إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٨

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٨

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٠٧

** (وَإِنَّ لُوطاً لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة والثلاثين بعد المائة .. المعنى : وإن لوطا بن هادان أخي إبراهيم من فئة الأنبياء المرسلين إلى أهل سدوم .. وحذف الموصوف «الأنبياء» اختصارا لأنه معلوم وحلت الصفة «المرسلين» محله.

** (إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة والثلاثين بعد المائة .. المعنى : إلا امرأة لوط ـ عليه‌السلام ـ العجوز إنها بقيت مع الهالكين أو في الباقين مع الهالكين. يقال : غبر ـ يغبر ـ غبورا ـ من باب «دخل» دخولا بمعنى : بقي وغبر أيضا بمعنى : مضى. فهو من الأضداد أي من الأفعال التي لها معنيان متضادان واسم الفاعل من الفعل هو أغبر. و «الغبرة» لون «الأغبر» وهو شبيه بالغبار والغبراء : هي الأرض والغبيراء : شراب تتخذه الحبش من الذرة يسكر وفي الحديث : «إياكم والغبيراء فإنها خمر العالم» بمعنى : وتجنبوا الغبيراء .. و «العجوز» هي المرأة الكبيرة من عجزت المرأة تعجز عجوزا ـ من باب «دخل» بمعنى : صارت عجوزا أي مسنة قال ابن السكيت : ولا يؤنث بالهاء أي عجوزة ـ وقال غيره : العجوزة ـ تعبير عامي. في حين قال ابن الأنباري أيضا : عجوزة بالهاء لتحقيق التأنيث .. وروي عن يونس أنه قال : سمعت العرب تقول : عجوزة .. بالهاء. والجمع : عجائز .. وقد وردت لفظة «عجوز» أربع مرات في القرآن الكريم من غير هاء.

** (ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة والثلاثين بعد المائة .. المعنى : ثم أهلكنا كفار القوم الآخرين .. فحذف الموصوف «القوم» اختصارا وأقيمت الصفة «الآخرين» مقامه.

** (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة والثلاثين بعد المائة. المعنى : وإنكم لتمرون على آثار بيوتهم المدمرة أي أطلال منازلهم بسدوم في طريق الشام وأنتم داخلون في الصباح في أثناء مسيركم في تجارتكم. فحذف المضاف «آثار» والمضاف إليه «البيوت» وأوصل حرف الجر «على» بضمير الغائبين «هم» أي المضاف إليه الثاني فصار : عليهم.

** (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة والثلاثين بعد المائة المعنى : وإن يونس بن متى وهو ذو النون ـ أي صاحب الحوت ـ من أنبياء بني إسرائيل أو من جماعة أو فئة الأنبياء المرسلين إلى قومه ـ أهل نينوى .. فحذف الموصوف «الأنبياء» وحلت الصفة «المرسلين» محله.

** (إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الأربعين بعد المائة. المعنى : إذ يئس من هداية قومه فهرب منهم قبل أن يأذن الله تعالى أي ذهب غاضبا منهم ملتجئا إلى المركب ـ أو السفينة ـ المملوء ركابا وأمتعة وقد سمي هربه من قومه بغير إذن ربه إباقة مجازا.

** (فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والأربعين بعد المائة وفي معناه تفسيران ذكرهما «الوجيز» التفسير الوجيز و «المصحف المفسر» والقول الأول هو فاقترع يونس مع ركاب السفينة ـ حين أشرفت على الغرق ـ بإلقاء بعضهم في البحر ـ ليخف حملها فكان «يونس» من المغلوبين في القرعة فألقي في البحر .. والتفسير الثاني : حين وقفت السفينة ولم تتحرك قال ركابها إن هنا عبدا هرب من سيده فاقترعوا فخرجت القرعة على «يونس» فقال : نعم. أنا العبد «الآبق ـ أي الهارب» ورمى بنفسه في الماء.

٤٤١

** (فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ وَهُوَ سَقِيمٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة والأربعين بعد المائة المعنى : فألقيناه في بطن الحوت أو فلفظناه بأن حملنا الحوت على لفظه من جوفه إلى ساحل البحر إلى الأرض الخالية من النبات أو المكان البري الخالي من الشجر والنبات. وقيل : إن يونس ـ عليه‌السلام ـ بقي في بطن الحوت بعض يوم .. وقيل : ثلاثة أيام .. وقيل : سبعة أيام وقيل عشرين يوما وقيل : أربعين يوما. يقال : نبذه ـ ينبذه ـ نبذا من باب «ضرب» بمعنى : ألقاه .. وهو سقيم بمعنى مريض نتيجة بقائه في بطن الحوت .. يقال : سقم ـ يسقم ـ سقما ـ بفتح القاف بمعنى : مرض وهو من باب طرب طربا .. و «السقام : المرض» بفتح القاف ـ ومثله «السقم ـ بضم السين وسكون القاف» و «السقم» بفتح السين والقاف .. مثل «الحزن» بضم الحاء وسكون الزاي .. والحزن ـ بفتح الحاء والزاي ـ.

