، وتكون أحيانا وسخة خيطية على الأغصان ، والأزهار ثنائية المحل على هيئة سنابل هرية ذوات حوامل ففي السنابل المؤنثة تكون الفلوس ثخنية

٣٨٥

لحمية منفرجة الزاوية منقرشة ، والثمار بيضاوية في غلظ الحمص وغلبا لا يوجد إلا نوتان عظيمتان في المحيط الذي هو لحمي.

وقال ميرة : هو عظيم النفع ، ويظهر أن فيه جميع خواص الأبهل حيث يشبه في أوراقه ، ويستعمل بدله في البلاد المنضمة ، وأوراقه تطبخ مع مزدزج مع قدرها من الشحم ويضاف لذلك قليل من الشحم فيكون من ذلك مرهم محمر مستعمل في تلك البلاد ، وأوراقه منبهة ومدرة للطمث وللبول ومعرفة فتستعمل في الأوجاع الروماتزمية الاستيقاء ونحو ذلك.

(العرعر الكبير أو شجر السندروس):

إذا أحرق خشبه نتج منه نوع قطران سائل يسمى زيت قاض ، أو يقال : كاد وهو مسود نتن يستعمله بعض البياطرة علاجا لجرب الخيل وقرحها ، وقد وضع هذا الاسم على كل قطران سائل شبيه في الحقيقة شبها تاما بما ينتج من حرق خشب هذا النوع ، وأحيانا يحفظ هذا الاسم للسائل المنال بالتقطير وحينئذ يكون نوع كندر وثمر هذا النوع على شكل حبوب عنبية لونها أحمر مسود ، وهي بقدر حب العرعر الاعتيادي مرتين أو ثلاثا ؛ ولذلك يسمى هذا النبات بونغيروس ماجوز ، أي الكبير.

(السر والمسم):

هو شجر ينبت بجبال شمال أوروبا وآسيا الشمالية ، ويسمى باللسان النباتي طاقسوس باقطا ، أي اللؤلؤ الشبيه بالعنبي فجنسه طاقوس من الفصيلة المخروطية ثنائي المحل وحيد الإخوة ، واسمه أتى من اليوناني معناه سهم أو حربة أن عصارة هذا النوع الرئيس لهذا الجنس تسم بها السهام ، ومن ذلك أيضا جابتنكسون أي سم.

(في الصفات النباتية للنوع المذكور):

هو شجر متوسط القامة كثير التفرع يحمل أوراقا مشتتة ، تكاد تكون عديمة الحامل خيطية مسطحة حادة تتجه من جانبي الأغصان ، وتميل أن تنفرش في مسطح واحد ، والأزهار ثنائية المحل ، والسنابل الهرية المذكورة صغيرة جدا وحيدة عديمة الحامل في إبط الأوراق العليا ، وهي بيضاوية مخاطية من قاعدتها بفلوس منفرجة الزاوية ومتراكبة على بعضها.

وكل سنبلة هرية إذا رفع منها فلوسها السفلية تكون بالكلية كروية وذوات حامل قصير وتتركب من أجسام صغيرة مصفرة قرصية عددها من ستة إلى أربعة عشر ، وكل منها زهرة مذكرة ، والسنابل الهرية المؤنثة وحيدة أيضا أو إبطية ، وهي أصغر وأطول يسيرا من المذكرة

٣٨٦

ومكونة أيضا في جزئها السفلي من فلوس متراكبة على بعضها تتعانق تعانقا متينا زهره يكتسب نموا عظيما فيستطيل ويصير ثخينا لحميا ، ولونه أحمر جنيل كحمرة الكرز ، ويحيط بالثمر بدون أن يلتصق به جزء من سطحه الباطن ما عدا قاعدته ، وهذا النبات ينبت بالبلاد الجبلية ، ويألف المحال الباردة المظللة ، وثمار هذا النبات تميل لشكل العنبي بسبب الانتفاخ اللحمي الذي يحصل في المجمع لونها أحمر قوي الحمرة ومتقوية للأكل ، ويمكن استخراج زيتها ومنظر هذا الشجر الأخضر محزن ؛ ولذلك يزرع في المقابر كما يزرع في الأماكن المقدسة ، وكل الرومانيين يتنوّحون به في أيام الحزن على الموتى ، وخشب هذا النبات أحمر مسمر يحبب بحبوب ملززة ومعرفة بعرق كثيرة أو قليلة وشديدة الصلابة ، ويكاد يكون غير قابل لفساد ؛ ولذلك صنعوا منه في الأزمنة السالفة آلات للطحن ، وهو يقبل الصقل الجيد ؛ ولذلك يسأل عنه شغالو الآبنوس ، والخراطون فيصنعون منه أثاثا للمنازل وأشغالا منقوشة.

(في صفاته التركيبية):

هذا النبات من النباتات المخروطية يحتوي على عصارة راتنجية قليلة نعم يوجد فيه سوى هذا الجوهر الراتنجي مادة مرة ومخدرة قليلا ، ولكن يبعد جدا أن تكون فيها الخواص المهلكة التي نسبوها لها وإن حصل منها إذا استعملت بمقدار كبير بعض عوارض ، وقد حلل جذر هذا النبات فوجد فيه مادة تنينية وحمض عفصي وأملاح وراتينجيات ومادة لعابية ، ودهن طيار مر ومادة ملونة صفراء وسكر.

