إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٨

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٨

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٠٧

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهاً) (٦٩)

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ) : أعرب في الآية الكريمة الحادية والأربعين. لا : ناهية جازمة تكونوا : فعل مضارع ناقص مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «تكون» والألف فارقة. الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل نصب خبر «تكون». الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالإضافة بمعنى : كاليهود الذين.

(آذَوْا مُوسى) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين واتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والفتحة دالة على الألف المحذوفة. موسى : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف للعجمة بمعنى : آذوا موسى نبيهم بقذفه بالتهم الباطلة.

(فَبَرَّأَهُ اللهُ) : الفاء سببية. برأه : فعل ماض مبني على الفتح والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. أي برأ الله سبحانه نبيه موسى ـ عليه‌السلام ـ.

(مِمَّا قالُوا) : جار ومجرور متعلق ببرأه أي مما نسب إليه من التهم. وهي مكونة من «من» حرف جر و «ما» الاسم الموصول المدغم بنون «من» مبني على السكون في محل جر بمن. قالوا : تعرب إعراب «آمنوا» والجملة الفعلية «قالوا» صلة الموصول لا محل لها والعائد ـ الراجع ـ ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : مما قالوه أو تكون «ما» مصدرية فتكون «قالوا» صلتها لا محل لها و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بمن ويكون الجار والمجرور متعلقا ببرأه.

١٨١

التقدير : من قولهم أو من مقولهم والمراد بالقول أو المقول مؤداه ومضمونه وهو الأمر المعيب.

(وَكانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهاً) : الواو استئنافية. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و «عند» ظرف مكان متعلق بكان أو بخبرها منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة. وجيها : خبر «كان» منصوب بالفتحة المنونة.

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) (٧٠)

هذه الآية الكريمة تعرب إعراب الآية الكريمة الحادية والأربعين. وقولوا : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «اتقوا» وتعرب إعرابها. قولا : مصدر ـ مفعول مطلق ـ في موضع المفعول به ـ مقول القول ـ منصوب بالفتحة المنونة. سديدا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «قولا» منصوب مثله بالفتحة المنونة بمعنى خافوا أو احذروا عقاب الله فحذف المفعول به المضاف «عقاب» لأنه معلوم.

(يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً) (٧١)

(يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ) : فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب ـ الأمر ـ في جواب «اتقوا الله» وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. لكم : جار ومجرور متعلق بيصلح والميم علامة جمع الذكور. أعمالكم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.

(وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة (يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ) وتعرب إعرابها.

١٨٢

(وَمَنْ يُطِعِ اللهَ) : الواو استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من». يطع : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه سكون آخره حرك بالكسر لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الله لفظ الجلالة : مفعول به منصوب للتعظيم بالفتحة.

(وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ) : الواو عاطفة. رسوله : منصوب بيطع وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة الفاء واقعة في جواب الشرط. قد : حرف تحقيق. فاز : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو والجملة الفعلية «فقد فاز ..» جواب شرط جازم مسبوق بقد مقترن بالفاء في محل جزم.

(فَوْزاً عَظِيماً) : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب ـ وعلامة نصبه الفتحة المنونة. عظيما : صفة ـ نعت ـ للموصوف «فوزا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة وحذفت الياء من «يطع» لأن أصله : يطيع. وذلك تخفيفا ولالتقاء الساكنين كما حذف مفعول «يطع» وحل المضاف إليه لفظ الجلالة محله لأن المعنى ومن يطع أوامر الله.

(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (٧٢)

(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع سبحانه مبني على السكون في محل نصب اسم «إن». عرضنا : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع سبحانه و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. الأمانة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى : الطاعة.

(عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ) : جار ومجرور متعلق بعرضنا. والأرض والجبال : معطوفان بواوي العطف على «السموات» ويعربان إعرابها.

١٨٣

(فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها) : الفاء عاطفة للتسبيب. أبين : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنون الإناث والنون ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل. أن : حرف مصدري ناصب. يحملن : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل مضارع منصوب بأن أو في محل نصب بأن لأنه مبني على السكون لاتصاله بنون الإناث والنون ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. بمعنى : عرضنا الأمانة أي الطاعة وطلبنا إليها الحفاظ عليها وحملها فاستعفين وخفن من حملها و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر «حملها» في محل نصب مفعول به لأبين أو يكون في محل جر بحرف جر مقدر أي من حملها بمعنى من تبعات حملها فحذف المضاف «تبعات» وحل المصدر محله.

