إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٨

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٨

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٠٧

فاعل والألف فارقة. بها : جار ومجرور متعلق بتلبثوا بمعنى لأعطوا الفتنة أي لاستجابوا للكفار وانضموا إليهم وما لبثوا بالمدينة بعد ارتدادهم أو وما تباطئوا عن إعطائها.

(إِلَّا يَسِيراً) : أداة حصر لا عمل لها. يسيرا : صفة ـ نعت ـ لمصدر ـ مفعول مطلق ـ محذوف. التقدير : إلا لبثا يسيرا بمعنى إلا وقتا يسيرا أي وما أبطئوا إلا فترة الطلب والاستجابة وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ وَكانَ عَهْدُ اللهِ مَسْؤُلاً) (١٥)

(وَلَقَدْ كانُوا) : الواو استئنافية. اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. كانوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة.

(عاهَدُوا اللهَ) : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الله لفظ الجلالة : مفعول به منصوب للتعظيم بالفتحة.

(مِنْ قَبْلُ) : حرف جر. قبل : اسم مبني على الضم لانقطاعه عن الإضافة في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بعاهدوا.

(لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ) : نافية لا عمل لها. يولون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. الأدبار : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى لا ينهزمون أمام الأعداء.

(وَكانَ عَهْدُ اللهِ مَسْؤُلاً) : الواو عاطفة. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. عهد : اسم «كان» مرفوع بالضمة وهو مضاف. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة. مسئولا : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أي مسئولا عنه بمعنى : مسئولا عن الوفاء به يوم القيامة.

١٠١

(قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً) (١٦)

(قُلْ) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت وحذفت الواو ـ أصله : قول ـ تخفيفا ولالتقاء الساكنين والجملة الفعلية بعده (لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ) في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ) : حرف نصب ونفي واستقبال. ينفعكم : فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم. والميم علامة جمع الذكور حرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ الفرار : فاعل مرفوع بالضمة بمعنى : لن ينفعكم الفرار حين فررتم أي هربتم.

(إِنْ فَرَرْتُمْ) : حرف شرط جازم. فررتم : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم بإن والتاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور.

(مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ) : جار ومجرور متعلق بفررتم. أو : حرف عطف كسر آخره لالتقاء الساكنين. القتل : معطوف على «الموت» مجرور مثله وعلامة جره الكسرة وحذف جواب الشرط «إن» لتقدم معناه بتقدير : فلن ينجيكم الفرار.

(وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ) : الواو عاطفة بمعنى : وإن نفعكم الفرار مثلا أي نجاكم مثلا فمتعتم بالتأخير ظاهرا. إذا : حرف جواب مهمل لا عمل له أو هو دال على الجزاء بمعنى فلا تمتعون بتأخير يومكم أو فلم يكن ذلك التمتيع إلا زمانا قليلا أو تمتعا قليلا. لا : نافية لا عمل لها. تمتعون : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة. والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل بمعنى لا تتمتعون في الدنيا بعد فراركم.

١٠٢

(إِلَّا قَلِيلاً) : أداة حصر لا عمل لها. قليلا : صفة نائبة عن المصدر المحذوف ـ المفعول المطلق ـ وعلامة نصبه الفتحة المنونة. التقدير : إلا زمانا قليلا أو إلا تمتعا قليلا.

** (إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ) : ورد هذا القول الكريم في بداية الآية الكريمة العاشرة .. المعنى : حين جاءتكم غطفان من أعلى الوادي جهة المشرق وقريش من أسفله جهة المغرب .. يقال : سفل ـ يسفل ـ سفلا ـ بضم السين وكسرها وسفولا ـ من باب «قعد» و «السفالة» بضم السين : ضد العلو وبكسر السين أيضا بمعنى : صار أسفل من غيره و «الأسفل» خلاف «الأعلى» وابن قتيبة يمنع الضم في «السفالة» أما الفعل «سفل» من باب «قتل» نحو : سفل في خلقه والاسم : السفل ـ بضم السين بمعنى : رذل.

** (وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ) : المعنى : مالت الأبصار أو كلت أي أعيت نتيجة ميلها عن مستوى النظر من الحيرة والخوف والفزع ـ يقال : زاغ البصر ـ يزيغ ـ زيغا .. من باب «باع» بمعنى مال والزيغ بفتح الزاي وسكون الياء هو الميل ومثله القول : زاغت الشمس : أي مالت وذلك إذا فاء الفيء.

** (وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ) : هذا القول الكريم كناية عن شدة وهو الفزع والرعب وهو مثل «زاغت الأبصار» كناية عن الحيرة والخوف والجبن المعنى : بلغت القلوب الحناجر خفقانا واضطرابا فإن الخائف يخفق قلبه حتى يخيل له أنه قد بلغ إلى حنجرته وهي منتهى الحلقوم ومثله في الكناية : يقلب كفيه : أي يتندم.