** (فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة والأربعين بعد المائة .. المعنى : فاسألهم يا محمد موبخا إياهم عن هذه القسمة الجائرة التي قسموها حيث جعلوا لله الإناث ولأنفسهم الذكور في قولهم : الملائكة بنات الله مع كراهيتهم الشديدة لهن وو أدهن واستنكافهم من ذكرهن مع أن الملائكة أكرم خلق الله عليه.

** (وَلَدَ اللهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) : هذا هو نص الآية الكريمة الثانية والخمسين بعد المائة بمعنى : ولد الله ـ حين زعموا كاذبين أن الملائكة بنات الله ـ تبا لهم إنهم لكاذبون في قولهم وزعمهم هذا وقد قال سبحانه في سورة «الإخلاص» : (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) قيل : قالت قريش : يا محمد صف لنا ربك؟ فنزلت سورة «الإخلاص» وآياتها أربع هي (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (١) اللهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) صدق الله العظيم. أي قل لهم يا محمد : الله واحد لا شريك له.

** (إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة والستين بعد المائة قال الزمخشري وهو يفسر القول الكريم «صال الجحيم» : فيها ثلاثة أوجه : أحدها أن يكون جمعا لأن «من» موحد اللفظ مجموع المعنى. وسقطت واوها «أي من «صالوا» لالتقاء الساكنين : سكونها وسكون لام التعريف وحذفت النون للاضافة فحمل «هو» على لفظ «من» و «الصالون» على معنى «من» والوجه الثاني : أن يكون أصلها : صائلا ـ على القلب ـ ثم يقال : «صال» في «صائل» كقولهم : شاك في «شائك» والوجه الثالث : أن تحذف لام «صال» تخفيفا ويجري الاعراب على عينه ـ أي اللام ـ ونظيره : قراءة من قرأ «وله الجوار المنشآت».

** (وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة والستين بعد المائة .. وجاء على لسان الملائكة الأطهار .. وقيل : كان الناس يصلون متبددين .. أي متفرقين فأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة. فأمرهم النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أن يصفوا ـ أي يصطفوا صفوفا ـ وقيل : إن المسلمين أخذوا يصطفون في الصلاة منذ نزلت هذه الآية الكريمة. وقيل : ليس يصطف أحد من أهل الملل في صلاتهم غير المسلمين مذعنين خاضعين مسبحين ممجدين وهو ما يفعله الملائكة الأطهار كما تخبرنا الآية الكريمة أي نحن معشر الملائكة منتظرون ما نؤمر لأداء الطاعة.

** (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والسبعين بعد المائة .. المعنى : ولقد وعدنا عبادنا المرسلين بالنصر .. و «كلمتنا» المراد بها : قوله تعالى : (إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (١٧٢) وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ) وقد سماها كلمة وهي عدة كلمات لأنها لما انتظمت في معنى واحد كانت في حكم كلمة مفردة على تقدير : وعدنا لهم بالنصر والغلبة.

٤٤٢

** (أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة والسبعين بعد المائة .. المعنى : أيستعجلون عذابنا بقولهم : متى يحدث هذا العذاب أي عذاب الآخرة وفي القول تهديد لهم.

** سبب نزول الآية : نزلت هذه الآية الكريمة حين قال المشركون : يا محمد أرنا العذاب الذي تخوفنا به .. عجله لنا! فنزل قول الله تعالى تعنيفا وتوبيخا لهم في هذه الآية الكريمة.