(وَأَشْفَقْنَ مِنْها) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «أبين» وتعرب إعرابها. منها : جار ومجرور متعلق بأشفقن بمعنى : فأبين إلا أن يؤدينها وأبى الإنسان إلا أن يكون محتملا لها لا يؤديها.

(وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ) : الواو استئنافية. حمل : فعل ماض مبني على الفتح و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. الإنسان : فاعل مرفوع بالضمة بمعنى وحملها آدم ـ عليه‌السلام ـ أبو البشر وكذلك الجن.

(إِنَّهُ كانَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل يفيد هنا التعليل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «إن». كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

(ظَلُوماً جَهُولاً) : خبران لكان منصوبان وعلامة نصبهما الفتحة المنونة والجملة الفعلية (كانَ ظَلُوماً جَهُولاً) في محل رفع خبر «إن» والاسمان من صيغ المبالغة ـ فعول بمعنى فاعل ـ أي كثير الظلم لنفسه كثير الجهل بربه.

(لِيُعَذِّبَ اللهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ وَيَتُوبَ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) (٧٣)

١٨٤

(لِيُعَذِّبَ اللهُ) : اللام لام التعليل حرف جر والتعليل هنا جاء مجازا لأن التعذيب نتيجة حمل الأمانة المعنى : ليعذب الله حامل الأمانة ويتوب على غيره ممن لم يحملها. يعذب : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. المعنى : حملها الإنسان ليصير مآله ـ مصيره ـ أن يعذب الله أهل النفاق. والجملة الفعلية (لِيُعَذِّبَ اللهُ ..) صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلق بحمل ـ في الآية الكريمة السابقة.

(الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. والمنافقات : معطوف بالواو على «المنافقين» منصوب مثله وعلامة نصبه الكسرة لأنه جمع مؤنث سالم.

(وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ) : الكلمتان معطوفتان بواوي العطف على «المنافقين والمنافقات» وتعربان إعرابها.

(وَيَتُوبَ اللهُ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على (لِيُعَذِّبَ اللهُ) وتعربان إعرابها.

(عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) : جار ومجرور متعلق بيتوب وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد. والمؤمنات : معطوف بالواو على «المؤمنين» مجرور مثله وعلامة جره الكسرة لأنه جمع مؤنث سالم. واللفظتان اسما فاعلين.

(وَكانَ اللهُ) : الواو استئنافية. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة : اسم «كان» مرفوع للتعظيم بالضمة.

(غَفُوراً رَحِيماً) : خبران لكان منصوبان وعلامة نصبهما الفتحة المنونة ويجوز أن يكون «رحيما» صفة ـ نعتا ـ للموصوف «غفورا» بمعنى وكان الله كثير المغفرة لذنوب التائبين رحيما بهم لأدائهم الأمانة .. أي الطاعة والعبادة وغيرهما والاسمان من صيغ المبالغة ـ فعول وفعيل بمعنى فاعل ـ.

١٨٥

سورة سبأ

معنى السورة : سبأ : في الأصل : اسم رجل من قحطان بن يعرب بن قحطان .. واسمه : عبد شمس و «سبأ» لقب له .. وإنما لقب به لأنه أول من سبأ وولد له عشرة أولاد .. تيامن ستة منهم ـ أي سكنوا اليمن ـ وقيل أيضا : بنو سبأ : هم أولاد يشجب بن يعرب من قبائل اليمن .. وسميت سبأ باسم بانيها ـ باني البلدة ـ و «سبأ» اسم يقع للتذكير والتأنيث .. والتذكير ـ كما يقول سيبويه ـ أولى لأنه الأصل والأخف وهو اسم يصرف ـ أي ينون آخره ـ وقيل : الاسم يمنع من الصرف إلا أن الاختيار عند سيبويه هو الصرف.

