كشف الأسرار النورانيّة القرآنيّة - ج ٢

محمّد بن أحمد الإسكندراني الدمشقي

كشف الأسرار النورانيّة القرآنيّة - ج ٢

المؤلف:

محمّد بن أحمد الإسكندراني الدمشقي


المحقق: الشيخ أحمد فريد المزيدي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-5282-4

الصفحات: ٤٦٤
الجزء ١ الجزء ٢

وإذا أدخل في المعدة يحدث فيها إحساسا مؤلما بحرارة وبنية الوظائف الهضمية بطريقة واضحة جدا ؛ ولذا مستعمل بنجاح للأشخاص السمان اللينفاويين الذين عندهم الهضم بطيء عسر ، ولا يستعمل الزنجبيل مقويا للمعدة فقط ، بل إنه يؤثر أيضا كجمع المنبهات الأخر مدر للطمث ومرد للبول ومسيلا للعاب ، وكثيرا ما يخلط الزنجبيل بالأدوية المسهلة فيصيرها أقل كراهة ، وتتحملها المعدة أكثر ، ويعطي مسحوقا من أربع قمحات إلى خمس عشرة أو مطبوخا أو منقوعا من درهم إلى درهمين في مائة درهم من الماء ، وبواسطة التعطين والنقع أو الطبخ المتكرر يمكن إزالة أغلب حرافته وحينئذ يجهز منه مربى لذيذ الطعم.

(الأرورت):

هو نبات ينسب إلى الفصيلة الحبهانية.

(الفصيلة الثالثة السحلبية):

السحلب لا رائحة أو ذو رائحة ضعيفة جدا أو طعمه يشبه طعم صمغ الكثيراء ، وهو مالح قليلا ، وهذا الجوهر يستعمل مقويا للناقهين ، وهو مهور عند بعض الناس بتقوية الباه لكن هذه الخاصية يظهر أنها ناشئة عن المواد المنبهة التي تضاف إليه ، ويعطي السحلب في الماء وفي المرقة وفي اللبن مطبوخا أو هلاما.

(الوانيلا أي الخروب الأمريقي):

هذا النبات له تأثير عظيم في البنية الحيوانية فهو منبه مقو نافع للمعدة مدر للبول ومدر للطمث ، ويستعمل من عشرين قمحة إلى أربعين منقوعا في مائتي درهم من الماء أو اللبن ، ويستعمل في التدبير الأهلي لذكائه فتعطر به الحيوانات والأرواح التي تشرب والمربيات ، ويستعمل خصوصا لتعطير الشكولاتا ؛ لأنه يكسبها رائحة ذكية وطعما لذيذا يصيرها أكثر قبولا للهضم.

(الرتبة الخامسة وفيها فصيلة واحدة)

(الفصيلة الزراويدية) :

وفيها قسمان :

(القسم الأول) : نوعان :

النوع الأول : جذوره ذات رائحة عطرية مقبولة وطعمها حريف قليلا ، وهذا يدل على

٤٠١

أن خواصها مقوية منبهة ؛ ولذا كانت بزور الزراوند الطويل والمد حرج مستعملة لسيلان الحيض ، بل وفي الحميات المتقطعة أمراض ضعيفة (١٤) أخرى والآن لا تستعمل هذه الجذور إلا قليلا.

(النوع الثاني اللوف الأرقط):

رائحة هذه الجذور عطرية تشبه رائحة الكافور شبها قويا وطعمها حار عطري يدل على أنها دواء قوي الفعل ؛ ولذا تستعمل بكثرة في الحميات الضعيفة وفي جميع الأمراض التي تستعمل فيها المنبهات.

(القسم الثاني الأسارون):

رائحة جذوره عطرية قوية تتصاعد منها رائحة تشبه رائحة خشبية الهر ، وهي ناشئة عن زيت كافوري ، وتستعمل جذور الأسارون مقيئة كعرق الذهب من عشر قمحات إلى اثنتي عشر ، وتستعمل أيضا هي والأوراق سعوطا ولسيلان اللعاب.

(الرتبة السادسة وفيها عشر فصائل)

الفصيلة المخروطية ، والفصيلة البلوطية ، والفصيلة الصفصافية هذه الفصائل قد تقدم الكلام عليها.

(الفصيلة الرابعة الفلفلية):

يستعمل الفلفل أفاويه في الأطعمة وعلى الموائد ، وأفضله حينئذ الفلفل الأبيض ، وفي الاستعمال الطبي يفضل الأسود على الأبيض حيث إنه أقوى فعلا منه ، وينبغي خلطه سيما بالأغذية المتخذة من المملكة النباتية كالكرنب واللفت ونحوهما ، وهو قليل الاستعمال ورائحته العطرية اللذاعة ، وطعمه الحريف المحرق الفلفلي كانا سببا في وضعه في رتبة الأدوية المنبهة القوية الفعل ، وقد مدح مدر للطمث وللبول ويدخل في استحضارات علاجية عديدة منها الترياق ، ويعطى مسحوقا ومنقوعا وطعم الفلفل ناشئ عن زيت ، أي دهن طيار مخصوص قليل القبول للتطاير.

(النوع الثاني الكبابة الصيني):

طعم الكبابة ورائحتها كما في النوع المتقدم لكنهما فيها أضعف ، وتستعمل منبهة مثله ،

__________________

(١٤) قوله : وأمراض ضعيفة كذا بالأصل ، وقد تقدم نظيره ، وسيأتي ولعله محرف عن ضعيفه. اه.

٤٠٢

وهي كثيرة الاستعمال في السيلان الأبيض فتوقف الأعراض الالتهابية الموجودة في قناة مجرى البول ؛ ولأجل الحصول على هذه النتيجة يستعمل مسحوق الكبابة درهم ونصف يكرر ثلاث مرات في الأربع والعشرين وأحسن زمن لاستعمال هذا المسحوق هو ابتداء المرض.

(الفلفل الطويل):

خواصه كخواص الفلفل الأسود ، ويدخل في الترياق وفي معجون الثوم البري.

