إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٨

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٨

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٠٧

(بِذُنُوبِهِمْ) : جار ومجرور متعلق بحال من ضمير الغائبين «هم» في «أخذهم» بمعنى : ملتبسين أو هم ملتبسون بذنوبهم .. أو متعلق بمفعول له .. بتقدير : أهلكهم بسبب ذنوبهم أي نتيجة ذنوبهم و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر بالإضافة.

(وَما كانَ لَهُمْ) : الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. لهم : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «كان» المقدم.

(مِنَ اللهِ مِنْ واقٍ) : جار ومجرور للتعظيم متعلق بحال مقدمة من «واق». من : حرف جر زائد لتأكيد معنى النفي. واق : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا لأنه اسم «كان» ولم تظهر علامة الجر لأنها حذفت مع الياء المحذوفة لأن الاسم منقوص نكرة حذفت ياؤه وبقي تنوينها.

(ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقابِ) (٢٢)

(ذلِكَ بِأَنَّهُمْ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف للخطاب والإشارة إلى الإهلاك الباء حرف جر و «أن» حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب اسم «أن» و «أن» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بخبر «ذلك» التقدير : ذلك الإهلاك الذي قضاه الله عليه مستحق عليهم بسبب كفرهم.

(كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «أن» وهي فعل ماض ناقص مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها وحذف اسمها وهو «رسلهم» لأن ما بعده دال عليه أو بسبب تقديم خبر «كان» جملة (تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ) وتأخير اسمها «رسلهم» والجملة الفعلية (تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ) في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر بالإضافة.

٦٤١

(بِالْبَيِّناتِ فَكَفَرُوا) : جار ومجرور متعلق بفعل «تأتيهم» الفاء سببية. كفروا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى كفروا بما جاءوهم به.

(فَأَخَذَهُمُ اللهُ) : الفاء سببية. أخذ : فعل ماض مبني على الفتح و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به مقدم وحرك الميم بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة أي فأهلكهم الله.

(إِنَّهُ قَوِيٌ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل في محل نصب اسم «إن». قوي : خبر «إن» مرفوع بالضمة المنونة.

(شَدِيدُ الْعِقابِ) : خبر ثان لإن مرفوع بالضمة وهو مضاف وهو من إضافة الصفة المشبهة إلى فاعلها أي شديد عقابه. العقاب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. المعنى : قوي البطش شديد العقاب.

(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ) (٢٣)

(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا) : الواو استئنافية. اللام لام الابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. أرسل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(مُوسى بِآياتِنا) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. بآيات : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «موسى» التقدير : أرسلناه معززا بمعجزاتنا و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(وَسُلْطانٍ مُبِينٍ) : معطوف بالواو على «الآيات» مجرور مثلها ويعرب إعرابها. مبين : صفة ـ نعت ـ لسلطان مجرور مثله بالكسرة المنونة بمعنى وعززناه بحجة واضحة.

(إِلى فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَقارُونَ فَقالُوا ساحِرٌ كَذَّابٌ) (٢٤)

٦٤٢

(إِلى فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَقارُونَ) : جار ومجرور متعلق بأرسل وعلامة جر الاسم الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والمعرفة. وهامان وقارون : الاسمان معطوفان بواوي العطف على «فرعون» ويعربان مثله.

(فَقالُوا ساحِرٌ كَذَّابٌ) : الفاء عاطفة على فعل محذوف يفسره المعنى. قالوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. ساحر : خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو أو هذا ساحر كذاب : صفة ـ نعت ـ لساحر مرفوع مثله بالضمة المنونة والجملة الاسمية (هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ) في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ أي سموا السلطان المبين سحرا وكذبا.

(فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا اقْتُلُوا أَبْناءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِساءَهُمْ وَما كَيْدُ الْكافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ) (٢٥)

(فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْحَقِ) : الفاء استئنافية. لما : اسم شرط غير جازم بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بالجواب. جاءهم : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به. بالحق : جار ومجرور متعلق بجاء بمعنى فحين جاءهم موسى بالنبوة بمعنى فلما جاءهم موسى بمعجزاته كبر عليهم أن يقبلوه.

