إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٨

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٨

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٠٧

(قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) (٨٢)

(قالَ فَبِعِزَّتِكَ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الفاء واقعة في جواب شرط محذوف بتقدير : إن كان الأمر كذلك فبعزتك أي أقسم بعزتك أو بحق سلطانك وقهرك لأن عزة الله هي سلطانه وقهره. الباء حرف جر للقسم. عزتك : مقسم به مجرور بباء القسم وعلامة جره الكسرة والكاف ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة والجار والمجرور متعلق بفعل القسم المحذوف.

(لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) : الجملة الفعلية جواب القسم المقدر لا محل لها. اللام واقعة في جواب القسم. أغوين : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. ونون التوكيد لا محل لها و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به بمعنى لأضلنهم. أجمعين : توكيد معنوي لضمير الغائبين «هم» في «أغوينهم» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من حركة المفرد «أجمع» و «أجمع» واحد ـ مفرد في معنى الجمع لا مفرد له من لفظه.

(إِلاَّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) (٨٣)

(إِلَّا عِبادَكَ) : أداة استثناء. عبادك : مستثنى بإلا وعلامة نصبه الفتحة والكاف ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

(مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) : حرف جر بياني و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بمن وحرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين – والجار والمجرور متعلق بحال محذوفة من «المخلصين» مقدمة عليها. التقدير : في حالة كونهم منهم. المخلصين : صفة ـ نعت ـ للعباد منصوب مثله وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته واللفظة اسم مفعولين .. بمعنى : إلا العباد الذين أخلصهم الله لنفسه أو لطاعته.

٥٢١

(قالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ) (٨٤)

(قالَ فَالْحَقُ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. أي قال الله تعالى. الفاء استئنافية. الحق : مبتدأ مرفوع بالضمة وخبره محذوف تقديره : فالحق قسمي كقولنا : لعمرك أي فالحق قسمي لأملأن جهنم .. أو فالحق مني أو أقسم بالحق.

(وَالْحَقَّ أَقُولُ) : الواو عاطفة. الحق : مفعول به مقدم منصوب بأقول وعلامة نصبه الفتحة بمعنى ولا أقول إلا الحق أو غير الحق. أقول : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا.

(لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ) (٨٥)

(لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ) : اللام واقعة في جواب القسم المقدر في قوله تعالى : «فالحق» قسمي. أملأن : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا ونون التوكيد لا محل لها. جهنم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. ومنعت من الصرف للمعرفة والتأنيث. منك : جار ومجرور متعلق بأملأن.

(وَمِمَّنْ تَبِعَكَ) : الواو عاطفة. ممن : أصلها : من : حرف جر و «من» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن بمعنى من جنسك وهم الشياطين وممن تبعك من ذرية آدم والجار والمجرور متعلق بأملأن لأنه معطوف على «منك» والجملة الفعلية «تبعك» صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.

(مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ) : من : حرف جر بياني و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بحال من الاسم الموصول بتقدير في حالة كونهم منهم. أجمعين : توكيد معنوي للضمير في «منهم» أو الكاف في «منك» مع من تبعك. وهو منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم

٥٢٢

والنون عوض من حركة المفرد أي لأملأن جهنم من المتبوعين والتابعين أجمعين أو بمعنى لأملأها من الشياطين وممن تبعهم من الناس جميعا.

(قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) (٨٦)

(قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت وحذفت واوه ـ أصله : قول ـ للوصل ـ التقاء الساكنين والجملة الفعلية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ ما : نافية لا عمل لها. أسأل : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور.

(عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما) : جار ومجرور متعلق بأسأل بمعنى على القرآن أو الوحي. من : حرف جر زائد. أجر : اسم مجرور لفظا منصوب محلا لأنه مفعول به ثان للفعل «أسأل» الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها معطوفة على «ما» الأولى.

(أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) : ضمير منفصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. من المتكلفين : جار ومجرور متعلق بخبر «أنا» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى من المتصنعين علم ما لا علم لي.

(إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) (٨٧)

(إِنْ هُوَ إِلَّا) : مخففة مهملة بمعنى «ما» النافية. هو : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ بمعنى ما هذا القرآن. إلا : أداة حصر لا عمل لها.

(ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) : خبر «هو» مرفوع بالضمة المنونة. للعالمين : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «ذكر» وعلامة جر الاسم الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) (٨٨)

٥٢٣

(وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ) : الواو استئنافية. اللام لام الابتداء والتوكيد. تعلمن : فعل مضارع مبني على حذف النون لاتصاله بنون التوكيد وواو الجماعة المحذوفة لالتقائها ساكنة مع نون التوكيد في محل رفع فاعل. نبأه :

مفعول به منصوب بالفتحة والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

(بَعْدَ حِينٍ) : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بتعلمن. حين : مضاف إليه مجرور بالكسرة المنونة بمعنى ولتعرفن خبر ما في القرآن من الوعد والوعيد أو ما يأتيكم عند الموت أو يوم القيامة أو لتعرفن صدقه. وفي القول الكريم صيغة تهديد لهم.

***

٥٢٤

سورة الزمر

معنى السورة : الزمر ـ بضم الزاي وفتح الميم ـ جمع «زمرة» والزمر : هي الأفواج المتفرقة بعضها من أثر بعض وقد تزمروا .. وتأتي «الزمر» أيضا : بمعنى الجماعات .. ومن تخريجات اللفظة يقال : زمر الرجل ـ يزمر ـ زمرا ـ من بابي «ضرب» و «نصر» بمعنى : بث .. صوت .. غنى .. أذاع ومضارعه بكسر الميم لأنه من باب «ضرب» وجاء بضم الميم أي من باب «نصر» في لغة حكاها أبو زيد ومن معاني الفعل والمصدر والاسم يقال : زمر ـ زمرا ـ وزميرا : أي غنى بالنفخ في القصب ونحوه فهو زمار ـ اسم فاعل ـ ولا يقال : زامر وذلك خلافا للقاعدة وجاء اسم الفاعل للفعل المشدد «زمر» الذي هو أيضا بمعنى «زمر» فهو زمار في حين تطلق لفظة «زامرة» على المرأة ولا يقال زمارة. و «المزمار» هو آلة الزمر التي يزمر فيها ومثلها : البوق : وهو الذي ينفخ فيه ويسمى أيضا الصور .. وقد ورد ذكره في الآية الكريمة الثامنة والستين : «ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون .. وقيل : إن إسرافيل ينفخ في بوق يوم القيامة فيموت كل حي ثم ينفخ فيه نفخة أخرى فيبعثون ليوم الحساب.

تسمية السورة : سميت السورة بهذه التسمية لورود الكلمة مرتين في القرآن الكريم ضمتهما الآيتان الكريمتان الحادية والسبعون والثالثة والسبعون وقد تحدثنا عن طائفتين من الذين سيقوا إلى النار .. وإلى الجنة .. أي عن طائفة الكفرة ومثواهم النار وطائفة المتقين الذي خلدوا في الجنة .. جاء قوله تعالى في الآية الحادية والسبعين : (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا بَلى وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ) وفي الآية الثالثة والسبعين قال تعالى :

٥٢٥

(وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ) صدق الله العظيم.

فضل قراءة السورة : قال نبي الله المؤتمن محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من قرأ سورة «الزمر» لم يقطع رجاؤه يوم القيامة وأعطاه الله ثواب الخائفين الذين خافوا» صدق رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

ـ أخرج النسائي عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : كان رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يصوم حتى نقول : ما يريد أن يفطر ويفطر حتى نقول : ما يريد أن يصوم وكان يقرأ في كل ليلة بني إسرائيل «أي الإسراء» والزمر.

إعراب آياتها

(تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) (١)

(تَنْزِيلُ الْكِتابِ) : مبتدأ مرفوع بالضمة. الكتاب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة أو يكون «تنزيل» خبر مبتدأ محذوف تقديره : هذا تنزيل الكتاب بمعنى تنزيل القرآن.

(مِنَ اللهِ) : جار ومجرور للتعظيم متعلق بخبر المبتدأ «تنزيل» على إعرابه على الوجه الأول أو يكون الجار والمجرور متعلقا بتنزيل على إعرابه على الوجه الثاني أي خبر مبتدأ محذوف. أو يكون الجار والمجرور في محل رفع خبرا ثانيا للتنزيل ـ خبرا بعد خبر ـ أو يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره : هذا. أي هذا تنزيل الكتاب هذا من الله وثمة وجه آخر لإعراب الجار والمجرور هو جعله حالا من التنزيل في محل نصب والعامل في الحال معنى الإشارة مثل قوله : إن هذه أمتكم أمة واحدة.

(الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) : صفتان ـ نعتان ـ للفظ الجلالة مجروران وعلامة جرهما الكسرة ويجوز أن يكون «العزيز» موصوفا بالحكيم.

(إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ) (٢)

٥٢٦

(إِنَّا أَنْزَلْنا) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» المدغمة بنون «إن» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم «إن». أنزل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والجملة الفعلية (أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ) في محل رفع خبر «إن».

(إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِ) : جار ومجرور متعلق بأنزل. الكتاب : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. بالحق : جار ومجرور متعلق بصفة ـ نعت ـ لمصدر ـ مفعول مطلق ـ محذوف تقديره : أنزلناه إنزالا متلبسا بالحق أو بحال من «الكتاب» بمعنى : ومعه الحق أو بحال من ضمير «أنزلنا» بتقدير : ومعنا الحق.

(فَاعْبُدِ اللهَ) : الفاء سببية. اعبد : فعل أمر مبني على السكون الذي حرك بالكسر لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. الله لفظ الجلالة : مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة.

(مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ) : حال من ضمير «اعبد» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة والكلمة اسم فاعل يعمل عمل فعله المتعدي إلى المفعول. له : جار ومجرور متعلق بالفعل المشتق من اسم الفاعل «مخلصا» أي تخلص له .. الدين : مفعول به لاسم الفاعل «مخلصا» منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

** (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية .. المعنى : إنا أنزلنا إليك يا محمد الكتاب ملازما للحق أو مقترنا بالحق أو متلبسا بالحق أو بسبب إظهار الحق وإثباته فاعبد الله وحده مخلصا له العبادة والطاعة. و «مخلصا» اسم فاعل للفعل «أخلص» نحو : أخلص له القول ـ يخلصه ـ إخلاصا فهو مخلص : أي خلصه من الغش .. ومنه أيضا : أخلص المؤمن لله العمل وأخلص الطاعة وفي الطاعة : بمعنى : ترك الرياء فيها. و «الإخلاص» يأتي اسما أيضا وفي القرآن الكريم سورة اسمها : سورة «الإخلاص» وهي (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) و (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) في سورة «الكافرون» سميت هاتان السورتان سورتي «الإخلاص» والفعل الثلاثي «خلص» له معان كثيرة .. نحو : خلص الشيء ـ يخلص ـ خلوصا وخلاصا ومخلصا من التلف : بمعنى : سلم ونجا .. وهو من باب «دخل» وخلص إليه الشيء : أي وصل. وخلاصة ـ بضم الخاء ـ الشيء : هو ما خلص منه ومثله خلاصته ـ بكسر الخاء ـ أي ما صفا منه مأخوذ من خلاصة السمن وهو ما يلقى فيه تمر أو غيره ليخلص به من بقايا اللبن.

٥٢٧

وخلصته : أي ميزته من غيره .. واسم المفعول من الفعل الرباعي هو «مخلص» بفتح اللام .. وقد ورد في القرآن الكريم مرة واحدة في سورة «مريم» : (إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا) بمعنى : أخلصه الله لنفسه أي لطاعته وجمعه : مخلصون .. وقد وردت هذه اللفظة ثماني مرات في التنزيل الحكيم .. أما اسم الفاعل «مخلص» فقد جاء ذكره في القرآن الكريم ثلاث مرات ذكرت في سورة «الزمر» وإن إخلاص العبادة لله شرط في النجاة لأنه لا إله غيره ولا شريك له سبحانه.

** (أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثالثة .. و «أولياء» أي أنصارا ومعبودات من الأصنام المعبودة وكل طاغوت معبود من غير الله .. يقولون إننا ما نعبد هؤلاء إلا ليقربونا إلى الله قربة من طريق التوسل إليه. يقال : زلف ـ يزلف ـ زلفا : أي تقدم وتقرب. و «الزلفة ـ بضم الزاي» و «الزلفى : أي القربة .. ومنه : أزلفه بمعنى قربه فازدلف. وأصله : ازتلف فأبدل من التاء دالا ومنه «مزدلفة» لاقترابها إلى عرفات .. وقال الفيومي : وأزلفت الشيء : بمعنى : جمعته .. وقيل سميت «مزدلفة» من هذا لاجتماع الناس بها وهي اسم علم على البقعة لا يدخلها ألف ولام إلا لمحا للصفة في الأصل كدخولها في «الحسن» و «العباس» ويقال : ازدلف السهم إلى كذا : أي اقترب.