(الفصيلة الخامسة الأنجرية):

وفيها أقسام :

(القسم الأول) : التين المعتاد ، جميع الأجزاء اللينة لشجر التين تحتوي على عصارة لبنية مرة الطعم شديدة الحرافة الموجودة في اللفافة اللحمية ، ثم متى حصل في التين فيه مقدار عظيم من السكر ، ويتغير طعمه فبعد أن كان كريها يصير حلوا لذيذا جدا ، وكل من المقدار العظيم للمادة السكرية والمادة الغروية اللتين توجدان التين كان سببا في اعتباره من أحد الثمار المغذية جدا ذات الطعم اللذيذ وكذا كثرة المادة الغروية كانت سببا في اعتباره من الأدوية الملينة الملطّفة الجيدة النفع في معالجة أغلب الأمراض الالتهابية ، ويستعمل في الأمراض الصدرية والسعال الجاف ، والغالب أن يخلط بالثمار الصدرية الأخرى كالعناب والبلح والزبيبة والعصارة اللبنية الحريقة التي توجد في الساق ، والفروع لها خواص طبية مخالفة للمتقدمة فقد استعملها الأطباء قديما مهيجة من الظاهر في معالجة القول والجذام والأمراض الجلدية المزمنة ، ويستعمل مقدار عظيم من ثمر هذا النبات في جميع البلاد ويجفف لحفظه بالأشعة الشمسية أو بحرارة التنور.

(الجسم الثاني القوتي أي التوت الأسود):

ثمر هذه الشجرة ذو طعم سكري حامض قليلا يحتوي على مادة غروية بكثرة ، ويستخرج منه بالعصر عصارة تستعمل مشروبا مبردا ملطفا نفاعا في التهاب الجهاز الهضمي ، والتهاب الفم ويجهز منها شرابا لذيذ الطعم يستعمل في الأمراض الالتهابية ، وقشر الشجرة متى عطنت يستخرج منها منسوج ليفي تصنع منه الحبال.

(الجنس الثالث الزجاجي):

طعم هذا النبات حشيشي ملحي ، وهو يحتوي على مقدار عظيم من الملح ملح البارود ؛

٤٠٣

ولذا يستعمل مدر للبول ، ويؤمر به مطبوخا أو تستخرج عصارته بالعصر إذا كان رطبا وتستعمل.

(الجنس الرابع التيل أي القنب):

هذا النبات له خاصية مسكرة مخدرة ، والذي يظهر أن مجلسها في المادة الراتنجية الدبقة التي ترشح من الغدد الموضعة على سطح الساق والأوراق ، لكن هذه الخاصية تكون أكثر وضوحا في التيل الهندي والعجمي ، وإنما هذا الفرق من درجة حرارة الأقاليم ، وينال راتنج هذا النبات بطريقة مخصوصة وهي أن الزراعين يلبسون ملابس من جلد ، ثم يمرون في مزرعة التيل من احتكاكهم في النباتات على قدر الإمكان.

فالراتنج الرخو الذي يغطيها يلتصق بالجلد ، ثم يفصل عنه ويعجن على هيئة كرات صغيرة وهي التي تسمى بالشيرة وفي بلاد العجم تجهز الشيرة بعصر النبات بعد دقه في خرقة خشنة فيلتصق الراتنج بها ، ثم يفصل بالكشط ، وهذا الراتنج توجد فيه الخواص المسكرة ، والمستعمل منه في الطب البزور وهي مكونة من لوزة تحتوي على مقدار عظيم من زيت ثابت ، وهو المعروف بالشاهدانج ، أي الشرانق ، وهو ينفع لتجهيز مستحلبات ملطفة مسكنة.

(الجنس الخامس الديناري):

المستعمل منها في الطب الثمار والفروع الحديثة ، فالثمار طعمها مر واضح جدا ، وهذا الطعم ناشئ عن المادة الراتنجية الصفراء التي تدخل في ترطيب البوظة فتكسبها طعما مرا مقبولا ، وكيفية عملها أن تغلي هذه الثمار في البوظة فتبطئ تخمرها وتمنعها من أن تحمض فتحتفظ زمنا طويلا بدون فساد ، وكذا تكتسب زيادة عن الطعم المذكور رائحة عطرية مخصوصة فتصير مشوربا لذيذا سهل الهضم.

وهذه الثمار تساعد على إحداث السكر ، فقد شوهد أن البوظة تحدث سكرا أكثر كلما كانت متحملة بمقدار من الأصوال الفعالة لهذه الثمار أكثر ؛ ولأجل نفع هذا النبات يزرع بكثرة في بلاد الإنكليز وبلاد النيما ، وثمر حشيشة الدينار دواء مقو كثير الاستعمال في الطب ، فالمنقوع أو المطبوخ المكون من أوقية منه في رطل من الماء يتكون عنه مشروب مر يؤمر به بكثرة في الأمراض الضعيفة كداء الخنازير ونحوه ، وهذا المشروب يعين على الهضم وقال بعضهم : إنه معرق يستعمل بنجاح في الأمراض المزمنة للجلد ، وأما الفروع الحديثة فهي أقل مرارا وأقل تأثيرا واستعمالها كاستعمال الثمار.

٤٠٤

(الجنس السادس الأنجرة أي القريض):

جميع أنواع الأنجرة تحدث ألما شديدا عن الوخز بها ، وهذا الألم لا يحصل من الوخز الحاصل من الوبر ، بل من السائل المهيج الذي ينصب من غدد النبات تحت بشرة الجلد فيسري في قنوات توجد في باطن الوبر ؛ لأنه مجوف ، ومن المعلوم أن الأنجرة إذا جففت تفقد منها هذه الظاهرة ، وكانت الأنجرة تستعمل قديما محولة لأجل إحداث تهيج شديد في نقطة معلومة من سطح الجسم خصوصا في زمن الهيضة.

(الفصيلة العشرون الفرينونية) :

وتحتها أجناس :

(الجنس الأول) : الصمغ الراتنجي خطر جدا حيث إنها تصير أكالة إذ تحدث تأثيرا أكالا منقطعا كتأثير الذراريح تقريبا ؛ ولذا تدخل في تركيب لصقه الحراقة وحينئذ يلزم الاقتصار على استعمالها من الظاهر.

(الجنس الثاني المانيوق):

وهو نبات التيبوكة ، وأغلب جذر هذا النبات مكون من نشاء مصحوب بعصارة بيضاء لبنية ذات حرافة شديدة ، وهي سم شديد ، وحيث إن هذه العصارة كثيرة القبول للتطاير بالحرارة يتوصل إلى تجريد الجذر عنها بسهولة فيصير غذاء جيدا ، ولأجل ذلك تبشر وهي رطبة ، وتعصر العجينة التي يتحل عليها بمعصرة قوية فتخرج العصارة الحريفة المسمة ، ثم تغسل العجينة بالماء ومتحصل الغسل في العجينة بالكلية ، ثم إن الماء الذي غسلت به العجينة يرسب منع في قاع الإناء مقدار عظيم من مسحوق أبيض هو نشاء نقي جدا فيجنى ويجفف ، وهذا النشاء أبيض ناعم الملمس يستعمل لعمل الهلامات والشوربة للناقهين فيطبخ في اللبن أو في معطر أو في مرقة.