** (وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا) : أصله : الظنون أي تظنون بالله ظنا والألف زيدت وهي ألف الإطلاق تمشيا مع رءوس الآيات .. بصيرا .. شديدا .. غرورا .. وهذه الألف كثيرا ما تستعمل في القافية أي في آخر بيت الشعر. قال الأعشى :

وأنكرتني وما كان الذي نكرت

من الحوادث إلا الشيب والصلعا

الألف في «الصلعا» لضرورة القافية وهي زائدة للإطلاق كزيادتها في الآية الكريمة المذكورة آنفا وقوله تعالى في السورة نفسها : (فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا) والفعل «أنكرت» في بيت الشعر ورد في صدر البيت رباعيا وثلاثيا «نكرت» يقال : أنكرت الرجل : إذا كنت من معرفته في شك .. ونكرته إذا لم تعرفه. وفي نسبة هذا البيت للأعشى حكاية .. قال أبو عبيدة : كنت حاضرا عند بشار بن برد وقد أنشد شعر الأعشى فلما سمع هذا البيت أنكره وقال هذا بيت مصنوع وما يشبه كلام الأعشى فعجبت من فطنة بشار وصحة قريحته وجودة نقده للشعر. وقال الفرزدق يمتدح الشيب :

تفاريق شيب في الشباب لوامع

وما حسن ليل ليس فيه نجوم

وقال البحتري في المعنى نفسه :

وسواد العيون لو لم يكمل

ببياض ما كان بالمرموق

أي ليل يبهى بغير نجوم

وسماء تندى بغير بروق

١٠٣

و «القلوب» في الآية الكريمة المذكورة جمع «قلب» وهو الفؤاد وجمعه : أفئدة. وقيل : إن الأفئدة هي أوساط القلوب وقوله عزوجل في سورة «الهمزة» : (نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ) معناه : تعلو أوساط القلوب وتغليها وتشتمل عليها. وقيل : لا شيء في بدن الإنسان ألطف من الفؤاد ولا أشد تألما منه بأدنى أذى يمسه وهي مواطن الإيمان وتكون مواطن الكفر والعصيان والذين يملئون القلوب والعيون جلالة وجمالا هم الملأ وهم جماعات من الإشراف. وقال الشاعر :

قولي لطيفك ينثني

عن مضجعي وقت الرقاد

كي أستريح وتنطفي

نار تأجج في الفؤاد

أي تتأجج بمعنى : اشتد حرها وحذفت إحدى التاءين تخفيفا. وجاء ذكر «الفؤاد» في بيت الشعر التالي للمتنبي :

ما لاح برق أو ترنم طائر

إلا انثنيت ولي فؤاد شيق

و «شيق» بمعنى : مشتاق .. ومنه القول «قلب شيق» وفعله : شاقه الشيء ـ يشوقه ـ شوقا : بمعنى : هيج شوقه .. واشتاقه واشتاق إليه اشتياقا : بمعنى : نزعت نفسه إليه فهو شائق والشيء مشوق وشوقه تشويقا : أي هيج شوقه .. ومنه : حديث شائق : أي داع إلى الشوق وأنا مشوق إليه ولا يقال : حديث شيق لأنه لا يصح أن يكون الحديث مشتاقا!

** (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية عشرة .. وفيه نون آخر «مرض» لانقطاعه عن الإضافة لأن المعنى مرض الشك والريبة كما حذف الموصوف المصدر «وعدا» وأقيم النعت «غرورا» مقامه. والمنافقون هم الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر قالوا قولهم هذا حين ضرب النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ في أثناء حفر الخندق صخرة بالفأس فطارت منها قطعتان .. فقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : إن الله وعدني ملك فارس والروم فقال بعض المنافقين : يعدنا ملك كسرى وقيصر وأحدنا يخاف أن يذهب لقضاء حاجته.

** (وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ وَكانَ عَهْدُ اللهِ مَسْؤُلاً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة عشرة. المعنى : كانوا قد عاهدوا الله لا ينهزمون أمام العدو أبدا من بعد موقعة بدر وقبل غزوة الأحزاب أي لا يفرون ولا ينهزمون من المعركة وبعد حذف المضاف إليه «غزوة» بني المضاف «قبل» على الضم لانقطاعه عن الإضافة وقوله «يولون الأدبار» كناية عن الهزيمة.