تسمية السورة : لقد خص الله تعالى هذا الاسم وكرمه بتسمية إحدى سور التنزيل الكريم به وهو قوله تعالى في سورة «سبأ» (لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ) صدق الله العظيم. و «جنتان» بمعنى : جماعتان من البساتين. وقد وردت هذه اللفظة مرتين في القرآن الكريم مرة في هذه السورة الشريفة وهي في الآية الكريمة المذكورة آنفا فيها ومرة في سورة «النمل» وقد ورد قوله تعالى في هذه السورة الكريمة على لسان هدهد سليمان : (وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) أي يا نبي الله ـ يقصد سليمان ـ جئتك من بني سبأ بخبر يقين. (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ) أي تملك بني سبأ ـ يقصد بلقيس بنت شرحبيل ـ وكانت ملكة سبأ أرسل لها النبي سليمان كتابا جاء فيه : من عبد الله سليمان بن داود إلى بلقيس ملكة سبأ .. السلام على من اتبع الهدى .. أما بعد ، فلا تعلوا علي وأتوني مسلمين. وكانت كتب الأنبياء ـ عليهم‌السلام ـ جملا لا يطيلون ولا يكثرون. وطبع الكتاب بالمسك وختمه بخاتمه. وكانت بلقيس هي وقومها مجوسا يعبدون الشمس .. وكان أبوها ملك أرض اليمن ولم يكن له ولد غيرها.

١٨٦

فضل قراءة السورة : قال النبي المصلح محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من قرأ سورة «سبأ» لم يبق نبي ولا رسول إلا كان له يوم القيامة رفيقا ومصافحا» صدق رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

إعراب آياتها

(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) (١)

(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي) : مبتدأ مرفوع بالضمة. لله : جار ومجرور للتعظيم في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ. التقدير : مختص لله. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة ـ نعت ـ للفظ الجلالة : أو بدل منه سبحانه.

(لَهُ ما فِي السَّماواتِ) : الجملة الاسمية صلة الموصول لا محل لها. له : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. في السموات : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : وجد استقر أو هو مستقر أو كائن في السموات والجملة الفعلية «استقر في السماوات» صلة الموصول لا محل لها.

(وَما فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ) : معطوف بالواو على (ما فِي السَّماواتِ) ويعرب إعرابه. الواو عاطفة. له : أعرب. الحمد : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. في الآخرة : جار ومجرور متعلق بالحمد بتأويل فعله.

(وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) : الواو عاطفة. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. الحكيم الخبير : خبران للمبتدإ «هو» مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة. ويجوز أن يكون «الخبير» صفة للموصوف «الحكيم».

(يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ) (٢)

(يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من ضمير لفظ الجلالة (هُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل

١٨٧

ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يلج : تعرب إعراب «يعلم» والجملة الفعلية «يلج ..» صلة الموصول لا محل لها. في الأرض : جار ومجرور متعلق بيلج.

(وَما يَخْرُجُ مِنْها) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على (ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ) وتعرب إعرابها بمعنى يعلم ما يدخل في الأرض من المطر وغيره وما يخرج منها من الشجر والنبات وماء العيون. والجار والمجرور «منها» متعلق بيخرج.

(وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها) : الواو عاطفة وما بعدها : يعرب إعراب (ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها) بمعنى : ما ينزل من السماء من الامطار والثلوج والأرزاق وغير ذلك وما يصعد من الملائكة وأعمال العباد. والجار والمجرور «من السماء» متعلق بينزل والجار والمجرور «فيها» متعلق بيعرج.

(وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ) : أعرب في الآية الكريمة السابقة.

** (وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الأولى .. التقدير : في الدار الآخرة .. فحذف الموصوف «الدار» وأقيمت الصفة «الآخرة» مقامه وحذف الموصوف هنا لأنه لا يلبس وقد وردت كثيرا في كتاب الله الكريم «الآخرة» وفي آيات أخر «الدار الآخرة».

** (قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثالثة .. المعنى : قل قسما بربي لتأتينكم الساعة أي القيامة وهو جواب على قول الكافرين (لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ) أي نفوا البعث وأنكروا مجيء القيامة على سبيل الهزؤ والسخرية و «بلى» معناها : نعم وهي حرف تصديق وحرف جواب لا عمل له يجاب به على النفي ويقصد به الإيجاب وأكثر ما تقع بعد الاستفهام وهو مثل قوله تعالى في سورة «الأعراف» (وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ..) المعنى : شهدنا على أنفسنا بأنك أنت ربنا المستحق للعبادة. ولو قالوا : نعم لكان كفرا لأن المعنى سيكون : لست ربنا! وقال الشعر أبو الأسود الدؤلي :

ألست حقيقا بتوديعه

واتباع ذلك صرما طويلا

فقالوا بلى والله يا أبا الأسود. وقال الشاعر هذا البيت ضمن أبيات قالها في حضور قوم. ولها قصة أخرجها أبو الفرج في «الأغاني» قال : كان أبو الأسود يجلس إلى فناء امرأة بالبصرة فيتحدث إليها وكانت برزة جميلة ـ أي تفوق النساء فضلا أو شجاعة فقالت له : يا أبا الأسود هل لك أن أتزوجك فإني صناع الكف حسنة التدبير قانعة بالميسور؟ فقال : نعم .. فجمعت أهلها وتزوجته فوجد عندها خلاف ما قدر وأسرعت في إتلاف ماله ومدت يدها إلى خيانته وأفشت سره وشكته إلى من حضر تزويجه إياها فسألهم أن يجتمعوا عنده ففعلوا. فقال لهم :

