إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٨

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٨

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٠٧

محلا لأنه مفعول به. التقدير : ما يدعونه بمعنى ما يعبدونه أي ما يعبده المشركون من الأصنام.

(مِنْ دُونِهِ الْباطِلُ) : جار ومجرور متعلق بيدعون أو بحال محذوفة من «ما» والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. الباطل : خبر «أن» مرفوع بالضمة بمعنى وأن إلها غيره سبحانه باطل الالهية لأنه جماد والله هو الحق الثابت الإلهية. والتقدير : هو الباطل : أي المعدوم الزائل وعلى هذا التقدير تكون الجملة الاسمية «هو الباطل» في محل رفع خبر «إن» ويكون الباطل خبر مبتدأ محذوف تقديره هو. وقد حذف المبتدأ «هو» اختصارا لأنه معلوم دل عليه ما قبله فأقيم خبره «الباطل» مقامه.

(وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) : القول الكريم معطوف على «أن الله هو الحق» ويعرب إعرابه. الكبير : خبر ثان للضمير «هو» مرفوع بالضمة بمعنى : الكبير عن أن يشرك به أي إن الله هو العلي الشأن الكبير السلطان.

(أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آياتِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) (٣١)

(أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي) : أعرب في الآية الكريمة التاسعة والعشرين وعلامة جر «تجري» الضمة المقدرة على الياء للثقل.

(فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللهِ) : جاران ومجروران متعلقان بتجري. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة أي برحمته وفضله.

(لِيُرِيَكُمْ مِنْ آياتِهِ) : اللام حرف جر للتعليل. يريكم : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به أول وحذف مفعول «يري» الثاني لأن «من» التبعيضية في «من آياته» تدل عليه. والميم علامة جمع الذكور والجملة الفعلية «يريكم من آياته» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق

٤١

بتجري. من آياته : جار ومجرور متعلق بيري والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة بمعنى ليظهر لكم ما يشاهد من آثار قدرته سبحانه.

(إِنَّ فِي ذلِكَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. في : حرف جر ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بفي اللام للبعد والكاف حرف خطاب والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر «إن» المقدم.

(لَآياتٍ لِكُلِ) : اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ آيات : اسم «إن» منصوب وعلامة نصبه الكسرة المنونة بدلا من الفتحة المنونة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. لكل : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «آيات».

(صَبَّارٍ شَكُورٍ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. شكور : صفة ـ نعت ـ لصبار مجرور مثله بالكسرة المنونة.

(وَإِذا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ) (٣٢)

(وَإِذا غَشِيَهُمْ) : الواو استئنافية. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمن مبني على السكون متضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب خافض لشرطه منصوب بجوابه. غشي : فعل ماض مبني على الفتح و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم والجملة الفعلية (غَشِيَهُمْ مَوْجٌ) في محل جر بالإضافة.

(مَوْجٌ كَالظُّلَلِ) : فاعل مرفوع بالضمة المنونة. الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح يفيد التشبيه في محل رفع صفة ـ نعت ـ لموج. الظلل : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.

(دَعَوُا اللهَ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة ولفظ الجلالة «الله» مفعول به منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة.

٤٢

(مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) : حال من ضمير «دعوا» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. له : جار ومجرور متعلق باسم الفاعلين «مخلصين». الدين : مفعول به منصوب باسم الفاعلين «مخلصين» الذي يعمل عمل فعله المتعدي إلى المفعول وعلامة نصبه الفتحة.

(فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ) : الفاء عاطفة. لما : اسم شرط غير جازم بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلقة بالجواب. نجاهم : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. إلى البر : جار ومجرور متعلق بنجاهم أو يكون متعلقا بحال محذوف من الضمير «هم» في «نجاهم» بمعنى : نجاهم موصلين أو سالمين إلى البر وجواب «لما» محذوف اختصارا .. التقدير : فحين نجاهم الله سبحانه وأوصلهم إلى البر سالمين عادوا إلى ما كانوا عليه.

(فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ) : الفاء استئنافية. من : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. مقتصد : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة بمعنى : فمنهم معتدل أي بقي على الطريق المستقيم .. وفي القول حذف بمعنى : ومنهم من رجع إلى ضلالته بمعنى : صاروا فريقين أو جماعتين فريق يوفي بما عاهد الله عليه في البحر من إخلاص الدين له سبحانه وقسم ناكر خائن لا يوفي بعهده.

(وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا) : الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. يجحد : فعل مضارع مرفوع بالضمة بمعنى يكفر والفاعل هو «كل» بآيات : جار ومجرور متعلق بيجحد و «نا» ضمير متصل ـ ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع سبحانه مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

٤٣

(إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ) : أداة حصر لا عمل لها. كل : فاعل «يجحد» مرفوع بالضمة وهو مضاف. ختار : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى : غدار. كفور : صفة ـ نعت ـ لختار ويعرب مثله.

(يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ) (٣٣)

(يا أَيُّهَا النَّاسُ) : أداة نداء. أي : اسم منادى مبني على الضم في محل نصب و «ها» زائدة للتنبيه. الناس : بدل من «أي» أو عطف بيان منها لأنها غير متصرفة ـ جامدة غير مشتقة ـ مرفوعة على لفظ «أي» لا محلها وعلامة رفعها الضمة.

(اتَّقُوا رَبَّكُمْ) : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. ربكم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.

(وَاخْشَوْا يَوْماً) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «اتقوا الرب» وتعرب إعرابها ونكر «يوما» لعظمته.

(لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ للموصوف «يوما». لا : نافية لا عمل لها. يجزي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. والد : فاعل مرفوع بالضمة المنونة. عن ولده : جار ومجرور متعلق بلا يجزي والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر بالإضافة. التقدير : لا يجزي فيه فحذف الجار «الصلة».

(وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ) : الواو عاطفة. لا : زائدة لتأكيد النفي. مولود : معطوف على «والد» مرفوع مثله بالضمة المنونة بمعنى : لا يغني أو لا ينفع أو لا يشفع والد عن ولده ولا مولود أي ولا ولد عن والده أو يكون «ولا مولود» معطوفا بالواو على «والد عن ولده» بمعنى ولا يجزي مولود عن

٤٤

والده فحذف الفعل «يجزي» اختصارا اكتفاء بذكره أول مرة. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. جاز : خبر «هو» مرفوع بالضمة المقدرة أو الظاهرة على الياء المحذوفة من الاسم لأنه اسم منقوص نكرة. والجملة الاسمية «هو جاز» في محل رفع صفة ـ نعت ـ للموصوف «مولود».

(عَنْ والِدِهِ شَيْئاً) : جار ومجرور متعلق باسم الفاعل «جاز» على تأويل فعله والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر بالإضافة. شيئا : مفعول به منصوب باسم الفاعل الذي يعمل عمل فعله وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. وعد : اسم «إن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة. حق : خبر «إن» مرفوع بالضمة المنونة.

(فَلا تَغُرَّنَّكُمُ) : الفاء استئنافية حرف دال على التعليل. لا : ناهية جازمة. تغرنكم : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة في محل جزم بلا الناهية ونون التوكيد لا محل لها. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم والميم علامة جمع الذكور بمعنى : فلا تضلنكم.

(الْحَياةُ الدُّنْيا) : فاعل مرفوع بالضمة. الدنيا : صفة ـ نعت ـ للحياة مرفوعة مثلها بالضمة المقدرة على الألف للتعذر.

(وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «ولا تغرنكم الحياة» وتعرب إعرابها. بالله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بلا يغرنكم. و «الغرور» هو الشيطان الكثير التغرير والتضليل.

(إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (٣٤)

٤٥

(إِنَّ اللهَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إن» منصوب للتعظيم بالفتحة.

(عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر «إن». عنده : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بخبر مقدم وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة. علم : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة وهو مضاف. الساعة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ) : الواو عاطفة. ينزل : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي الله جلت قدرته. الغيث : أي المطر : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وعطفت الجملة الفعلية على الجملة الاسمية على معناها : أي يعلم وقت قيام الساعة وينزل الغيث أو على معنى : متى قيام الساعة ومتى نزول المطر في وقته. ويجوز أن تكون الجملة استئنافية.

(وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على الجملة الفعلية «ينزل» وتعرب إعرابها. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. في الأرحام : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : استقر أو هو مستقر في الأرحام بمعنى ما تحمله الأرحام أذكرا أم أنثى والجملة الفعلية «استقر في الأرحام» صلة الموصول «ما» لا محل لها من الإعراب.

