إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٨

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٨

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٠٧

(مِنْهُنَّ وَطَراً) : حرف جر و «هن» ضمير الغائبات مبني على الفتح في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بحال مقدمة من «وطرا» بمعنى : حاجة. مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(وَكانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً) : الواو استئنافية. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. أمر : اسم «كان» مرفوع بالضمة وهو مضاف. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة. مفعولا : خبر «كان» منصوب بالفتحة المنونة.

(ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللهُ لَهُ سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكانَ أَمْرُ اللهِ قَدَراً مَقْدُوراً) (٣٨)

(ما كانَ عَلَى النَّبِيِ) : نافية لا عمل لها. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. على النبي : جار ومجرور متعلق بخبر «كان» المقدم.

(مِنْ حَرَجٍ) : حرف جر زائد لتوكيد النفي. حرج : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا لأنه اسم «كان» المؤخر بمعنى : ضيق.

(فِيما فَرَضَ اللهُ لَهُ) : حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بفي والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة من «حرج». فرض : فعل ماض مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. له : جار ومجرور متعلق بفرض. والجملة الفعلية (فَرَضَ اللهُ لَهُ) صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير فيما فرضه الله له .. بمعنى : أوجبه أي أحله والضمير العائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ساقط من اللفظ ثابت في المعنى.

(سُنَّةَ اللهِ) : مفعول مطلق ـ مصدر ـ مؤكد لقوله تعالى : (ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ) بتقدير : سن الله ذلك سنة منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة.

(فِي الَّذِينَ) : حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بفي والجار والمجرور متعلق بالفعل المقدر «سن».

١٤١

(خَلَوْا مِنْ قَبْلُ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح للتعذر على الألف الممدودة المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بواو الجماعة. وبقيت الفتحة دالة على الألف المحذوفة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. من : حرف جر. قبل : اسم مبني على الضم لانقطاعه عن الإضافة في محل جر بمن. والجار والمجرور متعلق بخلوا أو بصلة محذوفة من «الذين» بمعنى في الذين مضوا أو سبقوا من الأنبياء.

(وَكانَ أَمْرُ اللهِ قَدَراً مَقْدُوراً) : أعرب في الآية الكريمة السابقة. مقدورا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «قدرا» أو توكيد له منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة أي مقضيا مقطوعا به.

(الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللهَ وَكَفى بِاللهِ حَسِيباً) (٣٩)

(الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ) : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر على الوصف للأنبياء في قوله «الذين خلوا من قبل» لأن المعنى : الأنبياء الماضين الذين يبلغون أو يكون «الذين» بدلا من «الذين» الأول أو يكون في محل رفع خبرا لمبتدإ محذوف تقديره : هم الذين .. أو في محل نصب على المدح بفعل محذوف تقديره : أعني الذين يبلغون. والجملة الفعلية (يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ) صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(رِسالاتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم وهو مضاف. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة. ويخشونه : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على «يبلغون» وتعرب إعرابها. والهاء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع سبحانه ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به بمعنى ويبلغون رسالات الله إلى العباد ويخشون الله سبحانه.

١٤٢

(وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً) : الواو عاطفة. لا : نافية لا عمل لها. يخشون : أعربت. أحدا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(إِلَّا اللهَ) : أداة استثناء. الله لفظ الجلالة مستثنى بإلا منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة أو تكون «إلا» أداة حصر ويكون لفظ الجلالة بدلا من «أحدا» بمعنى ولا يخافون غيره سبحانه.

(وَكَفى بِاللهِ حَسِيباً) : أعرب في الآية الكريمة الثالثة بمعنى : وكفى الله محاسبا على الصغيرة والكبيرة ..

(ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) (٤٠)

(ما كانَ مُحَمَّدٌ) : نافية لا عمل لها. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. محمد : اسم «كان» مرفوع بالضمة المنونة.

(أَبا أَحَدٍ) : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف. أحد : مضاف إليه مجرور بالكسرة.

(مِنْ رِجالِكُمْ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «أحد» الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.

(وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ) : الواو عاطفة. لكن : مخففة مهملة حرف استدراك لا عاطفة لوجود الواو. رسول : خبر «كان» المحذوف اختصارا لوجود ما يدل عليه قبله منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى ولكن كان رسول الله. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.

(وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) : معطوف بالواو على «رسول الله» ويعرب إعرابه بمعنى : ولكن كان خاتم النبيين. وعلامة جر «النبيين» الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

١٤٣

(وَكانَ اللهُ بِكُلِ) : الواو استئنافية. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة : اسم «كان» مرفوع للتعظيم وعلامة الرفع الضمة. بكل : جار ومجرور متعلق بخبر «كان».