(في التأثير الصحي والسمي):

أما الثمار فعلى ما تحقق من التجريبات الأكيدة أنها ليس فيها صفات مسمة : قال ريشار : قد أكلنا منها مقدار كبيرا بدون أن يحصل لنا أدنى عارض ، ولكن ذكر القدماء أن هذا النبات دخانه يقتل الفيران وعصارته تسمم بها القلوانيون سهامهم.

(في الجواهر المستنتجة من الفصيلة المخروطية):

يسمى بذلك جواهر راتنجية سائلة قوامها زيتي ، ورائحتها قوية نفاذة وطعمها حريف حالا ولونها أصفر كثيرا أو قليلا ، وتنال بعمل شقوق في قشر أشجار تنسب لفصيلة المخروطية والبقلية ، وأنواعها تختلف باختلاف الأشجار المنتجة لها ، والبلاد التي تخرج منها وهي أولا ترنبتينا كيو ، أي سافص ، ويستخرج من شجر البط وثانيا ترنبتينا قويا.

ويستخرج أيضا من أنواع الصنوبر والتنوب مستنتجات أخر ، وهي القلفونيا والقار

٣٨٧

والزفت والقطران وراتينج فوبال ، أي السندروس والمصطكا وبلسم مكة وراتنج طقماك والمر الحجازي والجاروشير وصمغ السكبينج والمقل الأزرق وحصى اللبان المسمى بالكندر ، وقد تم بعون الله تعالى الباب الثالث الذي اشتمل على ذكر الآيات الشريفة القرآنية المتضمنة لذكر النباتات وفيما ذكر كفاية ، والله ولي الهداية والذكي يدرك بالمثال الواحد ما لا يدركه الغبي بألف شاهد.

٣٨٨

(الخاتمة)

(بسم الله الرحمن الرحيم)

سبحان الذي فلق الحب والنوى ، وأودع الأجسام النامية وظائف ، وقوى صور أنواع النبات من جراثيم مختلفة الهيآت ، أنشأ كل نوع منه جرثومة اهتزت وربت ، ثم تمت وانتفخت ، ثم انشقت من أعلاها عن ساق لطيفة تفرعت إلى أفنان غليظة ونحيفة وأزهار لامعة وثمار يانعة ، ومن أسفلها عن جذر ذي عروق لطيفة وألياف دقيقة خفيفة كأنها منعقدة من مياه عذبة ، ومع ذلك تغوص في الأرض الصلبة حتى أنها ربما شقت الصفاه ، فسبحان من خلق ذلك وسواه ، جعلها تمتص السوائل بمسام إسفنجية لتغذية النبات بكرة وعشية ، وجعل الأوراق أعضاء استنشاق واستحلاب وإخراج واجتناب يمتص بها النبات صالح الهواء ، ويخرج ما هو له كالداء من الأبخرة الزائدة عن غذائه الضارة إن بقيت فيه بنمائه ، ثم جعل منه الزوجين الذكر والأنثى ، وما حوى أعضاؤهما من الخنثى.

(نحمده) أن جعل لكل داء دواء ، وجعل معظم ذلك منوطا بالنبات بلا امتراء ونستوهبه أجمل الصلاة وأتم التحية على الشجرة النورانية ؛ ثمرة الفيض الرباني ، وسر الوجود الإنساني محمد المبعوث من خير أرومة ، المنتخب من أعظم جرثومة صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعلى آله نجوم الدّآدي ما أزهر الجل والجادي وقرقرت القماري في الوادي.

(أما بعد) :

فأقول : اعلم أرشدك الله أن الله تعالى أخبر في كتابه العظيم وكلامه القديم في قوله عز من قائل : (مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ) [الأنعام : الآية ٩٩].

وفي قوله عزوجل : (مُتَشابِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ) [الأنعام : الآية ١٤١]. بلفظين مختلفين وهما قوله : (مُشْتَبِهاً) و (مُتَشابِهاً.) فما الفرق بينهما؟ فالجواب قد تقدم الكلام عليهما موضحا وملخصه أن قوله : (مُشْتَبِهاً.) أراد به أن النباتات التي تكون متقاربة ومجتمعة مع بعضها بسبب مشابهة أشكالها الظاهرية وبنيتها الباطنية تكون غالبا ذات خواص طبية مشابهة لبعضها ، وأحيانا تكون هذه المشابهة تامة ؛ ولذا كانت جميع نباتات الفصيلة الخبازية ملينة وجميع نباتات الفصيلة الصلبية حريفة منبهة ، وجميع نباتات الفصيلة الجنطيانية مرة مقوية ، وجميع نباتات الفصيلة الشفوية عطرية ، وجميع نباتات الفصيلة الدفلية لبنية مهيجة فيمكن الإنسان حينئذ أن يستعمل نباتات من هذه الفصائل بدل آخر من غير ضرر.