** (فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة والسبعين بعد المائة .. الصباح : ضد ـ خلاف المساء ـ و «الصبح» هو الفجر .. والأصبوحة : بضم الهمزة هي ضد «الأمسية» بضم الهمزة وتشديد الياء وليس بتخفيفها. أما الأمسية بتخفيف الياء فمعناها : جمع «مساء» وتلفظ «أمسية» بفتح الهمزة وتخفيف الياء. ويقال : أمسينا وأصبحنا بمعنى : دخلنا في المساء والصباح وتستعمل هاتان اللفظتان مركبتين فيقال : صباحا ومساء وهو يشبه قولنا : ليل نهار وقال ابن القوطية : المساء : هو ما بين الظهر إلى المغرب. ونظير «أمسية» بتشديد الياء هو أمنية وأحجية : وهي اللغز أي الكلام الغامض المغلق يتحاجى الناس فيها : أي يتغالبون في الفطنة ومثله أيضا : الأثفية : وهي الحجر التي توضع عليها القدر ومنه القول : رماه الله بثالثة الأثافي : أي بالشر كله ومثله أيضا : الأغنية.

** (سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثمانين بعد المائة. وقد أضيف «الرب» سبحانه إلى العزة لاختصاصه جلت قدرته بها بمعنى : ذو العزة عن الإمام علي ـ رضي الله عنه ـ أنه قال : من أحب أن يكتال بالمكيال الأوفى من الأجر يوم القيامة فليكن آخر كلامه إذا قام من مجلسه : (سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ). (وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).

** (وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والثمانين بعد المائة .. المعنى : وسلام من الله على الأنبياء المرسلين .. فحذف الموصوف «الأنبياء» وحلت الصفة «المرسلين» محله.

(إِذْ نَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ) (١٣٤)

(إِذْ نَجَّيْناهُ) : ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون متعلق بما في خبر «إن» وهو لمن المرسلين» في الآية الكريمة السابقة أو يكون اسما في محل نصب مفعولا به بفعل مضمر تقديره : اذكر. نجيناه : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف «إذ» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل نصب مفعول به.

(وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ) : معطوف بالواو على ضمير الغائب في «نجيناه» منصوب وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في

٤٤٣

محل جر بالإضافة. أجمعين : توكيد معنوي للوط وأهله منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من الحركة في المفرد «أجمع».

(إِلاَّ عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ) (١٣٥)

(إِلَّا عَجُوزاً) : أداة استثناء. عجوزا : مستثنى بإلا منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أي إلا امرأته العجوز.

(فِي الْغابِرِينَ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «عجوزا» بمعنى : بقيت مع الهالكين. وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ) (١٣٦)

(ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ) : حرف عطف للتراخي. دمر : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع مبني على السكون في محل رفع فاعل. الآخرين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ) (١٣٧)

(وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ) : الواو استئنافية. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «إن» والميم علامة جمع الذكور. اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ تمرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «تمرون» في محل رفع خبر «إن».

(عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ) : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بفعل «تمرون» بمعنى : لتمرون على آثار بيوتهم المدمرة وأطلالهم. مصبحين : حال من واو الجماعة منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : داخلين أو وأنتم داخلون في الصباح.

٤٤٤

(وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (١٣٨)

(وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ) : الجار والمجرور معطوف بالواو على معنى «مصبحين» متعلق بفعل «تمرون» بمعنى تمرون على أطلالهم في الصباح وفي الليل. الهمزة همزة توبيخ بلفظ استفهام. الفاء تزيينية. لا : نافية لا عمل لها. تعقلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى : أفلا تتعظون. أو أفلا تعقلون ما حل بهم من الدمار فتتعظوا؟

(وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) (١٣٩)

هذه الآية الكريمة تعرب إعراب الآية الكريمة الثالثة والعشرين بعد المائة.

(إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) (١٤٠)

(إِذْ أَبَقَ) : سبق إعرابه. أبق : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) : جار ومجرور متعلق بفعل «أبق» والجملة الفعلية (أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف «إذ». المشحون : صفة ـ نعت ـ للفلك مجرور مثله وعلامة جره الكسرة بمعنى إلى السفينة الملأى بالناس وحاجاتهم أي إلى المركب المليء بالناس. ويجوز أن يكون الجار والمجرور متعلقا بحال محذوفة من ضمير «أبق» المعنى : ملتجئا إلى الفلك.

(فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ) (١٤١)

(فَساهَمَ فَكانَ) : الفاء استئنافية أو عاطفة على محذوف بمعنى : فاقترع الركاب فيما بينهم لمعرفة من الهارب فقارع يونس. ساهم : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الفاء استئنافية و «كان» فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

٤٤٥

(مِنَ الْمُدْحَضِينَ) : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «كان» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. «المدحض» وهو اسم مفعول بمعنى من المغلوبين في القرعة.

(فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ) (١٤٢)

(فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ) : الفاء عاطفة على محذوف اختصارا بمعنى : ورمى بنفسه في الماء فالتقمه الحوت أي فابتلعه و «التقمه» فعل ماض مبني على الفتح والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل نصب مفعول به مقدم. الحوت : فاعل مرفوع بالضمة.