(شَيْءٍ عَلِيماً) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. عليما : خبر «كان» منصوب بالفتحة المنونة.

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً) (٤١)

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) : أداة نداء. أي : منادى مبني على الضم في محل نصب و «ها» للتنبيه. الذين : اسم موصول مبني على الفتح عطف بيان من «أي». آمنوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة الفعلية «آمنوا» صلة الموصول لا محل لها.

(اذْكُرُوا اللهَ) : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الله لفظ الجلالة : مفعول به منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة.

(ذِكْراً كَثِيراً) : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. كثيرا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «ذكرا» منصوب مثله.

(وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) (٤٢)

(وَسَبِّحُوهُ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على «اذكروا الله» وتعرب إعرابها والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

(بُكْرَةً وَأَصِيلاً) : ظرف زمان منصوب على الظرفية الزمانية وعلامة نصبه الفتحة المنونة متعلق بسبحوه بمعنى أكثروا من ذكر الله ونزهوه في كل الأوقات لأن التسبيح من جملة الذكر. وأصيلا : معطوف بالواو على «بكرة» ويعرب إعرابه. وهما صلاة الفجر والعشاءين أو هما أول النهار وآخره.

(هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً) (٤٣)

١٤٤

(هُوَ الَّذِي) : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. الذي : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع خبر «هو».

(يُصَلِّي عَلَيْكُمْ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. عليكم : جار ومجرور متعلق بيصلي والميم علامة جمع الذكور بمعنى يترحم عليكم ويترأف أو يرحمكم لأن الصلاة من الله معناها الرحمة.

(وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ) : الواو عاطفة. ملائكته : فاعل لفعل مضمر يفسره ما قبله مرفوع بالضمة بمعنى وتدعو لكم ملائكته والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. اللام لام التعليل حرف جر. يخرجكم : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور والجملة الفعلية «يخرجكم ..» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بيصلي.

(مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) : جاران ومجروران متعلقان بيخرجكم و «من» حرف جر لابتداء الغاية و «إلى» حرف جر لانتهاء الغاية بمعنى من ظلمات المعصية إلى نور الطاعة.

(وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً) : الواو استئنافية. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره هو. بالمؤمنين : جار ومجرور متعلق بخبر «كان» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد. رحيما : خبر «كان» منصوب بالفتحة المنونة.

(تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً) (٤٤)

(تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ) : مبتدأ مرفوع بالضمة و «هم» ضمير متصل «ضمير الغائبين» مبني على السكون في محل جر بالإضافة وهي مصدر أضيف إلى المفعول

١٤٥

لأن المعنى يحيونه يوم لقائه بسلام ويجوز أن يعظمهم الله سبحانه بسلامه عليهم. وقيل : هو سلام ملك الموت والملائكة معه عليهم وبشارتهم بالجنة وقيل : سلام الملائكة لهم عند نشورهم .. وقيل : عند دخولهم الجنة. يوم : مفعول فيه ـ ظرف زمان ـ منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بيحيون وهو مضاف والجملة الفعلية «يلقونه» في محل جر مضاف إليه.

(يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ) : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. سلام : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنونة.

(وَأَعَدَّ لَهُمْ) : الواو استئنافية. أعد : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بأعد.

(أَجْراً كَرِيماً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. كريما : صفة ـ نعت ـ للموصوف «أجرا» منصوب مثله بالفتحة المنونة بمعنى : هيأ لهم سبحانه الجنة.

(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً) (٤٥)

(يا أَيُّهَا النَّبِيُ) : أداة نداء. أي : منادى مبني على الضم في محل نصب و «ها» للتنبيه. النبي : عطف بيان من «أي» مرفوع بالضمة على لفظ «أي» لا محله. ويجوز أن يكون صفة ـ نعتا ـ للمنادى «أي» إذا اعتبرت كلمة «النبي» اسما مشتقا.

(إِنَّا أَرْسَلْناكَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع سبحانه مبني على السكون في محل نصب اسم «إن». أرسلناك : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع سبحانه المبني على السكون في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.

١٤٦

(شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً) : حال من ضمير المخاطب في «أرسلناك» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة والكلمتان «مبشرا ونذيرا» معطوفتان بواوي العطف على «شاهدا» وتعربان إعرابه بمعنى شاهدا على أمتك يوم القيامة ومبشرا أياهم أي من صدقك بالرياض ومخوفا من كذبك بجهتم لتهاونهم.

(وَداعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً) (٤٦)

(وَداعِياً إِلَى اللهِ) : معطوف بالواو على «شاهدا» ويعرب إعرابه. إلى الله : جار ومجرور للتعظيم متعلق باسم الفاعل «داعيا».

(بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً) : جار ومجرور متعلق باسم الفاعل «داعيا» والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة بمعنى داعيا بأمره لنشر الرسالة. الواو عاطفة. وسراجا : معطوف على ضمير المخاطب الكاف في «أرسلناك» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. منيرا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «سراجا» منصوب مثله بالفتحة المنونة بمعنى : ذا سراج منير أي مصباح يضيء يستنار بضوئه .. أو وتاليا سراجا منيرا أي أرسلناك مبشرا وتاليا. إذا فسر «السراج المنير» بالقرآن الكريم أي منورا.

(وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللهِ فَضْلاً كَبِيراً) (٤٧)

(وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) : الواو عاطفة على محذوف بتقدير أرسلناك وقلنا لك بشر. بشر : فعل أمر مبني على السكون الذي حرك بالكسر لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. المؤمنين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته والجملة الفعلية «بشر المؤمنين» في محل نصب مفعول به بالفعل المقدر «قلنا» أي مقول القول ـ.

(بِأَنَّ لَهُمْ) : الباء حرف جر وهي الباء السببية. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر «أن» المقدم و «أن» وما في حيزها من اسمها وخبرها بتأويل مصدر

١٤٧

في محل جر بالباء .. التقدير بسبب أن لهم فحذف المجرور المضاف وأقيم المضاف المؤول مقامه و «أن» حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل.

(مِنَ اللهِ) : جار ومجرور للتعظيم متعلق باسم «أن» أو بحال مقدمة من «فضلا» لأنه صفة له قدمت عليه.

(فَضْلاً كَبِيراً) : اسم «أن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. كبيرا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «فضلا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : فضلا عظيما على جميع الأمم بما معهم من كتابه المجيد.

(وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ وَدَعْ أَذاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً) (٤٨)

(وَلا تُطِعِ) : الواو عاطفة. لا : ناهية جازمة. تطع : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه سكون آخره وحذفت الياء ـ أصله : «تطيع» تخفيفا ولالتقاء الساكنين وحرك آخر الفعل بالكسر لالتقاء الساكنين أيضا والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت.

(الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. والمنافقين : معطوف بالواو على «الكافرين» ويعرب إعرابه.

(وَدَعْ أَذاهُمْ) : الواو عاطفة. دع : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. أذى : مفعول به منصوب بدع وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) : الجملة الفعلية معطوفة على جملة «دع» وتعرب إعرابها. على الله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بتوكل.

(وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً) : أعرب في الآية الكريمة الثالثة بمعنى : وكفى الله وكيلا يتصرف بذلك كما يشاء ..

١٤٨

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَراحاً جَمِيلاً) (٤٩)

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) : أداة نداء. أي : منادى مفرد مبني على الضم في محل نصب. و «ها» للتنبيه. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب عطف بيان لأي. آمنوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة الفعلية «آمنوا» صلة الموصول لا محل لها.

(إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ) : ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه متعلق بجوابه متضمن معنى الشرط. نكحتم : الجملة الفعلية وما بعدها في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف بمعنى تزوجتم وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل مبني على الضم ـ ضمير المخاطبين في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور. المؤمنات : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم.

(ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَ) : حرف عطف. طلقتم : الجملة الفعلية معطوفة على «نكحتم المؤمنات» وتعرب إعرابها والواو لإشباع الميم و «هن» ضمير متصل ـ ضمير الإناث الغائبات ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.

(مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَ) : جار ومجرور متعلق بطلقتم. أن : حرف مصدري ناصب. تمسوا : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «هن» ضمير متصل ـ ضمير الإناث الغائبات ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. والجملة الفعلية «تمسوهن» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالإضافة. التقدير من قبل مسهن أي من قبل الدخول بهن.

(فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَ) : الجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها. الفاء واقعة في جواب الشرط. ما : نافية لا عمل لها. لكم : جار ومجرور في

١٤٩

محل رفع متعلق بخبر مقدم والميم علامة جمع الذكور. على : حرف جر و «هن» ضمير الإناث الغائبات ـ مبني على الفتح في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بحال مقدمة من «عدة».

(مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها) : حرف جر زائد لتأكيد النفي. عدة : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ مؤخر. تعتدون : الجملة الفعلية في محل رفع صفة لعدة على المحل وفي محل جر على اللفظ وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

(فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَ) : الفاء سببية لأنها بدل من فاء «فما لكم». متعوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. و «هن» أعرب في «طلقتموهن». وسرحوهن : معطوفة بالواو على جملة «متعوهن» وتعرب إعرابها بمعنى : فأعطوهن متعة الطلاق وطلقوهن طلاقا بالسنة.

(سَراحاً جَمِيلاً) : اسم في موضع المفعول المطلق ـ المصدر ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. جميلا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «سراحا» منصوب مثله بالفتحة المنونة بمعنى : طلاقا بالسنة من غير ضرارا عليهن.

