كشف الأسرار النورانيّة القرآنيّة - ج ٢

محمّد بن أحمد الإسكندراني الدمشقي

كشف الأسرار النورانيّة القرآنيّة - ج ٢

المؤلف:

محمّد بن أحمد الإسكندراني الدمشقي


المحقق: الشيخ أحمد فريد المزيدي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-5282-4

الصفحات: ٤٦٤
الجزء ١ الجزء ٢

(النوع الخامس في الثمر البطيخي):

هو ثمر لا ينفتح له جملة مساكن متوزعة في اللب كل مسكن يحتوي على بذرة تنفصل بعسر من العشاء الجذري الباطني لكل مسكن ؛ لأنها تلتصق به التصاقا شديدا ، وهذا النوع يشاهد في الفصيلة القرعية كالقرع والحنظل والبطيخ والخيار ، وقد يوجد غالبا في مركز الثمر البطيخي تجويف متسع ناشئ عن تمزق الجزء الرخو للثمر ، وهذا ناشئ عن نمو سريع حصل في الغلاف الثمري ، واعتبار هذا التجويف مسكنا حقيقيا خطأ إذ ليس الأمر كذلك ؛ لأننا إذا تأملنا فيه بإمعان لا نجد فيه غلافا ثمريا باطنيا يغشى الجذور الباطنية للمسكن ، كما هو شرط المساكن الحقيقية زيادة على ذلك فهذا التجويف لا يتكون إلا إذا أخذ الثمر في النمو ، بل لا يتكون إلا عند تمام نضجه.

(النوع السادس في الثمر البرتقاني):

هو ثمر لحمي مغطى بغلاف متين يوجد على سطحه حويصلات مملوآت بزيت عطري ، وينقسم باطنة إلى جملة مساكن بواسطة حواجز غشائية يمكن انفصالها بسهولة بدون أن تتمزق ، ويوجد في كل مسكن مادة لينة لحمية تحتوي على عصارة حمضية كما في الفصيلة البرتقانية التي منها البرتقان والليمون.

(النوع السابع في الثمر العنبي):

هو ثمر لحمي تختلف بنيته اختلافا عظيما ، ولا يمكن نسبته إلى نوع من الأنواع المتقدمة الذكر إذ ليس له أوصاف مميزة له ، ولا يحتوي على نواة ، فحينئذ يمكن أن يقال إن نسبة الثمر العنبي للثمار اللحمية التي لا تنفتح كنسبة الثمر العلبي للثمار اليابسة التي تنفتح فكل من العنب والريباس والفلفل والبلح وثمر اللفاح والغار والبيلسان ثمار عنبية.

(في الثمار المتضاعفة):

هي نتيجة انضمام جملة مبايض تنسب كلها إلى زهرة واحدة كما في التوت الأرضي والتوت الشوكي والثمر المتلاصق كما في ثمر شقيق النعمان ، والثمر التفاحي ، والثمار المركبة كما في ثمر الصنوبر ونحوه الثمار المخروطية مثل الثمر التوتي والتيني ونحوهما.

(المبحث الخامس في استعمال الثمار):

قد قسمت الثمار إلى بسيطة ومتضاعفة ومتلاصقة أما الثمار البسيطة فهي الأكثر عددا

١٦١

والأكثر استعمالا ؛ منها الثمار العنبية والثمر الرماني والثمر البرتقاني والثمر البطيخي ، والثمر التفاحي ثمر الزيتوني ، والثمر النجيلي والثمر الفقري ، والثمر القرني ، والثمر العلبي ، فالستة الأولى لحمية ، والأربعة والأخيرة يابسة ، فالثمار العنبية التي هي أكثر استعمالا هي العنب ، وحب الكاكنج ، وثمر شوكة الصباغين ، والفلفل والتمر والثمر الرماني هو الرمان المعتاد والثمار البرتقانية تنسب للفصيلة البرتقالية وأكثرها استعمالا في الطب البرتقان والليمون والثمرات المنسوبات إلى الفصيلة القرعية الأكثر استعمالا هي في الطب هي الحنظل وقثاء الحمار ، والثمار التفاحية الأكثر استعمالا هي السفرجل والتفاح ، والثمار الزيتونية الأكثر استعمالا هي الزيتون والعناب والمخيط أي السبستان ، والثمار النجيلية الأكثر استعمالا هي البر والشعير والشيلم والشوفان والقصب والذرة والأرز ، والثمار الفقيرة تنسب للفصيلة المركبة ، وهي قليلة الاستعمال في الطب ، فلا يستعمل منها إلا ثمار نبات ببلاد الهند يسمى عندهم كلاجيري طارد عندهم للدود ، وثمر كل من القرطم والسلجم وعباد الشمس يستخرج منها زيت ثابت ، والثمار القرنية الأكثر استعمالا هي الوانيلا ورؤوس الخشخاش والسواديلا والحبهان أما الثمار المتضاعفة فلا نذكر منها إلا ثمار الفصيلة الخيمية وثمار الأنيسون النجمي ، فالأولى مكونة من ثمرتين غير قابلتين للانفتاح ، والثانية مكونة من ست أثمار إلى اثنتي عشرة تنفتح من أعلى ، فالثمار الخيمية الأكثر استعمالا هي ثمار النخوة الهندية والشبت والأنيسون والكراويا والجزر والشمر والكمون والكزبرة وقندول الماء ، وأما الثمار المتلاصقة فالثمار المتلاصقة أو المركبة تحتوي على الثمار المخروطية والثمار العنبية كحب العرعر فالثمار المخروطية يدخل تحتها حشيشة الدينار وثمر السرو والصنوبر.

(المسألة الحادية عشرة) :

في قوله تعالى : (وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) [الرّعد : الآية ٣]. وفيها مسائل :

(المسألة الأولى) :

في قوله تعالى : (زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) [هود : الآية ٤٠]. المراد بزوجين اثنين صنفان اثنان ، والاختلاف من حيث الطعم كالحلو الحامض أو الطبيعة كالحار والبارد ، أو اللون كالأبيض والأسود ، فإن قيل : الزوجان لا بد وأن يكونا اثنين فما الفائدة في قوله تعالى : (زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) [هود : الآية ٤٠]. قلنا : قيل : إنه تعالى أول ما خلق العالم وخلق فيه الأشجار خلق من كل نوع من الأنواع اثنين فقط ، فلو قال خلق زوجين لم يعلم أن المراد النوع أو

١٦٢

الشخص ، فلما قال اثنين علمنا أن الله تعالى أول ما خلق من كل زوجين اثنين لا أقل ولا أزيد ، والحاصل أن الناس فيهم الآن كثيرة إلا أنهم ابتدؤوا من زوجين اثنين أي شخصين وهما آدم وحواء ، فذلك القول جار في جميع الأشجار والزروع ، ولنتكلم عليها واحدا بعد واحد فيما يأتي.

