إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٨

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٨

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٠٧

(يَسْتَهْزِؤُنَ) : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى : ما كان يأتيهم رسول يدعوهم إلى الايمان إلا سخروا به وكذبوا برسالته.

(أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ) (٣١)

(أَلَمْ يَرَوْا) : الألف ألف إنكار بلفظ استفهام. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يروا : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(كَمْ أَهْلَكْنا) : خبرية تفيد التكثير مبنية على السكون في محل نصب مفعول به مقدم للفعل «أهلك» أهلك : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل ـ ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع سبحانه ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل بمعنى كثيرا من القرون أهلكنا أو تكون الألف في «ألم» ألف تقرير بلفظ استفهام.

(قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ) : ظرف زمان متعلق بأهلك منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. من القرون : جار ومجرور بيان للاسم «كم» الخبرية وتمييز لها كما يميز العدد بالجنس يعني عادا وثمودا وقرونا بين ذلك كثيرا بمعنى من أمم التقدير : عددا كثيرا لكونهم من القرون أهلكنا لأن مميز «كم» الخبرية مجرور بمن. وقيل إن «من» بيانية لإبهامها لأن كل عصر قرن لمن بعدهم. المعنى : ألم يعلم مشركو مكة والاستفهام يفيد التقرير هنا بمعنى اعترفوا وأكدوا أنكم علمتم أننا أهلكنا كثيرا من الأمم السابقة قبلكم.

(أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب اسم «أن» و «أن» مع اسمها وخبرها في محل نصب بدل من «كم أهلكنا» على المعنى لا اللفظ

٣٤١

التقدير : ألم يروا كثرة إهلاكنا القرون من قبلهم كونهم غير راجعين إليهم بمعنى : ألم يعلموا وعلق عمل «يروا» في «كم» لأنه لا يعمل فيها عامل قبلها لأن لها الصدارة في الكلام. إلى : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بإلى. والجار والمجرور متعلق بخبر «أن» لا : نافية لا عمل لها. يرجعون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية «لا يرجعون» في محل رفع خبر «أن».

(وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ) (٣٢)

(وَإِنْ كُلٌ) : الواو استئنافية. إن : مخففة مهملة جوازا هنا لدخولها على جملة اسمية ولزمت اللام في خبرها وهي عند سيبويه غير عاملة وأكد أن اللام تلزم خبرها لئلا تلتبس بإن النافية. كل : مبتدأ مرفوع بالضمة المنونة والتنوين فيه عوض من المضاف إليه بمعنى : كلهم.

(لَمَّا جَمِيعٌ) : اللام فارقة و «ما» زائدة. وهي عند الكوفيين : إن مخففة واللام بمعنى : إلا. كما يقال : نشدتك الله لما فعلت. وقال الفراء : إن «لما» أصله : لمن ما. وقيل : يجوز أن يكون أصله : لمن من قلبت النون ميما فاجتمعت ثلاث ميمات فحذفت إحداهن وهي الميم الوسطى فبقيت «لما». جميع : توكيد لكل. ويجوز أن يكون خبر «كل» أي الخبر الأول مرفوع وعلامة رفعه الضمة المنونة.

(لَدَيْنا مُحْضَرُونَ) : لدى : ظرف زمان أو مكان حسب المعنى. لأن المعنى يوم القيامة وبمعنى عندنا مبني على السكون في محل نصب على الظرفية متعلق بجميع لأن المعنى : كلهم مجموعون عندنا يوم القيامة وهو مضاف و «نا» ضمير متصل ـ ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة و «محضرون» خبر «كل» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : معذبون. وهم اسم مفعولين .. أو يكون المعنى : تحضرهم الملائكة للعذاب.

٣٤٢

(وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ) (٣٣)

(وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ) : الواو استئنافية. آية : خبر مقدم مرفوع بالضمة المنونة. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام حرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ والجار والمجرور متعلق بصفة الآية. الأرض : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. ويجوز أن تكون «آية» مبتدأ وخبره الجملة الاسمية (الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها) إلا أن الوجه الأول من الإعراب أصح.

(الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها) : صفة ـ نعت ـ للأرض وقراءة «الميتة» بتخفيف الياء أكثر شيوعا لسلاستها. أحيي : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في محل رفع فاعل و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. وجملة «أحييناها» في محل نصب حال من الأرض أي أحييناها بالغيث ـ أي المطر ـ ويجوز أن تكون بيانية لكون الأرض الميتة آية للاستئناف لا محل لها. ويجوز أن تكون في محل رفع صفة ـ نعتا ـ لأنه أريد بها الجنس مطلقا لا أرض بعينها فعوملت معاملة النكرة. لكن الوجه الأول وهو الحالية أصح لأنها صفة لمعرفة وإن كان جنسا وليس الغرض منه معينا.

(وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «أحيينا» وتعرب إعرابها. منها : جار ومجرور متعلق بالفعل «أخرج». حبا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ) : الفاء سببية. منه : جار ومجرور متعلق بيأكلون وقدم على الفعل لأهميته لأن فيه عيش الناس وارتزاقهم. يأكلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(وَجَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ) (٣٤)

٣٤٣

(وَجَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ) : معطوفة بالواو على «أحيينا» وتعرب إعرابها. فيها : جار ومجرور متعلق بجعل أو يكون بمقام المفعول به الثاني للفعل «جعل». جنات : مفعول به منصوب بالكسرة المنونة بدلا من الفتحة المنونة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم.

(مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ) : جار ومجرور في محل نصب صفة ـ نعت ـ لجنات. وأعناب : معطوفة بالواو على «نخيل» وتعرب إعرابها.

(وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ) : معطوفة بالواو على (جَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ) وتعرب إعرابها و «من» للتبعيض وحذف مفعول «فجرنا» لأن «من» التبعيضية تدل عليه بمعنى : وأنبعنا فيها عيونا لسقي الأرض.

(لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ) (٣٥)

(لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ) : اللام حرف جر للتعليل. يأكلوا : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. من ثمره : جار ومجرور متعلق بيأكلوا والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. والجملة الفعلية (لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ) صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المصدرية المضمرة وما تلاها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بجعل.

(وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ) : الواو عاطفة. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر لأنه معطوف على مجرور .. أي ومن ما عملته أيديهم. عملته : فعل ماض مبني على الفتح. التاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به مقدم. أيدي : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. ويجوز أن تكون «ما» نافية لا عمل لها بمعنى إن الثمر خلقه الله ولم تعمله أي تصنعه أيدي الناس ولا يقدرون عليه. وعلى الوجه الأول من إعراب «ما» تكون الجملة الفعلية «عملته

٣٤٤

أيديهم» صلة الموصول «ما» لا محل لها. والعائد ـ الصلة ـ وهو الجار والمجرور محذوف .. التقدير : ومما عملته أيديهم منه بمعنى مما عملوه من الصناعة المختلفة أو من الغرس والسقي والآبار وغير ذلك من الأعمال.

(أَفَلا يَشْكُرُونَ) : الهمزة همزة إنكار أو توبيخ بلفظ استفهام. الفاء زائدة ـ تزيينية ـ لا : نافية لا عمل لها والجملة الفعلية «يشكرون» فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ) (٣٦)

(سُبْحانَ الَّذِي) : مفعول مطلق ـ مصدر ـ لفعل محذوف تقديره : أسبح وهو مضاف. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة والجملة الفعلية بعده «خلق الأزواج» صلة الموصول لا محل لها.

(خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الأزواج : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى الأجناس والأصناف أي أنواع الكائنات. كل : توكيد للأزواج منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ) : أصلها : من : حرف جر و «ما» اسم موصول مدغم بنون «إن» مبني على السكون في محل جر بمن. والجملة الفعلية «تنبت الأرض» صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة. الأرض : فاعل مرفوع بالضمة والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به .. التقدير : مما تنبته الأرض والجار والمجرور «مما ..» متعلق بخلق.

(وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ) : جار ومجرور متعلق بخلق بمعنى وخلق الأزواج من أنفسهم و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالإضافة.

٣٤٥

(وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ) : الواو عاطفة. مما : أعرب. بمعنى ومن أزواج لم يطلعهم الله عليها وما توصلوا إلى معرفتها أو ومن أسباب يجهلونها. لا : نافية لا عمل لها. يعلمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى وخلق أصنافا من التي لا يعرفونها والجملة الفعلية «لا يعلمون» صلة الموصول لا محل لها. والعائد إلى الموصول ضمير ساقط من اللفظ منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : لا يعلمونها.

(وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ) (٣٧)

(وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ) : يعرب إعراب (وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ) في الآية الكريمة الثالثة والثلاثين. نسلخ : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن والجملة الفعلية «نسلخ وما بعدها» في محل نصب حال من الليل.

(مِنْهُ النَّهارَ) : جار ومجرور متعلق بنسلخ. النهار : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى نكشف منه النهار.

(فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ) : الفاء استئنافية والجملة الاسمية بعدها استئنافية لا محل لها. إذا حرف فجاءة .. فجائية .. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. مظلمون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته بمعنى نزيل ضوء النهار فإذا هم داخلون في الظلام.

(وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (٣٨)

(وَالشَّمْسُ تَجْرِي) : تعرب إعراب (وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ) في الآية الكريمة الثالثة والثلاثين .. أي وآية لهم الشمس أو من آياته لهم : الشمس تجري .. أو تكون الواو استئنافية. الشمس : مبتدأ مرفوع بالضمة. تجري : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «الشمس» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي.

٣٤٦

(لِمُسْتَقَرٍّ لَها) : جار ومجرور متعلق بتجري. لها : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «مستقر» أي لحد لها مؤقت مقدر.

(ذلِكَ تَقْدِيرُ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ اللام للبعد والكاف للخطاب. تقدير : خبر «ذلك» مرفوع بالضمة.

(الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. العليم : صفة ـ نعت ـ للعزيز مجرور مثله وعلامة جره الكسرة. المعنى ذلك الحساب الدقيق تقدير الله العزيز العليم فتكون الكلمتان «العزيز العليم» صفتين للفظ الجلالة.

(وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) (٣٩)

(وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى) : الواو عاطفة. القمر : مفعول به منصوب بفعل محذوف يفسره «قدرناه» لأن «قدرناه» استوفى مفعوله. قدر : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به بمعنى قدرنا مسيره منازل أي جعلنا له منازل لأنه لا بد من تقدير مضاف أي جعلنا له منازل ينتقل فيها في جريه حول الأرض. منازل : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن ـ مفاعل ـ أو صيغة منتهى الجموع ثالث أحرفه ألف بعده حرفان. حتى : حرف غاية وابتداء.

(عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل نصب حال من ضمير «عاد» العرجون : مضاف إليه مجرور بالكسرة. القديم : صفة للعرجون مجرور مثله بالكسرة.

(لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (٤٠)

(لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها) : نافية لا عمل لها. الشمس : مبتدأ مرفوع بالضمة. ينبغي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل

٣٤٧

والجار والمجرور «لها» متعلق بينبغي. والجملة الفعلية «ينبغي لها مع الفاعل» في محل رفع خبر المبتدأ.

(أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ) : حرف مصدري ناصب. و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل رفع فاعل «ينبغي» تدرك : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. القمر : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والجملة الفعلية «تدرك القمر» صلة حرف مصدري لا محل لها.

(وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ) : الواو عاطفة. الليل : معطوف على «الشمس» مرفوع بالضمة على الابتداء أي مبتدأ. سابق : خبر المبتدأ «الليل» مرفوع بالضمة. النهار : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. أما «لا» فهي نافية لا عمل لها وقد تكررت «لا» وجوبا لدخولها على جملة اسمية.

(وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) : الواو استئنافية. كل : مبتدأ مرفوع بالضمة المنونة لانقطاعه عن الاضافة والجار والمجرور «في فلك» متعلق بيسبحون أي بخبر «كل». يسبحون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ «كل» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والضمير ـ الواو ـ للشموس والأقمار. وجاز الابتداء بالنكرة «كل» لأن أصله «كلهم» فصار معرفة.

** (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الأربعين .. و «لا» هنا هي «لا» النافية للجنس واسمها يكون نكرة وبما أن الاسم «الشمس» معرفة فهي مهملة لم تعمل ووجب تكرارها كما في الآية الكريمة المذكورة ومثله قولنا : لا زيد في الدار ولا عمرو. أما «لا» النافية للجنس فاسمها نكرة مبني على الفتح في قولنا : لا رجل في الدار .. في محل نصب. فلا هنا في الآية الكريمة غير عاملة فهي نافية فقط .. وتهمل «لا» النافية للجنس إذا اتصل اسمها بها وفصل بفاصل ولا تعمل ووجب تكرارها كقوله تعالى في سورة «الصافات» : (لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ) ونحو : لا في الدار رجل ولا امرأة .. وتسمى «لا» النافية للجنس : «لا التبرئة» لأنها حين تنفي الجنس كأنها تتبرأ منه ، والأصل فيها : أن لا تعمل لأنها من الحروف المشتركة في الدخول على الاسم تارة وعلى الفعل أخرى. ولكنهم خرجوا بها عن هذا الأصل فأعملوها في النكرات عمل «ليس» تارة وهو قليل وعمل «إن» أخرى وهو كثير و «لا» حرف نفي