** (وَدَعْ أَذاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثامنة والأربعين .. بمعنى : واترك أذاهم أي إيذاءهم إياك أو تجنب إيذاءهم وضمير الغائبين «هم» يحتمل الفاعل والمفعول بمعنى : ودع أن تؤذيهم بضرر أو قتل وخذ بظاهرهم وحسابهم على الله في باطنهم أو ودع ما يؤذونك به ولا تجازهم عليه حتى تؤمر .. أي وأعرض عن أذاهم والإضرار بهم ولا تبال بهم. والفعل «دع» مضارعه : يدع .. يقال : ودعته ـ أدعه ـ ودعا .. بمعنى تركته. قال الفيومي : قال بعض المتقدمين وزعمت النحاة أن العرب أماتت ماضي «يدع» ومصدره واسم الفاعل وقد قرأ مجاهد وعروة ومقاتل وابن أبي عبلة ويزيد النحوي «ما ودعك ربك» بتخفيف الدال ـ وفي الحديث «لينتهين قوم عن ودعهم الجمعات» أي عن تركهم. فقد رويت هذه الكلمة عن أفصح العرب ونقلت عن طريق القراء فكيف يكون إماتة وقد جاء الماضي في بعض الأشعار وما هذه سبيله فيجوز القول بقلة الاستعمال ولا يجوز القول بالإماتة. وقال الجوهري : وقولهم : دع ذا : أي اتركه وأصله : ودع وقد أميت ماضيه فلا يقال : ودعه وإنما يقال : تركه ولا وادع ـ اسم فاعل ـ ولكن تارك وربما جاء في ضرورة الشعر ودع.

١٥٠

** (أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الخمسين .. وكلمة «اللاتي» جمع «التي» وهي مؤنث «الذي» ومثناها اللتان «في حالة الرفع» و «اللتين» في حالتي النصب والجر وجمعها : اللاتي ـ كما في الآية الكريمة المذكورة ـ واللائي واللواتي. وتصغر «التي» فيقال : اللتيا. وإذا جمع بينهما في جملة أدتا معنى آخر نحو قولنا : وقع فلان في اللتيا والتي .. بمعنى : وقع في الصغيرة والكبيرة من الدواهي .. ويكنى بهما عن الشدة لأنهما اسمان من أسماء الداهية المتناهية وقيل : هما تصغير «التي» و «اللاتي» ويراد بالتصغير : التكثير. وقيل : إن «التي» هي الكبيرة و «اللتيا» هي الصغيرة : الداهية الكبيرة والداهية الصغيرة. وقيل : إن أصلهما ورد على لسان رجل من «جديس» تزوج امرأة صغيرة فقاسى منها الشدائد وكان يعبر عنها بالتصغير .. ثم تزوج امرأة طويلة فقاسى منها ضعف ما قاسى من الصغيرة فطلقها هي الأخرى وقال : بعد اللتيا والتي لا أتزوج أبدا. وقد اختلف النحاة في حركة لام «اللتيا» فقد قال بنصبها كل من «الصحاح» والحريري في درة الغواص .. قال عن ضم اللام : إنه لحن فاحش وغلط شائن ـ اسم فاعل للفعل «شان» ولا نقول : مشين .. لأن هذه اللفظة اسم فاعل للفعل الرباعي «أشان» الذي لم يرد في مصادر اللغة إلا ثلاثيا «شان» وقال ابن خالويه : أجمع النحويون على فتح لام «اللتيا» إلا أن الأخفش أجاز ضمها .. وقال بالفتح كل من الزمخشري في «الأساس» وابن منظور في «لسان العرب» وقال «تاج العروس» : الضم : لغة جائزة إلا أنها قليلة .. وقال بضم اللام فقط كل من ابن سيده وابن السكيت. و «السكيت» من صيغ المبالغة «فعيل بمعنى فاعل» أي الكثير السكوت ومثله أيضا : الساكوت : أي الدائم السكوت. وقيل : إن المثل المذكور آنفا هو كناية عن «الحية» وكنى عن الكبيرة بلفظ التصغير تشبيها بالحية فإنها إذا كثر سمها صغرت ؛ لأن السم يأكل جسدها. و «السم» هو مادة قاتلة لأنها إذا دخلت جوف الإنسان عطلت الأعمال الحيوية أو أوقفتها تماما. واللفظة تنطق بفتح السين على الأكثر وجمعها : سموم ـ بضم السين ـ وتنطق بضم السين لأنه لغة لأهل العالية وبكسر السين لغة لبني تميم. ومنه قيل سممت الطعام سما : بمعنى : جعلت فيه السم. وتطلق لفظة «سم» على ثقب الإبرة ملفوظة بضم السين وفتحها وكسرها .. والأشهر فتحها لأنها وردت في كتاب الله العظيم بفتح السين في قوله عزوجل في سورة «الأعراف» : (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ) صدق الله العظيم. بمعنى : يستحيل عليهم دخول الجنة كاستحالة أن يدخل الجمل «البعير» في ثقب الإبرة. السم : الثقب .. والخياط : الإبرة. ذكر سبحانه ذلك التشبيه لكونه غاية في الضيق. ومن هذه اللفظة اشتقت كلمة «مسام البدن» وهي ثقبة ـ جمع ثقب ـ التي يبرز عرقه وبخار باطنه منها.