١٨٨

رأيت امرأ كنت لم أبله

أتاني فقال اتخذني خليلا

فخاللته ثم أكرمته

فلم أستفد من لدنه فتيلا

فألفيته حين جربته

كذوب الحديث سروقا بخيلا

فذكرته ثم عاتبته

عتابا رقيقا وقولا جميلا

فألفيته غير مستعتب

ولا ذاكر الله إلا قليلا

ألست حقيقا بتوديعه

واتباع ذلك صرما طويلا

فقالوا : بلى والله يا أبا الأسود. قال : تلكم صاحبتكم وقد طلقتها. وأبو الأسود الدؤلي شاعر ينسب إليه أصول النحو العربي وهو أول من وضع النحو بأمر من علي بن أبي طالب ـ عليه‌السلام ـ وهو أول من نقط المصاحف النقط الأولى على الإعراب. ويحكى أن أبا الأسود كان يمشي في موكب خلف نعش فقال له رجل : من المتوفي؟ ـ بكسر الفاء ـ فقال : الله تعالى. فقال الرجل له : سألتك عن المتوفي؟ فقال له : وأنا أجبتك. أراد السائل معرفة المتوفى ـ بفتح الفاء ـ وهو اسم مفعول من توفاه الله .. فالله المتوفي ـ بكسر الفاء ـ لأنه اسم فاعل والآخر : متوفى .. أي استوفى ملك الموت حياته. وكان ذلك أحد الأسباب الباعثة لعلي ـ رضي الله عنه ـ على أن أمر أبا الأسود بأن يضع كتابا في النحو تناقضه هذه القراءة.

** (وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ) : المعنى : لا يخفى عليه ولا يغيب عنه ثقل ذرة تافهة ولا أصغر من ذلك المثقال ولا أكبر منه أي من ذلك فحذفت الصفة المشار إليها «المثقال» لأنه مر ذكره قبل الإشارة.

** (إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) : أي إلا مثبتا في اللوح المحفوظ والمراد بمثقال ذرة هو مقدار وزن أو ثقل ذرة من هباء .. وفي عطف (وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ) على (مِثْقالُ ذَرَّةٍ) رأي مخالف للزمخشري حيث أبى ذلك وقال : إن عطف الكلمتين على (مِثْقالُ ذَرَّةٍ) يأباه حرف الاستثناء إلا إذا جعلت الضمير في «عنه» أو جعلت الغيب اسما للخفيات قبل أن تكتب في اللوح لأن إثباتها في اللوح نوع من البروز عن الحجاب على معنى أنه لا ينفصل عن الغيب شيء ولا يزال عنه إلا مسطورا في اللوح المحفوظ.

** (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة وقوله (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا) هو علة إتيان الساعة ليجزي المؤمنين بالثواب الحسن. أي وعملوا الأعمال الصالحات فحذف الموصوف المفعول وحلت صفته «الصالحات» محله كما حذف النعت أو البدل المشار إليه اختصارا لأن ما قبله دال عليه أي أولئك المؤمنون.

** (وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ) : المعنى : والذين سعوا أي عملوا وتسببوا في إبطال آياتنا عاملين ذلك بكل طاقتهم مسابقين لنا محاولين تعجيزنا لكي يفوتونا فحذف المضاف «إبطال» اختصارا من هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة الخامسة.

** (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة. المعنى : ويعلم أهل العلم أي علماء أهل الكتاب كعبد الله بن سلام وأصحابه بالدين السماوي الذي أنزل إليك من ربك وهو القرآن ويهدي الناس أي يرشدهم إلى الدين الإسلامي فحذف مفعول «يهدي» اختصارا وهو «الناس».

١٨٩

** (أَفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ) : في هذا القول الكريم الوارد في بداية الآية الكريمة الثامنة تكون كلمة «جنة» بمعنى : أم به جنون يوهمه بذلك .. والكلمة جمع «جني» ومؤنثه. جنية .. وهو مخلوق مزعوم بين الإنس والأرواح سمي بذلك لاستتاره واختفائه عن الأبصار. وقيل : هي الجن. ومنه قوله تعالى في سورة «هود» : (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) وهي أيضا الجنون : أي زوال العقل وفساده كما في الآية الكريمة «أم به جنة».