(المسألة الثانية في أعضاء التوالد):

تنقسم أعضاء التوالد إلى أعضاء تناسل وإلى أعضاء أثمار ولنتكلم على كل واحد منها فنقول :

(المقام الأول في أعضاء التناسل) :

وفيه مباحث :

(المبحث الأول) :

إذا تأمل عاقل في الأعضاء النباتية يتعجب من صنع الباري تعالى وقدرته جل وعلا ، وذلك أنه يشاهد الجذور ذات الألياف الشعرية التي تمتص السائلات الكائنة في الأرض بقوة عجيبة ، وتنقل السائل المغذي إلى أوعية النبات وكذلك إلى السوق والفروع القائمة في وسط الهواء المعد لتغذيته ، ثم الأوراق التي هي أعضاء تنفس وتحلب وإفراز يمتص بها النبات الهواء ويخرج الأبخرة والغازات التي ليست نافعة لغذائه ، وكذلك الأوعية المختلفة الأشكال التي تدور فيها العصارة اللينفاوية والعصارة المنصلحة وكذلك المسام القشرية والخلايا ، وجميع هذه الأجهزة الحية التي تحصل بها الوظائف النباتية ، وكل هذه الأعضاء ليس لها إلا غاية واحدة هي تغذية الزهر ونموه ، والزهر لا يوجد إلا لتكون الثمر ، والثمر لم يخلق إلا لتغذية البذر ، وهذا هو المقصود من الإنبات ؛ لأن القدرة الإلهية وجهت جميع الأفعال لتناسل النوع وحفظه في النباتات والحيوانات ، ثم إن أعضاء التناسل كما في الحيوانات تتكون من عضو ذكر وعضو أنثى ، فحينئذ توجد مشابهة عظيمة بين النباتات والحيوانات في الكائنات العضوية حيث إن أهم الوظائف هو التلقيح يحصل بكيفية تحصل بها المشابهة بينهما وباجتماع أعضاء التناسل النباتية مع بعضها يتكون الزهر ، أي التويج ، وهو الذي يكون متلونا بألوان لطيفة في بعض النباتات ، وتتصاعد منه رائحة عطرية مقبولة ، والغلافات الزهرية ليست إلا أعضاء ثانوية ، وليس وجودها ضروريا لحصول التلقيح ، بل وظيفتها في أغلب الأحيان وقاية أعضاء التناسل من المؤثرات الجوية.

١٦٣

(المبحث الثاني) :

في الزهر الذكر والزهر الأنثى وفيه أمور :

(الأول في الزهر الذكر) الزهر إذا كان لا يحتوي إلا على أعضاء التذكير فقط سمي بالزهر الذكر كما في طلع النخيل ونحوه :

(الثاني) : في الزهر الأنثى ، ويسمى الزهر أنثى إذا لم يحتو إلا على أعضاء التأنيث فقط كما في أزهار النخيل الأنثى مثلا.

(الثالث) : في الزهر ذي المسكن الواحد والزهر ذي المسكنين ، الزهر يكون حاويا لأعضاء التناسل لكنه إما أن يكون ذا مسكن واحد أو ذا مسكنين ، ومعنى كونه ذا مسكنين أن كل عضو من أعضاء التناسل موضوع على نبات واحد كما في النخيل ، وكونه ذا مسكن واحد أن أعضاء التذكير وأعضاء التأنيث موضوعة على نبات واحد لكنها في زهرتين مختلفتين كما في الذرة ونحوها.

(الرابع) : في الزهر الخنثى ، يسمى الزهر خنثى إذا كان محتويا على أعضاء التذكير وأعضاء التأنيث معا في زهرة واحدة كأغلب النباتات.

(الخامس) : في الزهر الكامل ، ويسمى الزهر كاملا إذا كان محتويا على أعضاء التناسل وعلى الأعضاء التي تنفع لحفظه كالكأس والتويج.

(السادس) : في الزهر الغير الكامل ، يسمى الزهر غير كامل إذا لم يوجد فيه إلا أعضاء التذكير أو أعضاء التأنيث أو غلاف زهري واحد.

(المبحث الثالث في كيفية وضع أعضاء التناسل):

إذا بحثنا في زهرة من الأزهار نرى أن عضو التأنيث شاغل للمركز دائما وحوله أعضاء التذكير ، ومن المشاهد أيضا أن عدد أعضاء التذكير يكون دائما أكثر من عدد أعضاء التأنيث ، وسترى إن شاء الله تعالى فيما سيأتي أن الحكمة الإلهية اقتضت إتقان هذه الأشياء إتقانا بديعا محكما ؛ لأنه قد يتفق أن أعضاء التذكير لا يكون جميعها صالحا للتلقيح فيقوم البعض مقامها.

(المبحث الرابع في الغلافات الزهرية):

يوجد في الأزهار غلافان زهريان معدان لحفظ أعضاء التناسل :

(أحدهما) : باطني متلون بألوان مختلفة غالبا وهو التويج.

١٦٤

(وثانيهما) : ويسمى بالكأس أخضر اللون غالبا ما لم يكن وحده متلونا بألوان مختلفة بهية غالبا ، وهذا الغلاف يكون ظاهرا بالكلية أي محيطا بجميع الزهر ، ولنتكلم على الأعضاء المختلفة المكونة للزهر على التعاقب ، ونبين منفعتها والتغيرات التي تحصل فيها وهي آتية على الأثر.

(المبحث الخامس في أعضاء التأنيث):

الغرض من دراسة الأعضاء والبحث فيها الوصول إلى الغاية الأصلية أي انتشار النوع وحفظه ، فعضو التأنيث هو العضو المهم لتناسل النباتات ، ولذلك جعلته القدرة الإلهية يحيط بجميع وسائط الحفظ والمدافعة فجعل في مركز الزهر ، وجعل حوله غلافان وزهريان وقاية ، وجعلت أعضاء التذكير من أعلى ، وهذه الغلافات الزهرية تبقى ما دام عضو التأنيث محتاجا للوقاية ، ثم تزول بعد التلقيح أي حين ما يتقوى المبيض بنموه الخاص.

(المبحث السادس في حامل أعضاء التأنيث):

الغالب أن لا يوجد إلا عضو تأنيث واحد في كل زهرة ، وهو موضوع على الحامل الزهري ، وحيث إن أعضاء التأنيث تكون مجتمعة مع بعضها أحيانا على حامل زهري ينمو فيصير لحميا يقال : إنها موضوعة على حامل أعضاء التأنيث كما في التوت الأرضي والتوت الشوكي ونحوهما ، وهو الجزء الذي يؤكل منهما.

(المبحث السابع في قاعدة عضو التأنيث):

عضو التأنيث يكون مندعما عادة في الحامل الزهري مباشرة وأحيانا يصير محمولا على ذنيب مخصوص ينشأ من تضايق قاعدة المبيض بحيث يكون مرتفعا قليلا فوق قاع الزهر ، وهذا التضايق هو المسمى بقاعدة عضو التأنيث ، وذلك أنه يحمل عضو التأنيث كما في الخشخاش مثلا.

(المبحث الثامن في حامل أعضاء التأنيث وأعضاء التذكير):

قد يتفق أحيانا أن المجمع الزهري ينمو بكيفية خارقة للعادة ويحمل أعضاء التأنيث وأعضاء التذكير معها ، فينتج مما قلناه وجود المشابهة بين حامل أعضاء التأنيث وحامل أعضاء التذكير والتأنيث حيث إن كلا منها عبارة عن نمو في الحامل الزهري ، وأما قاعدة عضو التأنيث فلا تشبههما حيث إنها ناشئة عن تضايق في قاعدة المبيض.