(مِنْ عِنْدِنا) : جار ومجرور متعلق بحال محذوف من «الحق» و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(قالُوا اقْتُلُوا) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. اقتلوا : الجملة الفعلية في محل نصب

٦٤٣

مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(أَبْناءَ الَّذِينَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

(آمَنُوا مَعَهُ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وتعرب إعراب «قالوا». معه : ظرف مكان يدل على المصاحبة والاجتماع متعلق بآمنوا وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر مضاف إليه.

(وَاسْتَحْيُوا نِساءَهُمْ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «اقتلوا أبناء ..» وتعرب إعرابها و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين في محل جر بالإضافة بمعنى : واستبقوا نساءهم حيات.

(وَما كَيْدُ الْكافِرِينَ) : الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. كيد : مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف. الكافرين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(إِلَّا فِي ضَلالٍ) : أداة حصر لا عمل لها. في ضلال : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ بمعنى في ضياع.

(وَقالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ) (٢٦)

(وَقالَ فِرْعَوْنُ) : الواو عاطفة. قال : فعل ماض مبني على الفتح. فرعون : فاعل مرفوع بالضمة والجملة بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى) : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل النون نون الوقاية لا محل لها من الإعراب والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل نصب مفعول به بمعنى دعوني أو اتركوني. أقتل : فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب ـ الأمر ـ وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر

٦٤٤

فيه وجوبا تقديره أنا. موسى : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر.

(وَلْيَدْعُ رَبَّهُ) : الواو استئنافية. اللام لام الأمر. يدع : فعل مضارع مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة .. الواو ـ وبقيت الضمة دالة عليها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. ربه :

مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر بالإضافة بمعنى وليناد ربه لنجدته.

(إِنِّي أَخافُ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل نصب اسم «إن». أخاف : الجملة الفعلية وما بعدها في محل رفع خبر «إن» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا.

(أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ) : حرف مصدري ناصب. يبدل : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. دينكم : مفعول به منصوب بالفتحة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور والجملة الفعلية (يُبَدِّلَ دِينَكُمْ) صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المصدرية وما بعدها في تأويل مصدر في محل نصب مفعول به للفعل «أخاف» أي إن لم أقتله.

(أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ) : حرف عطف للتخيير وما بعده معطوف على (أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ) ويعرب إعرابه. والجار والمجرور (فِي الْأَرْضِ) متعلق بيظهر بمعنى : أن يفسد عليكم دينكم بدعوتكم إلى دينه أو يفسد عليكم دنياكم.

(وَقالَ مُوسى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ) (٢٧)

(وَقالَ مُوسى) : الواو استئنافية. قال : فعل ماض مبني على الفتح. موسى : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر أو تكون الواو

٦٤٥

عاطفة على محذوف بمعنى وبعد أن سمع قول فرعون قال موسى لقومه إني استجرت بربي.

(إِنِّي عُذْتُ) : الجملة المؤولة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ إني : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل نصب اسم «إن». عذت : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل أي إني لجأت.

(بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ) : جار ومجرور متعلق بفعل «عذت» والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل جر بالإضافة. وربكم : معطوف بالواو على «ربي» ويعرب إعرابه. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.

(مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ) : جار ومجرور متعلق بفعل «عذت». متكبر : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.

(لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ) : الجملة الفعلية في محل جر صفة ـ نعت ـ لمتكبر. لا : نافية لا عمل لها. يؤمن : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. بيوم : جار ومجرور متعلق بيؤمن. الحساب : مضاف إليه مجرور بالكسرة.

(وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ) (٢٨)

(وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ) : الواو عاطفة. قال : فعل ماض مبني على الفتح. رجل : فاعل مرفوع بالضمة المنونة. مؤمن : صفة ـ نعت ـ لرجل مرفوع بالضمة المنونة.

(مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ) : جار ومجرور في محل رفع صفة ثانية لرجل أو يكون صلة ليكتم .. أي يكتم إيمانه من آل فرعون : بمعنى : أهله وأقربائه

٦٤٦

وهو مضاف. فرعون : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والمعرفة.