٣٤٨

للمستقبل شأنها شأن الحرف «لن» والفرق بين الحرفين أن «لن» حرف نفي ونصب واستقبال وفيها تأكيد وتشديد ليس في «لا» وتأتي «لا» عاملة عمل «ليس» بشرط أن يكون اسمها وخبرها نكرتين وألا يتقدم خبرها عليها أو على اسمها وألا يفصل بينها وبين اسمها فاصل. وحول الآية الكريمة المذكورة آنفا ثمة سؤال : من يتبع من؟ هل النهار يتبع الليل أم العكس؟ يجيب الإمام أحمد عن هذا السؤال بقوله : النهار .. تابع لليل .. وهو المذهب المعروف للفقهاء .. وبيان ذلك قوله تعالى في الآية الكريمة المذكورة .. أي لا ينبغي للشمس أن تلحق القمر بالنزول في فلكه ولا الليل يسبق النهار فيفوته ولكنه يخلفه. وقد جعل سبحانه الشمس التي هي آية النهار غير مدركة للقمر الذي هو آية الليل وإنما نفى الإدراك لأنه هو الذي يمكن أن يقع وذلك يستدعي تقدم القمر وتبعية الشمس فإنه لا يقال : أدرك السابق اللاحق لكن أدرك اللاحق السابق فالليل إذا متبوع والنهار تابع. فإن قيل : هل يلزم على هذا أن يكون الليل سابق النهار وقد صرحت الآية بأنه ليس سابقا؟ فالجواب : إن هذا مشترك الإلزام وبيانه أن الأقسام المحتملة ثلاثة : إما تبعية النهار الليل وهو مذهب الفقهاء أو عكسه وهو المنقول عن طائفة من النحاة أو اجتماعهما فهذا القسم الثالث منفي باتفاق فلم يبق إلا تبعية النهار لليل وعكسه وهذا السؤال وارد عليهما جميعا لأن من قال : إن النهار : سابق الليل لزمه أن يكون مقتضى البلاغة أن يقال : ولا الليل يدرك النهار فإن المتأخر إذا نفي إدراكه كان أبلغ من نفي سابقه مع أنه يتناءى عن مقتضى قوله : (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ) تنائيا لا يجمع شمل المعنى باللفظ وقال الزمخشري : فإن قلت : لم جعلت الشمس غير مدركة والقمر غير سابق؟ قلت : لأن الشمس لا تقطع فلكها إلا في سنة والقمر يقطع فلكه في شهر فكانت الشمس جديرة بأن توصف بالإدراك لتباطؤ سيرها عن سير القمر والقمر خليقا بأن يوصف بالسبق لسرعة سيره.

** (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) : المعنى : كلهم .. وبعد حذف المضاف إليه «هم» ـ ضمير الغائبين ـ نون آخر المضاف «كل» لانقطاعه عن الإضافة. و «الفلك» بمعنى : السفينة وهذا اللفظ يستعمل مفردا وجمعا بصيغة واحدة وقيل : هو مفرد وجمعه : أفلاك ويجوز أن يجمع على فلك ـ بضم الفاء ـ

** (وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والأربعين .. المعنى ومن دلائل قدرتنا أننا حملنا أولادهم في المركب أو السفينة المملوءة بالبضائع التجارية .. وقيل : المراد به : سفينة نوح ـ عليه‌السلام ـ وذكر المشحون لأن موصوفه «الفلك» بمعنى : المركب. أو أن اللفظة «الفلك» وهو السفينة يأتي مفردا وجمعا ومذكرا ومؤنثا بصيغة واحدة ففي الآية الكريمة المذكورة أفرد «الفلك» وذكر وفي قوله تعالى في سورة «البقرة» : (وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ) أنثت اللفظة .. وفي قوله تعالى في سورة «يونس» : (حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ) جاءت اللفظة بصيغة الجمع. قال الجوهري : وكأنه يذهب بها إذا كانت واحدة إلى «المركب» فيذكر وإلى «السفينة» فيؤنث. وكان سيبويه يقول : «الفلك» التي هي جمع تكسير «للفلك» التي هي واحد ـ مفرد ـ وليس مثل «الطفل» الذي هو واحد ـ مفرد ـ وجمع. لأن «فعلا ـ بضم الفاء وسكون العين .. وفعلا .. بفتح الفاء والعين ـ يشتركان في شيء واحد مثل العرب ـ بضم العين وسكون الراء .. والعرب ـ بفتح العين والراء ـ والعجم والعجم فلما جاز أن يجمع «فعل مثل أسد»

٣٤٩

على فعل مثل أسد لم يمتنع أن يجمع «فعل» على «فعل» أما الفيومي فقد قال : الفلك ـ مثل قفل ـ أي بضم الفاء وسكون اللام بمعنى السفينة يكون واحدا ـ مفردا ـ فيذكر وجمعا فيؤنث. و «الذرية» بمعنى : الأولاد .. وقيل : هم صغار الأولاد ثم استعملت في الصغار والكبار وذرية الرجل : بمعنى : ولده ونسله وجمعها : ذريات وذراري .. وقيل : إن أصل ذلك من الذر : أي التفريق. وقال الفيومي : الذرية : من الذر وهو النسل. وهم الصغار وأطلقت على الآباء أيضا مجازا وبعضهم يجعل «الذرية» مأخوذة من «ذرأ الله تعالى الخلق» من باب «نفع» ذرءا : أي خلقهم خلقا وفي لفظ الذال ثلاث لغات : أفصحها : الضم وبها قرأ السبعة .. والثانية : كسر الذال ويروى ذلك عن زيد بن ثابت .. والثالثة : فتح الذال مع تخفيف الراء ـ على وزن كريمة ـ وبها قرأ أبان بن عثمان.