١٦٥

(المبحث التاسع في القرص):

الغالب أن يشاهد في قمة الذنيب الزهري عضو مخصوص يحمل المبيض أو يحيط به أو يعلو لكنه ليس جزءا منه ، وهذا العضو يسمى بالقرص ، وهو لحمي عادة ، ولونه يختلف لكنه في الغالب يميل للصفرة أكثر من ميله للخضرة ، ووضعه قد يكون أسفل المبيض وهو الغالب ، فيسمى بالقرص الموضوع أسفل عضو التأنيث أو أسفل المبيض كما في نباتات الفصيلة الشفوية مثلا ، وقد يكون موضوعا حوله فيسمى بالقرص المحيط بالمبيض كما في أغلب نباتات الفصيلة الوردية ، وقد يكون أعلى المبيض إذا كان وضعه في الجزء العلوي من المبيض كما في نباتات الفصيلة الخيمية ، واختلاف وضع له دخل عظم في التراتيب التي سنذكرها ؛ لأنه يبين دائما وضع أعضاء التذكير ؛ لأن وضعها تابع لوضع القرص حيث إنها تندغم فيه فمتى كان وضع القرص أسفل المبيض أو محيطا به أو أعلاه فأعضاء التذكير تصير كذلك ، كما أن وضع القرص يبين لنا إذا كان وضع المبيض علويا أن المبيض غير ملتصق بالكأس حيث إنه من المعلوم أن القرص لا يكون وضعه علويا إلا إذا كان المبيض سفليا.

(المبحث العاشر في عضو التأنيث):

عضو التأنيث مكون من ثلاثة أجزاء متميزة وهي : المبيض والمهبل وفوهة المهبل.

(الجزء الأول في المبيض):

يوجد المبيض دائما في الجزء السفلي من عضو التأنيث وهو معد لتكوين الثمر ؛ ولذا إذا قطع قطعا عموديا أو مستعرضا يشاهد في باطنه مسكن أو جملة مساكن تحتوي على بيضة صغيرة أو جملة بيضات تسمى بأصول البذور ، وهي معدة لتكوين البذور وبعد التلقيح ، وشكله يكون غالبا بيضاويا أو كرويا كما في نباتات الفصيلة الوردية والفصيلة البرتقانية مثلا ، وقد يكون مستطيلا غشائيا كما في الفصيلة البقولية ، وقاعدته هي الجزء الذي يتصل بالحامل الزهري ، قمته هي النقطة التي يندغم فيها مهبل عضو التأنيث أو فوهة المهبل إذا لم يوجد المهبل ، وهذه الاندغام لا يحصل دائما في قمة المبيض أي أنه قد يقف في بعض الأحيان أن يكون اندغام المهبل على جزء جانبي المبيض ، فحينئذ لا توجد مشابهة دائما بين القمة العضوية والقمة الهندسية للمبيض حيث إن القمة الهندسية هي النقطة التي يقابلها خط عمودي ذاهب من نقطة الاندغام السفلية للمبيض ، ومارة في الجزء المركزي للمبيض.

١٦٦

(في وضع المبيض)

وضع المبيض في الزهر وصف من جملة الأوصاف المهمة جدا في تمييز الرتب الطبيعية النباتية عن بعضها ، وذلك أنه يوجد للمبيض جملة أوضاع مختلفة ، فقد يكون خالصا أي مندغما في الحامل الزهري ومحاطا بأعضاء التذكير والتويج والكأس ، لكن لا يوجد بينه وبين عضو من هذه الأعضاء أدنى التصاق أصلا كما في الخشخاش ، وفي هذه الحالة يسمى علويا ، وفي بعض الأحيان يكون مغطى بكأس خالد ملتحم معه ، فحينئذ يرى المبيض مندغما في الحامل الزهري أسفل جميع الزهر ، ففي هذه يسمى المبيض سفليا ملتصقا لأجل تمييز عن المبيض المتقدم ذكره كما في نباتات الفصيلة السوسنية ، وقد يكون ملتصقا بالكأس أيضا ومحاطا بأعضاء التذكير كما في نباتات الفصيلة الوردية ، وقد يتفق أن المبيض لا يكون مغطى كله بالكأس ، بل إن الكأس لا يلتصق إلا بنصفه أو بثلثه بحيث إن المبيض يصير جزء منه غير ملتصق بالكأس ، وهذا الاختلاف لا يغير تسميته حيث إنه ملتصق دائما كما في الباذنجان مثلا.

(الجزء الثاني في المهبل):

هو امتداد خيطي الشكل يخرج من قمة المبيض غالبا ، وإنما قلنا غالبا ؛ لأنه قد يخرج من جانب المبيض فيسمى جانبيا كما في نباتات الفصيلة الوردية وقد يخرج من قاعدة المبيض ، ويسمى قاعديا كما في نباتات الفصيلة الشفوية ، ويوجد للمهبل وضع غريب في جنس لسان الثور ؛ لأنه يندغم في وسط الحامل الزهري ، وهذا الوضع ليس إلا في الظاهر ، وهو ناشئ عن كون المبيض انضغط ضغطا شديدا ، والمهبل لا يكون ملتصقا إلا به ، ولا يكون المهبل خارج الزهر دائما فيسمى مختفيا إذا لم تمكن مشاهدته خارج الزهر كما في الداتورا ونحوها ، ويسمى ظاهريا إن أمكنت مشاهدته بسهولة وخارج الزهر كما في الزنبق مثلا ، ويختلف شكل المهبل واتجاهه أيضا فيسمى بأسماء تدل على حالته أي يسمى ثلاثي الزوايا أو نبوتيا أو محفورا أو تويجيا أو عموديا أو منحرفا أو بسيطا أو ذا ثلاثة فروع ، وكل هذه صفات ليست محتاجة إلى تفسير ، وإذا كان المهبل بسيطا ووجدت جملة مساكن في المبيض يقال : إن المهبل ليس بسيطا في الحقيقة أي أنه ينشأ من اجتماع جملة خيوط ملتحمة مع بعضها التحاما شديدا ؛ لأن كل مسكن يمكن اعتباره كمبيض مخصوص ينبغي أن يكون له خيط أي مهبل وفوهة مهبل خاصان به ، وأحيانا لا يحصل الالتحام إلا بين المساكن ، وحينئذ تشاهد جميعا الخيوط متميزة عن بعضها ولو نحو القمة كما في الجنس الخبازي مثلا ؛ لأن الخيوط ملتحمة نحو قاعدتها ، ومنفصلة نحو قمتها.

١٦٧

(الجزء الثالث في الاستجمانة أي في فوهة المهبل):

هي جزء من عضو التأنيث يعلو الخيط أي المهبل ، والمسحوق التناسلي الآتي من عضو التذكير في مدة التلقيح ينزل عليها ، وهي مكونة من خلايا مستطيلة مغطاة بمادة لزجة تسهل التصاق المسحوق التناسلي عليها ، وتارة تكون فوهة المهبل عديمة المهبل فتكون ملتصقة بالمبيض كما في الخشخاش واللينوفر المسمى بالبشنين.