(يَكْتُمُ إِيمانَهُ) : الجملة الفعلية في محل رفع صفة ثالثة لرجل وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. إيمانه : مفعول به منصوب بالفتحة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر بالإضافة.

(أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ الهمزة همزة إنكار وتعجيب بلفظ استفهام و «تقتلون» فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. رجلا : مفعول به منصوب بالفتحة المنونة.

(أَنْ يَقُولَ) : حرف مصدري ونصب. يقول : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية «يقول» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» وما تلاها في محل نصب مفعول له بتقدير : لأن يقول وهذا إنكار منه عظيم وتبكيت شديد بمعنى : أترتكبون الفعلة الشنعاء التي هي قتل نفس محرمة وما لكم علة قط في ارتكابها إلا كلمة الحق التي نطق بها وهي قوله «ربي الله» وهو ربكم أيضا ويجوز أن تكون «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر مضافا إليه والمضاف محذوف بتقدير : وقت أن يقول بمعنى : أتقتلونه ساعة سمعتم منه هذا القول. والجملة الاسمية «ربي الله» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(رَبِّيَ اللهُ) : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل جر بالإضافة. الله لفظ الجلالة : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة.

(وَقَدْ جاءَكُمْ) : الواو حالية والجملة الفعلية في محل نصب حال من «رجل» لأنه صار بمنزلة المعرفة بعد أن وصف أو من الضمير المستكن في

٦٤٧

«يكتم». قد : حرف تحقيق. جاءكم : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور.

(بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ) : جار ومجرور متعلق بجاء. من ربكم : جار ومجرور متعلق بحال من «البينات» بتقدير : حالة كونها موحاة من ربكم. والميم علامة جمع الذكور بمعنى : بالآيات البينات أي بالمعجزات فحذف الموصوف «الآيات».

(وَإِنْ يَكُ كاذِباً) : الواو استئنافية. إن : حرف شرط جازم. يك : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه سكون آخره ـ النون المحذوفة تخفيفا كما حذفت الواو ـ أصله : يكون ـ أيضا لالتقاء الساكنين واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره : هو. كاذبا : خبر «يكن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة وبقيت ضمة الواو.

(فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ) : الجملة الاسمية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. عليه : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. كذبه : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر بالإضافة بمعنى : وإن يكن كاذبا لم يوح إليه شيء فعليه إثم أو وبال كذبه وضرره وحده ولا يضرنا منه شيء.

(وَإِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ) : معطوفة بالواو على (إِنْ يَكُ كاذِباً) وتعرب إعرابها. يصب : فعل مضارع جواب الشرط ـ جزاؤه ـ مجزوم بإن وعلامة جزمه سكون آخره وحذفت الياء ـ أصله : يصيبكم ـ تخفيفا ولالتقاء الساكنين. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم والميم علامة جمع الذكور. بعض : فاعل مرفوع بالضمة.

(الَّذِي يَعِدُكُمْ) : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة. يعد : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع

٦٤٨

بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و «كم» أعرب في «يصبكم» وحذفت صلة الفعل اختصارا بمعنى الذي يعدكم به من العذاب أي ينذركم به.

(إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إن» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة والجملة الفعلية «لا يهدي ..» في محل رفع خبر «إن». لا : نافية لا عمل لها. يهدي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. من : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

(هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ) : الجملة الاسمية صلة الموصول لا محل لها. هو : ضمير منفصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. مسرف كذاب : خبرا «هو» خبر بعد خبر مرفوعان بالضمة المنونة ويجوز أن يكون «مسرف» خبر «هو» و «كذاب» صفة لمسرف .. و «كذاب» من صيغ المبالغة ـ فعال بمعنى فاعل ـ أي كثير الكذب.

(يا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنا مِنْ بَأْسِ اللهِ إِنْ جاءَنا قالَ فِرْعَوْنُ ما أُرِيكُمْ إِلاَّ ما أَرى وَما أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشادِ) (٢٩)

(يا قَوْمِ) : أداة نداء. قوم : منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بالكسرة التي هي الحركة الدالة على الياء المحذوفة والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل جر بالإضافة وحذفت خطا ولفظا.