٣٨٩

وأما قوله : (مُتَشابِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ) [الأنعام : الآية ١٤١]. فاعلم أنه يوجد بعض فصائل تدخل تحتها نباتات متشابهة البنية ومع ذلك خواصها الطبية مخالفة لبعضها جدا ، مثلا الفصيلة الفوّيّة فإنها تحتوي على نباتات طاردة للحمى وأخرى منبهة وأخرى مقيئة وحينئذ فلا يمكن أن تقوم نباتات من هذه الفصيلة مقام الأخرى ، لكن الفصائل الطبيعية التي يوجد فيها عدم الانتظام قليلة العدد جدا بالنسبة للفصائل التي توجد فيها مشابهة بين الأوصاف النباتية ، والخواص الطبية وحينئذ فتكون النباتات مرتبة على فصائل مشتبهة وفصائل متشابهة ، وكل منهما مع بعضهما تتكون عنه الرتب المتشابهة وغير المتشابهة.

(الرتبة الأولى النباتات اللافلقية وفيها فصائل أربع)

(الفصيلة الأولى الأشنية):

تنبت هذه النباتات على شواطئ جزيرة الكورس ، وتجنى من الصخور ، وقد عدّ النباتيون منها نحو اثنين وعشرين نوعا ، والمهم منها هي أشنة الكورس ، ورائحتها بخرية كريهة ، وطعمها مالح جدّا ، وخواصها طاردة للدود وتعطي منقوعا أو مسحوقا ، وتدخل في تركيب الهلامات والبقسماط ؛ لأجل اختفاء رائحتها وطعمها الكريهين ، ومقدار الاستعمال من عشرين قمحة إلى درهم وثلث إلى درهمين أو ثلاثة في ثلاثين درهما من الماء ، وقد يستعرض الماء باللبن ، وقد استعملها بعضهم في الاستحالات الأسكيروسية للغدد ، وحصل منها النجاح فتعطي منقوعا أو مطبوخا يجهز من عشرة دراهم من الأشنة في ليتر من الماء يؤخذ تدريجا ، والغالب على الظن أن الأشنة إذا أحدثت بعض نتائج جيدة في هذه الأحوال يكون ذلك بسبب اليود الكائن فيها ، فمن المحقق أنه يحدث ضمور في المجموع الغددي غالبا.

وقد أوصى جملة من المؤلفين باستعمال رماد أنواع الأشنة ، ومن جملتها رماد الأشنة الحوصلية في معالجة نمو الغدة الدرقية ، وهي المسماة بالسلعة النقية ، وقد تحقق بعضهم بتجاريب عديدة أن خاصية هذا الرماد في إزالة الغدة الدرقية ناشئة عن اليود الموجود فيه ، ومن منذ سنين استعملت الأشنة اللؤلؤية ، أي الجعدية ، وهي كثيرة الوجود على شواطئ البحر المتوسط ، وجوهرها غضروفي ، وأوراقها بيضاء وردية أو مائلة للصفرة قليلا جعدية ، وهذا النوع لا طعم له ولا رائحة ويجهز منه بواسطة الطبخ مقلي وهلام ملطفان جدا ، أوصى باستعمالها في أمراض الصدر كاستعمال الحزاز الأزلاندي ، وتستعمل في بعض البلاد غذاء يقوم مقام السحلب والأروروت الذي نشأ يتحصل من نباتات الفصيلة الحبهانية.

٣٩٠

(الفصيلة الثانية الفطرية):

ينمو عموم هذه الفصيلة في المحال الرطبة المظللة تارة على سطح الأرض ، وتارة في باطنها أو على جذوع الأشجار أو على المواد الحيوانية البالية ، وجوهرها لا يكون أخضر اللون من الباطن أصلا ، وهذا الوصف يميزها خاصة عن الفصيلة الأشنية التي يشاهد فيها هذا اللون بكثرة وتختلف بنموها السريع وبوضع أعضاء ثمارها ، ولنهتم بدراسة أنواع الفطر بجملة أمور :

(الأول) : أن عدة منها تستعمل غذاء للإنسان.

(الثاني) : أن جملة منها سموم قاتلة.

(الثالث) : أن بعضها يستعمل دواء ، ولنذكر أوصاف الأجناس الرئيسة منها والأنواع التي ينبغي معرفتها إما بسبب كونها مضرة أو بسبب كونها نافعة فنقول :

(الجنس الأول الجويدار):

هو فطري طفيلي باطنه مملوء بأعضاء أثمار بيضاوية الشكل ، وهو على هيئة قطع مختلفة الطول أسطوانية مدببة يوجد على أحد أسطحتها خط طولي ، وهو مقوس كثيرا أو قليلا ، ولونه أسمر مائل للبنفسجية ، ومغطى بمسحوق على سطحه قليلا ، ورائحته كريهة ومكسرة مندمج ، ولا ينمو الجويدار إلا على الشيلم فقط وعلى الذرة وعلى جملة نباتات أخرى تنسب للفصيلة النجيلية ، وأوصافه الرئيسة واحدة تقريبا ولو نبت على نباتات مختلفة ، وهذا النبات يوجد بكثرة في السنين الممطرة فيضر بحصاد حبوب الفصيلة النجيلية.