(وَما تَدْرِي نَفْسٌ) : الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. تدري : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل. نفس : فاعل مرفوع بالضمة المنونة.

(ما ذا تَكْسِبُ غَداً) : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم للفعل «تكسب» أو يكون اسم الاستفهام في محل رفع مبتدأ وتكون الجملة الفعلية بعده «تكسب غدا» في محل رفع خبره أو تكون «ما اسم استفهام مبنيا على السكون في محل رفع مبتدأ و «ذا» اسما

٤٦

موصولا بمعنى «الذي» مبنيا على السكون في محل رفع خبر «ما» والجملة الفعلية «تكسب» صلة الموصول «ما» لا محل لها .. والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : ما الذي تكسبه .. تكسب : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. غدا : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة المنونة متعلق بتكسب بمعنى في المستقبل وأصله : غدو حذفت اللام ـ أي الواو ـ وجعلت الدال حرف إعراب بمعنى : تكسب من خير أو شر.

(وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِ) : هذا القول الكريم أعرب. بأي : جار ومجرور متعلق بتدري ولم تلحق الاسم «أي» هاء التأنيث لأنه اسم يستعمل بلفظ واحد للمذكر والمؤنث وقد يطابق التذكير والتأنيث.

(أَرْضٍ تَمُوتُ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. تموت : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي.

(إِنَّ اللهَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إن» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة.

(عَلِيمٌ خَبِيرٌ) : خبرا «إن» خبر بعد خبر مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة المنونة ويجوز أن يكون «خبير» صفة ـ نعتا ـ لعليم بمعنى أن الله تعالى : واسع العلم بكل الأمور ذو اطلاع على كل الأمور ما خفي منها وما ظهر والاسمان من صيغ المبالغة «فعيل بمعنى فاعل».

***

٤٧

سورة السجدة

معنى السورة : السجدة : بفتح السين هي اسم السورة الكريمة .. يقال : سجد ـ يسجد ـ سجودا من باب «خضع» ومنه سجود الصلاة : وهو وضع الجبهة على الأرض وبابه «دخل» والاسم منه «السجدة» بكسر السين و «السجود» لله تعالى في الشرع : هو عبارة عن هيئة مخصوصة .. والفعل «سجد» من باب «خضع» وزنا ومعنى. وعن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : لا خير في دين ليس فيه ركوع وسجود. قال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ذلك حين نزلت الآية الكريمة الثامنة والأربعون من سورة «المرسلات» : (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ) أي وإذا قيل لهم : صلوا لله لا يصلون .. أي اخشعوا لله وتواضعوا له بقبول وحيه واتباع دينه لا يخشعون والمراد بالركوع في الآية الكريمة : الصلاة .. وكثيرا ما عبر الله سبحانه عن الصلاة بأركانها. أي اخشعوا واطرحوا هذا الاستكبار لا يقبلون ذلك ويصرون على استكبارهم.

تسمية السورة : خص الله تبارك وتعالى إحدى سور الكتاب الكريم بسورة سميت «السجدة» لعظم معناها ودلالتها ولكونها أحد أركان الصلاة والعبادة والطاعة لله سبحانه فقال تعالى في الآية الكريمة الخامسة عشرة من هذه السورة الشريفة : (إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) صدق الله العظيم. وقيل : إن إسرافيل ـ وهو من الملائكة المقربين ـ هو أول من سجد لآدم أوكله الله تعالى النفخ في الصور يوم القيامة لحشر الناس ساعة الحساب وسميت السجدة لأنه يسجد فيها سجدة واحدة إذا قرئ قوله تعالى (وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) في الآية المذكورة آنفا.

فضل قراءة السورة : قال الرسول الأمين محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من قرأ» الم .. ألف لام ميم .. تنزيل الكتاب «في بيته لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام» صدق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وجاء في الصحيحين عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : كان النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقرأ في الفجر يوم الجمعة : (الم (١) تَنْزِيلُ

٤٨

الْكِتابِ) و (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) وعن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أنه قال : أمرت أن أسجد على سبعة آراب «جمع إرب .. أي عضو» وهي الجبهة والأنف واليدان والركبتان والقدمان وسميت أعضاء السجود : المساجد إضافة إلى كون المساجد هي جمع «مسجد» وهو بيت الصلاة. وقيل : هو أيضا موضع السجود من بدن الإنسان.