(لَكُمُ الْمُلْكُ) : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم وحركت الميم بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ الملك : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.

(الْيَوْمَ ظاهِرِينَ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة. ظاهرين : حال من ضمير المخاطبين منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : إنكم أصحاب الملك اليوم عالين متغالبين.

٦٤٩

(فِي الْأَرْضِ فَمَنْ) : جار ومجرور متعلق بظاهرين. الفاء استئنافية أو رابطة لجواب شرط متقدم. من : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

(يَنْصُرُنا مِنْ بَأْسِ اللهِ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «من» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. من بأس : جار ومجرور متعلق بينصر. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة الجر الكسرة .. بمعنى فمن هو ذلك الذي ينصرنا.

(إِنْ جاءَنا) : حرف شرط جازم. جاء : فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بإن والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي بأس الله بمعنى عذاب الله. و «نا» أعرب في «ينصرنا» وحذف جواب الشرط لتقدم معناه.

(قالَ فِرْعَوْنُ) : فعل ماض مبني على الفتح. فرعون : فاعل مرفوع بالضمة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والمعرفة.

(ما أُرِيكُمْ إِلَّا ما أَرى) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ ما : نافية لا عمل لها. أريكم : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور. إلا : أداة حصر لا عمل لها. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به ثان. أرى : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. أي إلا ما أراه.

(وَما أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشادِ) : معطوفة بالواو على (ما أُرِيكُمْ إِلَّا) وتعرب إعرابها. سبيل : مفعول به منصوب بالفتحة. الرشاد : مضاف إليه مجرور

٦٥٠

بالكسرة بمعنى ما أشير عليكم برأي إلا بما أرى من قتله أي لا أستصوب إلا قتله وما أرشدكم بهذا الرأي إلا طريق الصواب.

(وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزابِ) (٣٠)

(وَقالَ الَّذِي) : الواو عاطفة. قال : فعل ماض مبني على الفتح. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(آمَنَ يا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. يا : أداة نداء. قوم : أعرب في الآية الكريمة السابقة. إني أخاف : أعرب في الآية الكريمة السادسة والعشرين.

(عَلَيْكُمْ مِثْلَ) : جار ومجرور متعلق بفعل «أخاف» والميم علامة جمع الذكور. مثل : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(يَوْمِ الْأَحْزابِ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. الأحزاب : مضاف إليه ثان مجرور بالكسرة.

(مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ) (٣١)

(مِثْلَ دَأْبِ) : عطف بيان من «مثل» الوارد في الآية الكريمة السابقة وهو مضاف. دأب : مضاف إليه مجرور بالكسرة المنونة.

(قَوْمِ نُوحٍ) : مضاف إليه ثان مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. نوح : مضاف إليه ثالث مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو المنونة ولم يمنع من الصرف رغم عجمته لأنه ثلاثي أوسطه ساكن.

(وَعادٍ وَثَمُودَ) : معطوف بالواو على «قوم» مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المنونة وصرف آخره أي لم يمنع من الصرف أيضا لأن المراد اسم الحي أو الأهل وليس القبيلة. وثمود : معطوف بالواو على «عاد» مجرور مثله وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للتأنيث والمعرفة والمراد اسم القبيلة.

٦٥١

(وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ) : الواو عاطفة. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر لأنه معطوف على مجرور. من بعد : جار ومجرور متعلق بمحذوف تقديره : مضوا. و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر بالإضافة والجملة الفعلية «مضوا من بعدهم» صلة الموصول لا محل لها ودأب بمعنى : عادة .. يقال : هذا دأبي أي هذه عادتي.

(وَمَا اللهُ يُرِيدُ) : الواو استئنافية. ما : نافية بمنزلة «ليس» عند أهل الحجاز ما .. الحجازية .. ونافية لا عمل لها عند بني تميم. الله لفظ الجلالة : اسم «ما» مرفوع للتعظيم بالضمة أو مبتدأ على اللغة الثانية. مثل قوله تعالى : (وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) ولكن القول الأول أبلغ إذ جعل المنفي إرادة الظلم لأن من كان عن إرادة الظلم بعيدا فهو عن الظلم أبعد. يريد : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية (يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ) في محل نصب خبر «ما» أو في محل رفع خبر المبتدأ على اللغة الثانية .. ونكر «ظلما» لأنه نفى أن يريد أي ظلم لعباده.