(في الخواص والاستعمال):

يحدث الجويدار تأثيرا منبها مخصوصا على الرحم فيحدث فيه انقباضات ، وبهذه الكيفية يعين على الولادة التي صارت عسرة ، ومقدار الاستعمال من نصف جرام إلى جرام ، وإذا دووم على استعماله يمدد الحدقة ويبطئ الدورة ، ويمكن أن يحث دوخانا ونعاسا وتعبا وتهوغا ، بل وتسقما حقيقيا ؛ ولذا لا ينبغي استعماله إلا مع غاية الانتباه ؛ لأنه إذا أعطى من ثلاثة دراهم إلى خمسة يكون مسمما ، ويمكن أن يكون سببا للموت ، وقد نسب إليه المرض المهول الذي مات بسببه أربعون ألف شخص في أحد أقاليم أوروبا في ابتداء القرن الثاني عشر من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسّلام وبتأثيره تستولي الغنغرينا الجافة على

٣٩١

طرف من الأطراف ، ثم تتقدم شيئا فشيئا ، وتنتهي بأن تهلك المريض بعد أن تجعل له مكابدات شاقة والأشخاص الذين يأكلون خبز الشيلم عرضة لهذا الداء فحينئذ ينبغي الاهتمام خصوصا في السنين الممطرة بفصل الجويدار المخالط لحبوب الشيلم.

(الجنس الثاني الغاريقون الأبيض والغاريقون الحافري أي الصوفان):

الأول الغاريقون الأبيض ينبت على بعض أنواع من الصنوبر في بلاد الجركس وحلب ، وهو على هيئة مخروط مستدير مغطى بقشرة خشنة صلبة ، وجوهره الباطن أبيض خفيف إسفنجي ، وهذا الجوهر طعمه مائل للحلاوة أولا ، ثم يصير مرا سكريا ذا حرافة عظيمة في آن واحد وهو لا رائحة له ومتى سحق يهيج الحلق بقوة.

(في خواصه واستعماله):

هو مسهل قليل الاستعمال الآن ، وكان يعطي في الاستسقاء القاصر ، أي الضعفي ، ومقدار الاستعمال من عشرين قمحة إلى ثلاثين.

(الثاني الغاريقون الحافري):

أي الصوفان ، هو فطر ينبت على جذوع شجر البلوط وشجر الكمثرى ، وهو كثير الاستعمال في إيقاف أنزفة الأوعية الدقيقة ، وهي التي تتكون من عض العلق ونحوه ، وهذا الجوهر يؤثر في هذه الحالة بامتصاص الدم والتصاقه بالأوعية المنفتحة ويؤثر أيضا بخاصية قابضة.

(في أجناس الفطر الذي يؤكل والذي لا يؤكل):

هذا الفطر له ساق وقلنسوة محدبة مائلة للبياض ذات صفائح ورقية ، ولونها وردي ويصير مائلا للسواد متى صار الفطر عتيقا ، وهو ينبت عادة في المحلات المكشوفة في مدة يومين أو ثلاثة ، ولحمه من الباطن أبيض متين ذو رائحة مقبولة تشبه رائحة الكمأة السوداء ، وساقه ذات عنيق ، وطعمه لذيذ مقبول يستعمل غذاء بكثرة.

(في الفطر البرتقاني):

هذا النوع يرغب فيه جدّا غذاء لكونه يشبه الفطر البرتقاني الكاذب الذي هو مسم جدا شبها عظيما حتى أنه ينبغي عدم استعمالهما خوفا من الأخطار التي تحصل من الاشتباه بينهما ؛

٣٩٢

ولأنه أحمر برتقاني بهيّ جدّا ، والقلنسوة محدبة وصفائحها صفر غر متساوية طولا ، ومن المهم أن لا يشتبه علينا هذا النوع بالفطر البرتقاني الكاذب الذي هو مسم ويشتبه به كثيرا.

(في الفطر البرتقاني الكاذب):

هذا النوع يشبه المتقدم في الهيئة ويخالفه في الأوصاف ؛ وذلك لأن كيسه غير كامل ، أي لا يعطي جميع القلنسوة ، وقلنسوة متى كانت نامية تكون مبقعة بلطخ مائلة للصفرة غير منتظمة ، تسمى بالتآليل ، وساقه وصفائحه بيض وليست بصفر ، وهذا النوع مسم جدا ، وجميع أنواع الفطر ذات القلنسوة المسطحة أو المقعرة سمية وكذا التي رائحتها كريهة.

وتحتوي على عصارة لينة حريفة فلا ينبغي اجتناؤها من الغابات أصلا ولا من المحال المظللة أو الكثيرة الرطوبة ، وأيضا ينبغي رفض جميع أنواع الفطر التي تنبت على جذوع الأشجار أو في تجاويف الحيطان العتيقة أو في تجاويف الصخور ؛ لأنها كلها سموم قوية مختلفة السمية ، وإنه متى طحنت أنواع الفطر في الماء يوضع في إناء الطبخ قطعة من قبضة فإذا حفظت لمعانها المعدني بعد الطبخ يؤكل الفطر ولا ضرر وإذا صارت واكتسبت لونا آخر ينبغي رفضها.