** (وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثامنة عشرة .. و «هلم» اسم فعل أمر لا فعل أمر ويستعمل لازما نحو : هلم إلينا : أي أقبل .. ومتعديا نحو : هلم شهداءكم : أي أحضروهم وهي في لغة أهل الحجاز التي جاء بها التنزيل الحكيم تلزم طريقة واحد لا يختلف لفظها بحسب من هي مسندة إليه لأنها وإن كانت دالة على الطلب لكنها لا تقبل ياء المخاطبة وهي هنا للدعاء إلى الشيء بمعنى : ائتوا إلينا وهي فعل أمر بمعنى احضروا أو ائتوا أو تعالوا لدلالتها على الطلب وقبولها ياء المخاطبة وهذا هو قول بني تميم وهم يقولون : هلم يا رجل وهلمي يا امرأة وهلما يا رجلان وهلموا يا رجال وهلممن يا نساء. أي يجعلونها فعلا فيلحقونها الضمائر أما أهل الحجاز فهم يسوون فيه بين الواحد والجماعة والمذكر والمؤنث. وقيل : هي صوت سمي به فعل متعد مثل «احضر» نحو قوله تعالى : هلم شهداءكم.

١٠٤

(قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً) (١٧)

(قُلْ مَنْ) : أعرب في الآية الكريمة السابقة. من : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ أي قل لهم ..

(ذَا الَّذِي) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع خبر «من». الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع بدل من اسم الإشارة أو عطف بيان منه ويجوز أن يكون صفة ـ نعتا ـ لاسم الإشارة والجملة الاسمية (مَنْ ذَا الَّذِي) في محل نصب مفعول به ـ مقول القول.

(يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللهِ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور. من الله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بيعصمكم أي ينقذكم منه.

(إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً) : حرف شرط جازم. أراد : فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بإن والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. بكم : جار ومجرور متعلق بأراد والميم علامة جمع الذكور. سوءا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة وجواب الشرط محذوف لتقدم معناه.

(أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً) : الجملة الفعلية معطوفة بحرف العطف «أو» على جملة (إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً) وتعرب إعرابها وفي الكلام اختصار بمعنى : أو يصيبكم بسوء إن أراد بكم رحمة أو يبقى الكلام كما هو أي حمل القول الثاني على القول الأول أي عطف عليه لما في العصمة من معنى المنع.

(وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ) : الواو عاطفة. لا : نافية لا عمل لها. يجدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية معطوفة على جملة محذوفة واقعة في جواب الاستفهام. التقدير : لا يقدر أحد أن يعصمهم ولا يجدون أي

١٠٥

وإنهم لا يجدون ويجوز أن تكون الواو حالية بمعنى وحال هؤلاء أنهم لا يجدون. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بلا يجدون.

(مِنْ دُونِ اللهِ) : جار ومجرور متعلق أو بحال مقدم من «وليا». الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة.

(وَلِيًّا وَلا نَصِيراً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. الواو عاطفة. لا : زائدة لتأكيد النفي. نصيرا : معطوف على «وليا» ويعرب إعرابه أو يكون التقدير ولا يجدون نصيرا فحذفت الجملة الفعلية «يجدون» اختصارا واكتفاء بذكرها أول مرة. المعنى : لا يجدون من دونه سبحانه وليا يحميهم ولا ناصرا يكف الأذى عنهم.

(قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً) (١٨)

(قَدْ يَعْلَمُ اللهُ) : حرف تحقيق لأن المضارع بعده بمعنى الماضي مثل قوله تعالى في سورة النور (قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً) بمعنى : قد علم الله. يعلم : فعل مضارع مرفوع بالضمة. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.

(الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد. منكم : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «المعوقين» والميم علامة جمع الذكور التقدير : حال كونهم منهم و «من» حرف جر بياني بمعنى : المثبطين عن المنازلة.

(وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ) : معطوف بالواو على «المعوقين» ويعرب إعرابه. لإخوان : جار ومجرور متعلق بالقائلين و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة أي لساكني المدينة.

(هَلُمَّ إِلَيْنا) : الجملة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ أي مفعول اسم الفاعلين «القائلين» وهي اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى : ائتوا

١٠٦

أو تعالوا أو احضروا. إلى : حرف جر و «نا» ضمير المتكلمين مبني على السكون في محل جر بإلى. والجار والمجرور متعلق بهلم.

(وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ) : الواو عاطفة بتقدير ولا الآتين. لا : نافية لا عمل لها. يأتون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. البأس : مفعول به منصوب بالفتحة.

(إِلَّا قَلِيلاً) : أداة حصر لا عمل لها. قليلا : صفة لمصدر مفعول مطلق ـ محذوف. التقدير : إلا إتيانا قليلا منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى ولا يأتون المنازلة أو القتال وهو شدة الحرب إلا إتيانا قليلا.

(أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللهُ أَعْمالَهُمْ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً) (١٩)

(أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ) : حال من ضمير «يأتون البأس» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة وعامل نصبه «يأتون» بتقدير : يأتون البأس أشحة أي أضناء بكم في وقت الحرب وهي جمع «شحيح» بمعنى : بخيل أو ضنين. عليكم : جار ومجرور متعلق بأشحة والميم علامة جمع الذكور أي أضناء بالمعونة.

(فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ) : الفاء استئنافية. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمن متضمن معنى الشرط خافض لشرطه متعلق بجوابه. جاء : فعل ماض مبني على الفتح. الخوف : فاعل مرفوع بالضمة والجملة الفعلية «جاء الخوف» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف «إذا» بمعنى : فإذا جاء الخوف في وقت الحرب.

(رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. ينظرون : الجملة الفعلية في محل نصب حال من ضمير الغائبين

١٠٧

«هم» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. إليك : جار ومجرور متعلق بينظرون.

(تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ) : الجملة الفعلية في محل نصب لأنها بدل من جملة «ينظرون إليك» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة. أعين : فاعل مرفوع بالضمة «وهم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى ينظرون إليك فزعين خائفين وأعينهم تدور في محاجرها هلعا وفرقا ـ أي وخوفا ـ.

(كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ) : الكاف حرف جر للتشبيه. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالكاف والجار والمجرور متعلق بمصدر ـ مفعول مطلق ـ محذوف أو بصفة له بتقدير : تدور أعينهم دورانا كدوران عين الذي يغشى فحذف المضاف والمضاف إليه الأول وبقي المضاف إليه الثاني معربا بإعراب المضاف إليه والجملة الفعلية «يغشى» صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر ونائب الفاعل ضمير مستتر في جوازا تقديره هو. عليه : جار ومجرور متعلق بيغشى بمعنى : مثل الذي ألم به ما غشي فهمه وأفقده الحس والحركة فوقع مغشيا عليه.

(مِنَ الْمَوْتِ) : جار ومجرور في محل نصب تمييز و «من» حرف جر بياني مفسر أي لتفسير الحالة أو كونه بتقدير للموت.

(فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ) : معطوف على (فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ) ويعرب إعرابه. سلقوكم : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور.

(بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ) : جار ومجرور متعلق بسلقوا. حداد : صفة ـ نعت ـ لألسنة مجرور مثلها وعلامة جرهما الكسرة المنونة بمعنى : يؤذونكم بأشد القول بألسنتهم وهم يريدون أن تنالهم حصة من الغنائم.

١٠٨

(أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولئِكَ) : يعرب إعراب «أشحة عليكم». أولاء : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف للخطاب.

(لَمْ يُؤْمِنُوا) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «أولئك». لم : حرف نفي وجزم وقلب. يؤمنوا : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(فَأَحْبَطَ اللهُ أَعْمالَهُمْ) : الفاء سببية. أحبط : فعل ماض مبني على الفتح بمعنى : أبطل. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. أعمال : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالإضافة.

(وَكانَ ذلِكَ) : الواو عاطفة. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع اسم «كان» اللام للبعد والكاف للخاطب.

(عَلَى اللهِ يَسِيراً) : جار ومجرور للتعظيم متعلق بخبر «كان». يسيرا : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ وَلَوْ كانُوا فِيكُمْ ما قاتَلُوا إِلاَّ قَلِيلاً) (٢٠)

(يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ) : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية وما بعدها في محل نصب لأنها بدل من جملة «تدور أعينهم» في الآية السابقة. الأحزاب : مفعول به منصوب بالفتحة.

(لَمْ يَذْهَبُوا) : حرف نفي وجزم وقلب. يذهبوا : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة الفعلية في محل نصب حال من ضمير «يحسبون» أو تكون مفعولا ثانيا أي في محل نصب مفعول

١٠٩

«يحسبون» الثاني بتقدير : غير ذاهبين بمعنى يظنون الأحزاب لم يغادروا المدينة أي ما زالوا يحاصرونها.

(وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ) : الواو استئنافية. إن : حرف شرط جازم. يأت : فعل مضارع مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة .. الياء ـ وبقيت الكسرة دالة على الياء المحذوفة والفعل «يأت» فعل الشرط. الأحزاب : فاعل مرفوع بالضمة بمعنى وإن يأتوا مرة أخرى أي كرة ثانية.

(يَوَدُّوا) : فعل مضارع جواب الشرط ـ جزاؤه ـ مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة الفعلية «يودوا» جواب شرط غير مقترن بالفاء لا محل لها.

(لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ) : حرف مصدري لا محل لها. أن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب اسم «أن». بادون : خبر «أن» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته و «لو» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول «يودوا» التقدير يتمنوا إقامتهم في البادية بمعنى : تمنوا لخوفهم مما أصابهم من مجيء الأحزاب ثانية أنهم خارجون إلى البدو.

(فِي الْأَعْرابِ) : جار ومجرور متعلق ببادون ويجوز أن يتعلق بحال محذوفة من ضمير «بادون» بتقدير : كائنين.

(يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من ضمير «بادون» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل متصل في محل رفع فاعل. عن أنبائكم : جار ومجرور متعلق بيسألون. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور أي عن أخباركم.

(وَلَوْ كانُوا فِيكُمْ) : الواو استئنافية. لو : حرف شرط غير جازم. كانوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير

١١٠

متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. فيكم : جار ومجرور متعلق بخبر كان والميم علامة جمع الذكور بمعنى : ولو كانوا معكم في أثناء القتال ولم يرجعوا.

(ما قاتَلُوا) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. ما : نافية لا عمل لها. قاتلوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(إِلَّا قَلِيلاً) : أداة حصر لا عمل لها. قليلا : صفة ـ نعت ـ لمصدر ـ مفعول مطلق ـ محذوف. بتقدير : إلا قتالا قليلا أو يكون صفة لظرف زمان محذوف بتقدير : إلا وقتا أو زمانا قليلا بمعنى لم يقاتلوا إلا تعلة أي تلهية من باب الرياء والسمعة.

(لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً) (٢١)

(لَقَدْ كانَ لَكُمْ) : اللام للابتداء والتوكيد وقيل : هي لام القسم. قد : حرف تحقيق. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. لكم : جار ومجرور متعلق بخبر «كان» المقدم في محل نصب. والميم علامة جمع الذكور والمخاطبون هم المؤمنون.

(فِي رَسُولِ اللهِ) : جار ومجرور في محل نصب بدل من «لكم». الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.

(أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) : اسم «كان» المؤخر مرفوع بالضمة المنونة. حسنة : صفة ـ نعت ـ لأسوة مرفوعة مثلها بالضمة المنونة بمعنى قدوة حسنة لكم في محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وهو ثابت الجنان في القتال أو في تحليه بالصبر.

(لِمَنْ كانَ) : اللام حرف جر. من : اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور في محل نصب بدل من «لكم». كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو وجملة «كان يرجو» صلة الموصول لا محل لها.

١١١

(يَرْجُوا اللهَ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الله لفظ الجلالة : مفعول به منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة والجملة الفعلية (يَرْجُوا اللهَ) في محل نصب خبر «كان».

(وَالْيَوْمَ الْآخِرَ) : الواو عاطفة. اليوم : مفعول به منصوب بيرجون وعلامة نصبه الفتحة. الآخر : صفة ـ نعت ـ لليوم منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة بمعنى أيام الله أو يرجو الفوز في ذلك اليوم.

(وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً) : الواو عاطفة. ذكر : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الله لفظ الجلالة : أعرب. كثيرا : صفة ـ نعت ـ لمصدر ـ مفعول مطلق ـ محذوف بتقدير : وذكر الله ذكرا كثيرا منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ إِلاَّ إِيماناً وَتَسْلِيماً) (٢٢)

(وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ) : الواو استئنافية. لما : اسم شرط غير جازم بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بالجواب. رأى : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة. وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر. المؤمنون : فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. الأحزاب : مفعول به منصوب بالفتحة.

(قالُوا هذا ما وَعَدَنَا) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة الاسمية بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ الهاء للتنبيه. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر المبتدأ. وعد : فعل ماض مبني على الفتح و «نا» ضمير

١١٢

متصل ـ ضمير المتكلمين في محل نصب مفعول به مقدم وجملة «وعدنا الله» صلة الموصول لا محل لها.

(اللهُ وَرَسُولُهُ) : لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. ورسوله : معطوف بالواو على لفظ الجلالة مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه بمعنى ووعدنا رسوله والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل وهو الهاء لأنه مفعول به ثان أو تكون «ما» مصدرية فتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل رفع خبر «هذا» وحذفت الصلة أي في أن الفوز للعباد الصابرين.

(وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَما) : الواو عاطفة وما بعدها يعرب إعراب «وعد الله ورسوله» الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها.

(زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً وَتَسْلِيماً) : فعل ماض مبني على الفتح و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به مقدم وحذف الفاعل لأنه معلوم أي ما زادهم الحصار أو هول ما رأوا. إلا : أداة حصر لا عمل لها. إيمانا : مفعول به للفعل «زاد» وهو مفعول ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. وتسليما : معطوف بالواو على «إيمانا» ويعرب إعرابه أي إيمانا بالله وتسليما لأقداره.