(في عدد الفوهات المهبلية المسماة بالاستجمانة):

عدد الفوهات يكون على العموم متناسبا مع عدد الخيوط أو مع عدد تفرعات الخيوط ، والغالب أن يظهر الخيط أي المهبل بسيطا ، والفوهات متفرعة ، وفي هذه الحالة ينبغي أن تعتبر الخيوط ملتحمة ببعضها ، ويقال حينئذ إنه يوجد جملة فروع في الخيط عددها كعدد الفوهات ، فالسوسن مثلا ليس له إلا خيط أي مهبل واحد محمول على مبيض ثلاثي المساكن يعلوه فوهة ثلاثية الفصوص ، ومن الواضح أن الثلاثة الخيوط ملتحمة مع بعضها حيث إنه لا يوجد إلا خيط أي مهبل ؛ لأنه يرى ثلاث فوهات تويجية الشكل.

(في شكل فوهة المهبل وقوامها ووضعها واتجاهها):

يختلف شكل الفوهة وقوامها ووضعها واتجاهها اختلافا عظيما ، ويمكن أن تخدم هذه الاختلافات لأجل تمييز الأجناس عن بعضها ، فمثلا يمكن أن تكون الفوهة كروية ، أو شعرية ، أو خيطية ، أو ذات ثلاثة فصوص أو نجمية أو بسيطة أو متفرعة إلى فرعين ، وقوامها يمكن أن يكون لحميا أو غشائيا ، وجميع هذه التسميات ليست محتاجة لبيان ؛ لأنها سهلة المعرفة ، ويمكن أن تكون الفوهة مندغمة في قمة المبيض أو في جانبه ، ففي الحالة الأولى تسمى انتهائية ، وفي الثانية تسمى جانبية ، وتكون قائمة إذا كان اتجاهها على حسب اتجاه محور الزهر ، ومنحرفة إذا لم تكن على اتجاه المحور ، وقد يكون سطح الاستجمانة أي الفوهة المهبلية مغطى بوبر صغير فتسمى قطيفية ، وتسمى جرداء إذا لم يوجد على سطحها وبر.

(المبحث الحادي عشر في عضو التذكير):

قد قلنا فيما تقدم إن عضو التذكير هو المعد لتلقيح عضو التأنيث ، فتكون وظيفته حينئذ كوظيفة عضو التذكير في الحيوانات ، وهو مركب من ثلاثة أجزاء متميزة عن بعضها هي الخيط أي العسيب والأشبرا أي الحشفة والمسحوق التناسلي.

١٦٨

(الأول في العسيب):

فالعسيب في عضو التذكير هو الذي يحمل الحشفة ، وليس ضروريا ؛ لأن التلقيح يحصل بواسطة أعضاء تذكير عديمة العسيب ، كما يحصل بواسطة أعضاء تذكير لها خيط ، وشكله كشكل الخيط مستطيل ضيق ، وأحيانا يكون شعريا ، وقد يكون مفرطحا تويجي الشكل كما في البذربت له أشكال أخر ناشئة عن تنوع في قاعدته أو في قمته ، فيمكن أن يكون مدببا أو ذا قمة مستديرة ، وقد يتفرع جزؤه العلوي إلى فرعين ، ويسمى ناتئا إذا امتد أعلى من نقطة اندغام الحشفة فيه ، وسطحه قد يكون أجردا أو وبريا أو غدديا.

(الثاني : في الحشفة وكيفية انفتاحها ، وشكلها أو اندغامها ، ومساكنها ، والطلع وتركيبه ورائحته):

الأول في الحشفة هي الجزء المنتفخ من عضو التذكير ، وهي تحتوي على المسحوق التناسلي ، وتكون موضوعة في قمة العسيب ، والعادة أن تكون على هيئة علبة غشائية مكونة من كيسين صغيرين ملتحمين ببعضهما من الجانبين ومتضمنين بواسطة جسم مخصوص يسمى بالضام ، وكل كيس يسمى بالمسكن ، وعدد المساكن يخدم وصفا خاصا لأجل تمييز الفصائل عن بعضها ، فقد تكون الحشفة ذات مسكن واحد أو ذات مسكنين ، ويندر أن توجد حشفات ذوات أربعة مساكن ، والخاصية التي بها تنفتح الحشفات عند حصول التلقيح لكي يخرج منه الطلع ويقع على الفوهة.

(الثاني في محل انفتاح الحشفات):

وقد تنفتح الحشفات من جهة التويج أو من جهة عضو التأنيث ، وهذه الحالة أعني الأخيرة هي الأغلبية ، والحالة الأولى نادرة الحصول كما في الفصيلة السحلبية ، والجهة التي يحصل منها الانفتاح تسمى بوجه الحشفة ، والجهة المقابلة لها تسمى بظهر الحشفة.

(الثالث في ظهر الحشفة):

تكتسب الحشفة أشكالا مختلفة جدا ، فيمكن أن تكون كروية أو مربعة أو مستطيلة أو خيطية أو حربية أو قلبية أو كلوية أو حادة أو متفرعة إلى فرعين ، وهذه الحالة أعني الأخيرة تشاهد في نباتات الفصيلة النجيلية.

(الرابع في كيفية اندغام الحشفة):

تندغم الحشفة في قمة العسيب دائما لكن الكيفية التي تندغم بها تكون مختلفة فتسمى

١٦٩

عديمة الذنيب إذا لم يوجد العسيب فيكون اندغام الحشفة حينئذ في محل اندغام عضو التذكير ، وقد تكون مندغمة بقمتها كأنها متعلقة بالعسيب فتسمى قمية ، وقد تكون مندغمة بقاعدتها فتسمى قاعدية ، وقد تكون مندغمة من وسطها فتسمى عاتقية ؛ لأنها تكون شبيهة بعاتق الميزان.

(الخامس في تركيب مساكن الحشفة):

إذا بحث في مساكن الحشفة ترى مكونة من غشاء ظاهري يغطي طبقة ذات خلايا منفصلة عن بعضها بواسطة ألياف دقيقة جدا مرنة ، وهذه الألياف هي تقذف الطلع فيقع على الفوهة المهبلية ، وذلك عند ما يأتي أوان التلقيح.

(السادس في الطلع):

الطلع هو المادة اللقاحية المخصبة الموجودة في مساكن الحشفة ، وهو على هيئة حبوب صغيرة جدا ، وقد تنضم ببعضها أحيانا فتتكون عنها كتل طلعية تخدم لتمييز الفصائل عن بعضها كما في الفصيلة السحلبية.

(السابع في تركيب الطلع):

كل حبة صغيرة من الطلع مكونة من غشاء رقيق أما أن يكون أملس أو خشنا أو حلميا ، وفي الحالتين الأخيرتين يكون مغطى بطلاء لزج لا يوجد على الغشاء إذا كان أملس ، وهذه اللزوجة يمكن أن تخدم وصفا يميز الفصائل عن بعضها ، فمثلا الفصيلة الخبازية والفصيلة القرعية والفصيلة المركبة طلعها كروي لزج ، وأما الفصيلة النجيلية والباذنجانية والفربيونية فطلعها غير لزج بيضاوي الشكل ، وإذا وضع الطلع في الماء فإن الحبوب الصغيرة المكونة له تتمدد وتنتفخ ، وبعد أن كانت بيضاوية الشكل تصير كرويته ، وأما إذا وضعت الحبوب اللزجة في الماء فإنها تفقد مادتها اللزجة أولا ، ثم تنفجر ويرتشح منها سائل أثقل من الماء ، ويشاهد أن الحبوب الصغيرة المذكورة تتحرك إلى جميع الجهات فترتفع وتنخفض وتتجاذب وتتنافر بسرعة عظيمة غالبا.