(الجنس الثالث حب الملوك):

هذا الحب متمتع بخاصية حريفة أكالة يصير استعمالها خطر أو مع ذلك ، فقد استعمل أحيانا من نصف قمحة إلى اثنتين ومن مدة سنين كان يستعمل زيتها المتحل بالعصر مسهلا من الباطن ومحمرا من الظاهر.

(وكيفية استخراج هذا الزيت):

أن تغسل البزور بالماء البارد وتجفف ، ثم تطحن بدون أن يفصل منها قشرها ، ثم

٤٠٥

يضاف إليها مقدار مناسب من الأيتير لكي تتكون عجينة رخوة تصب في أنبوبة طويلة مستدقة الطرف السفلي الذي يسد بقطعة من القطن ، ومتى سال السائل من الطرف السفلي تعالج العجينة بمقدار آخر من الأيتير ؛ لأجل فصل جميع ما يمكن فصله ، ثم يوضع السائل على حمام مارية ؛ لأجل تطاير الأيتير ، ثم يترك الزيت حتى يهدأ ، ثم يرشح في كيس ومتى كان واقعا على مقدار عظيم من البزر يستخرج الزيت بوضع البذر المدقوق في كيس من قماش متين ، ويعصر بين لوحين من حديد مسخنتين ، ثم يرشح ، وهذا الزيت خطر الاستعمال كما تقدم ، وقد يكتفى ببعض نقط منه على البطن بعد مزجها بزيت الزيتون لإحداث الإسهال.

(النوع الثاني قشر العنبر):

قشر العنبر طارد للحمى جدا لكنه يحدث حرارة عظيمة لمن يستعمله أحيانا ؛ ولذا لا يناسب جميع الأمزجة ويوقف القيء والدوسنطاريا ، ويخلط بالدخان لتعطيره لكنه يسكر إذا استعمل منه مقدار عظيم ، ويعطي مسحوقا ومنقوعا وصبغة وخلاصة ، وتستعمل أوراق هذا النبات أيضا الآن رائحتها وطعمها يشبهان أوراق المريمية.

(النوع الثالث اللك):

هذا النوع تجنى منه في بلاد الهند مادة راتنجية تسمى باللك ، وهي ترشح للدغ حشرة للفروع الحديثة لهذا النبات فتكون وكرا لها لكي تبيض فيها ، وهذا الجوهر لا يستعمل في الطب الآن ، بل يدخل في تركيب بعض دهانات تستعمل طلاء وفي تركيب الشمع الأحمر أيضا المعد للختم به.

(النوع الرابع عباد الشمس):

يستعمل ورق هذا النبات جوهرا كشافا لتمييز الحوامض عن القلويات.

(الجنس الرابع الخروعي):

زيت الخروع يستخرج بالعصر أو بالماء المغلي ، وبالطريقة الأخيرة يفقد الزيت جزء من حرافته فيكون مسهلا لطيفا ، يستعمل بكثرة في المغص والفتق ولإخراج الديدان ، وزيت الخروع لزج توجد فيه خاصية تميزه عن جميع الزيوت الثابتة الأخرى ، وهي أنه يذوب بسهولة في الكؤل على البارد ؛ ولذلك تستعمل هذه الطريقة بنجاح فيما إذا كان مغشوشا يزيت ثابت آخر وأريد تخفيف ذلك ، وزيت الخروع الناقي ينبغي أن يكون شفاف لا لون ولا رائحة ذا

٤٠٦

طعم حريف قليلا فمتى استعمل من ثمانية دراهم إلى ستة عشر مستحلبا في سوغ مناسب يحث الإسهال ؛ ولأجل سهولة تعاطيه وعدم الاستشعار بطعمه الكريه ينبغي خلطه بمقدار مناسب من القهوة ، ولوزة بزر الخروع تحتوي على مقدار عظيم جدا لمن يأكلها ، وبسبب ذلك يحصل من تعاطيها قيء وإسهال شديد وتقرح في أجزاء مختلفة من الغشاء المخاطي الذي ببطن الجهاز ، وهذا دليل على أن هذا الجوهر يؤثر تأثير السموم الحريفة.

(الصمغ المرن):

هو شجر لطيف يعلو نحو سبعة وعشرين ذراعا ، وكيفية اجتناء الصمغ المرن في بلاد الهند أن تثقب الشجرة بآلة واخزة ، ويلصق إناء من طفل حول الوخز فينزل الصمغ المرن في الإناء ، وهو يستعمل لعمل المجسات والفتائل ، ومتى دهن بحلوله الحبر أو القماش لا ينفذ الماء منها ، وهو كثير الاستعمال لإزالة خطوط الأقلام الرصاصية من الورق بواسطة الدلك به.

(خشب البقس وقشره):

خشب البقس أصفر اللون صلب مندمج قابل للصقل لطيف ، ويستعمل قشر البقس وجذره في الداء الزهري البني وقشر البقس أبيض مصفر فطري قليلا مر جدا.

(الفصيلة الحادية والعشرون الغارية):

شجرة الغار تتصاعد فيها رائحة عطرية ذكية جدا ، وأوراقها منبهة مخرجة للرياح وقاتلة للقمل ، وتستعمل معطرة في المطابخ ، وثمارها لحمية مكونة في غلاف ثمري رقيق جدا ، ومن بذرة كبيرة الحجم مكونة من غلاف بزري رقيق هش ، ومن لوزة ذات فصين دسمة طعمها مر عطري ، وهذا الثمر يحتوي على زيتين أحدهما ثابت والآخر طيار مختلطان ببعضهما في الغلاف الثمري وفي اللوزة لكن الغلاف الثمري يحتوي على زيت ثابت أكثر ، واللوزة تحتوي على زيت طيار أكثر ، ويمكن الحصول على هذين الزيتين مختلطين ببعضهما بالعصر الشديد أو بغلي خفيف في أنبيق مع الماء ، والمتحصل منه يكون ذا لون أخضر لطيفا عطريا في قوام زيت الزيتون المتجمد ، والثمار أقوى فعلا من الأوراق لاحتوائها على زيت طيار أكثر ، وقد أوصى باستعمالها خصوصا في انقطاع الطمث ، والزيت الذي يستخرج منها يستعمل دلكا منبها.