** (فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة التاسعة عشرة .. المعنى : ضربوكم بألسنة حادة أي يؤذونكم بأشد القول بألسنتهم وهم يريدون أن تنالهم حصة من الغنائم .. مأخوذة من سلقه بالرمح ـ يسلقه ـ سلقا : بمعنى : طعنه وهو من باب «قتل» وسلقه بلسانه : أي خاطبه بما يكره .. ومنه القول : سلقت الشاة سلقا : بمعنى : نحيت شعرها بالماء الحميم ـ الحار ـ وسلقت البقل : أي طبخته بالماء بحتا قال الأزهري : هكذا سمعته من العرب قال : وهكذا البيض يطبخ في قشره بالماء. و «حداد» بمعنى : حادة .. يقال : حد السيف ـ يحده ـ حدا ـ من باب «ضرب» فهو حديد وحاد : أي قاطع ماض وسكين حاد وحديد .. وأحددت إليه النظر : بمعنى : نظرت متأملا.

** (أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللهُ أَعْمالَهُمْ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً) : أي أولئك الأشحة ـ جمع شحيح ـ أي بخيل لم يؤمنوا فأبطل الله أعمالهم وكان ذلك الإحباط أو الإبطال على الله سهلا فحذف المشار إليه «النعت أو البدل» اختصارا لأن ما قبله دال عليه وهو «الأشحاء» وحذف أيضا «الإحباط» للسبب نفسه.

١١٣

** (يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة العشرين .. المعنى : يظنون أن الأحزاب لم يغادروا المدينة أي ما زالوا يحاصرونها وإن يأتوا مرة أخرى أي كرة ثانية يتمنوا أو تمنوا لخوفهم مما أصابهم من مجيء الأحزاب ثانية أنهم خارجون إلى البدو أي حاصلين بين أعراب البادية وقد ذكر الفعل «يأت» على معنى الأحزاب لا على اللفظ و «بادون» اسم فاعلين بمعنى : إنهم في البادية مع الأعراب بمعنى : خارجون إلى البدو أي أن يكونوا في بادية الأعراب غير المدينة وهي جمع «البادي» أي ساكن البادية يقال بدا ـ يبدو ـ إلى البادية بداوة ـ بفتح الباء وكسرها بمعنى خرج إليها من باب «عدا» وبدا الأمر : أي ظهر .. من باب «سما» و «البدو» بفتح الباء : خلاف الحضر والنسبة إلى «البادية» هي بدوي على غير قياس. والبوادي : جمع «البادية» و «يودوا» بمعنى : يتمنوا وماضيه : ود نحو ود الشيء يوده ودا ـ بضم الواو وفتحها : أي أحبه والاسم منه : المودة. «ووددت الشيء» بكسر الدال الأولى من باب «تعب» بمعنى : تمنيته أي أردته. وحكى الكسائي : وددت ـ بفتح الدال الأولى وهو غلط عند البصريين .. وقال الزجاج : لم يقل الكسائي إلا ما سمع ولكنه سمعه ممن لا يوثق بفصاحته .. أما «تودد» إليه : فمعناه : تحبب وهو ودود : أي محب. يقال : هو ودود وهي ودود : أي كثير الحب .. ويقال : بودي أن يكون كذا أو أن يتحقق ما أرجوه : بمعنى : أحب تحقيقه أما «الأعراب» فهي جمع «أعرابي» بفتح الهمزة أي من أهل البدو وهم العرب إما الإعرابي بكسر الهمزة فهو منسوب إلى الإعراب وهو الذي يعرب الكلام : أي يحسنه ويفصح واسم الفاعل منه هو معرب .. يقال : أعرب الكلمة يعربها إعرابا : أي بين وجهها من الإعراب واوضحها و «الأعرابي» أيضا : هو الجاهل من العرب .. و «العرب» بضم العين وسكون الراء ـ والعرب ـ بفتح العين والراء ـ وجمعها : أعرب وعروب فهم جيل من الناس وهم خلاف العجم أي كل من ليس من العرب ويقال : هؤلاء عرب عرباء وعاربة : بمعنى : هم الصرحاء الخلص أما العرب المتعربة والمستعربة : فهم الدخلاء الذين هم ليسوا بخلص وعند قولنا : قالت العرب .. أنث الفعل على اللفظة وليس على المعنى أو على تأويل الطائفة مثل أقتت الرسل.

** (يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ) : المعنى : يسألون الأعراب أو يسألون كل آت منهم من المدينة عن أخباركم ، وحذف مفعول «يسألون» وهو «الأعراب .. أو كل آت» اختصارا للعلم به أي لأنه معلوم.

** (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الحادية والعشرين .. المعنى لقد كان لكم قدوة حسنة في محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وهو ثابت الجنان في القتال أو في تحليه بالصبر على معاناة الشدائد أي في مواقف رسول الله البطولية وتضحياته وصبره وحذف المضاف «مواقف» وبقي المضاف إليه «رسول».

** (لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ) : أي لمن كان يرجو مغفرة الله أو ثوابه وإحسانه أو أيام الله والفوز أي يرجو الفوز في ذلك اليوم وبمعنى : يطمع في رضوان الله ويرجو الفوز بالنجاة في اليوم الآخر .. فحذف مفعول «يرجو» وهو «مغفرة» وهو مضاف وبقي المضاف إليه لفظ الجلالة وانتصب للتعظيم بيرجو.