** (إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) : المعنى : أحللناها لك إن وهبت لك نفسها وأنت تريد أن تتزوجها لأن إرادته هي قبول الهبة وما به تتم. وقد حول سبحانه القول من المخاطبة «الخطاب» إلى الغيبة في قوله للنبي : «إن أراد النبي» ثم عاد جلت قدرته إلى المخاطبة في قوله عزّ من قائل ـ : «لك .. وعليك» والسبب هو الإيذان بأنه مما خص به وأثر ومجيؤه على لفظ النبي للدلالة على أن الاختصاص تكرمة له لأجل النبوة وتكريره تفخيم له وتقرير لاستحقاقه ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ الكرامة لنبوته.

١٥١

** سبب نزول الآية : قالت أم هانئ بنت أبي طالب : خطبني رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فاعتذرت إليه فعذرني. فأنزل الله تعالى : (إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ ..).

** (ذلِكَ أَدْنى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الحادية والخمسين .. المعنى والتقدير : ذلك التخيير في صحبتهن أو «التفويض ..» فحذف المشار إليه «التخيير ...» اختصارا لأن ما قبله دال عليه.

** (لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ) : ورد هذا القول الكريم في بداية الآية الكريمة الثانية والخمسين .. وقد ذكر الفعل «يحل» مع فاعله المؤنث «النساء» لأن تأنيث الجمع «النساء» غير حقيقي ـ تأنيث مجازي ـ ولفصله عن الفاعل وقد بني الاسم «بعد» على الضم لانقطاعه عن الإضافة أي بعد حذف المضاف إليه التقدير : من بعد النساء المقررات لك أو من بعد الزوجات التسع اللاتي هن معك. والمحذوف هو «النساء».

** (وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ) : المعنى : إلا ما ملكت يدك والقول الكريم كناية عن الإماء ـ جمع أمة ـ أي الرقيقات. و «الحسن» كما قال الجوهري ـ هو ضد «القبح» وجمعه : محاسن .. على غير قياس كأنه جمع «محسن» ويقال : رجل حسن وامرأة حسنة وقالوا : امرأة حسناء ولم يقولوا : رجل أحسن وهو اسم أنث من غير تذكير ويقال : حسن الشيء : أي جعله حسنا بمعنى : زينه. وحسان : اسم رجل إن جعلته من صيغ المبالغة «فعالا» من الحسن أجريته ـ أي صرفته بمعنى نونت آخره ـ وإن جعلته فعلان .. من «الحس» وهو القتل أو الحس أي بفتح الحاء وكسرها لم تجره ـ أي لم تصرفه بمعنى لم تنون آخره .. ويقال : حسن الشيء ـ بضم السين ـ أي جمل أو صار جميلا. وقال الفيومي : حسن الشيء فهو حسن وسمي به وبمصغره والأنثى : حسنة وبها سمي أيضا ومنه : شرحبيل بن حسنة ويقال : أحسن الشيء : أي أتقنه. ويقال للرجل : أحسنت : أي فعلت الحسن كما قيل : أجاد لمن فعل الجيد. وقيل : الجمال والحسن لفظتان تؤدي إحداهما معنى الأخرى. والجمال : أرق من الحسن. قال سيبويه : الجمال هو رقة الحسن والأصل : جمالة .. من «جمل جمالة» مثل «صبح صباحة» لكنهم حذفوا الهاء تخفيفا لكثرة الاستعمال .. ومن اشتقاقاته : تجملت المرأة تجملا : أي تزينت وتحسنت : أي اجتلبت البهاء والإضاءة. واشتق منه الفعل «جامل» وهو فعل مزيد نحو : جامل صاحبك مجاملة : بمعنى أحسن معاملته وعشرته .. وحسن الرجل مثل جمل. وجمل الرجل : أي حسن خلقا وخلقا وهي جميلة.

** سبب نزول الآية .. قال عكرمة : لما خير رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أزواجه اخترن الله ورسوله فأنزل الله : «لا يحل لك ..».