(النوع الخامس القرفة):

القرفة منبهة جدا ، وخواصها ناشئة عن الزيت الطيار الكائن فيها ، وكلما كانت محتوية

٤٠٧

على هذا الأصل بكثرة تفضل على غيرها في الاستعمال ؛ ولذا إن فرقة سيلان تفضل على غيرها بسبب جودتها وذكاء زيتها الطيار ، ويستعمل من مسحوقها بعض قمحات لتسهيل الهضم متى كانت المعدة محتاجة للتنبيه وصبغتها جيدة الاستعمال ، وماؤها المقطر لبني اللون يستعمل في الطب فتدخل منه ثمانية دراهم في الجرعة المنبهة ، ويصنع منه شراب القرفة على البارد ، وتدخل القرفة في عدة استحضارات دوائية أخرى.

(النوع السادس الساسفراس):

المستعمل منه الجذر وسيما قشرتها ، وتوجد في المتجر على هيئة قطع قد تصل إلى غلظ الذراع مائلة للسمرة حديدية ، والقشرة رائحتها عطرية ، وهي أكثر رائحة من الخشب الذي هو خفيف مسامي ، وكل من الخشب والقشر يتحصل منهما بالتقطير زيت طيار أثقل من الماء الساسفراس معدود من جملة الأدوية المعرفة ، فهو كثير الاستعمال في الأمراض الزهرية البنية وأمراض المفاصل.

(النوع السابع الكافور):

الكافور يدخل في تركيب استحضارات دوائية وقتية كالجرع الكافورية مثلا ، وحيث إنه قليل الذوبان في الماء فيعلق فيه بواسطة مح البيض أو بواسطة غروي ، وهو دواء جيد النفع قوي الفعل إذا أعطى بمقدار قليل ، أي من قمحتين إلى أربع لا يحصل منه تغير ما ، وإذا أعطى منه عشرون قمحة أو أكثر كان مسكنا أولا ، ثم يصير منبها ، وقد أثبتت التجربة أن الكافورية تأثير على إفراز اللبن فيصير قليلا أو لا ، ثم ينقطع ، وكيفية استعماله أن يدلك به الثدي أو يعطى حقنا ؛ ولذا يستعمل بنجاح في الاحتقانات الثديية ولا ينبغي إعطاؤه من الباطن إلا إذا كانت المعدة سليمة خالية عن التهيج ، وقد نجح استعماله في تهيج أعضاء التناسل والأعضاء المفرزة للبول خصوصا التهيج الذي ينشأ استعمال الحراريق المصنوعة من الذراريح.

(الفصيلة الثامنة جوز الطيب):

يستعمل جوز الطيب أفاويه أكثر من استعماله دواء ، وإذا استعمل بمقدار عظيم يؤثر في المجموع العصبي فيحدث تخدرا ونعاسا ، ويمكن استعماله منبها في ضعف الوظائف الهضمية ، وهو يدخل في جملة تراكيب دوائية ، وتستعمل زبدة جوزة الطيب ملطفة في التهاب الأعضاء الهضمية والتنفسية ، وكثيرا ما تستعمل من الظاهر على الأورام الباسورية

٤٠٨

وعلى تشقق الشفتين وتشقق حلمة الثدي.

(الفصيلة التاسعة الماذريونية):

قشور هذه الشجيرة كنقطة مهيجة محمرة ولا يحصل هذا الفعل منها إلا بعد وضعها في الخل ؛ ولذا تقوم مقام الذراريح عند فقدها ، بل هي خالية عن الخطر الذي يمكن أن يحصل من الذراريح وتصنع منها مراهم منقطة ولها نوع ثان يسمى بالجارو ، والمستعمل منها في الطب القشور ، وهي تكون محمرة مهيجة منفطة كقشور النوع الأول.

(الفصيلة العاشرة الراوندية وفيها ثلاثة أجناس)

(الجنس الأول الجدوار):

جذره هو المستعمل في الطب ، وهو لا رائحة ولا طعم قابض جدا بسبب احتوائه على كثير من التنين ويحتوي أيضا على مقدار عظيم من النشاء ، وهو يستعمل في الطب قابضا في الإسهال والدوسنطاريا مطبوخا مقدار الاستعمال نصف درهم في رطل من الماء ، وهذا المطبوخ يستعمل أيضا غرغرة مقوية للثة.

(الجنس الثاني الحماضي) : وفيه نوعان :

(الجنس الثاني الحماض المعتاد):

وفيه نوعان :

(النوع الأول الحماض المعتاد):

أوراق الحماض طعمها حامض لذيذ ، وهذه الأوراق تستعمل غذاء بكثرة ؛ ولذا تستعمل لعمل الأمراق المبردة التي يؤمر بها في الحميات والالتهابات الخفيفة للجهاز الهضمي وأوكسيلاد البوتاسا الحمضي ، أي ملح الحماض الكثير الاستعمال في الفنون والصنائع يستخرج من هذا النبات ، لكن الآن يستخرج أغلبه من نوع آخر من الحماض ينسب إلى الفصيلة الحماضية.

(النوع الثاني العرق المسهل):

يحتوي هذا العرق على نشا ، وطعمه مر غض ، وأكثر استعماله في الأمراض الجلدية.

٤٠٩

(الجنس الثالث الراوند):

يستعمل الراوند نافعا للمعدة ومسهلا خفيف طاردا للدود مسحوقا ومنقوعا في الماء وشرابا وخلاصة ، ويدخل في عدة استحضارات دوائية مركبة.

(الفصيلة الحادية عشرة البنجرية وفيها أجناس)

(الجنس الأول الأسفاناخ):

وقد استنبت في جميع بساتين الخضراوات ؛ لأنه كثير الاستعمال غذاء ، ولا يستعمل في الطب إلا من الظاهر فقط ومنه تصنع ضمادات ملينة.

(الجنس الثاني البنجري) :

وفيه نوعان :

(النوع الأول البنجر المعتاد):

هذا النبات يستعمل بنجاح لتغذية البهائم ، والواقع أن جذره اللحمي السكري يستعمل على الموائد وأوراقه الكثيرة العصارية ، ويوجد فيها للحيوانات غذاء وافر لا ضرر فيه لكن لما عرف أن هذا النبات يمكن أن يستخرج منه سكر قابل للتبلور يشبه سكر القصب اكتسب أهمية عظيمة جدا ، وحينئذ قد أتقنت طرق استخراجه.

(النوع الثاني السلق):

أوراقه مبردة تدخل في تركيب المشروب المرخي ولها منفعة في المحمرات الجلدية.