(الفصيلة الثالثة الحزازية):

هذه النباتات تنبت على صخور البلاد الباردة ، وأكثر وجوده في فصل الشتاء لا سيما في جزيرة إزلاندة وهو بلا رائحة وطعمه مر كريه ، وإذا عطن في الماء البارد ينتفخ ويصير غشائيا ويترك للسائل جزء من أصله المر وقليلا من مادة غروية ، وإذا غلي في ماء يذوب أغلبه فيه ، ويستحيل السائل إلى هلام بالتبريد ، وهناك نوع آخر من الحزاز خلاف النوع المسمى الحزاز الأزلالندي ، وهو المسمى في مصر بالسيبة يجلب من بلاد الروم ، وهذا النوع يستعمل في المصابغ وفيه مادة عطرية وأصول مغذية ؛ ولذلك يشاهد أن بعض الناس يطيبون به رائحة الخبز ونحوه.

والسودان يدخلونه في الإدهان للتطيب ، وهناك نوع ثالث ينبت في الجبل المقطم المطل على القاهرة من جهتي الجنوب والشرق يحتوي على كثير من المادة اللعابية فيمكن أن يستعمل ملطفا ، وخواص الحزاز الأزلازندي هو مقلو لمن في النقاهة صدري ، ولعله هو الوارد في قول نبينا صلّى الله تعالى عليه وسلم داووا ذات الجنب بالقسط البحري والزيت ، ويستعمل أيضا في الدوسنطاريا ، أي الإسهال المزمن ويعطي مغليا في اللبن الأمراض الصدر ومطبوخا في الماء ومربيات وعجائن وهلاما وشربا.

٣٩٣

(الفصيلة الرابعة السرخسية):

هذا النوع ينبت في الأماكن المظللة من البلاد الباردة ، وجذره طعمه قابض قليلا سكري ، ورائحته مهوعة والرماد المتحصل من الساق الأرضية مكون من كربونات البوتاس ومن جملة أملاح.

(في خواصه واستعماله):

فزيت السرخس ذو خاصية طاردة للدود واضحة جدا ، والزيت الذي يأتي من جنوب يستعمل بكثرة طاردا للدودة الوحيدة ، ولونه أخضر ويندر أن يكون أسمر.

(الجنس الثاني كزبرة البئر):

هو نبات على الأحجار في الأماكن المظللة الرطبة وعلى الجدارن الباطنية للنواعير المسماة بالسوق.

(في الخواص والاستعمال):

المستعمل منه الأوراق التي رائحتها وطعمها عطريان ، وهي غروية قليلا ، وتستعمل منقوعا في الأمراض الصدرية ، ويجهز منها شراب بصب الشراب البسيط المغلي على أوراق كزبرة البئر النظيفة.

(الرتبة الثانية النباتات ذات الفلقة الواحدة وفيها فصيلتان)

(الفصيلة الأولى القلقاسية):

ساقه الأرضية خانده مكونة من درنة لحمية بيضاوية الشكل ، وتتحصل منها درنات أخر تخلف الدرنة الأولى في السنة التالية ، وهذه الدرنات مائلة للصفرة من الظاهر وبيضاء نشائية من الباطن وطعمها حريف كاو وهو نبات خالد ينبت في المحلات الرطبة المظللة ، وحيث إن حرافته تزول بالتحمص والتخمير أو بالغسل والمطبخ استعملت الساق الأرضية المجردة عن عصارتها الكاوية بدل الخبز غذاء ، وذلك في زمن القحط ، بل في بعض البلاد تجنى وتغسل ونطبخ وتجفف لكي تستعمل غذاء.

وهناك نوع آخر ينسب للجنس القلقاسي المعتاد ، وأصله من بلاد الهند ، واستنبت في مصر وبلاد المشرق فصار فيها من جملة الخضروات ، والزراعة تفقد منه أغلب الحرافة التي

٣٩٤

توجد فيه ، وإذا طبخت أو حمصت زال لذعها وكيها ، وإذا استعملت عصارته من الظاهر كانت منفّطة ، وإذا استعملت من الأبطن كانت مسهلة لكنها قليلة الاستعمال لكثرة حرافتها وإذا طبخت كانت غذاء جيدا ، وتستخرج منها مادة نشائية بالطريقة المعتادة.

(قصب الذريرة العطري المعروف بعرق الأيك):

ساقه الأرضية خالدة أفقية في غلظ الأصبع تقريبا توجد فيها عقد مسافة فمسافة ، وثمر هذا النبات على مثلث محاط بالكأس ، وهذا النبات خالد ينبت في المستنقعات والقنوات.