(وَهُوَ مُلِيمٌ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال من ضمير الغائب ـ الهاء ـ هو : ضمير منفصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. مليم : خبر «هو» مرفوع بالضمة المنونة بمعنى : داخل في الملامة.

(فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ) (١٤٣)

(فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ) : الفاء استئنافية تفيد هنا التعليل. لو لا : حرف شرط غير جازم ـ حرف امتناع لوجود ـ أنه : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل نصب اسم «أن» والجملة الفعلية «كان وخبرها» في محل رفع خبر «أن». كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. و «أن» وما في حيزها من اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل رفع مبتدأ بتقدير فلو لا كونه من المسبحين وخبر المبتدأ محذوف اختصارا أو سد مسده جواب «لو لا» المحذوف وجوبا.

(مِنَ الْمُسَبِّحِينَ) : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «كان» وعلامة جر الاسم اسم الفاعلين «المسبحين» الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : من المصلين أي من الذاكرين الله كثيرا المنزهين له سبحانه.

٤٤٦

(لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (١٤٤)

(لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ) : اللام واقعة في جواب «لو لا». لبث : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. في بطنه : جار ومجرور متعلق بلبث والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر بالإضافة بمعنى لبقي في بطن الحوت. والجملة الفعلية «لبث في بطنه» جواب شرط غير جازم لا محل لها.

(إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) : جار ومجرور متعلق بلبث. يبعثون : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. والجملة الفعلية «يبعثون» في محل جر بالإضافة. أو يكون الجار والمجرور متعلقا بحال من ضمير «ليث» المعنى : لمكث مقبورا في بطن الحوت إلى يوم القيامة.

(فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ وَهُوَ سَقِيمٌ) (١٤٥)

(فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ) : الفاء سببية. نبذ : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل ـ ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل نصب مفعول به. بالعراء : جار ومجرور متعلق بنبذ بمعنى بالأرض الجرداء الخالية من النبات.

(وَهُوَ سَقِيمٌ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال. هو : ضمير منفصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. سقيم : خبر «هو» مرفوع بالضمة المنونة بمعنى : وهو مريض نتيجة بقائه في بطن الحوت.

(وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ) (١٤٦)

(وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ) : الواو عاطفة. أنبت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل. عليه : جار ومجرور متعلق بأنبت بمعنى وأنبتنا فوقه مظلة له لتغطيه.

٤٤٧

(شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. و «من» حرف جر بياني. يقطين : اسم مجرور بمن وعلامة جره الكسرة المنونة والجار والمجرور متعلق بصفة من «شجرة» وهو شجر من القرع.

(وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) (١٤٧)

(وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ) : الواو عاطفة. أرسلنا : تعرب إعراب «أنبتنا» والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل نصب مفعول به. إلى مائة : جار ومجرور متعلق بأرسل. ألف : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة وكلمة «ألف» في الأصل : تمييز جر بالإضافة لأنه أتى بعد «مائة» وهي من ألفاظ العقود.

(أَوْ يَزِيدُونَ) : حرف عطف يفيد الإبهام في مرأى الناظر والغرض : الوصف بالكثرة. يزيدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «يزيدون» في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره : أو هم يزيدون على ذلك عند الناس بمعنى : وأرسلناه إلى أهل نينوى من أرض الموصل.

(فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ) (١٤٨)

(فَآمَنُوا) : الفاء استئنافية. آمنوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ) : الفاء سببية. متع : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في محل رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. إلى حين : جار ومجرور متعلق بمتع بمعنى إلى أجل مسمى أي إلى وقت انقضاء آجالهم.

(فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ) (١٤٩)

(فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ) : الجملة الفعلية معطوفة بالفاء على جملة «استفتهم» الواردة في الآية الكريمة الحادية عشرة وإن جاءت بعيدة عنها وتعرب

٤٤٨

إعرابها بمعنى : فاسألهم يا محمد معنفا إياهم. الهمزة همزة توبيخ بلفظ استفهام. لربك : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ في محل جر بالإضافة.

(الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ) : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. الواو عاطفة. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم وحرك الميم بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ البنون : مبتدأ مؤخر مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد.

(أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً وَهُمْ شاهِدُونَ) (١٥٠)

(أَمْ خَلَقْنَا) : حرف اضراب بمعنى : بل وهي حرف عطف. خلق : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل ـ ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(الْمَلائِكَةَ إِناثاً) : مفعول منصوب وعلامة نصبه الفتحة. إناثا : حال من «الملائكة» منصوب بالفتحة المنونة.