(أنواع القلي):

أي النباتات التي تحرق ويستخرج منها أملاح القلي.

(الرتبة السابعة وفيها فصيلة واحدة)

(الفصيلة الحملية) :

وتحتها جنس واحد الجنس الحملي وتحته ثلاثة أنواع :

(النوع الأول لسان الحمل الكبير):

هذا نبات خالد ينبت على حافات القنوات ، وينبت بكثرة في بساتين الديار المصرية ،

٤١٠

وهو قليل الاستعمال في الطب الآن.

(النوع الثاني لسان الحمل الرملي):

المستعمل في الطب البذور ، وجذره سنوي مغزلي وساقه مستقيمة.

(النوع الثالث حشيشة البراغيت):

يقوم بزر أحد هذين النوعين الأخيرين مقام الآخر ، وبزور كل منهما ملينة إلا أنها تحتوي على مقدار عظيم من مادة غروية تنفصل منها بسهولة بواسطة الماء ، وكان يصنع منها قديما قطرات منظفة يمكن أن يقوم مقامها الآن مغلي الخطمية أو مغلي بزر الكتان ، والماء المقطر لهذا النباتات كان مستعملا قديما أيضا في القطرات.

(الرتبة الثامنة وفيها تسع فصائل)

(الفصيلة الأولى الياسمينية):

وفيها ثلاثة أجناس : (الجنس الأول الياسمين المعتاد)

كان يستعمل زهر الياسمين مضاد للتشنج قديما ، والآن قد ترك استعماله ، والماء المقطر للزهر يستعمل من ثمانية دراهم إلى ستة عشر درهما في الجرع الممكنة.

(الجنس الثاني لسان العصفور):

يستخرج من شق قشره المن ، وهو مسهل لطيف جدا لا يهيج الغشاء المخاطي المعدي المعوي أصلا ، ومقدار الاستعمال من ثمانية دراهم إلا خمسة عشر أو عشرين درهما في الماء أو اللبن ، وهو دواء نافع جدا خصوصا في الأمراض النزلية المزمنة التي يمكن فيها أن تثقل المسهلات الأخرى الأعراض ، وهو يدخل في استحضارات دوائية أخرى.

(الجنس الثالث الزيتون) : هذا الجنس قد تقدم الكلام عليه وبيانه سابقا.

(الفصيلة الثانية الشفوية الريحانية):

وتحتها أجناس الأول : الإكليلي. الثاني : المريمية. الثالث : الكمادريوس. الرابع : الثوم البري. الخامس : النعناع. السادس : الزوفا. السابع : الخزامي. الثامن : الزعتر. التاسع : النرنجان ، وجميع هذه الأجناس قد تقدم الكلام عليها في قوله تعالى : (وَالْحَبُّ ذُو

٤١١

الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ (١٢)) [الرّحمن : الآية ١٢]. فارجع إليها إن شئت.

(الفصيلة الثالثة الشخصية وتحتها أجناس)

(الجنس الأول الدجيتال):

المستعمل منها في الطب الأوراق ، وينبغي اجتناؤها قبل التزهر بقليل وتجفيفها في التنور مع الاعتناء الزائد ، وخواصها بطء الدورة ؛ ولذا كانت الديجتالا هي الدواء المستعمل في كل وقت للخفقان ، وتستعمل أيضا مسكنة في الربو والسعال العصبي والنزلات الرئوية ، وتزيد إفراز البول وتعود منها منافع مستمرة في الاستسقاآت ، ويجهز من الديجتالا مسحوق ، وكيفية ذلك أن تؤخذ الأوراق المحفوظة جيدا ، وتسحق حتى يبقى منها الخمس ثفلا ويحفظ المسحوق في زجاجات محكمة السدر ، ويجد غالبا ؛ لأنه يتلف.

والغالب أن تعطى الديجتالا على هذا الشكل ، ويمكن إحالتها إلى حبوب بمقدار مناسب من عسل ومقدار الاستعمال من المسحوق ويمكن ازديادها على التعاقب إلى اثنتي عشرة قمحة ، لكن متى تجاوزنا هذا المقدار تحصل أخطار للمريض أحيانا ، ويصنع منها منقوع مجهز من عشر قمحات في مائتي درهم من الماء ، وهذا المنقوع يستعمل مدرا للبول وصبغتها من عشر نقط إلى عشرين في جرعة مناسبة ، ويجهز من الديجتالا الخضراء الكولاتور ، وتجهز صبغتها الأيتيرية بطريق التذويب بالتحويل ، وتعطى في الخفقان من اثنتي عشرة نقطة إلى أربع وعشرين نقطة والله الشافي.

(الجنس الثاني السمسمي):

هو نبات معروف بزره يحتوي على مادة محضرة ، ويستخرج منه السليط المسمى بالشيرج.

(الفصيلة الرابعة الباذنجانية وتحتها أجناس تنقسم إلى قسمين)

(الجنس الأول اللقاح المعروف بالبلدونة):

ثمار اللقاح سم شديد ، وهي مضرة جدا خصوصا وأن مشابهتها بالسكر كثيرا ما أوقعت في الغلط ، ولها جملة خواص :

(الأول) : أن اللقاح وصبغته متمتعان بخواص مسمة قوية جدا.

(والثاني) : أنهما يحدثان تأثيرا موضعيا قليل الشدة لكنهما يمتصان فيدخلان في تيار

٤١٢

الدورة فيؤثر كل منهما على المجموع العصبي.

(والثالث) : أن الخلاصات المتجهزة للقاح تختلف اختلافا عظيما بالنسبة لقوتها على حسب الطريقة التي جهزت بها ، وأن الخلاصة الأقوى فعلا هي التي تنال بتصعيد عصارة النبات الأخضر على حرارة لطيفة جدا.

(والرابع) : أن تأثيرها متى حقنت في الأوردة يكون أقوى مما إذا وضعت على المنسوج الخلوي ، أي الجلد المعرى عن بشرته أو أدخلت في المعدة.

(والخامس) : أن هذه الاستحضارات تؤثر في الإنسان كما يؤثر في الكلاب ، والأوراق والجذور متمتعة بخواص قوية الفعل مهلكة فيلزم أن تكون كالثمار من ضمن السموم المخدرة الحريفة متى أعطيت بمقدار زائد ومع ذلك فتستعمل في فن العلاج كثيرا من النجاح في جملة أحوال.