١١٤

** (وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثانية والعشرين .. وفيه حذف من باب الاختصار .. المعنى : وحين رأى المؤمنون الأحزاب قادمين لمقاتلتهم والمحذوف هو مفعول «رأى» الثاني على معنى «علموا» أي هي «رأى» القلبية بمعنى : علموا بقدموهم أما إذا كان الفعل «رأى» بمعنى البصرية فالجملة المحذوفة أو المقدرة في محل نصب حال بمعنى : ولما أبصروهم يتقدمون ..

** (وَما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً وَتَسْلِيماً) : الفاعل ـ فاعل زاد ـ محذوف اختصارا لأنه معلوم أو لأن ما قبله يدل عليه وهو رؤية المؤمنين الأحزاب بمعنى : وما زادهم هول الرؤية أو حصار المدينة أو يكون الفاعل «الرؤية» نفسها وقد ذكر الفعل «زاد» مع الفاعل «الرؤية» لأنه فصل عن فاعله بفاصل وهو «هم». وقد حذفت صلتا المعطوف «تسليما» والمعطوف عليه «إيمانا» اختصارا بمعنى : إلا إيمانا بالله وتسليما لأقداره.

** (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة الثالثة والعشرين وفيه حذف مفعول «ينتظر» اختصارا لأن ما قبله يدل عليه أي فمنهم من مات مجاهدا أو شهيدا بعد أن قضى مدته ووقته ومنهم من ينتظر الشهادة والمفعول المحذوف هو «الشهادة» كما حذف للسبب نفسه مفعول «بدلوا» بمعنى : وما بدلوا العهد ولا غيره تبديلا أي تغييرا. وقيل : أصل النحب : هو النذر فجعلوه كناية عن الموت .. يقال : نحب الرجل ـ ينحب ـ نحبا ـ من باب «ضرب» بمعنى بكى والاسم : هو النحيب .. ونحب ـ ينحب ـ نحبا .. من باب «قتل» بمعنى : نذر وقضى نحبه : بمعنى : مات أو قتل في سبيل الله وأصله الوفاء بالنذر.

** سبب نزول الآية : نزلت الآية الكريمة في أنس بن النضر الذي غاب عن بدر فعاهد الله على القتال في مشهد آخر فشهد يوم أحد فوجد في جسده بضع وثمانون من بين ضربة وطعنة ورمية ومنهم من استشهد في سبيل الله ومنهم من ينتظر الشهادة كعثمان وطلحة وما بدلوا العهد تبديلا.

** (فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً) : ورد هذا القول الكريم في آخر الآية الكريمة الثامنة والعشرين : المعنى : أقبلن بإرادتكن أعطكن متعة الطلاق وأطلقكن طلاقا بالسنة أي من غير ضرار عليكن .. والفعل هنا جاء بفتح اللام وقد خالف الزمخشري الشاعر أبا فراس الحمداني الذي أورد الفعل بكسر اللام في قصيدته الشهيرة وهو أسير في بلاد الروم. وأبو فراس الحمداني هو ابن عم سيف الدولة الحمداني ممدوح الشاعر الكبير المتنبي.

أقول وقد ناحت بقربي حمامة

أيا جارتا لو تشعرين بحالي

معاذ الهوى ما ذقت طارقة النوى

وما خطرت منك الهموم ببالي

أيا جارتا ما أنصف الدهر بيننا

تعالي أقاسمك الهموم تعالي

أورد الشاعر الفعل «تعالي» بكسر اللام مماشاة لأهل مكة الذين يقولون : تعالي ـ بكسر اللام ـ للمرأة وقد جوزوا قول الشاعر هذا الفعل بكسر اللام وخالفه الزمخشري في ذلك وقال : إن الوجه الصحيح هو فتح اللام لأنها عين الفعل كالعين في «تصاعدي» وقال : لام الفعل التي كان حقها أن تكسر قد سقطت لأن الأصل : تعاليي : وتقول في النداء : يا رجل