(وَهُمْ شاهِدُونَ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. شاهدون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد أي وهم حاضرون بمعنى كيف جعلوا الملائكة إناثا ولم يكونوا حاضرين عند خلقنا لهم؟

(أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ) (١٥١)

(أَلا إِنَّهُمْ) : حرف استفتاح للتنبيه .. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «إن».

(مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ) : جار ومجرور متعلق بيقولون .. أو متعلق بحال محذوفة من ضمير الغائبين بتقدير : ليقولن كاذبين ويجوز أن يتعلق بمفعول لأجله بتقدير : نتيجة إفكهم و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني

٤٤٩

على السكون في محل جر بالإضافة. اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ يقولون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «ليقولون» في محل رفع خبر «إن» المعنى : لا. إنهم من كذبهم ليقولون ..

(وَلَدَ اللهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) (١٥٢)

(وَلَدَ اللهُ) : فعل ماض مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. والفعل «ولد» فعل بمعنى : مفعول أي الملائكة ولده والجملة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) : الواو استئنافية. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب اسم «إن» اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ كاذبون : خبر «إن» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم النون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ) (١٥٣)

(أَصْطَفَى الْبَناتِ) : الهمزة همزة استفهام على طريق الإنكار والتوبيخ والاستبعاد. اصطفى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المقصورة للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. البنات : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم وأصل «اصطفى» هو أاصطفى.

(عَلَى الْبَنِينَ) : جار ومجرور متعلق باصطفى وعلامة جر الاسم الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : هل اختار لنفسه البنات على البنين؟ أو يتعلق الجار والمجرور بمحذوف .. بمعنى : وفضلهن على البنين؟

(ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) (١٥٤)

(ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) : اسم استفهام يفيد التوبيخ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. لكم : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر «ما»

٤٥٠

والميم علامة جمع الذكور. كيف : اسم استفهام يفيد الإنكار مبني على الفتح في محل نصب حال من ضمير المخاطبين. تحكمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة هي العامل في «كيف» بمعنى : ما ذا أصابكم أي كيف تحكمون بما لا يقبله عقل بمعنى هذا الحكم الباطل.

(أَفَلا تَذَكَّرُونَ) (١٥٥)

(أَفَلا تَذَكَّرُونَ) : الهمزة همزة توبيخ بلفظ استفهام. الفاء تزيينية. لا : نافية لا عمل لها. تذكرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وأصله : تتذكرون حذفت إحدى التاءين .. تخفيفا واختصارا كما حذف مفعول الفعل اختصارا لأنه معلوم بمعنى : أفلا تتفكرون؟

(أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ) (١٥٦)

(أَمْ لَكُمْ) : حرف عطف وهي «أم» المتصلة لأنها مسبوقة بهمزة استفهام. لكم : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم والميم علامة الجمع.

(سُلْطانٌ مُبِينٌ) : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة. مبين : صفة ـ نعت ـ لسلطان مرفوع مثله بالضمة المنونة أي تسلط ..

(فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (١٥٧)

(فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ) : الفاء واقعة في جواب شرط مقدر على معنى : إن كان عندكم حجة واضحة من كتاب أنزل عليكم فأتوا به. ائتوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. بكتاب : جار ومجرور متعلق بائتوا. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور أي بكتابكم الذي أنزل عليكم في ذلك.

(إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) : حرف شرط جازم. كنتم : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك التاء ضمير متصل ـ ضمير

٤٥١

المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور والفعل «كان» في محل جزم لأنه فعل الشرط. صادقين : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته وجواب الشرط محذوف لتقدم معناه.

(وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ) (١٥٨)

(وَجَعَلُوا بَيْنَهُ) : الواو استئنافية. جعلوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى وأوجدوا. بين : مفعول فيه ـ ظرف مكان ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة متعلق بجعلوا وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير لفظ الجلالة ـ في محل جر بالإضافة بمعنى وأوجد المشركون ..

(وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً) : معطوف بالواو على «بينه» ويعرب إعرابه. الجنة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. نسبا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى وأوجدوا بين الله وبين الجنة أي الملائكة مصاهرة وهو زعمهم أنهم بناته سبحانه. وقيل : المراد بالجنة : الشياطين لاستتارهم عن الأعين.

(وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ) : الواو استئنافية. اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. علمت : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة حركت بالكسر لالتقاء الساكنين لا محل لها. الجنة : فاعل مرفوع بالضمة.

(إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل وكسرت الهمزة لأن في خبر «إن» اللام ولأنها في موضع المبتدأ. و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب اسم «إن» اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ محضرون : خبر «إن» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته والضمير «هم» يعود على الكفرة بمعنى : إنهم محضرون النار معذبون بما يقولون. وإذا فسر «الجنة» بالشياطين أو الجن يجوز أن يكون الضمير في «إنهم» لمحضرون لهم. و «إن» مع اسمها وخبرها في موضع الجملة الاسمية في محل نصب سد مسد مفعولي «علمت»

٤٥٢

بمعنى لقد علمت الملائكة أن هؤلاء الكفار يحضرون عذاب النار وقيل يراد بالجنة : الجن لأنهم قالوا إن الله صاهر الجن فخرجت الملائكة.

(سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ) (١٥٩)

(سُبْحانَ اللهِ) : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب بفعل محذوف تقديره : أسبح. وهو بمعنى تنزيها لله. الله لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور للتعظيم وعلامة الجر الكسرة.

(عَمَّا يَصِفُونَ) : مكونة من «عن» حرف جر و «ما» المصدرية. يصفون : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «ما» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بعن. والجار والمجرور متعلق بسبحان. التقدير : سبحان الله عن وصفهم. أو تكون «ما» اسما موصولا مبنيا على السكون في محل جر بعن فتكون جملة «يصفون» صلة الموصول لا محل لها والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضميرا محذوفا منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : عما يصفونه. المعنى تنزيها لله سبحانه عن وصفهم أو عما يصفونه به سبحانه من الولد والنسب.

(إِلاَّ عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ) (١٦٠)

(إِلَّا عِبادَ) : أداة استثناء. عباد : مستثنى بإلا منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف وهو مستثنى استثناء منقطعا من المحضرين بمعنى ولكن العباد المخلصين ناجون وتكون «سبحان الله» اعتراضية بين الاستثناء وبين ما وقع منه لا محل له. ويجوز أن يكون المستثنى من ضمير «يصفون» أي عما يصفه هؤلاء بذلك ولكن العباد المخلصين براء من أن يصفوه سبحانه بذلك وينزهونه عن هذا الوصف.

(اللهِ الْمُخْلَصِينَ) : لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة. المخلصين : صفة ـ نعت ـ للعباد منصوب مثله وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

٤٥٣

(فَإِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ) (١٦١)

(فَإِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ) : الفاء استئنافية. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «إن» والميم علامة جمع الذكور. الواو عاطفة. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب معطوف على اسم «إن». تعبدون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : وما تعبدونهم أو تكون «ما» مصدرية فتكون جملة «تعبدون» صلة حرف مصدري لا محل لها و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب معطوفا على اسم «إن» التقدير : فإنكم ومعبوديكم وخبر «إن» هو الجملة الاسمية في الآية الكريمة التالية بمعنى : فإنكم ومعبوديكم لستم أنتم وهم جميعا بفاتنين على الله. ويجوز أن تكون (وَما تَعْبُدُونَ) قد سدت مسد خبر «إن» إذا عدت الواو في (وَما تَعْبُدُونَ) بمعنى «مع» مثل قولنا : كل رجل وضيعته. على معنى فإنكم مع ما تعبدون أي فإنكم مع آلهتكم بتأويل فإنكم قرناؤهم وأصحابهم لا تبرحون تعبدونها.

(ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ) (١٦٢)

(ما أَنْتُمْ) : نافية بمنزلة «ليس» عند أهل الحجاز «ما .. الحجازية» ونافية لا عمل لها عند بني تميم. أنتم : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على السكون في محل رفع اسم «ما» على اللغة الأولى ومبتدأ على اللغة الثانية بمعنى ما أنتم أيها الكفرة.

(عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ) : جار ومجرور متعلق بفاتنين .. على تأويل فعله. الباء حرف جر زائد لتأكيد معنى النفي. فاتنين : اسم مجرور لفظا وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. منصوب محلا على أنه خبر «ما» على اللغة الأولى أو مرفوع محلا على

٤٥٤

اللغة الثانية أي على أنه خبر «أنتم» بمعنى على الله بمفسدين بالإغواء أي بمضلين أحدا أو إلا من قدر الله عليه أن يضل.

(إِلاَّ مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ) (١٦٣)

(إِلَّا مَنْ هُوَ) : أداة حصر لا عمل لها. من : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به لاسم الفاعلين «فاتنين» والجملة الاسمية بعده «هو صال ..» صلة الموصول لا محل لها. هو : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.