(الجنس الثاني الباذنجان):

وتحته أنواع :

(النوع الأول تفاح الأرض):

أي البطاس ، وهو مغذ يخرج منه نشا كثير ، وهو يكون مع الماء المغلي بوشن أقل قواما من بوشن نشا القمح ، وأما الخواص المغذية له فمحققة فيه مؤكدا.

(النوع الثاني الحلوة المرة):

سوقها خشبية دقيقة متى مضغت يظهر لها طعم سكري ، ثم طعم مر في آن واحد ؛ ولذا سميت بالحلوة المرة ولا تستعمل منها في الطب إلا مطبوخها ، وهو يزيد التبخير الجلدي ؛ ولذا يؤمر به بكثرة في الداء الزهري وأمراض الجلد والروماتيزم ، ومقدار الاستعمال من أربعة دراهم إلى ثمانية إلى أربعة عشر درهما.

(النوع الثالث الباذنجان المعتاد):

تستعمل ثماره بكثرة في المطابخ ، وتجهز بكيفيات مختلفة.

(النوع الرابع الباذنجان القوطة):

هو حويمض الطعم رائحته عطرية ذكية وتصنع منه أمراق جيدة.

٤١٣

(الجنس الثالث الكنج):

ثمره هو المعروف بحب الكنج ، وهو حويمض الطعم لذيذ يستعمل مدر للبول وليس مسما.

(الجنس الرابع اللبيدة البيضاء):

الأزهار هي الأكثر استعمالا في الطب ، وهي ملطفة صدرية تعطى منقوعا كالشاي في النزلات الرئوية القليلة الشدة ، وينبغي الاعتناء بتصفية هذا المنقوع من خرقة ضيقة النسج لفصل الوبر الصغير المتين الذي يغطي قاعدة خيوط أعضاء التذكير وبدون ذلك يحدث هذا المنقوع سعالا يسبب التهيج وأوراقه ملينة.

(الجنس الخامس البنج):

التأثير المسم لأنواع البنج أقل قوة من تأثير اللفاح ، ومع ذلك يكون مشابها له إذا استعمل البنج بمقدار عظيم وقد استعمل في الأحوال التي يستعمل فيها اللفاح فاقلناه فيه يقال كذلك في البنج ، وفضله بعضهم على الأفيون في معالجة القولنج الزحلي المعروف بالمغص الرصاصي ؛ لأنه متى سكن الآلام يحدث إسهالا لطيفا.

(الجنس السادس التبغ المعروف بالدخان):

ينبغي أن تميز استحضارين للتبغ في الاستعمال الطبي ؛ وهما أوراق التبغ الجافة التي لها تأثير مشابه لتأثير النباتات الباذنجانية الأخرى ، وأوراق التبغ المجهزة ، وهي التي حصل فيه تخمر ، وفي هذه الحالة الأخيرة يكون التبغ دواء مخدر حريفا يحدث تهيجا موضعيا مختلف الشدة ، والاستعمال الطبي للتبغ أقل انتشارا الآن مما كان قديما ، وسبب ذلك أنه إذا أريد استعماله مخدرا تكون النباتات الباذنجانية الأخرى قائمة مقامه.

وإذا أريد استعماله دواء حريفا لا يعتمد عليه ، وإلى الآن تعطى حقن من التبغ قائمة يدخل فيها من نصف درهم إلى درهم في ستين درهما من الماء في الفتق المختنق ، وفي انسداد القناة الهضمية اختناق جزئي من الأمعاء ، وفي إزالة الديدان الخراطينية ، ويستعمل من الظاهر في الجرب والقراع وأمراض جلدية أخرى.

(النوع السابع الداتورا):

أوراق هذا النبات تنتشر منها رائحة مهوعة تدل على أنه سمي وطعمها حريف ، وما قلنا

٤١٤

في البنج واللفاح من الخواص المهلكة يقال هنا أيضا ، ولكن توجد هذه الخواص في الداتورا في أعلى درجة ؛ ولذا ينبغي وضع هذا النبات في السموم المخدرة الحريفة ، وهو من الأدوية الطبية وكيفية تأثيره وخواصه الطبية كتأثير وخواص اللفاح والبنج فيستعمل في الأحوال التي يستعمل فيها هذان النباتان.

(الجنس الثامن الفلفل الأحمر):

هذا الفلفل لا يشبه الفلفل المستنبت في بلاد الهند والأمريكا ، وهذا ناشئ عن تأثير الأقاليم أو عن اختلاف الصنف ، ومع ذلك فالهنود وسكان أسبانيا والبرتغال والأمريكا يستعملون منه مقدارا عظيما في أطحنتهم.

(الفصيلة الخامسة الثورية وتحتها أنواع):

جميع أجزاء هذا النبات خصوصا الجذور الحديثة والسوق والأوراق تحتوي على عصارة لزجة غروية تفهة الطعم ، توجد بمقدار عظيم ، وتستخرج بواسطة العصر لكنها ثخينة جدا حتى أنه يحتاج إلى إضافة قليل من الماء ؛ لأجل الحصول عليها ، وهذه العصارة متى زوقت بزلال البيض ، وصعدت إلى قوام الشراب يتحصل منها ملح بارد على هيئة بورات بواسطة التبريد ، ويستعمل لسان الثور بكثرة معرفا خفيفا ومدرا للبول ، والمستعمل منه الأوراق ، وأحيانا الأزهار ولسان الكلب والحشيشة الرئوية وغيرها تنسب إلى هذه الفصيلة.

(الفصيلة السادسة العليقية وتحتها جنس واحد العليق وتحته أنواع)

(النوع الأول الحلبة):

أحد المسهلات الشديدة الأكثر استعمالا ، وتأثيرها المسهل يقع على الأمعاء الدقاق خصوصا ، وإذا أعطيت بمقدار قليل تؤثر في أغلب الأحيان بدون أن يحدث مغصا ولا ظواهر محسوسة ، فإذا كان المقدار كبيرا يحدث قيئا ومغصا شديدا والتهابا في الغشاء المخاطي المعدي المعوي ، وإذا أدخل مسحوق الحلبة في الحفر الأنفية ، أي الغشاء الالتحامي يحدث عطاسا ؛ ولذا ينبغي تجهيز مسحوقها في هلون مغطى بكيس من جلد ، ومقدار الاستعمال من خمس قمحات إلى عشر إلى أربعين ، وقد يصل الشخص القوي إلى درهم ، ومن راتنج الجلابا من قمحتين إلى خمس إلى عشرة قمحات تستعمل حبوبا ، أو في مستحلب أو غير ذلك.