إعراب آياتها

(الم) (١)

هذه الأحرف الكريمة وأمثالها شرحت في سورة «يوسف».

(تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٢)

(تَنْزِيلُ الْكِتابِ) : خبر «الم» على أنها اسم سورة مرفوع بالضمة. الكتاب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى : إنزال الكتاب. وإن جعلت «الم» تعديدا للحروف وليست اسما للسورة أعرب «تنزيل» على أنه خبر مبتدأ محذوف بتقدير : المتلو عليكم تنزيل الكتاب. أو يكون «تنزيل الكتاب» مبتدأ وخبره : ما في محل «لا ريب فيه» في محل رفع. وثمة وجه آخر لإعراب «تنزيل الكتاب» وهو أن يكون مبتدأ وخبره : شبه الجملة الجار والمجرور «من رب العالمين» في محل رفع.

(لا رَيْبَ فِيهِ) : أداة نافية للجنس تعمل عمل «إن». ريب : اسم «لا» مبني على الفتح في محل نصب وخبر «لا» النافية للجنس محذوف وجوبا. فيه : جار ومجرور متعلق بخبر «لا» المحذوف. بمعنى : لا شك فيه أي لا شك في ذلك أي لا شك في كونه منزلا من رب العالمين بمعنى لا ريب في تنزيله من الله تعالى.

(مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) : جار ومجرور متعلق بخبر المبتدأ. العالمين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد.

٤٩

(أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) (٣)

(أَمْ يَقُولُونَ) : حرف إضراب بمعنى «بل» وهو حرف عطف وهي أم المنقطعة لأنها غير مسبوقة بهمزة تسوية أو استفهام وهمزتها إنكار لقولهم وتعجيب منه لظهور أمره في عجز بلغائهم عن مثل ثلاث آيات منه و «يقولون» فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(افْتَراهُ بَلْ هُوَ) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به بمعنى اختلقه أي اختلق محمد القرآن حسب قول المشركين. بل : حرف إضراب للاستئناف أي التحول من الإنكار إلى الإثبات. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. والجملة الاسمية «هو الحق» استئنافية لا محل لها.

(الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ) : خبر «هو» مرفوع بالضمة. من ربك : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من الحق أو يكون متعلقا بخبر ثان للمبتدإ أو في محل رفع بدل من «الحق» والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ في محل جر بالإضافة.

(لِتُنْذِرَ قَوْماً) : اللام لام التعليل حرف جر. تنذر : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. قوما : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة والجملة الفعلية «تنذر قوما» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بالمصدر «تنزيل» على تأويل فعله بمعنى الحق الثابت المنزل من ربك لتنذر.

٥٠

(ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ للموصوف «قوما». ما : نافية لا عمل لها. أتى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. من : حرف جر زائد لتأكيد النفي. نذير : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا لأنه فاعل «أتى».

(مِنْ قَبْلِكَ) : جار ومجرور في محل جر صفة ـ نعت ـ لنذير على اللفظ وفي محل رفع على المحل. والكاف ضمير المخاطب في محل جر بالإضافة.

(لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إن» و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب اسم «لعل». يهتدون : تعرب إعراب «يقولون» والجملة الفعلية «يهتدون» في محل رفع خبر «لعل».

(اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ) (٤)

(اللهُ الَّذِي خَلَقَ) : لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر المبتدأ أو يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو. والجملة الاسمية «هو الذي» في محل رفع خبر المبتدأ «لفظ الجلالة». خلق : الجملة الفعلية وما بعدها صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. والأرض : معطوفة بالواو على «السموات» منصوب مثلها وعلامة نصبها الفتحة.

(وَما بَيْنَهُما) : الواو عاطفة. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب لأنه معطوف على منصوب «السموات والأرض» بين : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بفعل محذوف تقديره :

٥١

وجد. والجملة الفعلية «وجد بينهما» صلة الموصول لا محل لها والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة و «ما» علامة التثنية لا محل لها.

(فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَ) : جار ومجرور متعلق بخلق. أيام : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. ثم : حرف عطف.

(اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ) : الجملة الفعلية معطوفة على جملة «خلق» وتعرب إعرابها وعلامة بناء الفعل «استوى» الفتحة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر. على العرش : جار ومجرور متعلق باستوى.

(ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ) : نافية لا عمل لها. لكم : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم والميم علامة جمع الذكور. من دونه : جار ومجرور متعلق بحال مقدم من «ولي» والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

(مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ) : حرف جر زائد لتأكيد النفي. ولي : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا لأنه مبتدأ مؤخر. الواو عاطفة. لا : زائدة لتأكيد النفي. شفيع : معطوف على «ولي» ويعرب إعرابه بمعنى ما لكم من ناصر ينصركم ولا شفيع يشفع لكم إذا خذلكم الله.

(أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ) : الألف ألف استفهام لفظا وتوبيخ معنى. الفاء زائدة ـ تزيينية. لا : نافية لا عمل لها. تتذكرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة. والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى : أفلا تتعظون بمواعظه.

** (ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) : ورد هذا القول الكريم في آخر الآية الكريمة الثالثة .. المعنى : ما أرسل إلى ذرية العرب في زمان الرسول الكريم إذ لم يبعث إليهم نذير معاصر فلطف الله سبحانه بهم وبعث فيهم رسولا منهم هو محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أي ما جاءهم منذر من قبلك يا محمد يحذرهم من العذاب لأجل أن يهتدوا بإنذارك إلى الحق والإيمان.

** (اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الرابعة .. المعنى : هو الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما من العوالم في ستة أوقات أو أدوار أو طبقات الله أعلم بقدرها لأن الأيام لم تكن قد خلقت قبل خلق السموات بعد .. ثم استوى على العرش أعظم المخلوقات استواء يليق بجلاله دون حصر ولا كيف ولا تحديد بجهة معينة. المعنى اللغوي هو : ثم جلس أو استقر على كرسي الملك .. وبما أن هذا المعنى محال عليه سبحانه وتعالى لأنه ـ جلت قدرته ـ منزه

٥٢

عن كونه جسما فيكون التعبير كناية عن استيلائه على الملك يدبر أمر الكون بمقتضى حكمته .. وبما أنه عزوجل ليس بجسم فلا يجوز أن يؤخذ هذا الكلام على ظاهره بل يجب تأويله .. وقد سلك علماء السنة هذا المسلك فقالوا إن الاستواء على العرش صفة لله بلا كيف .. أي إن له تعالى استواء على العرش على الوجه الذي عناه منزها سبحانه عن الاستقرار والتمكن .. وقالوا : العرش : هو الجسم المحيط بسائر الأجسام.

** (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة .. ونكر «يوم» وهو يوم الحساب للتفخيم والتهويل لعظمته .. والمعنى : يدبر سبحانه أمر الأرض من سماء جلاله من يوم وجودها إلى ساعة تلاشيها ثم يصعد إليه الأمر كله في يوم القيامة ـ الحساب ـ ليحكم فيه أو نازلة آثارها إلى الأرض ثم يصعد الأمر ويرجع إلى ذلك اليوم .. واليوم هنا : مدة من الزمان الله أعلم بها واليوم عند الله سبحانه في الدنيا كألف سنة بحساب أهلها .. أما يوم الآخرة فمقداره خمسون ألف سنة .. يقال عرج في السلم ـ يعرج ـ بمعنى ارتقى .. وهو من باب «دخل» و «المعراج» هو السلم وجمعه : معارج ومعاريج. قال الأخفش : إن شئت جعلت الواحد ـ أي المفرد ـ مِعرج ومَعرج ـ بكسر الميم وفتحها .. والمعارج : تعني أيضا المصاعد و «الدرج» بفتح الدال والراء وجمعه : أدراج : هو مراتب بعضها فوق بعض .. أما درج السلم فهو ما يتخطى عليه من الأدنى إلى الأعلى في الصعود .. يقال : رقي الرجل ـ يرقى ـ رقيا ورقيا ورقي في الجبل وإليه ـ من باب تعب ـ بمعنى : صعد. ومثله : ارتقى في السلم : أي ترقى إليه بمعنى صعد ويقال : ارتقى الخطيب المنبر ـ بكسر الميم : أي صعده. يروى أن عبد الملك بن مروان سأله ولده ما الذي شيبك؟ فقال له : يا بني شيبني ارتقاء المنابر ومخافة اللحن ـ أي الخطأ ـ و «سنة» في الآية الكريمة المذكورة آنفا جمعها «سنون .. سنوات» أي أن الجمع يعرب بالحروف والحركات يروى أن الشاعر المعروف «الحطيئة» أراد سفرا .. فلما قدم راحلته قالت له امرأته : متى ترجع؟ فقال :