(صالِ الْجَحِيمِ) : خبر «هو» مرفوع بالضمة المقدرة للثقل على الياء المحذوفة وبقيت الكسرة دالة عليها لأن اللفظة أصلها : صالي الجحيم .. حذفت الياء لالتقاء الساكنين أو بمعنى صالو وحذفت الواو .. الجحيم : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى : داخلو أو داخل الجحيم.

(وَما مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ) (١٦٤)

(وَما مِنَّا) : الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. منا : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم وحذف المبتدأ المؤخر اختصارا لأنه معلوم. التقدير : وما منا أحد أي ملك والقول على لسان الملائكة.

(إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ) : أداة حصر لا عمل لها. له : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. مقام : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة. معلوم : صفة ـ نعت ـ لمقام مرفوع مثله بالضمة المنونة أي مقام معلوم في المعرفة والعبادة.

(وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ) (١٦٥)

(وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ) : الواو عاطفة. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير المتكلمين مبني على السكون في محل نصب اسم «إن» اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ نحن : ضمير منفصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على الضم في محل رفع مبتدأ. الصافون : خبر «نحن» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد

٤٥٥

والجملة الاسمية «لنحن الصافون» في محل رفع خبر «إن» أو تكون «نحن» ضمير الفصل ـ عند البصريين ـ وضمير العماد ـ عند الكوفيين ـ وهو لا محل له عند المدرستين .. وتكون كلمة «الصافون» خبر «إن» المعنى : المصطفون أو الصافون أقدامنا في الصلاة أو الصافون أجنحتنا في الهواء منتظرين ما نؤمر فحذف مفعول اسم الفاعلين «الصافون» وهو «أقدامنا .. أجنحتنا».

(وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ) (١٦٦)

هذه الآية الكريمة معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها أي المذعنون لعبادته الخاضعون الممجدون المنزهون له سبحانه.

(وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ) (١٦٧)

(وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ) : الواو استئنافية. إن : مخففة من الثقيلة واللام هي الفارقة بينها وبين «إن» النافية. ولما دخلت «ان» على الجملة الفعلية أهملت وهي عند الكوفيين نافية لا عمل لها. كانوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. والجملة الفعلية بعدها «ليقولون» في محل نصب خبر «كان» اللام فارقة. يقولون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. أو تكون الواو حالية والجملة في محل نصب حالا بمعنى وإن حال كفار قريش إذا عيروا بالجهل يقولون.

(لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ) (١٦٨)

(لَوْ أَنَّ عِنْدَنا) : حرف شرط غير جازم ـ حرف امتناع لامتناع ـ أن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. عند : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة في محل رفع متعلق بخبر «إن» المقدم وهو مضاف و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ) : اسم «أن» المؤخر منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى «كتابا» و «أن» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل رفع فاعل

٤٥٦

لفعل محذوف تقديره : ثبت. التقدير : لو ثبت ذكر معنا بمعنى : لو أنزل علينا كتاب. من الأولين : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «ذكر» و «من» حرف جر بياني وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى كتابا من كتب الأمم السابقة والقول ورد على لسان المشركين.

(لَكُنَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ) (١٦٩)

(لَكُنَّا عِبادَ) : الجملة الفعلية وما بعدها جواب شرط غير جازم فلا محل لها. اللام واقعة في جواب «لو» و «كنا» فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم «كان». عباد : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف.

(اللهِ الْمُخْلَصِينَ) : لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة. المخلصين : صفة ـ نعت ـ للعباد منصوب مثله وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : الذين أخلصهم الله سبحانه لنفسه واللفظة اسم مفعولين ـ جمع مخلص ـ اسم مفعول.

(فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) (١٧٠)

(فَكَفَرُوا بِهِ) : الفاء عاطفة على محذوف اختصارا لأنه مفهوم من سياق النص الكريم بمعنى : فجاءهم الرسول الكريم بالذكر أي بالكتاب وهو القرآن الكريم فكفروا به. كفروا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. به : جار ومجرور متعلق بكفروا.

(فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) : الفاء استئنافية للتسبيب. سوف : حرف تسويف ـ استقبال ـ يعلمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى فسوف يعلمون مغبة تكذيبهم وكفرهم وما يحل بهم.