(الثامن في رائحة الطلع):

إذا ألقى الطلع على جمر يحترق ويلتهب كمادة راتنجية ، وتكون رائحته كرائحة منى الحيوانات غالبا ، كما في طلع النخل وأبي فروة.

١٧٠

(المبحث الثاني عشر في عدد أعضاء التذكير):

هي المفهومة من قوله تعالى : (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) [لقمان : الآية ١٠]. قوله تعالى : (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً) [المؤمنون : الآية ١٨]. هذه نعمة أنعم الله بها على عباده ؛ لأن الزرع إذا لم يثبت إلى أن ينبت لم يحصل الزرع ، ولو كانت أعضاء التناسل للنبات قليلة لما حصل تكثير النبات ، ولكن لا يشك أحد في أن الماء في الهواء من جهة فوق ليس طبعا فإن الماء لا يكون بطبعه فوق ولا اختيارا إذ الماء لا اختيار له ، فهو بإرادة الله تعالى فقال : (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً) [المؤمنون : الآية ١٨]. فظهر أن إنزال الماء نعمة ظاهرة متكررة في كل زمان متكثرة في كل مكان ، فأسنده إلى نفسه صريحا ليتنبه الإنسان لشكر نعمه فيزيده من رحمته ، وقوله تعالى : (فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ) [لقمان : الآية ١٠] أي من كل جنس ، وكل جنس تحته زوجان ؛ لأن النبات ؛ إما أن يكون شجرا ، وإما أن يكون غير شجر ، فالذي هو الشجر إما أن يكون ذا أعضاء تذكير كثيرة ، وإما أن تكون أعضاء تذكيره بسيطة ، وذو أعضاء التذكير الكثيرة ينقسم إلى قسمين ، وقوله تعالى : (كَرِيمٍ) [الدّخان : الآية ١٧]. أي ذي كرم ؛ لأنه يأتي كثيرا من غير حساب أو مكرم مثل بغيض للمبعض وفيه مباحث :

(المبحث الأول في عدد أعضاء التذكير):

للأزهار جملة أعضاء تذكير غالبا ، وعددها مختلف جدا ، فإذا كانت الأزهار ليس لها إلا عضو تذكير واحد سميت أحادية عضو التذكير كما في البذربت ، وإذا كان لها عضو تذكير سميت ثنائية أعضاء التذكير كما في الفل والياسمين ، وإذا كان لها ثلاثة أعضاء تذكير سميت ثلاثية أعضاء التذكير كما في الفصيلة السوسنية التي منها السوسن والزعفران ، وهكذا وقد شوهد أن أعضاء التذكير تكون ثلاثية أو أضعافها في النباتات ذات الفلفة الواحدة ، وأما في النباتات ذات الفلقتين فيكون عدد أعضاء التذكير اثنين أو خمسة أو أضعافهما ، وغالبا يكون طول أعضاء التذكير واحدا ، وقد تتخالف طولا وقصرا فيقال إنها متساوية إذا كان طولها واحدا وغير متساوية إذا لم يكن طولها واحدا.

(المبحث الثاني في أعضاء التذكير ذات القوتين):

تسمى أعضاء الذكور بذات القوتين إذا كانت أربعة في زهرة واحدة ، واثنان منها أقصر من اثنين كما في الفصيلة الشفوية مثلا.

١٧١

(المبحث الثالث في أعضاء التذكير ذات الأربع القوى):

وتسمى بذات الأربع القوى إذا كانت عدتها ستة ؛ أربعة منها أطول من اثنين كما في الفصيلة الصليبية ، وتمكن مقابلة أعضاء التذكير بالغلافات الزهرية ، وفي هذه الحالة يقال : إن أعضاء التذكير واضحة إذا تجاوزت الغلافات الزهرية أي نتأت منها ، وأمكن رؤيتها بالنظر ، وتسمى غير واضحة إذا اختلفت في الغلافات الزهرية ، ولم تظهر إلى الخارج.

(المبحث الرابع في اندغام أعضاء التذكير):

اندغام أعضاء التذكير أحد الأوصاف المميزة للنباتات ، والاندغام إما أن يكون مطلقا أو نسبيا.

(في الاندغام المطلق):

الاندغام المطلق : هو الذي لا يقابل فيه اندغام أعضاء التذكير بأعضاء التأنيث ، فيقال :

إن أعضاء التذكير مندغمة في أنبوبة الكأس أو في أنبوبة التويج بدون أن يذكر عضو التأنيث.

(في الاندغام النسبي):

هو الذي يقابل فيه اندغام التذكير بالمبيض ، أعني أن أعضاء التذكير يمكن أن تكون مندغمة أسفل المبيض أو محيطة به أو أعلاه ، ففي الفصيلة الصليبية والشفوية تكون أعضاء التذكير مندغمة أسفل المبيض ، وفي الوردية تكون حول المبيض ، وفي الخيمية تكون أعلى المبيض ، لكن إذا كانت أعضاء التذكير مندغمة في التويج ، وهذا يحصل متى كانت التويج ذا قطعة واحدة ينبغي اعتبار اندغام التويح نفسه ؛ لأنه يمكن أن يكون مندغما أسفل المبيض أو حوله أو أعلاه كعضو التذكير ، ووضع أعضاء التذكير بالنسبة للكأس والتويج له منفعة عظيمة في النباتات ، فمثلا أعضاء التذكير تكون متوالية مع أقسام التويج ، ومتقابلة مع أقسام الكأس غالبا إذا كان عددها كعدد أقسام أحدهما ، وقولنا غالبا مخرج لغير الغالب ؛ لأنه قد يتفق أحيانا أنها تكون مقابلة لأقسام التويج ، ومتوالية مع أقسام الكأس ، فإذا كان عدد أعضاء التذكير ضعف عدد أقسام التويج فبعضها يكون متواليا معها ، والبعض الآخر يكون متقابلا ، وأعضاء التذكير أما أن تكون سائبة أو ملتحمة ببعضها ، وفي الحالة الثانية إما أن تكون ملتحمة بالخيوط أو بالحشفات ، وأحيانا تكون ملتحمة بالخيوط والحشفات في آن واحد.

١٧٢

(المبحث الخامس في أعضاء التذكير ذات الحزمة وذات الاثنتين وذات الحزم الكثيرة والملتحمة):

(الأول) : في أعضاء التذكير ذات الحزمة الواحدة ، يقال : إن أعضاء التذكير ذات حزمة واحدة إذا التحمت خيوطها مع بعضها وكونت حزمة واحدة كما في الفصيلة الخبازية ، ففي هذه الحالة تكون أعضاء التذكير أنبوبية تمر فيها خيوط أعضاء التأنيث ، وهذا الالتحام يحصل بقاعدة الخيوط فقط كما في الفصيلة الخبازية.