(ظُلْماً لِلْعِبادِ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. للعباد : جار ومجرور متعلق بظلما أو بصفة محذوفة من ظلما.

(وَيا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ) (٣٢)

هذه الآية الكريمة معطوفة بالواو على الآية الكريمة الثلاثين .. وحذفت الياء من «التنادي» خطا واختصارا ولأنها رأس آية ـ أي مراعاة لفواصل الآي الشريف ـ وبقيت الكسرة دالة على الياء المحذوفة. بمعنى يوم الآخرة ـ القيامة ـ أي يوم يتنادى الناس من هول الفزع أي ينادي بعضهم بعضا.

** (وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزابِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثلاثين .. المعنى : إني أخاف عليكم إن تعرضتم له أن يصيبكم مثل ما أصاب الأمم السابقة أي مثل أيامهم واقتصر على المفرد «يوم» لأن المضاف إليه «الأحزاب» أغنى عن ذلك .. يعني مثل وقائعهم .. كما يقال أيام العرب .. ويراد وقائعها في الجاهلية. والأحزاب جمع «حزب» وهم الجماعات .. والمراد بهم : الذين تحزبوا على إبطال أمر الأنبياء.

٦٥٢

** (وَلَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّناتِ فَما زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذا هَلَكَ قُلْتُمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الرابعة والثلاثين .. المعنى ولقد جاءكم يوسف من قبل موسى بالآيات البينات أي المعجزات الواضحات .. وبعد حذف المضاف إليه «موسى» بني المضاف «قبل» على الضم بسبب انقطاعه عن الإضافة كما حذف الموصوف «الآيات» وأقيمت الصفة «البينات» مقامه .. فما زلتم في شك والمخاطبون هم المصريون بمعنى ولقد جاءكم أيها المصريون نبي الله يوسف بن يعقوب ـ عليهما‌السلام ـ فما زلتم شاكين مما جاءكم به من الأدلة على صدقه فلم تؤمنوا به حتى إذا مات قلتم لن يبعث الله رسولا من بعده و «هلك» بمعنى : مات. يقال : هلك ـ يهلك ـ هلاكا وهلوكا ومهلكا ـ بفتح اللام وكسرها وضمها وتهلكة ـ بضم اللام ـ وقال اليزيدي ـ التهلكة : هي ـ من نوادر المصادر ليست مما يجري على القياس. وهلكه بمعنى : أهلكه في لغة تميم وهو من باب «ضرب» والهلاك هو الخسران والتباب. يقال : تبت يداه وتبا له : منصوب على المصدر بإضمار فعل أي ألزمه الله هلاكا وخسرانا .. واستتب الأمر : بمعنى تهيأ واستقام .. وعلى ذكر «تبت يداه» فقد ورد هذا القول في سورة «اللهب» : (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ) وتسمى أيضا سورة «المسد» نسبة إلى آيتها الخامسة : (فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) بمعنى : هلكت نفس أبي لهب وقد هلك.