(في الخواص والاستعمال):

هذا الساق لونه أسمر ناصع من الظاهر وردي من الباطن ، ورائحتها عطرية مقبولة ، وطعمها عطري كافوري ، وينبغي انتخابها جديدة غير مسوسة ، وهي تحتوي على زيت طيار ، وينبغي وضع هذا الجوهر في رتبة المنبهات ، ويعطي مسحوقا من عشرين قمحة إلى درهم ، والأمراض التي يستعمل فيها هي الحميات المتقطعة ، وداء الملوك وهو النقرس وأوذيما الأطراف السفلى ، ويستعمل مطبوخا يصنع من عشرة دراهم في مائة درهم من الماء وتصنع منه مربيات أيضا.

(الفصيلة الثانية النجيلية):

وهي الحنطة والنجيل والشيلم والشعير والشوفان والقصب الفارسي وقصب السكر والأرز والذرة ، وهذه الفصيلة قد تقدم الكلام عليها.

(الرتبة الثالثة وفيها أربع فصائل)

(الفصيلة الأولى النجيلية):

وهي النخيل المعتاد وجوز الفوفل وجوز الدلب المعروف بالجوز الهندي ، والنخيل المسمى أفوار وشجر المقل المعروف بالدوم ودم الأخوين ونخيل الساجو ، وجميع هذه الأنواع قد تقدم الكلام عليها.

(الفصيلة الثانية الهليونية):

هو نبات خالد ينبت في البساتين البقلية ، أي بساتين الخضروات يسبب أن أزراره الأرضية الحديثة المستطيلة تكون غذاء جيد ، وإن كانت تصير البول منتنا ، والثمر عنبي كروي

٣٩٥

أخضر اللون أولا ، ثم يحمر متى تم نضجه ولون البذور أسود.

(في الخواص والاستعمال):

الأزرار الأرضية التي تخرج من الساق الأرضية لهذا النبات في كل سنة هي غذاء جيد سهل الهضم جدا ، والسرعة العظيمة التي بها يكتسب البول رائحة قوية كريهة من الهليون تنبت التأثير الذي يحدثه هذا النبات على الجهاز البولي ، وكانت الجذور تستعمل طبا ، وهي غروية قليلة المرار ، وكانت تعد قديما من جملة الجذور الخمسة المفتحة ، وهي الهليون وشرابه الراعي اللذان ينسبان للفصيلة الهلونية وجذور كل من الكرفس والمقدونس والشمر من الفصيلة الخيمية.

(الجنس الثاني العشبي):

هي شجرة كرمية ، أي تتسلق على النباتات التي تجاورها وثمارها عنبية صغيرة كروية مائلة لحمرة تحتوي على ثلاث بذور ويوجد فيها زيت طيار وراتنج حريف مر ونشاء ومادة زلالية.

(في الخواص والاستعمال):

للعشية تأثير مخصوص معروف عن جميع الناس ، وهو أنها تزيد الإفراز الجلدي ، ومن ذلك أوصى بها أغلب الأطباء في جميع الأمراض الزهرية خصوصا متى استعملت معها الاستحضارات الزنبقية ، وأحسن الاستحضارات للعشبة المنقوع الذي يجهز من أربعة وعشرين درهما لمائة درهم من الماء ، ويستحضر منها خلاصة وشراب من الخلاصة وشراب العشبة المركب المعروف بشراب الطباخ.

(النوع الثاني نبات الجذر الصيني):

هو شجيرة كرمية جذرها مسمر من الظاهر ، ومحمر من الباطن عقدي غليظ ، والتمر عنبي أحمر اللون متى تفه دقيقي ، ويستعمل هذا الجذر في جميع الأحوال التي تستعمل فيها العشبة فهو من جملة الأخشاب الأربعة المعرفة التي هي العشبة والجذر الصيني والساسفراس وخشب الأنبياء.

(الفصيلة الثالثة الزنبقية):

زره البصلي مكون من فلوس لحمية موضوعة على بعضها ، والأزهار شهيرة برائحتها

٣٩٦

الذكية ، وتحتوي أزراره البصلية على مقدار عظيم من مادة غروية ونشا ، وعلى مقدار قليل من أصل حريف ، ومتى طبخت في الرماد تصنع منها ضمادات منضجة تستعمل بكثرة في إسراع تفتح الخراجات التي توجد تحت الجلد.

(الجنس الثاني الثوم المعتاد):

فصوص الثوم مكونة من صفائح بيض لحمية تحتوي على عصارة حريف غروية رائحتها قوية نفاذة وطعمها كريه يكسب النفس رائحة كريهة تشبه رائحة الحلتيت ، وهي تحتوي على زيت ، أي دهن طيار كاوي الطعم يستعمل طارد اللدود ، والثوم من جملة الأفويه المستعملة ، ويمكن الحصول على زيته الطيار وبالتقطير مع الماء وهو محمر شديد جيد النفع فيدق مع زيت الزيتون حتى يصير في قوام المرهم ، ويستعمل على هذه الحالة أيضا لتحليل الأورام والخنازير ويوضع منه على راحة القدمين محولا.