٤١٥

(النوع الثاني المحمودة):

لا يستعمل في الطب الآن إلا المحمودة الجلبية ، وهي مسهل شديد قوي الفعل جيد الاستعمال خصوصا للأطفال ؛ لأنه تفه الطعم تقريبا ، ويمكن تعليق مسحوقه بسهولة في سائل كالبن ونحوه ، وهو أقل حرافة من راتنج لجلبة لكن تأثيره المسهل أسرع ، وتستعمل في أحوال الإمساك المتعاطي المتسبب عن ضعف القناة الهضمية خصوصا في الاستسقاء ؛ لأجل إحداث استفراغات ثفلية وافرة ، والغالب أن تصحب بمدرات البول كبصل العنصل والديجتالا ، ومقدار مسحوقها من ست قمحات إلى اثنتي عشرة أو خمس عشرة قمحة بل عشرين.

(الفصيلة السابعة الجنطيانية وتحتها ثلاثة أجناس)

(الجنس الأول الجنطيانا الصفراء):

يوجد في الجنطيانا جوهر مر أحسن مذيب له الماء البارد ، والكؤل وهما أحسن مذيب للأصل المر للجنطيانا ، وتجهز من جذورها الخلاصة والصبغة الكوليتان ، وتدخل أيضا في تركيب الاستحضارات المقوية النافعة للمعدة وهي أقوى الأدوية المقوية التي توجد ببلاد أوروبا ومرارها الشديد الذي يستولى عليه كل من الماء والكؤل على حد سواء كان سببا في عدها من الأدوية التي خاصيتها إعادة الأعضاء الضعيفة إلى تتميم وظائفها الأصلية ، فإذا أخذ بعض قمحات من مسحوق الجنطيانا أو معلقة قهوة من صبغتها.

وأضيفت في سواغ مناسب واستعملت قبل الأكل بساعة تنبه تقلص المعدة تنبيها لطيفا ، وتزيد الشهية وتعين على الهضم ، فإذا زيد مقدار الدواء تمتد نتائجه التي كانت قاصرة على المعدة إلى جميع الأعضاء الأخرى للبنية الحيوانية بعد زمن يسير ، وبالجملة فاستعمال الجنطيانا يناسب في جميع الأحوال التي ينفع فيها إرجاع القوى إلى حالتها الأصلية بدون ضعف الجهاز الهضمي ، وتستعمل بكثرة في الأمراض الخنازيرية وفي الخلوروز ، أي قطف اللون وأحيانا تصحب بالكينا في الحميات المتقطعة المتعاضية على الشفاء.

(الجنس الثاني القنطريون):

المستعمل منه القمم الزهرية فتجفف في التنور الصناعي حزما تحاط بورق ، وهي ذات طعم مر جدا لا يخالطه طعم آخر ، وهذا الطعم يوجد أيضا في الأزهار وفي الأجزاء الخضر ، ويصير أقوى بالتجفيف ، وقد حلل فوجدت فيه مادة مرة خلاصية ، وحمض متقدر ومادة مخاطية ومادة خلاصية ، وهذا النبات أحد الأدوية الكثيرة الاستعمال ، وتأثيره يشبه تأثير

٤١٦

الجنطيانا إلا أنه أقل قوة منها ، وهو يناسب في جميع الأحوال التي ذكرناها في الجنطيانا لكنه يستعمل خصوصا في معالجة النقاهة من الحميات المتقطعة ، ويعطي أيضا في الجلوروز ، وفي أمراض ضعيفة أخرى ومسحوقه يستعمل من عشرين قمحة إلى درهم ، وقد يصل المقدار إلى ثلاثة دراهم ، وأما منقوعه خمسة دراهم إلى عشرين لأجل مائتي درهم من الماء ، ويستعمل ذلك بالأكواب ، وماؤه المقطر يستعمل مقدار عشرة دراهم منه إلى ثلاثين.

(الفصيلة الثامنة الدفيلة وتحتها جنس واحد)

(الجنس الأرجلي):

أوراقه كثيرا ما تختلط بالسنا التي تأتي من برّ مصر ، وهذا المخلوط ليس فيه ضرر ما حيث إن أوراق الأرجل خواصها كخواص السنا وتعاطيها كالسنا ، وإنما يلزم أن يكون بمقدار أقل وإلى هذه الفصيلة تنسب الدفلا الوردية وبيض العشر ونحو ذلك ، وحيث إن هذه النباتات قليلة الأهمية فلا حاجة لنا بذكرها هنا.

(الفصيلة التاسعة الجوز القيئ

وتحت هذه الفصيلة جنس واحد هو جوز القيء وتحته أنواع)

(النوع الأول جوز القيء):

هذه البزور لونها سنجابي ، وقوامها صلب قرقي لا رائحة لها وطعمها حريف مر مقيء.

(النوع الثاني فول القديس):

هذه البزور قوامها قرفي ، وهذه البزور ومثلها بزور جوز القيء تحتوي على الاستركنين والبروسين وخواصها طبية ناشئة عن هذين القلويين النباتيين المسمين.

(الرتبة التاسعة وفيها فصيلتان)

(الفصيلة الأولى الجاوية وفيها جنس الجاوي وفيه نوعان)

(النوع الأول نبات الميعة):

الميعة متمتعة كجميع البلاسم الأخرى بخواص منبهة ، والآن لا تستعمل إلا من الظاهر

٤١٧

تبخرا ، وتستعمل أيضا في معالجة السيلان الأبيض للرجال والنساء ، وتأثير بلسم السكوباي ، وإنما الميعة يحصل للمرضى من تعاطيها تعب أقل من الذي يحصل من تعاطي بلسم السكوباي ، ويعطي منها من عشر قمحات إلى ثلاثين أو أربعين قمحة ، ويصنع منها شراب ، وهي تدخل في الترياق ، ومعجون الثوم ، أي الثوم البري.

(النوع الثاني الجاوي):

يندر أن يستعمل الجاوي من الباطن ، وإذا وضع على الفحم المتقد تتصاعد منه رائحة عطرية وأبخرة بيضاء ، يستنشق منها البعض نزلات مزمنة وحمضه ملح حريري المنظر ينفع في الأمراض الصدرية المزمنة.

