إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٨

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٨

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٠٧

للوصل ـ التقاء الساكنين ـ الأنعام : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى الإبل والبقر والغنم وهي جمع «نعم».

(لِتَرْكَبُوا مِنْها) : اللام حرف جر للتعليل والغرض. تركبوا : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. منها : جار ومجرور متعلق بتركبوا والجملة الفعلية (لِتَرْكَبُوا مِنْها) صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بجعل أي للركوب أو متعلق بمفعول لأجله بمعنى خلق لأجلكم الأنعام لتركبوا.

(وَمِنْها تَأْكُلُونَ) : الواو عاطفة. منها : جار ومجرور متعلق بتأكلون. تأكلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. بمعنى : لتركبوا بعضها وتأكلوا بعضها الآخر .. وجعل هنا بمعنى : خلق ..

(وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْها حاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ) (٨٠)

(وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ) : الواو استئنافية. لكم : جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. فيها : جار ومجرور متعلق بمنافع أو بحال مقدمة منها لأنه صفة لمنافع قدمت عليها. ويجوز أن يتعلق الجار والمجرور «لكم» بحال مقدمة من «منافع» والميم علامة جمع الذكور وفي هذه الحالة يكون الجار والمجرور «فيها متعلقا بخبر مقدم. منافع : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن «مفاعل» بمعنى منافع أخرى غير الركوب كاللبن والجلود والوبر والصوف وغير ذلك.

(وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْها) : الواو عاطفة. لتبلغوا عليها : معطوفة على (لِتَرْكَبُوا مِنْها) وتعرب إعرابها والواردة في الآية الكريمة السابقة.

٧٠١

(حاجَةً فِي صُدُورِكُمْ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. في صدوركم : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «حاجة» الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور بمعنى : لتقضوا على ظهورها حاجاتكم في أثناء أسفاركم وترحالكم.

(وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ) : الواو عاطفة. عليها : جار ومجرور متعلق بتحملون. وعلى الفلك : جار ومجرور معطوف بالواو على الجار والمجرور «عليها» ويعرب مثله أي بإعادة عامل الجر معها. تحملون : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل.

(وَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَأَيَّ آياتِ اللهِ تُنْكِرُونَ) (٨١)

(وَيُرِيكُمْ آياتِهِ) : الواو استئنافية. يري : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي الله سبحانه. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به أول والميم علامة جمع الذكور. آياته : مفعول به ثان منصوب بالفعل «يري» المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.

(فَأَيَّ آياتِ) : الفاء استئنافية. أي : اسم استفهام منصوب بتنكرون لأن له الصدارة في الكلام ولهذا تقدم على الفعل وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. آيات : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف.

(اللهِ تُنْكِرُونَ) : لفظ الجلالة مضاف إليه ثان مجرور للتعظيم وعلامة الجر الكسرة. تنكرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) (٨٢)

٧٠٢

القسم الأكبر من الآية الكريمة أعرب في الآية الكريمة التاسعة من سورة «الروم» وفي الآية الكريمة الرابعة والأربعين من سورة «فاطر» وفيه حذف تمييز «أكثر» اختصارا بمعنى : كانوا أكثر منهم عددا. كما حذف خبر «كان» المعطوف على «أشد قوة» أي كانوا أبقى آثارا في الأرض من قصور وتماثيل ..

(فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) : هذا القول الكريم أعرب في الآية الكريمة الرابعة والثمانين من سورة «الحجر» بمعنى : فما نفعهم مكسوبهم أو كسبهم أو فما دفع عنهم العذاب ما كسبوه من ثروات.

(فَلَمَّا جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) (٨٣)

(فَلَمَّا جاءَتْهُمْ) : الفاء استئنافية. لما : اسم شرط غير جازم بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بالجواب. جاءت : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به مقدم. والجملة الفعلية (جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ) في محل جر بالإضافة.

(رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) : فاعل مرفوع بالضمة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر بالإضافة. بالبينات : جار ومجرور متعلق بجاء أي بالآيات البينات بمعنى بالمعجزات الواضحات فحذف الموصوف «الآيات» وحلت الصفة محله.

(فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها بمعنى كفروا. الباء حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بفعل «فرحوا». عند : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة بمعنى لديهم وهو مضاف متعلق بفعل محذوف تقديره : وجد أو استقر أو ما هو مستقر أي كائن لديهم و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر بالإضافة والجملة الفعلية «استقر عندهم» صلة الموصول لا محل لها بمعنى : غرهم ما عندهم.

٧٠٣

(مِنَ الْعِلْمِ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول «ما» بتقدير : حال كونه من العلم و «من» حرف جر بياني.