** (لَوْ أَرادَ اللهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَاصْطَفى مِمَّا يَخْلُقُ ما يَشاءُ سُبْحانَهُ هُوَ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة. ولاصطفى : أي لاختار ما يشاء من خلقه وهم ملائكته ولكن ذلك لم يصح لكونه محالا .. سبحانه : أي نزه ذاته ـ جلت قدرته ـ عن أن يكون له أحد من الأولاد والأولياء .. و «اصطفى» مشتق من الصفوة ـ صفوة الشيء ـ أي خلاصته. و «الواحد» أي المتصف بالوحدانية لا شريك له ومثله «الأحد» كما في سورة «الإخلاص» : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) هنا بدل من لفظ الجلالة وإن كانت اللفظة غير معرفة لأن النكرة قد تبدل من المعرفة .. والأصل في «أحد» : وحد : أي واحد .. فقلبت الواو ألفا. وعن ابن عباس : قالت قريش : يا محمد صف لنا ربك الذي تدعونا إليه. فنزلت هذه الآية الكريمة .. يعني أن الذي سألتموني وصفه هو الله وروي أن عبد الله وأبي قرءا «هو الله أحد» بغير «قل».

** (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الخامسة. المعنى : يلف الليل على النهار حتى يذهب ضوؤه كما يقال : يكور العمامة أي يلفها .. المعنى يلف الليل على النهار لف اللابس من قبل اللباس أي لف اللباس للابس أو يغيبه كما يغيب الملفوف باللفافة ويلف النهار على الليل حتى تزول ظلمته .. والقول الكريم كناية عن طول أحدهما وقصر الآخر .. و «كل» نون آخرها لانقطاعها عن الإضافة لأن المعنى : كل واحد منهما لأن الاسم «كل» لا يستعمل إلا مضافا لفظا أو تقديرا. قال الأخفش معنى الآية الكريمة : كله يجري كما تقول كل منطلق : أي كلهم منطلق وعلى هذا فهو في تقدير المعرفة وقالت العرب : مررت بكل قائما نصب على الحال والتقدير : بكل أحد ولهذا لا يدخلها الألف واللام عند الأصمعي ومثله كلمة «بعض» ولفظه واحد ومعناه جمع فيجوز أن يعود الضمير على اللفظ تارة وعلى المعنى أخرى فيقال : كل القوم حضر وحضروا.

٥٢٨

** (يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ :) ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السادسة ـ المراد بظلمات ثلاث : البطن .. الرحم .. المشيمة. وهي جمع «ظلمة» أي ظلام وقيل هي : الصلب .. الرحم والبطن.

** (وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السابعة. يقال : شكره يشكره ويشكر له .. وهو بتعديته باللام أفصح. قال الرسول الكريم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : الحمد رأس الشكر ما شكر الله عبد لم يحمده. فالحمد باللسان وحده فهو إحدى شعب الشكر وإنما جعله رأس الشكر لأن ذكر النعمة باللسان والثناء على موليها أشيع لها وأدل على مكانها. والحمد : نقيضه : الذم. والشكر : نقيضه : الكفران. وقال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : التحدث بالنعمة شكر وتركها كفر. وقالت العرب في حكمها : لا يشكر الله من لا يشكر الناس. وعن الرسول الكريم ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أنه قال من أودع معروفا فلينشره فإن شكره وإن كتمه فقد كفره. و «الشكر» هو الثناء على المحسن بما أولاه من المعروف .. وقولهم : شكر الله سعيك : معناه : أثابك.

(أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفَّارٌ) (٣)

(أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ) : حرف استفتاح لا عمل له. لله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بخبر مقدم. الدين : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. الخالص : صفة ـ نعت ـ للدين مرفوع مثله بالضمة بمعنى : الدين المنزه عن الشوائب.

(وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا) : الواو استئنافية. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. اتخذوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ) : جار ومجرور في مقام المفعول الثاني للفعل «اتخذ» والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة والجملة الفعلية (اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ) صلة الموصول لا محل لها. أولياء : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى نصراء من غير الله ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن «أفعلاء».

(ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به بفعل مضمر تقديره : قالوا. والجملة الفعلية «قالوا ما نعبدهم» في محل رفع خبر «الذين» ويجوز أن تكون الجملة «إن الله يحكم» في محل رفع خبر «الذين» فتكون

٥٢٩

جملة القول المضمر «قالوا ما نعبدهم» في محل نصب حالا بمعنى : قائلين ما نعبدهم أو تكون جملة القول المضمر «قالوا ما نعبدهم» بدلا من «اتخذوا» لا محل لها. وفي هذه الحالة تكون الجملة (إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ) في محل رفع خبر «الذين». ما : نافية لا عمل لها. نعبد : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به. إلا : حرف تحقيق بعد النفي لا عمل لها.

(لِيُقَرِّبُونا) : اللام لام التعليل ـ حرف جر ـ يقربوا : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. والجملة الفعلية «يقربونا» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بنعبد أو متعلق بحال محذوفة من ضمير الغائبين «هم» في «نعبدهم» بتقدير : إلا مقربين لنا ويجوز أن يتعلق بمفعول لأجله ـ له ـ بتقدير : إلا تقربا.

(إِلَى اللهِ زُلْفى) : جار ومجرور للتعظيم متعلق بيقربوا. زلفى : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب بفعل مضمر تقديره يقربونا تقربا أي منصوب على معنى المصدر لأن «زلفى» بمعنى «قربة» أو «تقربا» أي تقربا للتوسل إلى الله سبحانه.

(إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إن» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة. يحكم : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية «يحكم بينهم ..» في محل رفع خبر «إن» بمعنى إن الله يحكم بينهم يوم القيامة فيما هم يختلفون فيه من أمر الدين.

(بَيْنَهُمْ فِي ما هُمْ) : ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بيحكم وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر بالإضافة. في : حرف جر. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بفي والجار

٥٣٠

والمجرور «في ما» متعلق بيحكم. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وخبره (فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) في محل رفع.

(فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) : جار ومجرور متعلق بيختلفون. والجملة الاسمية (هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) صلة الموصول لا محل لها و «يختلفون» فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي) : يعرب إعراب (إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ) وعلامة رفع الفعل «يهدي» الضمة المقدرة على الياء للثقل. لا : حرف نفي لا عمل له.

(مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفَّارٌ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. هو : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. كاذب : خبر «هو» مرفوع بالضمة المنونة. كفار : خبر ثان للمبتدإ «هو» مرفوع بالضمة المنونة. ويجوز أن يكون صفة لكاذب. والجملة الاسمية (هُوَ كاذِبٌ كَفَّارٌ) صلة الموصول لا محل لها و «كفار» من صيغ المبالغة .. ـ فعال بمعنى فاعل ـ بمعنى : شديد أو كثير الكفران.

(لَوْ أَرادَ اللهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لاصْطَفى مِمَّا يَخْلُقُ ما يَشاءُ سُبْحانَهُ هُوَ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ) (٤)

(لَوْ أَرادَ اللهُ) : حرف شرط غير جازم ـ حرف امتناع لامتناع ـ أراد : فعل ماض مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.

(أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً) : أن : حرف مصدرية ونصب. يتخذ : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. ولدا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة والجملة الفعلية «يتخذ ولدا» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به للفعل «أراد».

(لَاصْطَفى مِمَّا يَخْلُقُ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. اللام واقعة في جواب «لو». اصطفى : فعل ماض مبني على الفتح

٥٣١

المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو بمعنى لاختار. مما : أصلها : من : حرف جر و «ما» المدغمة بنون «من» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بفعل «اصطفى». يخلق : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية «يخلق» صلة الموصول لا محل لها والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : مما يخلقه والأفصح أن تكون «ما» مصدرية وجملة «يخلق» صلة حرف مصدري لا محل لها و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق باصطفى أيضا. بمعنى لاختار سبحانه من خلقه ما يشاء وهم ملائكة ولكن ذلك لم يصح لكونه محالا.

(ما يَشاءُ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يشاء : تعرب إعراب «يخلق» وحذف مفعول «يشاء» اختصارا. التقدير : ما يشاء اصطفاءه أي اختياره من مخلوقاته.