(الثاني أعضاء التذكير ذات الحزمتين):

يقال : إن أعضاء التذكير ذات حزمتين إذا كانت ملتحمة مع بعضها ومكونة لحزمتين كما في الفصيلة البقولية والشاهترج.

(الثالث في أعضاء التذكير ذات الحزم الكثيرة):

وتسمى أعضاء التذكير بذات الحزم الكثيرة إذا التحمت ببعضها ، وكونت جملة حزم كما في الفصيلة البرتقانية.

(الرابع في أعضاء التذكير الملتحمة بواسطة الحشفات):

وتسمى أعضاء التذكير ملتحمة بالحشفات إذا التحمت حشفاتها ببعضها وكانت خيوطها متباعدة كما في الفصيلة المركبة.

(الخامس في أعضاء التذكير الملتحمة بالخيوط والحشفات):

تسمى بهذا الاسم إذا كونت حزمة واحدة بحيث يكون الالتحام حاصلا في الخيوط والحشفات معا في أعضاء التذكير الملتحمة بعضو التأنيث ، وقد يتفق أن خيوط أعضاء التذكير تلتحم من خيط عضو التأنيث ، فتسمى ملتحمة بعضو التأنيث كما في نباتات الفصيلة السحلبية.

(في قوله تعالى : (وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) [ق : الآية ٧])

قال تعالى : (وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) [ق : الآية ٧]. إشارة إلى ما تقطف ثماره ، ويثمر من غير زراعة في كل سنة ، وإلى ما يزرع ويقطف في كل سنة ، فكأنه تعالى خلق ما يقطف كل سنة ويزرع ، وما لا يزرع كل سنة ويقطف مع بقاء أصلهما ، ولو لا التأبير العام في

١٧٣

النبات لم يثمر ، فالله تعالى هو الذي قدر ذلك ؛ لذلك فجعل أعضاء التناسل منضودة بالطلع فوق بعضه ، وجعل الأكمام وقاية لها ونعمة للعباد ، وقوله تعالى : (مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) [الحجّ : الآية ٥]. المراد بالبهيج الحسن ، فالأكمام مركب كل منها من النوار أي الزهر المسمى بالتويج والكأس وفيه مباحث :

(المبحث الأول في الغلافات الزهرية):

الأعضاء التي تقدم الكلام عليها محيطة بغلافين هما الزهر والتويج ، فالغلاف الزهري يسمى بسيطا إذا لم يكن مكونا إلا من غلاف زهري واحد ، ويسمى مزدوجا إذا كان مكونا من الكأس والتويج ، ومتى كان الغلاف الزهري بسيطا فالغلاف الذي يفقد هو التويج دائما ؛ لأن النباتيين يسمون الغلاف الموجود بالكأس على أي حال كان لونه وشكله وقوامه ، وحيث إنه لا توجد نباتات ذات الفلقة الواحدة إلا غلاف بسيط واحد يمكن أن يقال إن النباتات المذكورة عديمة النوار أي التويج ، ومع ذلك فقد يتفق أحيانا أن النباتات ذات الفلقة الواحدة يظهر أن لها غلافين زهريين ؛ لأن التقاسيم المكونة لغلافها تكون على هيئة حراشيف صغيرة موضوعة صفين تنشأ من الجزء الظاهر للذنيب الزهري.

(المبحث الثاني في التويج):

التويج الغلاف الزهري الأكثر قربا من أعضاء التناسل وقوامه رخو ، ولونه مختلف جدا ، وفي بعض الأحيان تكون له ألوان جميلة بهية ، ولكنه قليل للغاية جدا ، وغالبا يزول متى ابتسم الزهر وفيه أمور :

(الأول) : في تركيب التويج ؛ يتكون التويج من وريقات تويجية ، وسبب تسميتها بالوريقات كثرة مشابهتها للأوراق ، وكل وريقة تويجية مكونة من جزأين : وهما الظفر والصفيحة ، فالأول يقابل ذنيب الورقة ، والثاني يقابل قرصها ، فالظفر هو الجزء السفلي المستضيق غالبا : وهو الذي تلتصق بواسطته الوريقة التويجية في الحامل الزهري والصفيحة هي الجزء العلوي المستعرض ذو الشكل المختلف وهو يعلو الظفر.

(الثاني في الوريقة التويجية العديمة الظفر):

أحيانا لا يوجد الظفر في الوريقات التويجية ، فحينئذ تسمى وريقة التويج بعديمة الظفر أي بعديمة الذنيب ، وقد يكون الظفر طويلا أو قصيرا أو مسطحا أو قنويا ، ولا فائدة لنا في تفسير هذه التسميات ؛ لأنها واضحة ، ولها أسماء مختلفة أيضا تعرف بها الأوضاع المختلفة

١٧٤

للوريقات التويجية وكذا شكلها ، فمثلا يمكن أن تكون قائمة أو منبسطة أو مائلة إلى الداخل وإلى الخارج ، أو مقعرة أو على هيئة قلنسوة أو مهمازية أو غير ذلك.

(الثالث في ذي الوريقات الكثيرة):

عدد وريقات التويج يكون مختلفا جدا ، ولأجل بيانها تستعمل أسماء مخصوصة لها ، فيقال مثلا : إن التويج ذو وريقتين أو ثلاثة أو أربعة ، وهكذا يسمى بالتويج ذي الوريقات الكثيرة ، وقد يكون التويج ذو الوريقات الكثيرة منتظما أي مكونا من وريقات تويجية متساوية موضوعة بانتظام حول أعضاء التناسل ، وفي هذه الحالة يكتسب أشكالا تخدم لتمييز بعض فصائل عن بعضها كما في وريقات الفصيلة الوردية والقرنفلية والصليبية ، وقد يكون غير منتظم كوريقات تويج القسم الفراشي من الفصيلة البقولية.

(الرابع في التويج الوردي):

يسمى التويج ورديا إذا كان مكونا عادة من ثلاث وريقات إلى خمس أظافرها قصيرة جدا ، وصفيحتها منبسطة على شكل وردة ، وهذا الوصف العام خاص بجميع النباتات التي تنسب إلى الفصيلة الوردية.

(الخامس في التويج القرنفلي):

يسمى التويج بهذه الاسم إذا كان مركبا من خمس وريقات ذات أظافر طويلة ومغطاة نحو قاعدتها بالكأس ، وفي هذه الحالة تكون صفائح وريقات التويج منبسطة على هيئة وردة كما في القرنفل البستاني ، وجميع نباتات الفصيلة القرنفلية.

(السادس في التويج الصليبي):

يسمى التويج صليبيا إذا كان مكونا من أربع وريقات ظفرية موضوعة على هيئة الصليب كما في الفصيلة الصليبية.

(السابع في التويج الكثير والوريقات غير المنتظم):

يكون التويج غير منتظم إذا كان مكونا من خمس وريقات غير متساوية لها أشكال مختلفة ، ويدخل تحته التاج الفراشي ، وذلك التويج يقال : إنه فراشي إذا كان مكونا من خمس وريقات غير منتظم شكلها شبيه بالفراش الذي تكون أجنحته منبسطة ، وهذا النوع

١٧٥

يشاهد في الفصيلة البقولية ، ويسمى غير منتظم إذا كان ، كذلك ولم يكن نسبته إلى التويج الفراشي ، وفي التويج ذي الوريقات الكثيرة تسقط الوريقات التويجية كل واحدة على حدتها أو يقال إن سقوطها بهذه الكيفية هي الحالة الأغلبية.