** (كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة الخامسة والثلاثين .. المعنى وكما ختم الله على قلوب هؤلاء المجادلين أي أغلق قلوبهم فكذلك يختم الله على قلوب جميع المتكبرين عقابا لهم .. وقيل : متى تكبر القلب تكبر صاحبه وعلى هذا التفسير يكون التقدير والمعنى : كذلك يطبع الله على كل ذي قلب متكبر أي بجعل الصفة لصاحب القلب .. ويطبع ويختم : بمعنى واحد هو الإغلاق لأن الشيء لا يطبع ولا يختم إلا إذا أغلق لأنهم يجادلون في آيات الله بالباطل أي بالطعن عليها بغير حجة لديهم إلا ليبطلوها .. ومن أسماء القلب : الجنان ـ بفتح الجيم ـ وقالت العرب في أمثالها : إذا فرح الجنان بكت العينان وهو كقولهم : البغض تبديه لك العينان .. ومن أسمائه أيضا : الروع ـ بضم الراء ـ وهو موضع الفزع من القلب أو سواده وتأتي هذه اللفظة أيضا بمعنى : الذهن والعقل وبمعنى النفس والخلد والبال ومنه القول : راعه ـ يروعه ـ روعا أو روعة : بمعنى أفزعه أو أعجبه واسم الفاعل هو رائع ومنه القول : هذا أمر رائع ولا نقول : مريع لأن لفظة «مريع» اسم فاعل للفعل «أراع» الذي خلت منه المصادر بهذا المعنى. والريع : هو الأفضل والأول من كل شيء فريع كل شيء وريعانه : هو أوله وأفضله ومنه ريعان الشباب .. قال الشاعر :

قد يلهيك ريعان الشباب وقد

ولى الشباب وهذا الشيب منتظر

أما «الأروع» فهو الرجل الكريم ذو الفضل والسؤدد والجميل الذي يعجب حسنه الناس.

** (وَقالَ فِرْعَوْنُ يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ) : هذا هو نص الآية الكريمة السادسة والثلاثين .. المعنى : وقال فرعون ملك الأقباط في مصر لوزيره : يا هامان ابن لي بناء عاليا لعلي أبلغ أي أصل إلى الطريق المؤدية أو الموصلة إلى المطلوب .. ولعل يفيد الرجاء وهو طلب شأنه شأن التمني هنا : وهو أي التمني شيء محبوب لا يرجى حصوله لاستحالته أو لبعد تحقيقه و «الأسباب» جمع «سبب» والصرح هو البناء العالي أو القصر وجمعه : صروح.

٦٥٣

** (أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى) : هذا هو مستهل الآية الكريمة السابعة والثلاثين .. وفيه توضيح الأسباب المبهمة في الآية الكريمة السابقة بأسباب السموات الموضحة هنا تفخيم لشأنها وفي قول فرعون هذا تهكم بموسى ـ عليه‌السلام ـ.

** (وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبابٍ) : أي وصد الشيطان فرعون عن سبيل الرشاد أي السداد وبعد حذف المضاف إليه «الرشاد» عوض المضاف «سبيل» بالألف واللام. يقال : صده ـ يصده ـ صدا .. من باب «رد» بمعنى منعه وصرفه وكفه أو يكون المعنى : ومنع أي منعه الشيطان عن سلوك طريق الهداية والاستقامة والرشاد .. وما تدبير فرعون إلا في خسار وهلاك أي تدبيره لإبطال رسالة موسى. و «التباب» شأنه شأن «التب» مصدر الفعل «تب» قال الشاعر :

اذهبي إن كل دنيا ضلال

والأماني عقرها للتباب

لا يروقنك صائر لفناء

كل دنيا مصيرها للتراب

(يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ ما لَكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ) (٣٣)

(يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ) : بدل من «يوم التناد» في الآية الكريمة السابقة. تولون : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف «يوم» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. مدبرين : حال من ضمير «تولون» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : منصرفين عن موقف الحساب إلى النار أو فارين عن النار غير معجزين.

(ما لَكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عاصِمٍ) : أعرب في الآية الكريمة السادسة والعشرين من سورة «يونس».

(وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ) : أعرب في الآية الكريمة الثالثة والعشرين من سورة «الزمر».

(وَلَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّناتِ فَما زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتابٌ) (٣٤)

(وَلَقَدْ جاءَكُمْ) : الواو استئنافية. اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. جاءكم : فعل ماض مبني على الفتح الكاف ضمير متصل ـ ضمير

٦٥٤

المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم والميم علامة جمع الذكور.

(يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ) : فاعل مرفوع بالضمة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف. من : حرف جر. قبل : اسم مبني على الضم لانقطاعه عن الإضافة في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بجاء أي من قبل موسى فحذف المضاف إليه موسى.