** (ما يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة والأربعين .. المعنى : ما ينتظرون إلا صرخة واحدة تهلكهم وهم يتخاصمون أي يتجادلون في شئونهم الدنيوية .. و «يخصمون» قرأها حمزة : يخصمون .. جعله من باب «ضرب» وهو شاذ وقياسه أن يكون من باب «نصر» لما يعرف في الأصل. وأما من قرأ «يخصمون» كما في الآية الكريمة فقد أراد : يختصمون .. فقلبت التاء صادا وأدغمت ونقلت حركته إلى الخاء. ومنهم من لا ينقل ويكسر الخاء لاجتماع الساكنين .. لأن الساكن إذا حرك حرك بالكسر .. ومن أخطائهم الشائعة قول بعضهم : أنت خصمي .. ويعني به : أنت عدوي .. في حين أن ثمة تفاوتا بين المعنيين وليسا بمعنى واحد. يقال : خصم الرجل يخصم .. من باب «تعب» إذا أحكم الخصومة فهو خصم وخصيم وخاصمه مخاصمة وخصاما فخصمه يخصمه ـ بضم الصاد ـ لأنه من باب «نصر» ويقرأ ـ يخصمه .. من باب «ضرب» وهو شاذ وقياسه أن يكون من باب «نصر» لما يعرف في الأصل بمعنى : غلبه في الخصومة أو نازعه وجاد له .. واختصم القوم وتخاصموا : أي خاصم بعضهم بعضا و «الخصم» يقع على المفرد وغيره والذكر والأنثى بلفظ واحد وفي لغة يطابق في التثنية والجمع ويجمع على خصوم وخصام. وقال الجوهري : إن «الخصم» في الأصل مصدر ولذلك يستوي فيه المذكر والمؤنث والجمع .. أما «العدو» وإن كان يتطابق مع «الخصم» في وقوعه بلفظ واحد في الواحد المذكر والمؤنث والمجموع إلا أن معناه مختلف فهو الظالم وضد الصديق والمخاصم. وان قيل : سمع عن العرب قولهم : هن وليات الله وعدوات الله وأولياؤه وأعداؤه. قال الأزهري : إذا أريد الصفة قيل : عدوة .. وينظرون في الآية الكريمة وردت بمعنى : ينتظرون. ويقال : نظر ـ ينظر .. بمعنى : تأمل الشيء بالعين. والنظر : هو تأمل الشيء بالعين .. ونظير الشيء : هو مثيله ومساويه والنظر مصدر الفعل «نظر» نحو : نظرت إليه ونظرته : بمعنى : ابصرته فيتعدى الفعل بنفسه وبالحرف ونظرت في الأمر : أي تدبرته وفكرت فيه. وقولهم : دارنا تنظر داره وتناظرها : بمعنى : تقابلها. وناظره مناظرة : بمعنى : جادله مجادلة أو صار نظيرا له .. وقولك : نظرت في الكتاب : معناه : نظرت المكتوب في الكتاب .. فحذف مفعول «نظرت» فالفعل «نظر» يتعدى إلى المبصرات بنفسه وإلى المعاني بحرف الجر ويأتي الفعل «نظر» بمعنى : انتظر كما في الآية المذكورة آنفا.

** (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والخمسين .. المعنى : ونفخ في البوق أو في القرن وهو كناية عن استدعاء الناس

٣٥٠

ليوم الحشر وهي النفخة الثانية التي ينفخها الملك «إسرافيل» للبعث فإذا هم في قبورهم يسرعون إلى ربهم للحساب بعد أن نفخ النفخة الأولى أي الصيحة الشديدة والصرخة الهائلة ذات الصوت الشديد .. وقيل : إن الفترة الزمنية بين النفختين هي أربعون سنة. و «ينسلون» بمعنى يسرعون يقال : نسل الذئب ـ ينسل ـ نسلا .. من باب «ضرب» أي أسرع .. ونسل الطائر ريشه : من باب «ضرب ونصر» ونسل الريش بنفسه من باب «دخل» فالفعل يأتي متعديا ولازما ومثله الفعل الرباعي «أنسل» ونسل الريش : معناه : سقط. ومنه أيضا : نسل الرجل ـ ينسل ـ نسلا .. من باب «ضرب» بمعنى : كثر نسله.