** (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ) : ورد هذا القول الكريم في آخر الآية الكريمة التاسعة .. المعنى : إن في ذلك المرئي لعلامة ودلالة لكل عبد راجع أو تائب إلى الله .. فحذف النعت أو البدل المشار إليه «المرئي» اختصارا لأن ما قبله يدل عليه.

** (أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية عشرة .. بمعنى : أي وأوحينا له أي لداود وقلنا له دروعا سابغات أي طويلات فحذف المفعول به الموصوف «دروعا» وحلت الصفة «سابغات» محله كما حذف الموصوف «عملا» أيضا وحلت صفته «صالحا» محله. وبمعنى وجهنا داود أن يعمل دروعا و «سابغات» جمع «سابغة» : وهي الدرع الضافية الوثيقة النسج .. ووردت هذه اللفظة في قول النابغة في وصف جيش :

فيه الرماح وفيه كل سابغة

جدلاء محكمة من نسج سلام

قال أحد الأدباء : فساد المعنى ـ أي اللفظ الذي أخل فساده بمعناه ـ متأت من كون الذي لان الحديد له حتى نسج الدروع منه هو داود ـ عليه‌السلام ـ كما في الآية الكريمة السابقة فانحرف الشاعر عنه إلى سليمان وانحرف عن سليمان إلى سلام وكل ذلك من جناية القافية. وعلى ذكر سليمان وسلام وتغير الأسماء يحكى أن رجلا استأذن على سليمان بن وهب ليعزيه عن أمه فأذن له وقال :

لأم سليمان علينا مصيبة

مغلقة مثل السيوف البواتر

وكنت سراج البيت يا أم سالم

فأضحى سراج البيت وسط المقابر

فاشتد الكرب «الحزن والغم ـ بسليمان .. حتى قال لمن حوله : ما لقيت من هذا الرجل! رثى أمي بهذا البيت أو القول وغير اسمي من سليمان إلى سالم.

** (وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ) : ورد هذا القول الكريم في بداية الآية الكريمة الثانية عشرة .. المعنى : جريها أو ذهابها بالغداة ـ وهي من الفجر إلى طلوع الشمس ـ مسيرة شهر فحذف الخبر المضاف «مسيرة» وحل المضاف إليه «شهر» محله وارتفع ارتفاعه. ويجمع «الشهر» ـ جمع قلة ـ أي من ثلاثة إلى تسعة على أشهر ومن العشرة فما فوق : شهور أي جمع كثرة .. ويقال : شهر الرجل سلاحه أو سيفه ولا يقال : أشهر سلاحه أو سيفه لأن المعنى يختلف فالثلاثي «شهر» بمعنى : رفع أو استل في حين أن الفعل الرباعي «أشهر» معناه : دخل في الشهر وجاء في الحديث الشريف : «ليس منا من شهر علينا السلاح ـ أي من سله وانتضاه ورفعه علينا أما الفعل الرباعي لهذا المعنى فغير منقول. وأشهر الرجل إشهارا أي أتى عليه شهر كما يقال : أحال : بمعنى أتى عليه حول ـ أي عام ـ يقال : أفشيت الشيء فاشتهر وهو مشهور ـ اسم مفعول ـ مثل : غمره فهو مغمور. وقيل : قد يظلم البريء لأنه مغمور ويبرأ الظالم لأنه مشهور.

١٩٠

(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ) (٣)

(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) : الواو استئنافية. قال : فعل ماض مبني على الفتح. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل. كفروا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة الفعلية بعدها (لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ) في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ) : نافية لا عمل لها. تأتي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. الساعة : فاعل مرفوع بالضمة.

(قُلْ بَلى) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت وحذفت واوه ـ أصله قول ـ تخفيفا ولالتقاء الساكنين والجملة بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ بلى : حرف جواب لا عمل له يجاب به عن النفي ويقصد به الإيجاب وهو هنا جاء ردا لنفي مجيء الساعة.

(وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ) : الواو واو القسم حرف جر. ربي : مقسم به مجرور للتعظيم بواو القسم والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل جر بالإضافة والجار والمجرور متعلق بفعل القسم المحذوف. لتأتينكم : الجملة الفعلية جواب القسم لا محل لها. اللام واقعة في جواب القسم. تأتينكم : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي أي الساعة ـ القيامة ـ ونون التوكيد لا محل لها والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور.