عدي السنين لغيبتي وتصبري

ودعي الشهور فإنهن قصار

فقالت :

اذكر صبابتنا إليك وشوقنا

وارحم بناتك إنهن صغار

في البيت الأول أعربت «السنين» بالحروف فهي منصوبة بعدي وعلامة نصبها الياء لأنها ملحقة بجمع المذكر السالم ويقال في حالة الرفع : مرت سنون كثيرة والاعراب الثاني لهذه اللفظة يكون بالحركات فيقال : مرت سنوات كثيرة .. وقضيت سنينا كثيرة .. وجرى ذلك منذ سنين كثيرة.

** (ذلِكَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة .. المعنى : ذلك المدبر الخالق هو الله عالم ما بطن وما غاب من الأمور وما ظهر منها أي وعالم المحسوسات وحذف النعت أو البدل المشار إليه «المدبر .. الخالق» لأن ما قبله دال عليه.

** (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة .. المعنى : الذي أحكم وأتقن خلق كل شيء وبدأ تكوين الانسان الأول أي آدم ـ عليه‌السلام ـ وهو أبو البشر .. فحذف مفعول «أحسن» وهو «خلق» وحل المضاف إليه «كل» محله ولأن ما بعده «خلقه» يفسره.

٥٣

** (ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة .. المعنى : ثم جعل ذريته خارجة من سلالة أي من نطفة من ماء ممتهن .. وسميت «نسلا» لأنها تنسل منه أي تنفصل منه. و «النسل» بفتح النون وسكون السين هو الولد وتناسلوا : أي ولد بعضهم من بعض.

** (ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ) : في هذا القول الكريم الوارد في بداية الآية الكريمة التاسعة تكون الجملة الفعلية «نفخ فيه من روحه» كناية عن بعث الحياة في الانسان ـ الوارد ذكره في الآية الكريمة السابقة. وانتقل سبحانه من الغيبة في «نفخ» و «جعل» إلى المخاطبة في «لكم» و «تشكرون» وأضاف ذلك إلى نفسه تكريما للانسان وتشريفا له.

** (وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ) : المعنى : وأوجد لكم السمع ـ أي الأسماع ـ والأبصار والقلوب ولكنكم قليلا ما تشكرون الله على هذه النعم ولم يذكر مفعول «تشكرون» وهو لفظ الجلالة لأنه معلوم. وتعدى الفعل «جعل» إلى مفعول واحد لأنه هنا بمعنى «أوجد» أو «خلق» وليس بمعنى «صير» وجاءت لفظة «السمع» مفردة لأنها مصدر أو هي مفردة بمعنى الجمع .. مثل «من» و «الفلك».

** (وَلَوْ شِئْنا) : في هذا القول الكريم الوارد في بداية الآية الكريمة الثالثة عشرة حذف مفعول «شئنا» اختصارا أي ولو شئنا هداية الناس.

** (فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ) : في هذا القول الكريم الوارد في بداية الآية الكريمة الرابعة عشرة حذف مفعول «ذوقوا» أي فذوقوا العذاب بسبب نسيانكم.

(يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) (٥)

(يُدَبِّرُ الْأَمْرَ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من ضمير الفعل «خلق» في قوله (اللهُ الَّذِي خَلَقَ) في الآية الكريمة السابقة أو في محل رفع خبر لفظ الجلالة إذا أعرب «الذي» في محل رفع صفة ـ نعتا ـ للفظ الجلالة أو تكون الجملة الفعلية في محل رفع خبرا ثانيا ـ خبرا بعد خبر ـ للمبتدإ «لفظ الجلالة». يدبر : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الأمر : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «الأمر» أي المأمور به من الطاعات وبمعنى : ينزله مدبرا من السماء إلى الأرض.

(مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «الأمر» بمعنى : ينزل الأمر مدبرا من السماء. والجار والمجرور «إلى الأرض» يعرب إعراب «من السماء» بمعنى : «نازلا إلى الأرض».