** (وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية والستين .. المعنى : ولقد أغوى الشيطان منكم خلقا أفلم تكونوا تفهمون عداوة الشيطان وإضلاله لكم الذي أدى إلى هلاككم؟ وحذف فاعل «أضل» اختصارا وهو الشيطان لورود ذكره في الآية الكريمة الستين .. كما حذف مفعول «تعقلون» لأن ما قبله دال عليه. و «الجبلة» الخلقة» يقال : جبله الله : بمعنى خلقه وجبله الله على كذا .. من باب «قتل» أي فطره عليه بمعنى : خلقه. ومن معاني «الجبلة» : الطبيعة .. الخليفة .. الغريزة .. يقال : هذا شيء جبلي منسوب إلى «الجبلة» كما يقال : طبيعي : أي ذاتي .. ولفظة «جبلة» قرئت بأوزان مختلفة.

(وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) (٤١)

(وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا) : أعرب في الآية الكريمة الثالثة والثلاثين. أن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل ـ ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع سبحانه مبني على السكون في محل نصب اسم «أن».

(حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «أن» و «أن» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل رفع خبر «آية» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع سبحانه و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. ذرية : مفعول به منصوب بالفتحة و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) : جار ومجرور متعلق بحملنا. المشحون : صفة ـ نعت ـ للفلك مجرور مثله وعلامة جره الكسرة.

(وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ) (٤٢)

(وَخَلَقْنا لَهُمْ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على «حملنا» وتعرب إعرابها. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون فى محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بخلقنا.

٣٥١

(مِنْ مِثْلِهِ) : جار ومجرور متعلق بخلقنا والهاء ضمير متصل يعود على «الفلك» في محل جر بالإضافة أي الإبل .. وغيرها.

(ما يَرْكَبُونَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يركبون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير ساقط من اللفظ خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : وخلقنا لهم ما يركبونه من مثل المركب من الإبل وهي سفائن البر أو بمعنى مراكب مماثلة.

(وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ) (٤٣)

(وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ) : الواو استئنافية. إن : حرف شرط جازم. نشأ : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. نغرق : فعل مضارع جواب الشرط يعرب إعراب «نشأ» و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به وحذف مفعول «نشأ» اختصارا بمعنى : وإن نرد اغراقهم وجملة «نغرقهم» جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها.

(فَلا صَرِيخَ لَهُمْ) : الفاء استئنافية. لا : نافية للجنس تعمل عمل «إن». صريخ : اسم «لا» مبني على الفتح في محل نصب وخبر «لا» محذوف وجوبا بمعنى فلا مغيث يغيثهم. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بخبر «لا» المحذوف.

(وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ) : الواو عاطفة. لا : نافية لا عمل لها. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. ينقذون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «هم» وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل بمعنى ولا هم ينجون من الموت بالغرق.

(إِلاَّ رَحْمَةً مِنَّا وَمَتاعاً إِلى حِينٍ) (٤٤)

٣٥٢

(إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا) : أداة استثناء. رحمة : مستثنى بإلا منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. من : حرف جر و «نا» ضمير متصل ـ ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة من «رحمة» أو تكون «إلا» أداة حصر لا عمل لها و «رحمة» مفعولا لأجله بمعنى لرحمة منا.

(وَمَتاعاً إِلى حِينٍ) : معطوف بالواو على «رحمة منا» ويعرب إعرابه بمعنى وتمتيع إلى أجل مقدر محدد.

(وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (٤٥)

(وَإِذا قِيلَ لَهُمُ) : الواو استئنافية. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمن متضمن معنى الشرط مبني على السكون خافض لشرطه متعلق بجوابه. قيل : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف وهي فعل ماض مبني على الفتح مبني للمجهول. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بقيل وجواب «إذا» محذوف اختصارا لأن ما بعده يدل عليه. التقدير : أعرضوا أي صدوا.

(اتَّقُوا ما بَيْنَ) : الجملة الفعلية في محل رفع نائب فاعل للفعل «قيل» لأنها مقول القول .. وهي فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. بين : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بفعل محذوف تقديره استقر وهو مضاف والجملة الفعلية «استقر» أو كان ما بين أيديكم صلة الموصول لا محل لها أي أمامكم من النكبات.

(أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المقدرة على الياء للثقل وهو مضاف. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة ـ مضاف إليه ثان والميم علامة جمع الذكور. الواو عاطفة. ما خلفكم : معطوف على «ما بين أيديكم» ويعرب إعرابه بمعنى : وما وراءكم من النكبات في الآخرة.