(عالِمِ الْغَيْبِ) : صفة ـ نعت ـ للرب مجرور وعلامة جره الكسرة. الغيب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

١٩١

(لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ) : الجملة الفعلية في محل جر صفة ثانية للرب أو تكون في محل نصب حالا منه بعد وصفه أول مرة في «عالم الغيب». وإضافة إلى ياء المتكلم لا : نافية لا عمل لها. يعزب : فعل مضارع مرفوع بالضمة. عنه : جار ومجرور متعلق بلا يعزب. مثقال : فاعل مرفوع بالضمة. ذرة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.

(فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «ذرة» الواو عاطفة. لا : زائدة لتأكيد النفي. في الأرض : معطوفة على (فِي السَّماواتِ) وتعرب إعرابها.

(وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ) : الواو عاطفة. لا : أعربت. من : حرف جر. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بمن. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. أما «أصغر» فمعطوف على (مِثْقالُ ذَرَّةٍ) مرفوع مثله بالضمة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف صيغة أفعل وبوزن الفعل والجار والمجرور (مِنْ ذلِكَ) متعلق بأصغر.

(وَلا أَكْبَرُ) : معطوف بالواو على (وَلا أَصْغَرُ) ويعرب إعرابه وحذفت الصلة اختصارا لأن ما قبلها يدل عليها أي ولا أكبر من ذلك.

(إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) : أداة استثناء ملغاة لا عمل لها تفيد النفي. في كتاب : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «المثقال» بتقدير : إلا محفوظا في كتاب مبين أي في اللوح المحفوظ. مبين : صفة ـ نعت ـ لكتاب مجرور مثله وعلامة جرهما : الكسرة المنونة.

(لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) (٤)

(لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا) : اللام حرف جر للتعليل. يجزي : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية «يجزي» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما تلاها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل

١٩٢

والجار والمجرور متعلق بتأتينكم. لأنه تعليل له. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «آمنوا» وتعرب مثلها. الصالحات : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم.

(أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب. والجملة الاسمية بعده «لهم مغفرة» في محل رفع خبر «أولئك» اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. مغفرة : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة.

(وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) : معطوف بالواو على مغفرة مرفوع مثلها بالضمة المنونة. كريم : صفة ـ نعت ـ لرزق مرفوع بالضمة المنونة.

(وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ) (٥)

(وَالَّذِينَ سَعَوْا) : الواو استئنافية. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ والجملة الاسمية (أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ) في محل رفع خبره. سعوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف المحذوفة هي الألف الفارقة وبقيت الفتحة دالة عليها وحذفت الألف خطا من الآية الكريمة وخط القرآن الكريم سنة تتبع.

(فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ) : جار ومجرور متعلق بسعوا و «نا» ضمير متصل ـ ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع سبحانه ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. معاجزين : حال من ضمير «سعوا» منصوب وعلامة

١٩٣

نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته أي مسابقين بمعنى محاولين تعجيزنا لكي يفوتونا واللفظة جمع «معاجز» وهو اسم فاعل.

(أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ) : أعرب في الآية الكريمة السابقة. من رجز : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «عذاب» لأن «من» حرف جر بياني ـ من .. البيانية ـ أليم : صفة ـ نعت ـ لرجز مجرور مثله وعلامة جرهما الكسرة المنونة بمعنى لهم عذاب من العقاب أو هو العذاب لأن الكلمة مضارعة للعذاب.

(وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) (٦)

(وَيَرَى الَّذِينَ) : الواو استئنافية. يرى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر بمعنى ويعلم أو تكون الواو عاطفة والفعل معطوفا على «ليجزي» في الآية الكريمة الرابعة منصوبا مثله وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل.

(أُوتُوا الْعِلْمَ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم الظاهر على الياء المحذوفة لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة. العلم : مفعول به منصوب بأوتوا وعلامة نصبه الفتحة.

(الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول. أنزل : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على «الذي» أي القرآن الكريم. إليك : جار ومجرور متعلق بأنزل.

(مِنْ رَبِّكَ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول «الذي» التقدير : حال كونه منزلا إليك من ربك و «من» حرف جر بياني والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

١٩٤

(هُوَ الْحَقَ) : ضمير فصل أو عماد لا محل له. الحق : مفعول به ثان منصوب بيرى المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الفتحة.