(الثامن في التويج ذي القطعة الواحدة):

إذا كانت وريقات التويج مجتمعة مع بعضها ، ومكونة لقطعة واحدة يسمى التويج بذي القطعة الواحدة ، وفي الحقيقة يشاهد في التويج المذكور جملة خطوط طويلة تدل على نقطة اتصال الوريقات التويجية مع بعضها ، وهي ملتحمة التحاما كليا بحيث إنه يستحيل فصل أحد الأقسام بدون أن تتمزق الأقسام المجاورة له ، ومع ذلك فهذا الوصف غير مطلق ؛ لأن هناك تويجين ذوي قطعة واحدة تنقسم إلى جملة وريقات عند سقوطها بحيث يظن أنها مكونة من جملة وريقات وتويجات أخر يظهر فيها أن التويج ذو وريقات كثيرة ، ومع ذلك يسقط قطعة واحدة كما في الفصيلة الخبازية ، وهذا ناشئ عن كون الوريقات التويجية تكون منضمة مع بعضها نحو قاعدتها بواسطة امتدادات من خيوط أعضاء التذكير في الفصيلة المتقدمة ، ومما يثبت اتصال خيوط أعضاء التذكير مع الوريقات التويجية هو أنه يعسر فصل هذه الوريقات بدون فصل أعضاء التذكير.

(التاسع في التويج ذي القطعة الواحدة المنتظم):

إذا لم يوجد عدم انتظام في قرص التويج يسمى منتظما ، ويمكن حينئذ أن يكتسب أشكالا مختلفة جدا ، فيمكن أن يكون جرسيا متى أخذ في الاتساع من القاعدة إلى الجزء العلوي للتويج بحيث إنه يشبه الجرس شبها تاما كما في الجلبا والعليق.

(العاشر في التويج القمعي):

ويسمى التويج قمعيا إذا كان مكونا من أنبوية مستطيلة منتهية بقرص متسع كما في الدخان ، وهذا الشكل هو الذي تكتسبه أزهار الفصيلة المركبة غالبا ، وأحيانا قد يسقط جزء من التويج والجزء الآخر يتجه إلى الجهة الجانبية على شكلها لسان صغير كما في الهندبا والخس ، فيسمى التويج لسانيا.

(الحادي عشر في التويج العجلي):

ويسمى عجليا إذا لم تشاهد الأنبوبة التويجية إلا بعسر ، وكان القرص مسطحا منبسطا

١٧٦

ومنقسما إلى جملة قطع متساوية يمكن تشبيهها بأشعة العجلة كما في فصيلة لسان الثور وجنس الباذنجان.

(الثاني عشر في التويج الجلجلي والتويج النجمي):

ويسمى جلجليا إذا كان منتفخا نحو جزئه المتوسط ، وضيقا نحو طرفيه بحيث يكون شكله كشكل الجلجل ، وأما النجمي فيسمى نجميا إذا كان شبيها بالعجلي ، بأن يكون له أنبوبة قصيرة جدا وقرص مفرطح منبسط ، لكن أقسام القرص تكون أصغر من أقسام التويج العجلي كما في الفاليون.

(الثالث عشر في التويج الشفوي):

يسمى التويج شفويا إذا شوهد له زر مفتوح ومتمدد وأنبوبة متمددة أيضا ، وقرص منقسم بالعرض إلى قسمين غير متشابهين يشبهان الشفتين كما في نبات الفصيلة الشفوية ، ويمكن أن يوجد في الشفتين المذكورتين بعض تنوعات فقد تكون الشفة العليا قصيرة جدا لا يمكن مشاهدتها بالنظر إلا بعسر ، وتارة تكون منقسمة ، وقد تكون الشفة السفلى مقعرة أو ذات أقسام كثيرة ، والأوصاف الرئيسة التي توجد لتمييز أجناس الفصيلة الشفوية عن بعضها مؤسسة على هذه التنوعات.

(المبحث الثالث في الكأس):

هو الغلاف الظاهر للزهر ، وهو الذي يكون الغلاف المفرد الذي يوجد في أزهار النباتات ، ذات الفلقة الواحدة وذات الغلاف البسيط ، والذي يثبت أنه كأس هو أن المبيض يكون سفليا غالبا في النباتات المذكورة ، وقد عرفنا مما تقدم أن المبيض السفلى يكون محاطا بكأس دائما ، فعلى هذا يكون الغلاف المذكور كأسا لا تويجا ؛ لأنه ملتصق بالمبيض ، ويتصل الكأس مع بشرة الذنيب الزهري ؛ ولذا يشبه لونه وقوامه الحشيشي لون الذنيب الزهري وقوامه ، وله شبه بالأوراق أيضا ؛ لأن بشرته مغطاة بمسام قشرية كثيرة الأوراق ، وفيه أوعية مثلها ، وله دخل في التغذية ، وفيه أمور :

(الأول في تركيب الكأس):

يتركب الكأس من وريقات كأسية تشبه الأوراق شبها تاما كالوريقات التويجية ، وجميع ما قلناه في التويج يقال أيضا في الكأس ، فيكون أحادي القطعة أو كثير الوريقات أيضا.

١٧٧

(الثاني في الكأس الكثير الوريقات):

يسمى الكأس كثير الوريقات إذا أمكن فصل الوريقات المختلفة المركبة بدون أن يتمزق الباقي ، ويسمى ثلاثي الوريقات أو رباعيها أو خماسيها على حسب ما يحتوي عليه منها.

(الثالث في شكل الكؤوس وعظمها ووضعها):

الكأس الكثير الوريقات يمكن أن يحصل فيه اختلافات بالنظر لشكل الوريقات وعظمها ووضعها ، فيمكن أن تكون الوريقات حربية أو حادة أو كلوية أو قلبية أو نجمية ، وفي بعض الأحيان يكون الكأس من أطول من التويج ، وفي البعض الآخر يكون أقصر ، وهذه هي الحالة الأغلبية ، وتارة تكون وريقات الكأس متوالية مع وريقات التويج ، وتارة مقابلة معها والكأس الكثير الوريقات يكون قابلا للسقوط بسرعة ، ويسقط في زمن التلقيح غالبا ، وأحيانا يسقط متى ابتدأ التويج في الابتسام كما في الخشخاش ونحوه.

(الرابع في الكأس ذي القطعة الواحدة):

الكأس ذو القطعة الواحدة : هو الذي تكون وريقاته ملتحمة مع بعضها ، ولا يمكن أن تنفصل عن بعضها بدون تمزق ، وفي هذه الحالة يتكون عنها كأس ذو قطعة واحدة تشاهد في قمته أطراف وريقات الكأس عادة ، وهي تدل على عدد الأقسام المكونة له ، ويتكون الكأس ذو القطعة الواحدة كالتويج ذي القطعة الواحدة من ثلاثة أجزاء ، وهي القرص والأنبوبة والزور ، وهذه الأجزاء تقابل الأجزاء الثلاثة التي تكلمنا عليها في التويج ، وهي مثلها يحصل فيها تنوعات في أشكالها وعظمها بالنسبة لبعضها ، فقد يكون القرص مثلا ذما متشرذما عميقة كثيرا أو قليلا ، ويكون مسننا إذا وجدت فيه تسننات حادة تمتد إلى لا نصف طول القرص ، فيسمى في هذه الحالة الأخيرة بالمتشرذم ، ويسمى كاملا إذا لم يوجد في الجزء العلوي لقرصه شراذيم أصلا ، وتسمى الشراذيم منتظمة إذا كانت متساوية ، وتسمى غير منتظمة إذا كانت غير متساوية.