٤٥٧

(وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ) (١٧١)

(وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا) : الواو استئنافية. اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. سبقت : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. كلمة : فاعل مرفوع بالضمة و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع سبحانه ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ) : جار ومجرور متعلق بسبقت. و «نا» أعرب في «كلمتنا». المرسلين : صفة ـ نعت ـ لعباد مجرور مثله وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ) (١٧٢)

(إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب اسم «إن» اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين في محل رفع مبتدأ وحرك الميم بالضم لاشباع الميم أو للوصل ـ التقاء الساكنين ـ المنصورون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته والجملة الاسمية «هم المنصورون» في محل رفع خبر «إن» ويجوز أن تكون «هم» ضمير فصل ـ عند البصريين ـ وعمادا عند الكوفيين ـ لا محل لها من الإعراب والمنصورون : خبر «إن».

(وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ) (١٧٣)

هذه الآية الكريمة معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها. جند : اسم «إن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة. و «نا» ضمير الواحد المطاع سبحانه مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ) (١٧٤)

(فَتَوَلَّ عَنْهُمْ) : الفاء استئنافية تفيد هنا التعليل. تول : فعل أمر مبني على حذف آخره ـ حرف العلة .. الألف المقصورة ـ وبقيت الفتحة دالة عليها.

٤٥٨

والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. عن : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بعن. والجار والمجرور متعلق بتول بمعنى فأعرض عنهم.

(حَتَّى حِينٍ) : حرف غاية وجر. حين : اسم مجرور بحتى وعلامة جره الكسرة المنونة والجار والمجرور متعلق بتول بمعنى : وتحمل أذاهم إلى مدة يسيرة وهي مدة الكف عن القتال حتى يتحقق الوعد بنصرك وقيل إلى يوم القيامة ونون آخر «حين» لانقطاعه عن الإضافة ويجوز أن يتعلق الجار والمجرور بحال محذوفة من ضمير «تول» بمعنى : مبتعدا عنهم إلى حين أو صابرا عليهم إلى أن يحين موعد نصرك يا محمد عليهم.

(وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ) (١٧٥)

(وَأَبْصِرْهُمْ) : الواو عاطفة. أبصر : فعل أمر مبني على سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به بمعنى وانظر إلى ما سيلاقون من العذاب النازل بهم وفي قوله «فسوف يبصرون» تهديد ووعيد.

(فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ) : الفاء استئنافية. سوف : حرف استقبال ـ تسويف ـ يبصرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والفاعل هو الواو ـ الضمير المتصل ـ في محل رفع بمعنى يبصرون العذاب النازل بهم ويبصرون نصرك عليهم.

(أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ) (١٧٦)

(أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ) : الهمزة همزة إنكار وتهكم. الفاء حرف عطف دخلت عليه همزة الإنكار. بعذاب : جار ومجرور متعلق بتستعجلون. و «نا» ضمير متصل ـ ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. وفي القول الكريم تعنيف لهم أي كيف يستعجل العذاب من هو معرض لعذاب. يستعجلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

٤٥٩

(فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ) (١٧٧)

(فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ) : الفاء استئنافية. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمن متضمن معنى الشرط مبني على السكون خافض لشرطه متعلق بجوابه. والجملة الفعلية بعده «نزل ..» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف «إذا» نزل : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي العذاب الذي يستعجلون وقد أسند إلى الجار والمجرور. بساحته : جار ومجرور متعلق بنزل و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالإضافة.

(فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. الفاء واقعة في جواب الشرط. ساء : فعل ماض مبني على الفتح لانشاء الذم لأنها من معاني «بئس». صباح : فاعل «ساء» مرفوع بالضمة وهو مضاف وحذف المخصوص بالذم لوجود ما يدل عليه. التقدير : فقد ساء صباح المنذرين صباحهم واللام في «المنذرين» مبهم من جنس من أنذروا لأن «ساء» يقتضي ذلك. المعنى : فإذا نزل العذاب أي فإذا حل بفنائهم فبئس صباحهم. المنذرين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته «المنذر» وهو اسم مفعول وهم الكفار.

(وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ) (١٧٨)

هذه الآية الكريمة أعربت في الآية الكريمة الرابعة والسبعين بعد المائة وقد ثنى سبحانه هذا القول الكريم ليكون تأكيدا لوقوع الميعاد إلى تأكيد بمعنى : حتى يجيء الوعد.

(وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ) (١٧٩)

هذه الآية الكريمة أعربت في الآية الكريمة الخامسة والسبعين بعد المائة ومفعول «أبصر» عذاب الدنيا لهم وقد كرر القول للتأكيد والدلالة على أنهم سيبصرون ما ذكر .. ومفعول «يبصرون» عذاب الآخرة.

٤٦٠