(وَيَهْدِي إِلى صِراطِ) : الواو عاطفة. يهدي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. إلى صراط : جار ومجرور متعلق بيهدي والفعل هنا عدي إلى مفعوله باللام.

(الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. الحميد : صفة ـ نعت ـ للعزيز مجرور مثله وعلامة جره الكسرة والجملة الفعلية (يَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) في محل نصب معطوفة على الحق.

(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) (٧)

(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ) : أعرب في الآية الكريمة الثالثة. هل : حرف استفهام لا محل له أي قال بعضهم لبعض وهم يسخرون.

(نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور. على رجل : جار ومجرور متعلق بندل.

(يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ) : الجملة الفعلية في محل جر صفة ـ نعت ـ لرجل وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. و «كم» أعرب في «ندلكم» يعنون برجل الرسول الكريم محمدا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ تجاهلوه وكأنهم لا يعرفونه بمعنى يخبركم بأمر عجيب هو إذا مزقتم. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه متعلق بجوابه مضمن معنى الشرط ـ أداة شرط غير جازمة ـ وجواب «إذا» محذوف أو ما دل عليه القول بعده بمعنى : إذا مزقت أجسادكم عدتم للحياة. مزقتم : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف «إذا» وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء

١٩٥

ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع نائب فاعل والميم علامة جمع الذكور.

(كُلَّ مُمَزَّقٍ) : مفعول مطلق ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. ممزق : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة والكلمة اسم مفعول بمعنى المصدر وهي أصلا مصدر «مزق» أي كل تمزيق فيكون «كل» نائبا عن المفعول المطلق بمعنى هل ندلكم على رجل يحدثكم بأعجوبة من الأعاجيب ويقول بعد أن يمزق أجسادكم البلى كل ممزق أي يفرقكم بمعنى يبدد أجزاءكم كل تبديد.

(إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «إن» والميم علامة جمع الذكور. اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ في خلق : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر «إن». جديد : صفة ـ نعت ـ لخلق مجرور مثله وعلامة جرهما الكسرة المنونة بمعنى ستعودون إلى الحياة من جديد.

(أَفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ) (٨)

(أَفْتَرى عَلَى اللهِ) : الهمزة همزة إنكار وتعجيب بلفظ استفهام وقد طرحت ـ أسقطت ـ الهمزة الثانية همزة الفعل وهي همزة الوصل لدخول همزة الاستفهام عليها. افترى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. على الله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بأفترى بمعنى أأختلق أو هو مفتر على الله كذبا فيما ينسب إليه من ذلك.

(كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. أم : حرف عطف وهي «أم» المتصلة لأنها مسبوقة بهمزة استفهام. به : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. جنة : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة والجملة الاسمية (بِهِ جِنَّةٌ) معطوفة على جملة (أَفْتَرى عَلَى اللهِ

١٩٦

كَذِباً) المؤولة بتأويل أهو مفتر على الله أم به جنة والجملة لا محل لها لأن الجملة المعطوف عليها ابتدائية لا محل لها.

(بَلِ الَّذِينَ) : حرف استئناف للإضراب لا عمل له. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ وكسر آخر «بل» لالتقاء الساكنين.

(لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها. لا : نافية لا عمل لها. يؤمنون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. بالآخرة : جار ومجرور متعلق بلا يؤمنون.

(فِي الْعَذابِ) : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ «الذين» التقدير والمعنى : بل هؤلاء الكافرون القائلون ذلك القول واقعون في العذاب أي عذاب النار أي قال سبحانه : ليس محمد من الافتراء والجنون في شيء وهو مبرأ منهما. وبعد حذف المضاف إليه «النار» عوض المضاف «عذاب» عن ذلك بالألف واللام.

(وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ) : معطوف بالواو على «العذاب» ويعرب مثله. البعيد : صفة ـ نعت ـ للضلال مجرور بالكسرة.

(أَفَلَمْ يَرَوْا إِلى ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِنَ السَّماءِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ) (٩)

(أَفَلَمْ يَرَوْا) : الهمزة همزة استفهام. الفاء زائدة ـ تزيينية ـ لم : حرف نفي وجزم وقلب. يروا : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى أفلم ينظروا فيروا ما يحيط بهم من آيات الله أهي أشد أي ما يحيط بالسماء والأرض أم هم؟

(إِلى ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) : حرف جر. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بإلى والجار والمجرور متعلق بيروا. بين : ظرف مكان منصوب

١٩٧

على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف متعلق بفعل محذوف تقديره استقر أو هو مستقر أي محيط بهم أمامهم والجملة الفعلية «استقر بين أيديهم» صلة الموصول لا محل لها. أيدي : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المقدرة على الياء للثقل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ثان بمعنى : إلى ما هو أمامهم.