(الخامس في شكل الكأس ذي القطعة الواحدة):

شكل هذا الكأس مختلف جدا ، فقد يكون منتفخا مثانيا أي متمددا كالمثانة ، وقد يكون أنبوبيا أو جلجليا أو جرسيا أو مخططا أو شفويا ، ويسمى مهمازيا إذا امتد نحو جزئه السفلى وانحنى على هيئة مهماز.

١٧٨

(السادس في الكأس السائب والملتصق):

أما السائب فإذا قابلنا وضع الكأس بوضع المبيض نرى أن الكأس قد يكون سائبا أي غير ملتصق بالمبيض ، وأما الكأس الملتصق فيلتصق الكأس أحيانا بالمبيض ، وفي هذه الحالة يسمى البيض سفليا ، وفي الحالة السابقة يسمى المبيض علويا.

(مسألة أيضا مهمة) :

في قوله تعالى : (كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) [الشّعراء : الآية ٧].

(قوله تعالى : (كَرِيمٌ) [الدّخان : الآية ١٧]) أي ذي كرم ؛ لأنه يأتي كثيرا من غير حساب أشار تعالى إلى تكثير التذكير ، وتكثير النبات وفيه مسائل :

(المسألة الأولى في تكثير النبات):

لا شك أن واسطة التكاثر الأكثر والأسهل في النباتات هي التي تحصل بالبذور وبنموها ، وهي الواسطة التي بها تتجدد النباتات المتنوعة على سطح الأرض ، لكن هناك وسائط أخر تستعمل في فن الزراعة بكثرة ؛ لأجل تخليد بعض أنواع من الأشجار التي لا يمكن تجديدها بواسطة البذور ، وهذه الوسائط هي التكاثر الصناعي أي التكاثر بالتجزئة ، وهو يخالف التكاثر الطبيعي في أنه بدل أن تستعمل البذور التي أعدتها الحكمة الإلهية لتجديد النوع يجزأ النبات إلى أجزاء تتزين فيما بعد بالأعضاء الناقصة منها بطريقة مخصوصة ، وبواسطتها يمكن أن تنبت متميزة عن بعضها ، وحينئذ يمكن إحالة جميع فروع الشجرة أو جميع جذورها إلى جملة أشجار بإنبات جذور أو سوق لكل منهما ، وهذه الطريقة نافعة خصوصا في الأشجار التي يتحصل منها قليل من بزور خصبة أو لا تتحصل منها بزور أصلا ، وفي الأشجار التي تتكاثر بسرعة بهذه الكيفية أكثر مما تتكاثر بالبذور ، وبالجملة تستعمل للأصناف التي متى تكاثرت بواسطة البذور لا تحفظ الجودة التي بسببها يرغب فيها كالخوخ ونحوه ، والطريق المختلفة للتكاثر الصناعي هي الغرس المعروف بالترقيد والتكاثر بالعقل والتطعيم.

(الأول الغرس أو الترقيد):

هو عملية حاصلها أن تحاط قاعدة فرع حديث ملتصق بشجرته بطين ؛ لأجل تسهيل نمو الجذور العارضة قبل فصله من شجرته ، وهذه العملية تارة تفعل في الفروع السفلية لشجرة صغيرة حينئذ تحنى وترقد بلطف في الأرض ، وتارة تفعل في الفروع العلوية التي تنفذ في

١٧٩

قصرية مخصوصة من طين ، أو في شالية من فخار مملوءة بطين أو في قمع من صفيح كذلك ، ولأجل تسهيل الترقيد يفعل أحيانا في قاعدة الفرع الحديث شق أو ربط قوى وذلك لأجل إحداث وقوف العصارات المغذية وتكوين جذور عارضية ، ويستعمل الغرس لتكاثر عدة نباتات وذلك كالقرنفل البستاني والريباس ونحو ذلك.

(الثاني التكاثر بالعقل):

والتكاثر بالعقل يخالف الترقيد في كونه الفرع الحديث يفصل عن الشجرة قبل تثبيته في الأرض ، وهناك أشجار ينجح فيها التكاثر بالعقل بسهولة عظيمة ، فأغلب الأشجار التي خشبها أبيض خفيف تناسب فيها هذه العملية ، فإذا غرس فرع من الصفصاف أو الحور أو الزيزفون أو البيلسان أو نحو ذلك من الأشجار ذات الخشب الخفيف في الأرض يتولد من الجزء المنغرس في الأرض جذور عارضية تنمو بقوة ، والغالب أن يصنع في قاعدة العقل شق أو ربط ، لكي يتحقق نجاحها ، وأحيانا تشق طولا نحو قاعدتها ، وتوضع فيها سفنجة صغيرة منداة بالماء ، وجميع هذه الطرق غايتها تسهيل تكون الجذور العارضية التي تتولد من الجزء الظاهر الخلوي للفروع المذكورة ، وهناك أشجار خشبية تتكاثر بعسر زائد بواسطة العقل ، وذلك كالصنوبر والتنوب وبالبلوط ، وأغلب الأشجار ذات الخشب الكثيف جدا أو الراتينجي.

(الثالث التكاثر بالتطعيم):

التطعيم عملية حاصلها أن يطعم زر أو فرع حديث مرين بأوراق جديد ؛ ولذا لا يمكن فعل التطعيم على الخشب الكاذب ، بل الكاذب ولا على الخشب الصادق ، وفي عملية التطعيم تشاهد المشابهة العظيمة التي يوجد بين الأزرار والبذور خصوصا بالنسبة لنموها ، وفي الحقيقة هذان العضوان معدان ؛ لأن يتولد منهما نباتات جديدة بعضها يعيش على النباتات التي تنمو عليه ، والبعض الآخر يعيش بنفسه بدون أن يحتاج إلى مساعدة من الخارج ، وليتنبه ؛ لأن التطعيم أو التحام الأجزاء ببعضها لا يمكن أن يحصل إلا بين نباتات من نوع واحد ، أو بين أنواع من جنس واحد ، أو بين أجناس من فصيلة واحدة كما قال تعالى : (مُتَشابِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ) [الأنعام : الآية ١٤١]. فلا يمكن أن يحصل أصلا بين نباتات تنسب إلى فصائل مختلفة ؛ ولذا يمكن تطعيم الخوخ على اللوز ، والمشمش على البرقوق لكن هذه العملية لا يمكن أن تنجح بين الكستين الهندي واللوز مثلا ، فيلزم حينئذ أن توجد مناسبة ومشابهة بين عصارة النباتين المطعمين ببعضهما لكي يمكن حصول التحام التطعيم وبواسطة العصارة

١٨٠