(وَحاقَ بِهِمْ) : الواو عاطفة. حاق : فعل ماض مبني على الفتح. الباء حرف جر و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بحاق بمعنى وأحاط بهم العذاب.

(ما كانُوا) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل «حاق». كانوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة والجملة الفعلية (كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) صلة الموصول لا محل لها.

(بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) : جار ومجرور متعلق بيستهزئ. يستهزءون : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِاللهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ) (٨٤)

(فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا) : أعرب في الآية الكريمة السابقة و «قالوا» تعرب إعراب «فرحوا». رأوا : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد «لما» وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على آخره الألف المقصورة المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة وبقيت الفتحة دالة على الألف المحذوفة. بأس : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى شدة عذابنا.

(آمَنَّا بِاللهِ وَحْدَهُ) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل. بالله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بآمن. وحده : مصدر أقيم مقام الحال وهو قول

٧٠٤

سيبويه من وحد ـ يحد ـ حدة : أي انفرد .. التقدير : آمنا بالله منفردا لا شريك له. وهو منصوب على الظرف عند أهل الكوفة وعند أهل البصرة على الحال.

(وَكَفَرْنا بِما كُنَّا) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «آمنا» وتعرب إعرابها. الباء حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بكفرنا. كنا : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم «كان».

(بِهِ مُشْرِكِينَ) : جار ومجرور متعلق بمشركين. والجملة الفعلية (كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ) صلة الموصول لا محل لها. مشركين : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد.

(فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْكافِرُونَ) (٨٥)

(فَلَمْ يَكُ) : الفاء عاطفة تفيد هنا الترتيب والتعقيب. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يك : فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره ـ النون ـ المحذوفة جوازا خطا واختصارا ـ أصله : يكون ـ وحذفت الواو وجوبا لالتقاء الساكنين. واسمها محذوف اختصارا وهو «إيمانهم» لأن ما بعده يدل عليه وتكون الجملة الفعلية (يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ) في محل نصب خبر «يكن» ويجوز أن يكون الفعل «يك» تاما بمعنى : فلم يصح ولم يستقم ويكون الفاعل ضميرا مستتر فيه جوازا تقديره هو أي إيمانهم ودخول الفعل «يك» على الجملة الفعلية مبالغة في نفي الفعل الداخلة عليه بتعديد جهتي نفيه.

(يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به مقدم. إيمان : فاعل مرفوع بالضمة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر بالإضافة.

٧٠٥

(لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا) : ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب متعلق بالفعل «ينفع» أو تكون اسم شرط غير جازم بمعنى «حين» مبنيا على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلقا بالجواب وحذف جوابه لتقدم معناه وهو قوله (فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ) وفي هذه الحالة تكون الفاء رابطة لجواب الشرط المتقدم. رأوا : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد «لما» وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المقصورة المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. بأس : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. وتعدى الفعل «رأى» هنا إلى مفعول به واحد لأنه من الرؤية البصرية ويتعدى إلى الثاني فيكون حالا وقد حذف اختصارا. التقدير : حين رأوا بأسنا أي عذابنا نازلا بهم. وينطبق هذا التقدير أيضا على «رأوا» في الآية الكريمة السابقة.

(سُنَّتَ اللهِ) : مفعول مطلق ـ مصدر مؤكد ـ منصوب بفعل محذوف تقديره : سن الله ذلك سنة بمنزلة وعد الله وعدا وما أشبه وعلامة نصبه الفتحة. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.

(الَّتِي قَدْ خَلَتْ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب صفة ـ نعت ـ لسنة الله بمعنى طريقة الله التي .. قد : حرف تحقيق و «خلت» فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بتاء التأنيث الساكنة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي وتاء التأنيث لا محل لها وجملة «قد خلت» صلة الموصول لا محل لها.

(فِي عِبادِهِ) : جار ومجرور متعلق بخلت والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه.

(وَخَسِرَ هُنالِكَ الْكافِرُونَ) : هذا القول الكريم أعرب في الآية الكريمة الثامنة والسبعين بمعنى وخسروا وقت رؤية البأس أي العذاب.

٧٠٦

الفهرس

سورة لقمان..................................................................... ٥

سورة السجدة.................................................................. ٤٨

سورة الأحزاب.................................................................. ٨١

سورة سبأ.................................................................... ١٨٦

سورة فاطر................................................................... ٢٥٧

سورة يس.................................................................... ٣١٨

سورة الصافات............................................................... ٣٨٢

سورة ص.................................................................... ٤٦٢

سورة الزمر................................................................... ٥٢٥

سورة غافر................................................................... ٦١٧

٧٠٧