(النوع الثاني البصل المعتاد):

زره البصلي يحتوي على كثير من الزيت يحرض الدموع ، ويستعمل البصل تارة ملطفا وتارة مهيجا ولا يتمتع بالخاصية المهيجة إلا إذا كان نبأ ، وإذا طبخ تطاير منه الزيت الطيار الذي كان يكسبه الخواص المنبهة المهيجة فتكون خواصه ملينة ملطفة مرخية حينئذ كأغلب الجواهر الغروبة ، فإذا أحيل إلى مادة لينة بعد طبخه يستعمل في تنضج الخراجات والدواحس والخريجلات.

ومتى كان نيئا فلا يستعمل في الأمراض المتقدمة فإذا وضع على الجلد يخمره ، ويحدث فيه التهاب ، وإذا أعطى من الباطن يظهر تأثيره النتنة في باطن الفم بتنجس حريف وفي المعدة لإحساس بحرارة ؛ ولذا يزيد الشهية وفي بعض الأحيان يساعد على سيلان الحيض ، ويقوي شهية الجماع ، ومما ينبغي التنبه له أن البصل يكتسب في البلاد الحارة طعما أكثر حلاوة من الذي في البلاد الباردة ؛ ولذا يكون طعمه لذيذا ، ويؤكل نيأ في البلاد المذكورة كمصر وإسبانيا والبلاد الجنوبية.

(الجنس الثالث العنصلي):

زره البصلي قد يكون في غلظ رأس الطفل ، وهو مكون من جمل أغماد ثخنية لحمية لزجة ، وهو نبات خالد ينبت على الشواطئ الرملية للبحر ، والمستعمل منه في الطب الزر البصلي الذي يحتوي على عصارة حريفة تهيج العين وتحمر الجلد أو تنقطه وطعمها مر جدا مغث.

٣٩٧

(في الخواص والاستعمال):

هو جيد الاستعمال مدر للبول ؛ ولذلك يستعمل بكثرة في الاستسقاآت ، ويعطي مسحوقا أو حبوبا من قمحتين إلى اثنتي عشرة قمحة والاستحضارات الكثيرة الاستعمال والخل العنصلي والسكنجبين العنصلي وهو يجهز بمعاملة بصل العنصل بالعسل والخل معا.

(الجنس الرابع الصبر):

الصبر عصارة منعقدة صمغية راتنجية تستخرج من جملة نباتات من الجنس الصبري ، وجميع هذه النباتات تعيش في البلاد الحارة ، والرئيس هي الصبارة ذات الأوراق المثقوبة وذات الزهر السنبلي وذات الأوراق اللسانية ، ويوجد في باطن أوراق الصبارة مادة لبية غروية لا فعل لها ، ويوجد في سطحها الظاهر عصارة مرة مختلفة المقدار ، والصبر دواء مقو يقع تأثيره خصوصا على أعضاء الهضم ، فإذا وصل المقدار إلى ثمان قمحات أو عشر يمتد هذا التأثير إلى الأمعاء ، ويقع خاصة على السفلى منها ، وهي الأمعاء الغلاظ وحينئذ يحدث الإسهال ، وإذا حصلت المداومة على استعمال الصبر يحدث توارد دم نحو المستقيم فتنفتح الأوعية الباسورية وتتوتر فيصبر المستقيم مجلسا لتهيج شديد.

وقد انتفع المجربون بهذا التأثير فيعطون الصبر في كثير من الأحوال إحداث تحويل عند الأشخاص المعرضين للاحتقان المخي ، ولا ينبغي استعمالها للأشخاص المصابين بالبواسير ويستعمل مدرا للطمث أيضا ، وهو يدخل في جملة استحضارات دوائية ، ومتى أريد استعماله من الباطن فالأحسن أن يذاب في محلول غروي أو في مخ بيضة ، وذلك لتلطيف حرافته الشديدة ، ويستعمل الصبر في الفنون والصنائع أيضا ، فإذا طلبت الصناديق بحلوله ، وكانت محتوية على ملابس أو غير ذلك لا تقربها الهوام.

(الفصيلة الرابعة اللحلاحية):

يحتوي درن اللحلاح المسمى بصل السورنجان زيارة عن النشاء الذي يوجد فيه بمقدار عظيم على قلوي نباتي حريف مسم جدا سماه بعضهم باللحلاحين ، وهذا القلوي النباتي يوجد في بذور اللحلاح أيضا ، وهو يخالف الخربقين المسمى ويراترين بأنه ليس حريفا ولا معطسا ، وبهذين الوصفين يتميز عن الخربقين ، وينبغي أن تنسب الخواص المسمة لدرن اللحلاح ، وبذره إلى هذا الأصلي المهلك ، ودرن اللحلاح يؤثر في البنية كتأثير المسهلات الشديدة القوية الفعل جدا ، واللحلاحين مسم جدا ، ويستعمل درن اللحلاح مدر للبول في

٣٩٨

بعض أنواع الاستسقاء وأمراض المفاصل ، ويعطي صبغة وخلا وسكنجبيا.