٥٤

(ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ) : حرف عطف. يعرج : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي الأمر. إليه : جار ومجرور متعلق بيعرج بمعنى ثم يصعد إليه الأمر ليحكم فيه.

(فِي يَوْمٍ كانَ) : جار ومجرور متعلق بيعرج. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح والجملة الفعلية «كان» مع اسمها وخبرها في محل جر صفة ـ نعت ـ ليوم. أو بمعنى ويثبت علمه في يوم.

(مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ) : اسم «كان» مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ألف : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة. سنة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.

(مِمَّا تَعُدُّونَ) : أصلها : من : حرف جر و «ما» المدغمة بنون «من» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن. تعدون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : مما تعدونه. أو تكون «ما» مصدرية وجملة «تعدون» صلتها لا محل لها وتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بمن والجار والمجرور متعلقا بحال محذوف من المقدار.

(ذلِكَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (٦)

(ذلِكَ عالِمُ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف للخطاب. أي ذلك المدبر. عالم : خبر «ذلك» مرفوع بالضمة أو خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو. والجملة الاسمية «هو عالم» في محل رفع خبر «ذلك».

(الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. والشهادة : معطوفة بالواو على «الغيب» وتعرب مثله.

(الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) : الاسمان الكريمان بدلان من المبدل منه «عالم الغيب» أو خبران متتابعان للمبتدإ المحذوف «هو» مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة.

٥٥

(الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ) (٧)

(الَّذِي أَحْسَنَ كُلَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع بدل من «عالم الغيب» أو خبر آخر للمبتدإ المقدر «هو» والجملة الفعلية «أحسن» مع المفعول صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. كل : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف بمعنى أجاد كل شيء.

(شَيْءٍ خَلَقَهُ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. خلقه : تعرب إعراب «أحسن» والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به والجملة الفعلية «خلقه» في محل جر صفة ـ نعت ـ لشيء.

(وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «أحسن كل شيء» وتعرب إعرابها بمعنى أجاد وبدأ تكوين الانسان.

(مِنْ طِينٍ) : جار ومجرور متعلق بحال من «الإنسان» بمعنى : في حالة كونه من طين. أو الذي أصله : طين أو هو من طين أي من تراب وهو آدم أبو البشر. و «من» حرف جر بياني.

(ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ) (٨)

(ثُمَّ جَعَلَ) : حرف عطف. جعل : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر مضاف إليه أي ذريته. من سلالة : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «النسل» بمعنى : حالة كونه من سلالة أي من نطفة و «من» حرف جر بياني أو بمعنى جعل نسله خارجا منه.

(مِنْ ماءٍ مَهِينٍ) : جار ومجرور متعلق بصفة ـ نعت ـ محذوف من «سلالة» و «من» حرف جر بياني. مهين : صفة ـ نعت ـ لماء مجرور مثله وعلامة جرهما الكسرة المنونة أي من نطفة والأصح أن يكون الجار والمجرور «من ماء» متعلقا بحال من «النسل» لأنه بدل من «سلالة» لأن معناهما واحد.

٥٦

(ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ) (٩)

(ثُمَّ سَوَّاهُ) : حرف عطف. سواه : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به يعود على الماء المهين.

(وَنَفَخَ فِيهِ) : الواو عاطفة. نفخ : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. فيه : جار ومجرور متعلق بنفخ.

(مِنْ رُوحِهِ) : جار ومجرور متعلق بنفخ أو بمفعول لأجله والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة بمعنى وبعث فيه الحياة.

(وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ) : الواو عاطفة. جعل لكم : تعرب إعراب «نفخ فيه» والميم علامة جمع الذكور والجار والمجرور «لكم» متعلق بجعل وحرك الميم بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين. السمع : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ) : الاسمان معطوفان بواوي العطف على «السمع» ويعربان إعرابه بمعنى لتروا فيها ولتتدبروا وتعلموا.

(قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ) : صفة ـ نعت ـ نائب عن مصدر ـ مفعول مطلق محذوف منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. ما : زائدة مهملة بتقدير : ولكنكم شكرا قليلا تشكرون. تشكرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وحذف مفعول «تشكرون» اختصارا لأنه معلوم بمعنى : تشكرون الله أو بمعنى ولكن تشكرونه سبحانه شكرا على نعمه عليكم أو تكون قليلا النائبة عن المصدر سادة مسد مفعول «تشكرون».

(وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ) (١٠)

٥٧

(وَقالُوا أَإِذا) : الواو استئنافية. قالوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة الشرطية بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ الهمزة همزة تعجيب واستنكار بلفظ استفهام. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمن مبني على السكون متضمن معنى الشرط خافض لشرطه متعلق بجوابه. والجملة الفعلية بعده «ضللنا ..» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف «إذا».

(ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا) : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير المخاطبين و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. في الأرض : جار ومجرور متعلق بضللنا بمعنى : صرنا ترابا وذهبنا مختلطين بتراب الأرض أي ضاعت أجسادنا وتلاشت فصارت رميما بعد موتنا .. أي لا نتميز من التراب وحذف جواب الشرط أو يكون ما بعده دالا عليه. الهمزة أعربت. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير المتكلمين مبني على السكون في محل نصب اسم «إن».

(لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) : اللام لام التوكيد ـ المزحلقة. في خلق : جار ومجرور متعلق بخبر «إن». جديد : صفة لخلق مجرور وعلامة جرهما : الكسرة المنونة. والجملة الاستفهامية دالة على جواب «إذا» بمعنى : أنبعث؟ أو أيجدد خلقنا.

(بَلْ هُمْ بِلِقاءِ) : حرف اضراب للاستئناف. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. بلقاء : جار ومجرور متعلق بخبر «هم» بمعنى ولكنهم بلقاء و «لقاء» مضاف ومعنى «لفي خلق جديد» لمخلوقون من جديد.

(رَبِّهِمْ كافِرُونَ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة الجر الكسرة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ثان. كافرون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

٥٨

(قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) (١١)

(قُلْ) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت وحذفت واوه ـ أصله : قول ـ تخفيفا ولالتقاء الساكنين.

(يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ بمعنى : قل لهم يا محمد نعم. يتوفاكم : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور. وقدم المفعول به على الفاعل. ملك : فاعل مرفوع بالضمة. الموت : مضاف إليه مجرور بالكسرة.

(الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة ـ نعت ـ للملك. وكل : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. بكم : جار ومجرور متعلق بوكل والميم علامة جمع الذكور.

(ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) : حرف عطف. إلى ربكم : جار ومجرور متعلق بترجعون. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور. ترجعون : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. ووكل بكم بمعنى : وكل بقبض أرواحكم.

(وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ) (١٢)

(وَلَوْ تَرى) : الواو استئنافية. لو : حرف للتمني لا عمل له أو يكون حرف شرط غير جازم ـ حرف امتناع لامتناع ـ وجوابها محذوف بتقدير : لرأيت أمرا فظيعا أو لرأيت أسوأ حال ترى. ترى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. والمخاطب هو الرسول الكريم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم

٥٩

ـ أو تكون المخاطبة لأي كان دون إرادة مخاطب بعينه. ولم يتعد الفعل إلى مفعول لأنه بمعنى «ولو تكون منك الرؤية» والحرفان «لو» و «إذ» كلاهما للمضي وإنما جاز ذلك لأن المترقب من الله بمنزلة الموجود المقطوع به في تحققه والتمني لرسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ليراهم على تلك الحال المزرية من الخزي ليشمت بهم.

(إِذِ الْمُجْرِمُونَ) : اسم مبني على السكون ظرف زمان في محل نصب متعلق بترى وحرك بالكسر تخلصا من التقاء الساكنين وهو مضاف. المجرمون : مبتدأ مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ) : خبر المبتدأ مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم وحذفت النون للاضافة ـ أصله : ناكسون ـ والجملة الاسمية «المجرمون ناكسو رءوسهم» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف. رءوس : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ثان.

(عِنْدَ رَبِّهِمْ) : ظرف مكان متعلق باسم الفاعل «ناكسو» منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. رب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر مضاف إليه ثان أي يوم يلقونه.

(رَبَّنا أَبْصَرْنا) : الجملة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ لفعل محذوف تقديره : يقولون أو قائلين .. رب : منادى بأداة نداء محذوفة التقدير : يا ربنا منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. ويجوز أن يتعلق الظرف «عند» بحال محذوف بتقدير : مستغيثين عند ربهم أو ويستغيثون عند ربهم بقولهم ربنا أبصرنا. أبصر : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و «نا» ضمير متصل مبني على السكون

٦٠