(بِالْبَيِّناتِ فَما) : جار ومجرور متعلق بجاء. أي بالآيات البينات بمعنى بالمعجزات الواضحات. الفاء استئنافية. ما : نافية لا عمل لها.

(زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا) : فعل ماض ناقص من أخوات «كان» مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع اسم «ما زال» والميم علامة جمع الذكور. في شك : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «ما زلتم». مما : أصلها : من حرف جر و «ما» اسم موصول مدغم بنون «من» مبني على السكون في محل جر بمن. والجار والمجرور متعلق بشك أو بصفة محذوفة من «شك».

(جاءَكُمْ بِهِ حَتَّى) : أعربت. به : جار ومجرور متعلق بجاء والجملة الفعلية «جاءكم به» صلة الموصول لا محل لها. حتى : حرف غاية وابتداء.

(إِذا هَلَكَ قُلْتُمْ) : ظرف لما يستقبل من الزمان مبني على السكون متضمن معنى الشرط خافض لشرطه متعلق بجوابه. هلك : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو بمعنى مات أو قبض. قلتم : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور.

(لَنْ يَبْعَثَ اللهُ) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ لن : حرف نصب واستقبال يبعث : فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.

٦٥٥

(مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً) : جار ومجرور متعلق بيبعث أو بحال مقدمة من «رسولا» والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر بالإضافة. رسولا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(كَذلِكَ يُضِلُ) : الكاف اسم مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. التقدير : مثل هذا الإضلال يضل الله أو يكون في محل نصب صفة ـ نعتا ـ لمصدر ـ مفعول مطلق ـ محذوف بتقدير : يضل الله من هو مسرف مرتاب إضلالا مثل هذا الإضلال أي مثل هذا الخذلان المبين. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة. اللام للبعد والكاف للخطاب. يضل : فعل مضارع مرفوع بالضمة وجملة «يضل ..» في محل رفع خبر المبتدأ ـ الكاف ـ على الوجه الأول من إعرابه.

(اللهُ مِنْ) : لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. من : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

(هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتابٌ) : ضمير منفصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. مسرف : خبر «هو» مرفوع بالضمة المنونة والجملة الاسمية «هو مسرف ..» صلة الموصول لا محل لها. وحذفت صلة «مسرف» بمعنى : من هو أو كل مسرف في عصيانه. مرتاب : خبر ثان للمبتدإ «هو» أي خبر بعد خبر وحذفت صلته أيضا بمعنى : مرتاب أي شاك في دينه. ومنه «الريبة» بمعنى : الشك. أو شاك في وحدانية الله ووعده.

(الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) (٣٥)

(الَّذِينَ يُجادِلُونَ) : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ على تأويل حذف مضاف بتقدير : جدال الذين فأقيم المضاف إليه مقامه. يجادلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

٦٥٦

(فِي آياتِ اللهِ) : جار ومجرور متعلق بيجادلون. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم وعلامة الجر الكسرة .. والجملة الفعلية (يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ) صلة الموصول لا محل لها.

(بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ) : جار ومجرور متعلق بيجادلون. سلطان : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى بغير دليل أو برهان أي بالباطل وعلى هذا المعنى يجوز أن يتعلق الجار والمجرور بحال مقدرة بمعنى : يجادلون في آيات الله باطلين أو غير محقين أو وهم على باطل فالحال المقدرة هي لضمير الغائبين في «يجادلون». أتاهم : الجملة الفعلية في محل جر صفة ـ نعت ـ لسلطان وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به.

(كَبُرَ مَقْتاً) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ «الذين» وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه تقديره هو يعود إلى مصدر الفعل المتقدم «يجادلون» بتقدير : كبر جدالهم. مقتا : تمييز منصوب بالفتحة المنونة.

(عِنْدَ اللهِ) : ظرف مكان منصوب على الظرفية بالفتحة متعلق بكبر وهو مضاف. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة.

(وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا) : الواو عاطفة. عند : معطوف على «عند» ويعرب إعرابه. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى : ما أكبر ما يمقت الله والمؤمنون جدالهم.

(كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ) : يعرب إعراب (كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ) الوارد في الآية الكريمة السابقة بمعنى كذلك يختم الله.