٣٥٣

(لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إن» الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «لعل» والميم علامة جمع الذكور. ترحمون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لعل» وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل بمعنى لتكونوا على رجاء رحمة الله.

(وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ) (٤٦)

(وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ) : الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها. تأتي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. من : حرف جر زائد لتأكيد معنى النفي. آية : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه فاعل «تأتي».

(مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «آية». رب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ثان.

(إِلَّا كانُوا) : أداة تحقيق بعد النفي. كانوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة.

(عَنْها مُعْرِضِينَ) : جار ومجرور متعلق بخبر «كان». معرضين : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (٤٧)

(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا) : معطوف بالواو على (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا) في الآية الكريمة الخامسة والأربعين ويعرب إعرابه.

٣٥٤

(مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ) : الأصل : من : حرف جر للتبعيض. و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بأنفقوا وحذف مفعول «أنفقوا» لأن «من» التبعيضية دالة عليه بمعنى ابذلوا بعض ما رزقكم الله في أعمال البر. رزق : فعل ماض مبني على الفتح. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم والميم علامة جمع الذكور حرك الميم بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. والجملة الفعلية «رزقكم الله» صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : ما رزقكموه الله.

(قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل. كفروا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(لِلَّذِينَ آمَنُوا) : اللام حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بقال. آمنوا : تعرب إعراب «كفروا» والجملة الفعلية بعده «أنطعم من ..» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(أَنُطْعِمُ مَنْ) : الهمزة همزة استهزاء وإنكار بلفظ استفهام. نطعم : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. من : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

(لَوْ يَشاءُ اللهُ أَطْعَمَهُ) : الجملة الشرطية وما بعدها صلة الموصول «من» لا محل لها. لو : حرف شرط غير جازم. يشاء : فعل مضارع مرفوع بالضمة. الله لفظ الجلالة فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. أطعمه : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والهاء ضمير متصل

٣٥٥

مبني على الضم في محل نصب مفعول به والجملة الفعلية «أطعمه» جواب شرط غير جازم لا محل لها بمعنى لأطعمه بإسقاط اللام.

(إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا) : مخففة مهملة بمعنى «ما» النافية. أنتم : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. إلا : أداة حصر.

(فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر «أنتم» : مبين : صفة ـ نعت ـ لضلال مجرور مثله وعلامة جرهما ـ الصفة والموصوف ـ الكسرة المنونة.

(وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (٤٨)

(وَيَقُولُونَ مَتى هذَا) : الواو استئنافية. يقولون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. متى : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان متعلق بفعل محذوف تقديره يتحقق. هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع فاعل للفعل المحذوف اختصارا وهو ما دل عليه ما قبله بتقدير : متى يتم أو يتحقق هذا الوعد بنزول العذاب والجملة «متى يتحقق هذا الوعد» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ أي قول المشركين بتهكم ساخرين متى وقت هذا الوعد أي قيام الساعة إن كنتم صادقين فيه ويجوز أن يعرب اسم الإشارة «هذا» مبتدأ وخبره محذوف بتقدير : متى هذا الوعد حاصل.

(الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) : بدل من اسم الإشارة «هذا» مرفوع بالضمة. إن : حرف شرط جازم. كنتم : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم بإن. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. صادقين : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته وجواب الشرط محذوف دل عليه معنى ما تقدمه : أي فأخبرونا.

(ما يَنْظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ) (٤٩)

٣٥٦

(ما يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً) : نافية لا عمل لها. ينظرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الافعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. إلا : أداة حصر لا عمل لها. صيحة : مفعول به منصوب بالفتحة المنونة.

(واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ) : صفة ـ نعت ـ لصيحة منصوب مثلها وعلامة نصبها الفتحة المنونة. تأخذ : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ثانية لصيحة وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به أي تهلكهم.

(وَهُمْ يَخِصِّمُونَ) : الواو حالية. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يخصمون : تعرب إعراب «ينظرون» والجملة الفعلية «يخصمون» في محل رفع خبر «هم» والجملة الاسمية «هم يخصمون» في محل نصب حال من ضمير الغائبين «هم» في «تأخذهم» بمعنى يخاصم بعضهم بعضا.

(فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ) (٥٠)

(فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً) : الفاء سببية. لا : نافية لا عمل لها. يستطيعون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. توصية : مفعول به منصوب بالفتحة المنونة.

(وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ) : الواو عاطفة. لا : نافية لا عمل لها. إلى أهل : جار ومجرور متعلق بيرجعون و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. يرجعون : تعرب إعراب «يستطيعون».