** (فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثالثة والخمسين وفيه حذف المشار إليه بعد ذلكم اختصارا لأن ما قبله يدل عليه. التقدير : إن ذلكم التصرف كان يؤلم الرسول الكريم ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ والمحذوف «التصرف» هو صفة ـ نعت ـ لاسم الإشارة أو بدل منه وقوله «يستحي منكم» معناه : يخجل من إخراجكم فحذف المضاف وأوصل حرف الجر «من» بالمضاف إليه «كاف المخاطبين» فصار «منكم» والفعل «يستحي» جاء بلغتين .. الأولى : وهي لغة الحجاز التي أنزل بها القرآن الكريم أي بياءين .. واللغة الثانية بياء واحدة وهي

١٥٢

لغة بني تميم .. أما المعنى فهو أن النبي يخجل من إخراجكم من بيته أما قوله (وَاللهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِ) فمعناه : والله لا يمتنع منه ولا يتركه لأن الخجل محال إطلاقه على الله جلت قدرته وفي هذا القول الكريم أدب الله سبحانه به الثقلاء وجاء تأديبا لخلقه وهداية لهم إلى الفضائل. والفعل يتعدى بنفسه فيقال : استحييته وبالحرف فيقال : استحييت منه.

(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللاَّتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَما مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفاءَ اللهُ عَلَيْكَ وَبَناتِ عَمِّكَ وَبَناتِ عَمَّاتِكَ وَبَناتِ خالِكَ وَبَناتِ خالاتِكَ اللاَّتِي هاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنا ما فَرَضْنا عَلَيْهِمْ فِي أَزْواجِهِمْ وَما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) (٥٠)

(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ) : أعرب في الآية الكريمة الخامسة والأربعين. لك : جار ومجرور متعلق بأحللنا.

(أَزْواجَكَ اللَّاتِي) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. اللاتي : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب صفة ـ نعت ـ للأزواج.

(آتَيْتَ أُجُورَهُنَ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل. أجور. مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هن» ضمير متصل ـ ضمير الغائبات الإناث ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به أول. التقدير : آتيتهن.

(وَما مَلَكَتْ يَمِينُكَ) : الواو عاطفة. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به بأحللنا. ملكت : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. يمينك : فاعل مرفوع بالضمة. والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة والجملة الفعلية «ملكت يمينك» أي يدك صلة الموصول لا محل

١٥٣

لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به التقدير : وما ملكته يمينك.

(مِمَّا أَفاءَ اللهُ عَلَيْكَ) : أصلها : من : حرف جر و «ما» المدغمة بنون «من» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بحال محذوفة من «ما» في «ما ملكت يمينك» التقدير حال كونه مما أفاء الله عليك و «من» حرف جر بياني. أفاء : فعل ماض مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. عليك : جار ومجرور متعلق بأفاء وحذفت الصلة العائدة بمعنى : مما أفاء الله عليك من السبي في الحرب. أي الغنيمة والخراج.

(وَبَناتِ عَمِّكَ) : معطوف بالواو على «أزواجك» أي وأحللنا لك بنات عمك» منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم. عمك : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه ثان.

(وَبَناتِ عَمَّاتِكَ وَبَناتِ خالِكَ وَبَناتِ خالاتِكَ) : الأسماء المعطوفة بالواو تعرب إعراب «وبنات عمك».

(اللَّاتِي هاجَرْنَ مَعَكَ) : أعرب. هاجرن : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة. النون ضمير متصل ـ ضمير الإناث الغائبات ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل. معك : ظرف مكان متعلق بهاجرن وهو مضاف يدل على الاجتماع والمصاحبة وقيل : هو اسم بدليل حركة آخره مع تحرك ما قبله وقيل : هو اسم بمعنى الظرف أو حرف جر مبني على الفتح والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة أو في محل جر بحرف الجر «مع» والجملة الفعلية «هاجرن معك» صلة الموصول لا محل لها.

(وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً) : الواو عاطفة. امرأة : مفعول به منصوب بأحللنا وعلامة نصبه الفتحة المنونة. مؤمنة : صفة ـ نعت ـ لامرأة منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المنونة.

١٥٤

(إِنْ وَهَبَتْ) : حرف شرط جازم. وهبت : فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بإن والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي وجواب الشرط محذوف التقدير : فستحل له.

(نَفْسَها لِلنَّبِيِ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «ها» ضمير متصل ـ ضمير الغائبة ـ في محل جر بالإضافة. للنبي : جار ومجرور متعلق بوهبت.

(إِنْ أَرادَ النَّبِيُ) : يعرب إعراب «إن وهب». النبي : فاعل مرفوع بالضمة وجواب الشرط محذوف لتقدم معناه لأنه أي الشرط تقييد للشرط الأول شرط في الإحلال هبتها نفسها للنبي بتقدير أحللنا لك إن وهبت لك نفسها وأنت تريد أن تتزوجها لأن إرادته هي قبول الهبة وما به تتم.