(سُبْحانَهُ هُوَ اللهُ) : مفعول مطلق ـ مصدر ـ لفعل محذوف تقديره : أسبحه أي أسبح سبحانه بمعنى أنزهه وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة. أي أنزه ذاته عن أن يكون له أحد من الأولاد والأولياء. هو : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. الله لفظ الجلالة : خبر «هو» مرفوع للتعظيم بالضمة.

(الْواحِدُ الْقَهَّارُ) : صفتان ـ نعتان ـ للفظ الجلالة مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة.

(خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) (٥)

(خَلَقَ السَّماواتِ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر ثان للمبتدإ «هو» في الآية السابقة أو تكون خبر «هو» ولفظ الجلالة بدلا من «هو». خلق :

٥٣٢

فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على لفظ الجلالة. السموات : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم.

(وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ) : معطوفة بالواو على «السموات» منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة. بالحق : جار ومجرور متعلق بصفة ـ نعت ـ لمفعول مطلق ـ مصدر ـ محذوف. التقدير : خلقا ملتبسا بالحق أو متعلق بحال محذوف من (السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) بتقدير : خلقهما متلبستين بالحق.

(يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر ثالث للمبتدإ «هو» أو في محل نصب حال من ضمير خلق وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الليل : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. على النهار : جار ومجرور متعلق بيكور بمعنى : يلف أو يغيب هذا على ذاك.

(وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) : الجملتان معطوفتان بواو العطف على «يكور الليل على النهار وخلق السماوات والأرض» وتعربان إعرابهما.

(كُلٌّ يَجْرِي) : مبتدأ مرفوع بالضمة المنونة لانقطاعه عن الإضافة لأن المعنى : كل واحد منهما فحذف المضاف إليه «واحد» فنون آخر المضاف «كل». يجري : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «كل» وهو فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(لِأَجَلٍ مُسَمًّى) : جار ومجرور متعلق بيجري. مسمى : صفة ـ نعت ـ للموصوف «أجل» مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المنونة المقدرة للتعذر على الألف المقصورة قبل تنوينها لأن الاسم مقصور نكرة وبمعنى إلى موعد مقدر.

(أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) : حرف استفتاح أو تنبيه لا محل له. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. العزيز الغفار : خبران بالتتابع

٥٣٣

ـ خبر بعد خبر ـ للمبتدإ «هو» مرفوعان بالضمة و «الغفار» من صيغ المبالغة ـ فعال بمعنى فاعل ـ أي كثير الغفران.

(خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) (٦)

(خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ) : الجملة الفعلية وما بعدها في محل رفع خبر آخر للمبتدإ «هو» وهي من جملة الآيات التي عددها سبحانه دالا على وحدانيته وقدرته عزوجل. خلق : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور. من نفس : جار ومجرور متعلق بخلق. واحدة : صفة ـ نعت ـ لنفس مجرورة مثلها وعلامة جرهما الكسرة المنونة بمعنى : خلقكم من روح واحدة هي آدم ـ عليه‌السلام ـ ثم جعل أي ثم خلق منها حواء من جنس آدم.

(ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها) : حرف عطف يفيد أو بمعنى التراخي. جعل : يعرب إعراب «خلق». منها : جار ومجرور متعلق بجعل. زوج : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة أي اشتق منها.

(وَأَنْزَلَ لَكُمْ) : الواو عاطفة. أنزل لكم : تعرب إعراب «جعل منها» والميم علامة جمع الذكور بمعنى وخلق لكم.

(مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ) : جار ومجرور متعلق بأنزل. ثمانية : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. أزواج : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى وخلق لكم من البهائم ذكرا وأنثى لأن الذكر والأنثى يشكلان زوجا واحدا أو كل من الذكر والأنثى يكون زوجا للآخر والأنعام جمع «نعم» تطلق على الغنم والبقر والإبل والماعز.

٥٣٤

(يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ) : فعل ماض مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. و «كم» أعرب في «خلقكم». في بطون : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من ضمير المخاطبين بمعنى متدرجين في بطون. أمهاتكم : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.

(خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ) : مصدر في موضع الحال أو يبقى منصوبا على المصدر أي مفعولا مطلقا منصوبا بيخلق وعلامة نصبه الفتحة المنونة. من بعد : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «خلقا». خلق : مضاف إليه مجرور بالإضافة .. وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى متدرجين من نطفة إلى علقة إلى مضغة إلى آخر مراحل التكوين.

(فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ) : جار ومجرور في محل نصب حال ثانية من ضمير المخاطبين في «خلقكم» أو يكون بدلا من الجار والمجرور «في بطون». ثلاث : صفة ـ نعت ـ لظلمات مجرورة مثلها وعلامة جرهما الكسرة المنونة.

(ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف حرف خطاب والميم علامة الجمع والإشارة إلى الله سبحانه أي ذلكم الذي هذه قدرته هو الله. الله لفظ الجلالة : خبر مبتدأ محذوف تقديره هو مرفوع للتعظيم بالضمة. والجملة الاسمية «هو الله» في محل رفع خبر «ذلكم» أو يكون لفظ الجلالة بدلا من «ذلكم» و «ربكم» خبر «ذلكم». ربكم : صفة ـ نعت ـ أو بدل من لفظ الجلالة مرفوع بالضمة والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.

(لَهُ الْمُلْكُ) : الجملة الاسمية في محل رفع صفة ـ نعت ـ للرب. له : جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. الملك : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.

(لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) : الجملة الاسمية في محل رفع صفة ثانية للرب سبحانه. لا : أداة نافية للجنس تعمل عمل إن. إله : اسم «لا» مبني على

٥٣٥

الفتح في محل نصب وخبر «لا» محذوف وجوبا تقديره : كائن أو موجود أو معبود. إلا : أداة استثناء. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع بدل من موضع «لا إله» لأن موضع «لا إله» وما عملت فيه «لا» رفع بالابتداء بمعنى : لا إله يعبد بحق سواه تعالى وحده.

(فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) : الفاء استئنافية. أنى : اسم استفهام مبني على السكون بمعنى «كيف» في محل نصب حال والعامل فيه جملة «تصرفون» أي فكيف يعدل بكم عن عبادته إلى عبادة غيره. تصرفون : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل بمعنى كيف يصرفكم الشيطان إلى عبادة غير الله.

(إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) (٧)

(إِنْ تَكْفُرُوا) : حرف شرط جازم. تكفروا : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ) : الجملة جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إن» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة. غني : خبر «إن» مرفوع بالضمة المنونة. عنكم : جار ومجرور متعلق بغني والميم علامة جمع الذكور بمعنى عن إيمانكم.

(وَلا يَرْضى) : الواو عاطفة. لا : نافية لا عمل لها. يرضى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر .. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو أي لا يرضى الكفر لهم رحمة لهم لأنه قد يوقعهم في الهلكة.

(لِعِبادِهِ الْكُفْرَ) : جار ومجرور متعلق بيرضى والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. الكفر : مفعول به منصوب بالفتحة.

٥٣٦

(وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ) : الجملة معطوفة بالواو على «إن تكفروا» وتعرب إعرابها. يرضه : الجملة الفعلية جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها. وهي فعل مضارع مجزوم بإن لأنه جواب الشرط وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة ـ الألف المقصورة ـ وبقيت الفتحة دالة عليها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. لكم : جار ومجرور متعلق بيرضى والميم علامة جمع الذكور بمعنى وإن تشكروا الله يرض الشكر لكم.

(وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) : أعرب في الآية الكريمة الرابعة والستين بعد المائة من سورة الأنعام.

(إِنَّهُ عَلِيمٌ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل في محل نصب اسم «إن» عليم : خبر «إن» مرفوع بالضمة المنونة.

(بِذاتِ الصُّدُورِ) : جار ومجرور متعلق بعليم. الصدور : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ) (٨)

(وَإِذا مَسَ) : الواو استئنافية. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان مبني على السكون متضمن معنى الشرط خافض لشرطه متعلق بجوابه. مس : فعل ماض مبني على الفتح والجملة الفعلية (مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ) في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف.

(الْإِنْسانَ ضُرٌّ) : مفعول به مقدم منصوب وعلامة نصبه الفتحة. ضر : فاعل مرفوع بالضمة المنونة.

(دَعا رَبَّهُ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. دعا : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر

٥٣٧

فيه جوازا تقديره هو. ربه : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر بالإضافة.

(مُنِيباً إِلَيْهِ) : حال من ضمير «دعا» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. إليه : جار ومجرور متعلق باسم الفاعل «منيبا» أي تائبا.

(ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ) : حرف عطف. إذا : أعرب. خوله : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به بمعنى : منحه أو أعطاه. والجملة الفعلية «خوله» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف.

(نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ) : مفعول ثان منصوب بخول وعلامة نصبه الفتحة المنونة. منه : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «نعمة». نسي : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

(ما كانَ يَدْعُوا) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. يدعو : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية «كان يدعو إليه» صلة الموصول لا محل لها.

(إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ) : جار ومجرور متعلق بيدعو. من : حرف جر. قبل : اسم مبني على الضم لانقطاعه عن الإضافة في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بيدعو بمعنى : نسي ما كان يدعو الله أي نسي الضر الذي كان يدعو الله إلى كشفه وقيل : نسي ربه الذي كان يتضرع إليه.

(وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْداداً) : معطوفة بالواو على «نسي» وتعرب إعرابها. لله : جار ومجرور متعلق بجعل أو متعلق بمفعول «جعل» الثاني بمعنى : جعل نظراء يعبدهم من غير الله. أندادا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

٥٣٨

(لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ) : اللام حرف جر للتعليل. يضل : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. عن سبيله : جار ومجرور متعلق بيضل. والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة بمعنى ليضل الناس عن طريقه القويم وجملة «يضل» صلة حرف مصدري لا محل لها. و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل .. والجار والمجرور متعلق بجعل. أي عن سبيل الحق وهو الإسلام وعبادة الله وحده.

(قُلْ تَمَتَّعْ) : فعل أمر مبني على السكون وأصله : قول : حذفت الواو تخفيفا ولالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. تمتع : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت.

(بِكُفْرِكَ قَلِيلاً) : جار ومجرور متعلق بتمتع والجملة الفعلية (تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ) في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ والكاف في «كفرك» ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر بالإضافة. قليلا : صفة ـ نعت ـ لمصدر ـ مفعول مطلق ـ موصوف محذوف. التقدير : تمتع بكفرك تمتعا قليلا بمعنى استمتع بكفرك أيها الكافر استمتاعا قليلا.

(إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب اسم «إن». من أصحاب : جار ومجرور متعلق بخبر «إن» بمعنى معدود من أهل النار يوم القيامة. النار : مضاف إليه مجرور بالكسرة.

(أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) (٩)

(أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ) : أصلها : «أم» المتصلة وهي حرف عطف عطفت الجملة الاسمية على الآية الكريمة السابقة. و «من» اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر مبتدأ محذوف بتقدير : أهذا أفضل أم من هو قانت. أو تكون «أم» منقطعة بمعنى «بل» للإضراب أدخلت على «من»

٥٣٩

وهي اسم موصول في محل رفع مبتدأ وخبره محذوف تقديره : أم من هو قانت كغيره؟ أو أهذا أفضل أم من هو كافر؟ كما في الآية السابقة وقد حذف الخبر لأن ما قبله يدل عليه وهو ذكر الكافرين وبعده هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. هو : ضمير منفصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. قانت : خبر «هو» مرفوع بالضمة المنونة بمعنى طائع والجملة الاسمية «هو قانت» صلة الموصول لا محل لها.

(آناءَ اللَّيْلِ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بقانت أو بما تضمنه من فعل بمعنى يواظب على الطاعة ساعات الليل وهو مضاف. الليل : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(ساجِداً وَقائِماً) : حال من ضمير «يواظب» منصوب بالفتحة. وقائما : معطوف بالواو على «ساجدا» ويعرب إعرابه.

(يَحْذَرُ الْآخِرَةَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر ثان للمبتدإ «هو» أو في محل نصب حال ثانية بعد «ساجدا». يحذر : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الآخرة : مفعول به منصوب بالفتحة أي يخاف عذاب الآخرة.

(وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة (يَحْذَرُ الْآخِرَةَ) وتعرب إعرابها. وعلامة رفع الفعل «يرجو» الضمة المقدرة على الواو للثقل. ربه : مضاف إليه مجرور بالكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر مضاف إليه ثان.

(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت وحذفت واوه ـ أصله : قول ـ تخفيفا ولالتقاء الساكنين. هل : حرف استفهام لا محل له. يستوي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل.

(الَّذِينَ يَعْلَمُونَ) : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل والجملة الفعلية (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ ..) في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ

٥٤٠