(وَما خَلْفَهُمْ) : معطوف بالواو على ما قبله ويعرب إعرابه و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول لأن «ما» مبهمة و «من» حرف جر بياني ـ من .. البيانية ـ والأرض : معطوفة بالواو على «السماء» وتعرب إعرابها بمعنى : ومن الأرض.

(إِنْ نَشَأْ) : حرف شرط جازم. نشأ : فعل مضارع مجزوم بإن وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن وحذف مفعول «نشأ» اختصارا وهو محذوف في أغلب الآيات.

(نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ) : الجملة الفعلية جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها. نخسف : تعرب إعراب «نشأ» الباء حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالباء حرك بالضم للوصل و «بهم» الجار والمجرور متعلق بنخسف. الأرض : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً) : الجملة الفعلية معطوفة بحرف العطف «أو» على جملة (نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ) وتعرب إعرابها.

(مِنَ السَّماءِ) : جار ومجرور متعلق بنسقط أو متعلق بصفة محذوفة من «كسفا» بمعنى قطعا من السماء كافية لتدميرهم.

(إِنَّ فِي ذلِكَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. في : حرف جر. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب اسم «إن» اللام للبعد والكاف للخطاب. والجار والمجرور (فِي ذلِكَ) في محل رفع متعلق بخبر «إن» المقدم.

١٩٨

(لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ) : اللام لام التوكيد ـ المزحلقة. آية : اسم «إن» المؤخر منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى لعلامة ودلالة على قدرة الله تعالى لمن ينظر إلى السماء والأرض ويتفكر فيهما وما يدلان عليه. لكل : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «آية». عبد : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره : الكسرة المنونة. منيب : صفة ـ نعت ـ لعبد مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المنونة.

(وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلاً يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ) (١٠)

(وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ) : الواو استئنافية. اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. آتى : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع سبحانه و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. داود : مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون لأنه اسم ممنوع من الصرف للعجمة.

(مِنَّا فَضْلاً) : حرف جر و «نا» ضمير الواحد المطاع سبحانه مبني على السكون في محل جر بمن. والجار والمجرور متعلق بآتينا. فضلا : مفعول به ثان منصوب بآتى المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : فضلا على سائر الناس وهو النبوة والزبور والملك.

(يا جِبالُ أَوِّبِي) : الجملة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ أي وقلنا : يا جبال رجعي معه تسبيحه. يا : أداة نداء. جبال : منادى مفرد مبني على الضم في محل نصب لأنه نكرة مقصودة. أوبي : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(مَعَهُ وَالطَّيْرَ) : ظرف مكان يدل على الاجتماع والمصاحبة متعلق بأوبي منصوب على الظرفية وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة. والطير : معطوف بالواو على «فضلا» بمعنى : وسخرنا له الطير منصوب وعلامة نصبه الفتحة أو معطوف

١٩٩

على «جبال» محلا لا لفظا .. ويجوز أن تكون الواو واو المعية و «الطير» مفعولا معه منصوبا وعلامة نصبه الفتحة.

(وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «آتينا» وتعرب إعرابها. له : جار ومجرور متعلق بألنا. الحديد : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (١١)

(أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ) : حرف تفسير لا عمل له. والفعل بعده يفسر القول المقدر أي وأوحينا له وقلنا اعمل أو تكون «أن» مصدرية والجملة الفعلية «اعمل» وما بعدها تفسيرية لا عمل لها أو صلة حرف مصدري على الوجه الثاني من الإعراب لا محل لها أيضا وهي فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بحرف جر مقدر أي بعمل والجار والمجرور متعلق بألنا له الحديد. التقدير بعمل الدروع. سابغات : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة المنونة بدلا من الفتحة المنونة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم.

(وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «اعمل» وتعرب إعرابها. في السرد : جار ومجرور متعلق بقدر بمعنى واعمل دروعا طويلات ودبر في النسيج أي نسج الدروع.

(وَاعْمَلُوا صالِحاً) : الواو عاطفة. اعملوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. صالحا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أي عملا صالحا فحذف الموصوف «عملا» وحلت الصفة «صالحا» محله.

(إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع سبحانه ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إن» الباء حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق ببصير. تعملون : الجملة الفعلية صلة

٢٠٠