(الفصيلة الثانية الهرية):

حشيشة الهر دواء منبه عام يقع تأثيره على المخ خصوصا ، وقد مدح في الأستيريا ، أي اختناق الرحم والايوخندريا ، أي الالتهاب المعدي المزمن المصحوب بأمراض عصبية والشقيقة وأمراض عصبية أخرى كأمراض عرق النسا والبرودينيا ، أي وجع الأضلاع العصبي ، وقد شفيت بحشيشة الهر بعض حميات متقطعة تعاصت على استحضارات الكينا ، وتصحب مع النجاح بهذا الدواء الجيد النفع لكن جذور حشيشة الهر واستحضاراتها تستحق أن تتنبه لها الأطباء خصوصا كضمادة للتشنج.

(الرتبة العاشرة وفيها فصيلة واحدة)

(الفصيلة المركبة تحتها أجناس)

(الجنس الأول القرطمي):

كانت ثماره تستعمل قديما مسهلة ، وهي تحتوي على زيت دسم مرّ جدّا كثير الاستعمال في بعض البلاد للاستصباح ، وثماره وإن كانت دلت مرار شديد يرغبها بعض الطيور ، وأزهاره المسماة العصفر والزعفران الكاذب يتحصل منها أصلان ملونان مهمان في فن الصباغة ، أحدهما يذوب في القلويات ، وتوجد فيه جميع درجات اللون الأحمر ، والثاني أصفر يذوب في الماء ، والأصل الأول : وهو المستعمل في خاصية اكتساب الحرير جميع الألوان الحمر من اللون الوردي الناصع إلى اللون الأحمر الكرزي ، وهذا الأصل الملون

٤١٨

يسمى قرطمين ، ومتى خلط مع الطلق المسحوق ناعما يتكون منه حسن يوسف ، أي اللون الأحمر النباتي.

(الجنس الثاني الشوكي):

أي شوك الجمال ، وهو ينبت في المحلات غير المزروعة وفي الغيطان وزهره فرفيري وأوراقه كبيرة لامعة عليها نقط بيض.

(الجنس الثالث الأراقيطون):

طعم جذره مائل للحلاوة مر قليلا ، هو يحتوي على مقدار عظيم من النشا ، وهو دواء معرق ، والعادة أن يعطى مطبوخا في الأمراض المزمنة المختلفة للجلد ، وفي الأمراض الإفرنجية استعمال مسحوقه من عشرين قمحة إلى أربعين واستعمال مغليه فاترا ، ومقداره من درهمين إلى أربعة في مائة من الماء.

(الجنس الرباع الخرشوف):

طعم جذره مر ، وهذا المرار في سوقه أشد وأعظم ، وكان يستعمل مدرا للبول ، والآن لا يزرع إلا كالخضروات ، والخرشوف الذي يؤكل ليس إلا الأزهار التي جنيت قبل ابتسامها ، والذي يؤكل منها هو المجمع العام ، وقواعد الخراشيف المكونة للفافة تؤكل إما نيئة أو بعد غليها في الماء ، والخرشوف المطبوخ غذاء لذيذ غير أنه قليل التغذية لكنه سهل الهضم ، وحينئذ يمكن أن يؤمر باستعماله للناقهين.

(الجنس الخامس الهندبا):

تحته أنواع :

(النوع الأول الهندبا أي الشكوريا):

يستعمل جذر الشكوريا أحيانا ، وهو مغزلي في غلظ الأصبع أسمر من الظاهر ، وأبيض من الباطن طعمه مر ، والأصول التي توجد فيه كالأصول التي توجد في الأوراق ، وأوراق الشكوريا أكثر استعمالا من الجذور وطعمها مر جدا ، وهي تحتوي على أصل خلاصي ، والشكوريا البرية لها تأثير مقوّ ناشىء عن أصلها المر ، وهذا التأثير وإن كان ضعيفا بطيء في الابتداء يتضح بعد زمن يسير ، وهي تعطي بكثرة في ضعف أعضاء الهضم وفي الأمراض التي

٤١٩

تستدعي استعمال المقويات خصوصا للأطفال ، وجذرها هذا النبات متى جفف وحمص يصير طعمه مر جدا لكنه مقبول ، وقد أوصى به عوضا عن البن ؛ لأنه يقوم مقامه لكن مراره وإن كان كمرار البن إلا أنه لا يوجد فيه الزيت الطيار اللطيف الذي يوجد في البن.

(الجنس السادس الخس البري أي خس الحمار):

خواصها استعملت في مغص الكبد ، والحميات المتقطعة والصفراوية والاستسقاآت ومدحوها في انسداد البرقات المنزلية فيستعمل من خلاصها من قمحة إلى اثنتين في اليوم ، ويزيد المقدار تدريجيا ، ويحصر من هذا الجنس مقطر ، وشراب الخس يصنع بأخذ جزء من الماء المقطر ، وجزأين من السكر ، ويعطي شرب من الخس من ثمانية دراهم إلى عشرة ، بل ستة عشر ، وجميع المؤلفون الذين اشتغلوا بهذا الدواء شبهه بالأفيون ، وهذا التشبيه جيد بالنسبة للتأثير الطبي.

وقد فعلت تجريبات في شأن ذلك فاتفق رأي الأطباء على أن حليب الخس توجد فيه الخواص المسكنة للأفيون بدون أن يوجد فيه مضار ، أي أنه لا يحدث الإمساك المتعاطي ولا الاحتقان المخي ولا فقد الشهية التي تصاحب استعمال الأفيون غالبا ، وتوجد أنواع مختلفة من الخس المستنبت تخرج من سوقها بواسطة الشق كالخس البري عصارة لبنية تتجمد بسرعة فتصير جافة قابلة للكسر ، وهي اللاكتوكاريوم ، واستعمالها كاستعمال حليب البري.

(الجنس السابع البابونج وتحته نوعان):

(النوع الأول البابونج الرومي):

أزهاره المقلية تنتشر منها رائحة عطرية ذكية ، وطعمها مر حار ، وهي تحتوي على زيت طيار ومنقوع أزهاره مشروب مقو منبه في آن واحد ، وهذا المنقوع يزيد القوى الهضمية للمعدة ، وقد نجح استعماله مضادا للحميات المتقطعة الخفيفة ، وكثيرا ما ينجح تعاطيه في المغص المتسبب عن وجود مقدار عظيم من الغازات في أعضاء الهضم ويجهز المنقوع بصب مائة درهم على ثلاثة دراهم من زهر البابونج.

(النوع الثاني عود القرح):

المستعمل منه طبا الجذر ، ومتى مضغ منه شيء قليل يحدث لعابا وافرا ؛ ولذا كان كثير الاستعمال لتنبيه فعل الغدد اللعابية ، ويدخل أيضا في بعض مياه روحية نافعة للأسنان فتجهز

٤٢٠