٦٥٧

(عَلى كُلِّ قَلْبِ) : جار ومجرور متعلق بيطبع. قلب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف.

(مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) : مضاف إليه ثان مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. جبار : صفة ـ نعت ـ لمتكبر مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المنونة أو يكون التقدير : على كل ذي قلب متكبر أي بجعل الصفة لصاحب القلب.

(وَقالَ فِرْعَوْنُ يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ) (٣٦)

(وَقالَ فِرْعَوْنُ) : الواو عاطفة. قال : فعل ماض مبني على الفتح. فرعون : فاعل مرفوع بالضمة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف.

(يا هامانُ) : أداة نداء. هامان : اسم منادى مفرد علم مبني على الضم في محل نصب والجملة الفعلية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(ابْنِ لِي صَرْحاً) : فعل أمر مبني على حذف آخره ـ حرف العلة .. الياء ـ وبقيت الكسرة دالة عليها. والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. لي : جار ومجرور متعلق بابن. صرحا : مفعول به منصوب بالفتحة المنونة بمعنى بناء عاليا.

(لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ) : حرف مشبه بالفعل يفيد الرجاء من أخوات «إن» والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل نصب اسم «لعل». أبلغ : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لعل» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. الأسباب : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى الوسائل.

(أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كاذِباً وَكَذلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبابٍ) (٣٧)

(أَسْبابَ السَّماواتِ) : بدل من «الأسباب» في الآية الكريمة السابقة. السموات : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

٦٥٨

(فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى) : الفاء سببية لأنها جواب «لعل». أطلع : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا والجملة الفعلية «أطلع ..» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر معطوف على مصدر منتزع من الكلام السابق. إلى إله : جار ومجرور متعلق باطلع. موسى : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف ومنع من ظهور الحركة التعذر بمعنى فأنظر إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا في ادعائه بأن له إلها غيري.

(وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كاذِباً) : الواو عاطفة. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل نصب اسم «إن» اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ أظنه : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به أول. كاذبا : مفعول به ثان منصوب بأظن المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الفتحة المنونة والجملة الفعلية (لَأَظُنُّهُ كاذِباً) في محل رفع خبر «إن».

(وَكَذلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ) : الواو استئنافية. كذلك : أعرب في الآية الكريمة الرابعة والثلاثين. زين : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. لفرعون : جار ومجرور متعلق بزين وعلامة جر الاسم الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف.

(سُوءُ عَمَلِهِ) : نائب فاعل مرفوع بالضمة. عمله : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر مضاف إليه ثان بمعنى : زين الشيطان لفرعون سوء عمله.

(وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ) : معطوف بالواو على «زين» ويعرب مثله ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. عن السبيل : جار ومجرور متعلق بصد بمعنى : ومنع أو وكف الشيطان فرعون عن سبيل الرشاد.

٦٥٩

(وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ) : الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. كيد : مبتدأ مرفوع بالضمة. فرعون : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية.

(إِلَّا فِي تَبابٍ) : أداة حصر لا عمل لها. في تباب : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ بتقدير : كائن في خسار وهلاك.

(وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشادِ) (٣٨)

(وَقالَ الَّذِي) : الواو عاطفة. قال : فعل ماض مبني على الفتح. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(آمَنَ يا قَوْمِ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. يا قوم : أعرب في الآية الكريمة التاسعة والعشرين والجملة الفعلية «اتبعون» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ) : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. النون نون الوقاية لا محل لها والكسرة دالة على الياء المحذوفة خطا واختصارا والياء المحذوفة ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل نصب مفعول به والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. أهدكم : فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب ـ الأمر ـ وعلامة جزمه حذف الياء ـ حرف العلة ـ وبقيت الكسرة دالة على الياء المحذوفة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور.

(سَبِيلَ الرَّشادِ) : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الرشاد : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى : أهدكم إلى سبيل الرشاد أي طريق السداد فحذف الجار وأوصل الفعل.

(يا قَوْمِ إِنَّما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا مَتاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دارُ الْقَرارِ) (٣٩)

٦٦٠