وخلاصة الاستحضارات الدوائية المجهزة من بذر اللحلاح فضلها بعضهم ، أي الأطباء على الاستحضارات المجهزة من دونه ؛ لأنه قد حقق الآن أن هذه الأدوية تحدث تأثيرا آكدا ، وما يسمى عند العطارين بالخميرة أو لعبة مستعجلة أو عقدة الريح ليس لدرن اللحلاح الذي ذهب أغلب مادته الحريفة بالتجفيف ، وحيث إن اللحلاح يحتوي على مقدار عظيم من النشاء فإذا فصل عنه الأصل الحريف المسم بالعسل المتكرر يمكن استعماله غذاء بنجاح كاستعمال نشاء البطاطس.

(في الخربق):

وهو نوعان :

(الأول) : الخربق الأبيض إذا أحيل جذره إلى مسحوق يستعمل مهلا شديدا ، وكان هذا الجذر يستعمل قديما في الاستسقاء من أربع قمحات إلى اثنان والآن ترك استعماله.

(النوع الثاني السواديلا وهو المعروف بالكندر):

المستعمل منه في الطب القلب ، والبزور وهي داء خطر رفض استعماله من الباطن ؛ لأنه ذو حرافة شديدة تصيره مسهلا شديدا ومع ذلك فقد استعمله بعض الأطباء في معالجة الدودة الوحيدة ، ومقدار الاستعمال من شعر قمحات إلى عشرين تدريجيا ، وقد قل استعمال هذا الدواء الآن ، وقد يستعمل من الظاهر لقتل القمل لكنه إذا وضع على الرأس يحدث صداعا وتشنجا ، بل ويحدث الموت ، وقد استكشف بعضهم في بذر السواديلا قلويا نباتيا يسمى ويراترين ، أي خربقين ، ثم اشتكشفه في جذر الخربق الأبيض.

(الرتبة الرابعة وفيها ثلاث فصائل)

(الفصيلة الأولى) :

السوسانية وفيها أجناس :

(الأول : السوسان الأبيض) : ساقه الأرضية كجميع الأنواع التي تنسب إلى هذا الجنس مملوءة بعصارة حريفة مقيئة مسهلة لكنها تستعمل طبا ويصنع منها حبوب تقوم الحمصة في الكي.

٣٩٩

(الجنس الثاني الزعفران):

لون الزعفران أصفر محمر ورائحته قوية مقبولة ، وطعمه مر قليلا ولذاع ، ويلون اللعاب باللون الأصفر ، وهو يحتوي على مادة ملونة مخصوصة تزول بتأثير الأشعة الشمسية عليها ، وهي تذوب في الماء ويوجد فيه أيضا زيت ، أي دهن طيار عطري ومادة خلاصية ، وهو معدود من الأدوية المنبهة المدرة للطمث ، ويستعمل استعمال الأفاويه ، ويدخل في جملة استحضارات دوائية من جملتها لودنم سيدنام ، ويستعمل الزعفران في الفنون والصنائع بسبب المادة الملونة الموجودة فيه ، ويلون به الخبز والأرز المطبوخ ، ويعطي مسحوقا ومنقوعا وصبغة وخلاصة وشرابا ويدخل في تركيب الترياق.

(الفصيلة الثانية الحبهانية)

(الجنس الأول الحبهان العنقودي):

أزهاره بيض تخلفها أثمار علبية بيضاوية تحتوي على بذور تسمى تين الفيل ، وهو نبات خالد ينبت في الملاحة المظللة الرطبة ببلاد الهند ، وتوجد أنواع أخرى من الحبهان ، والرئيس منها ثلاثة : وهي الحبهان الكبير ، والمتوسط ، والصغير ، وتستعمل معطرة بسبب رائحتها الكافورية المقبولة الذكية ، والعادة أن تجرد عن غلافها الثمري ، وجميع أنواع الحبهان متمتعة بخواص منبهة وتستعمل أفاويه للأطعمة.

(الجنس الثاني الكركم):

هذا الجنس قسموه إلى كركم مستطيل ، وكركم مستدير ، وهو مدمج خشن من الظاهر صقيل ، وهو مشهور بلونه الأصفر الناصع من الظاهر المائل للحمرة من الباطن ، وبرائحته الزنجبيلية التي تتصاعد منه ، وتكون واضحة متى كان على الحالة الرطبة ، وطعمه فيه مرار قليل ، وبعض حزافة ، وإذا مضغ يكتسب منه اللعاب لونا أصفر وكل من الماء والكؤل يستوليان على الأصل الملون به ، وقد استخرجت منه مادة ملونة صفراء كثيرة الاستعمال في علم الكيميا جوهرا كشافا ؛ لأنها تكشف الجواهر القلوية جيد فتلونها باللون الأحمر الداكن ، وقد استخرج منه أيضا دهن ، أي زيت طيار قليل جدا وخلاصة مائية وخلاصة راتنجية.

(الجنس الثالث الزنجبيل):

الزنجبيل : قليل الاستعمال في الطب بسبب شدة تأثيره ، وإذا لامس الغشاء المخاطي لأنف يحدث عطاسا شديدا ، وإذا مضغ قليل منه زمنا يسيرا يحصل منه سيلان اللعاب بكثرة ،

٤٠٠