(أَنْ يَسْتَنْكِحَها) : حرف مصدري ناصب. يستنكح : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و «ها» ضمير متصل ـ ضمير الغائبة ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. والجملة «يستنكحها» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المصدرية وما تلاها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به للفعل أراد. التقدير : إن أراد النبي استنكاحها أي التزوج بها.

(خالِصَةً لَكَ) : مصدر مؤكد ـ مفعول مطلق ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. لك : جار ومجرور متعلق بخالصة. التقدير : خلص لك إحلال ما أحللنا لك خالصة بمعنى خلوصا أو تكون خالصة صفة ـ نعت ـ لامرأة وعند هذه الحالة تكون هذه المرأة خالصة من دونهم.

(مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) : جار ومجرور متعلق بخالصة أو بحال محذوفة من «امرأة» بعد وصفها. المؤمنين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(قَدْ عَلِمْنا) : حرف تحقيق. علم : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع سبحانه و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. والجملة من «قد علمنا» إلى «ملكت أيمانهم» اعتراضية لا محل لها.

١٥٥

(ما فَرَضْنا عَلَيْهِمْ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. فرضنا : تعرب إعراب «علمنا». على : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بفرضنا بمعنى ما فرضنا على الرجال. والجملة الفعلية (فَرَضْنا عَلَيْهِمْ) صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : ما فرضناه.

(فِي أَزْواجِهِمْ) : جار ومجرور متعلق بفرضنا أو بحال محذوفة من مفعول «فرضنا» التقدير : كائنا في أزواجهم أي زوجاتهم و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(وَما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ) : الواو عاطفة. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بفي لأنه معطوف على «الأزواج» أي ما فرضنا في ما ملكت أيمانهم بمعنى في الزواج بما ملكت أيمانهم أي أيديهم والمراد : الإماء المملوكات. ملكت أيمان : أعربت و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة أي في رقيقاتهم من شروط العقود.

(لِكَيْلا يَكُونَ) : اللام حرف جر. كي : حرف مصدرية ونصب. لا : نافية لا عمل لها. يكون : فعل مضارع ناقص منصوب بكي وعلامة نصبه الفتحة. والجملة الفعلية «لا يكون عليك حرج» صلة «كي» الحرف المصدري لا محل لها و «كي» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بأحللنا أو بمعنى وسعنا عليك في التحليل لكي لا يكون عليك ضيق ومشقة.

(عَلَيْكَ حَرَجٌ) : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «يكون» المقدم. حرج : اسم «يكون» المؤخر مرفوع بالضمة المنونة.

(وَكانَ اللهُ) : الواو استئنافية. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة : اسم «كان مرفوع للتعظيم بالضمة.

١٥٦

(غَفُوراً رَحِيماً) : خبرا «كان» منصوبان وعلامة نصبها الفتحة المنونة بمعنى غفورا للواقع في الحرج إذا تاب رحيما بالتوسعة على عباده. ويجوز أن يكون «رحيما» صفة للموصوف «غفورا».

(تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُناحَ عَلَيْكَ ذلِكَ أَدْنى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِما آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللهُ يَعْلَمُ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَلِيماً) (٥١)

(تُرْجِي مَنْ تَشاءُ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء غير المهموزة منع من ظهور الضمة الثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. والمخاطب هو الرسول الكريم بمعنى ويجوز لك يا محمد أن تترك وتؤخر. من : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. تشاء : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. والجملة الفعلية «تشاء» صلة الموصول لا محل لها بمعنى من تريد من زوجاتك وحذف مفعول «تشاء» اختصارا بمعنى : ولك أن تترك أو تؤخر من تريد تأخيره أو تطلق من تشاء.

(مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي) : حرف جر بياني و «هن» ضمير الإناث الغائبات مبني على الفتح في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول «من» التقدير حال كونها منهن. وتؤوي : معطوفة بالواو على «ترجي» وتعرب إعرابها.

(إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ) : جار ومجرور متعلق بتؤوي. من تشاء : أعربا بمعنى : وتضم أو وتسكن أو وتمسك من تشاء.

(وَمَنِ ابْتَغَيْتَ) : معطوف بالواو على «من تشاء» بمعنى : وتراجع من أردت بعد الطلاق وكسرت نون «من» لالتقاء الساكنين. ابتغيت : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : من ابتغيتها أي طلبت مراجعتها.

١٥٧

(مِمَّنْ عَزَلْتَ) : جار ومجرور متعلق بابتغيت و «من» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن. عزلت : تعرب إعراب «ابتغيت» بمعنى : ممن أبعدت عنك من نسائك ممن تجنبت وأبعدتها عن ليلتها.