(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ) (٥١)

(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ) : الواو استئنافية. نفخ : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. في الصور : جار ومجرور في محل رفع نائب فاعل.

٣٥٧

(فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ) : الفاء استئنافية. إذا : حرف فجاءة لا محل له. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. من الأجداث : جار ومجرور متعلق بخبر «هم» أي من القبور مفرده : جدث.

(إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ) : جار ومجرور متعلق بالخبر «ينسلون» و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. ينسلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى : يسرعون. والجملة الفعلية «ينسلون» في محل رفع خبر «هم».

(قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ) (٥٢)

(قالُوا يا وَيْلَنا) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ يا : أداة نداء. ويل : منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة ويجوز أن تكون الكلمة منصوبة على معنى المصدر على إضمار فعل ويكون المنادى محذوفا مثل قولنا : يا ليتني بحذف المنادى. وقيل : إن «الويل» في الأصل : مصدر لا فعل له معناه : تحسر وهلك لأنه لا يشتق منه فعل فينصب نصب المصادر ثم يرفع رفعها لأن «الويل» اسم بمعنى «الهلاك».

(مَنْ بَعَثَنا) : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. بعثنا : الجملة الفعلية : في محل رفع خبر «من» وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به أي قالوا من شدة الفزع والهول من أيقظنا؟

(مِنْ مَرْقَدِنا) : جار ومجرور متعلق ببعث. و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

٣٥٨

(هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ لأنها جواب عن سؤال بتقدير قال لهم الملائكة مجيبين عن سؤالهم .. هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر «هذا». وعد : فعل ماض مبني على الفتح. الرحمن : فاعل مرفوع بالضمة والجملة الفعلية (وَعَدَ الرَّحْمنُ) صلة الموصول لا محل لها. والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : هذا ما وعدكم به الرحمن أو تكون «ما» مصدرية فتكون جملة (وَعَدَ الرَّحْمنُ) صلة حرف مصدري لا محل لها و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل رفع خبر المبتدأ «هذا» التقدير : هذا وعد الرحمن. ويجوز أن يكون اسم الإشارة «هذا» في محل جر صفة ـ نعتا ـ للمرقد. وفي هذا التقدير أو الإعراب تكون (ما وَعَدَ الرَّحْمنُ) خبرا لمبتدإ محذوف تقديره : هو وعد الرحمن أو يكون المصدر (ما وَعَدَ الرَّحْمنُ) مبتدأ محذوف الخبر. التقدير : وعد الرحمن وصدق المرسلين حق.

(وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة (وَعَدَ الرَّحْمنُ) وتعرب إعرابها وعلامة رفع الاسم الواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد ويكون معنى الكلام وتقديره في حالة إعراب «ما» مصدرية : هذا وعد الرحمن وصدق المرسلين .. على تسمية الموعود والمصدوق فيه بالوعد والصدق .. وفي حالة إعراب «ما» اسما موصولا يكون التقدير هذا الذي وعده الرحمن والذي صدقه المرسلون بمعنى والذي صدق فيه المرسلون أي الأنبياء المرسلون وبعد حذف الموصوف «الأنبياء» أقيمت الصفة «المرسلون» مقامه.

(إِنْ كانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ) (٥٣)

هذه الآية الكريمة أعربت في الآية الكريمة التاسعة والعشرين. جميع : خبر «هم» مرفوع بالضمة المنونة. لدى : ظرف مكان أو زمان على المعنى لأن هناك معنى يحضرون يوم القيامة مبني على السكون في محل نصب

٣٥٩

على الظرفية وهو مضاف و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع سبحانه ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. محضرون : صفة ـ نعت ـ للموصوف «جميع» مرفوع مثله وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلا تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٥٤)

(فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ) : الفاء استئنافية. اليوم : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بالفعل «تظلم» وقد قدم الظرف على عامله للأهمية. لا : نافية لا عمل لها. تظلم : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة.

(نَفْسٌ شَيْئاً) : نائب فاعل مرفوع بالضمة المنونة. شيئا : نائب عن المصدر ـ المفعول المطلق ـ منصوب بالفتحة المنونة.

(وَلا تُجْزَوْنَ إِلَّا) : الواو عاطفة. لا : نافية لا عمل لها. تجزون : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. إلا : أداة حصر لا عمل لها.

(ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. كنتم : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. تعملون : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية «كنتم تعملون» صلة الموصول لا محل لها والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : ما كنتم تعملونه. أو تكون «ما» مصدرية فتكون جملة «كنتم تعملون» صلة حرف مصدري لا محل لها و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به. التقدير : ولا تجزون إلا عملكم.

٣٦٠