(فَلا جُناحَ عَلَيْكَ) : الفاء استئنافية للتعليل. لا : نافية للجنس تعمل عمل «إن». جناح : اسم «لا» مبني على الفتح في محل نصب وخبر «لا» محذوف وجوبا. عليك : جار ومجرور معلق بخبر «لا» المحذوف.

(ذلِكَ أَدْنى) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ اللام للبعد والكاف للخطاب. أدنى : خبر «ذلك» مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر بمعنى : أقرب.

(أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَ) : حرف مصدرية ونصب. تقر : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة. أعين : فاعل مرفوع بالضمة و «هن» ضمير متصل ـ ضمير الإناث الغائبات ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة والجملة الفعلية (تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ) صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بحرف جر مقدر. التقدير : أقرب إلى قرة عيونهن والجار والمجرور متعلق بأدنى.

(وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ) : الواو عاطفة. لا : نافية لا عمل لها. يحزن : معطوفة على «تقر» وهي فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك ـ نون النسوة ـ والنون «نون الإناث الغائبات» مبني على الفتح في محل رفع فاعل بتقدير : أن لا يحزن أي ذلك أقرب إلى عدم حزنهن أي حزن من ترجئها. ويرضين : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على (تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ) وتعرب إعراب «يحزن» التقدير وأن يرضين أي ذلك أقرب إلى رضاهن.

(بِما آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَ) : الباء حرف جر. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء. آتيت : تعرب إعراب «ابتغيت» و «هن» ضمير متصل ـ ضمير الإناث الغائبات ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به والجار والمجرور «بما» متعلق بيرضين. كل : تأكيد لنون النسوة في «يرضين» و «هن» ضمير الإناث الغائبات مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

١٥٨

(وَاللهُ يَعْلَمُ) : الواو استئنافية. الله لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. يعلم : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(ما فِي قُلُوبِكُمْ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. في قلوبكم : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره يعتمل وجملة «يعتمل في قلوبكم» صلة الموصول لا محل لها. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.

(وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَلِيماً) : أعرب في الآية الكريمة الخمسين بمعنى : عليما بذات الصدور حليما لا يتعجل بالعقاب.

(لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلاَّ ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً) (٥٢)

(لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ) : نافية لا عمل لها. يحل : فعل مضارع مرفوع بالضمة. لك : جار ومجرور متعلق بلا يحل والمخاطب هو الرسول الكريم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ النساء : فاعل مرفوع بالضمة و «لا» النافية هنا معناها النهي.

(مِنْ بَعْدُ) : حرف جر. بعد : اسم مبني على الضم لانقطاعه عن الإضافة في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بلا يحل.

(وَلا أَنْ تَبَدَّلَ) : الواو عاطفة. لا : نافية لا عمل لها. أن : حرف مصدري ناصب. تبدل : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. والجملة الفعلية «تبدل ..» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل رفع لأنه معطوف على مرفوع هو النساء بمعنى : ولا يحل لك التبديل والفعل أصله : تتبدل حذفت إحدى تاءيه تخفيفا.

(بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ) : الباء حرف جر و «هن» ضمير الإناث الغائبات مبني على الفتح في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بتبدل بمعنى ولا أن

١٥٩

تستبدل بنسائك المقررات لك أخر. من : حرف جر زائد لتأكيد النفي وفائدته استغراق جنس الأزواج بالتحريم. أزواج : اسم مجرور لفظا منصوب محلا لأنه مفعول تبدل بمعنى لا تحل لك نساء من بعد النساء .. أي لا تطلق واحدة منهن وتتزوج بأخرى بدلا منها.

(وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَ) : الواو حالية. لو : مصدرية. أعجبك : فعل ماض مبني على الفتح والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم. حسن : فاعل مرفوع بالضمة و «هن» ضمير متصل ضمير الإناث الغائبات في محل جر بالإضافة وجملة «أعجبك حسنهن» صلة حرف مصدري لا محل لها و «لو» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب حال من ضمير «تبدل» التقدير : مع إعجابك بهن أو مفروضا إعجابك بهن.

(إِلَّا ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ) : أداة استثناء. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مستثنى بإلا وهو استثناء مما حرم عليه أو تكون «إلا» أداة حصر لا عمل لها و «ما» في محل رفع بدلا من «النساء». ملكت : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. يمينك : فاعل مرفوع بالضمة والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. والجملة الفعلية «ملكت يمينك» صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به التقدير ما ملكته يمينك.

(وَكانَ اللهُ عَلى كُلِ) : الواو استئنافية. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. الله : اسم «كان» مرفوع للتعظيم بالضمة. على كل : جار ومجرور متعلق بخبر كان.

(شَيْءٍ رَقِيباً) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. رقيبا : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

١٦٠