١١٥

تعاله. فإذا وصلت طرحت الهاء كقولك : تعال يا رجل وتعاليا يا رجلان وتعالوا يا رجال ويقال للمرأتين : تعاليا وللنسوة : تعالين. وأورد مصدر آخر الفعل الأول «تعالي» بفتح اللام والفعل الثاني بكسر اللام. وقال إن كسر اللام الثانية جاء لضرورة شعرية بدليل أن الأول جاء بفتح اللام وقيل عن الشاعر «أبي فراس الحمداني» : أبو فراس صاحب هذه الأبيات شاعر مجيد مطبوع ـ أي يأتي بالشعر من دون تكلف ـ ولكنه لا يستشهد بشعره في اللغة وقواعد النحو والصرف وذلك لأنه من الشعراء المولدين الذين جاءوا بعد ما فسدت الألسنة وكثر الدخيل وفشا اللحن .. وقد حكم علماء اللغة على هذا الشاعر بأنه لحن في هذا البيت «أي أخطأ» وخالف وجه الصواب حيث نطق «تعالي» بكسر اللام .. والمعروف عن العرب أنهم يفتحون لام هذه الكلمة في كل حال من أحوالها سواء أأسندت إلى الضمير المستتر أم إلى الضمير البارز لواحدة أو لاثنين أو للجمع ؛ فيكون هذا الشاعر قد خالف لغة العرب. ومن يخالف لغة العرب في كلامه العربي يعتبر لاحنا. إلا أن ثمة ـ هناك ـ من اعتبر هذا القول غير مسلم به .. وذلك لأن العلماء قد نصوا في هذه الكلمة على أن للعرب في استعمالها وجهين .. الأول : التزام فتح لامها في كل الأحوال ؛ فيكون شأن هذه الكلمة كشأن غيرها من الأفعال المعتلة الآخر بالألف والوجه الثاني : أن يفتحوا اللام إذا أسند إلى ضمير الواحد المذكر أو الاثنين أو جمع النسوة .. ويكسروا اللام إذا أسند إلى ضمير الواحدة ويضم اللام إذا أسند إلى جماعة الذكور ـ واو الجماعة ـ وقيل : إن الوجه بكسرها أقل في الاستعمال العربي من الوجه بفتح اللام .. ولكن لا يلزم من كونه قليلا أن يكون المتكلم به لاحنا. وعلى ذلك قول أبي فراس غير لحن ولكنه جار على لغة ضعيفة قليلة الاستعمال يصف الشاعر حاله في بعده عن أهله وخلانه ووقوعه بين أيدي الأعداء أسيرا ويبث ما يلاقي من آلام الشوق .. ويصور ذلك في صورة أنه رأى حمامة تغرد في مكان قريب منه فشكا إليها ما به ؛ وقال : إنك تغردين لأنك لا تشعرين بمثل شعوري .. فأنت طليقة وأنا أسير .. وأنت على مقربة من فراخك وأنا بعيد عن صحبي وذوي قرباي .. ثم طلب إليها أن تحضر إليه لكي تقاسمه ما يجده من آلام. فالنوى : هو البعد والفراق .. وطارقته : أي ما يطرق منه ويحدث و «جارتا» أصله : جارتي والألف منقلبة عن الياء.

** سبب نزول الآية : نزلت الآية الكريمة حينما سألت زوجات النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ثياب الزينة وزيادة .. فبدأ بعائشة فخيرها .. فاختارت الله ورسوله ثم اختارت الباقيات اختيارها فشكر الله لهن ذلك في قوله تعالى : (لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ) قالت عائشة : خيرنا رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فاخترناه .. فلم يعد طلاقا. أي إن الله تعالى أمر نبيه الكريم ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أن يخيرهن بين الإصرار على طلبهن التزين وزيادة النفقة وبين البقاء مع رسوله فاخترن كلهن البقاء مع رسوله وأقلعن عن طلبهن.

** (يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ) : ورد هذا القول الكريم في بداية الآية الكريمة الثانية والثلاثين و «أحد» اسم لمن يعقل يستوي فيه الواحد والجمع .. وقد جاءت كلمة «أحد» وأصلها : وحد وهو الواحد مذكرة لأنها وضعت في النفي العام فاستوى فيها المذكر والمؤنث والواحد وما وراءه.

١١٦

** (إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ) : أي مرض الشك والكفر والنفاق وبعد حذف المضاف إليه نون آخر «مرض» لانقطاعه عن الإضافة .. يقال : طمع ـ يطمع ـ طمعا في الشيء .. من باب «طرب وسلم» أو من بابي «طرب وفرح» وهو مثل الفعل «بخل» في يزان الصرفي .. أي رغب في الشيء وحرص عليه. و «طمع» بضم الميم طماعة : أي صار كثير الطمع فهو طماع ـ بتشديد الميم .. فعال بمعنى فاعل ـ من صيغ المبالغة واسم الفاعل من الفعل «طمع» بكسر الميم هو طامع وطمع ـ بكسر الميم .. قال الفيومي : وأكثر ما يستعمل فيما يقرب حصوله ـ حصول المطموع فيه ـ وقد يستعمل بمعنى الأمل .. ومن كلامهم طمع في غير مطمع ـ وهو ما يطمع فيه ويرغب ـ أي إذا أمل ما يبعد حصوله لأنه قد يقع كل واحد موقع الآخر لتقارب المعنى .. والجشع : مثل الطمع وزنا ومعنى إلا أنه أسوأ من الطمع وأسوأ أنواعه .. والحرص : هو الجشع والبخل .. والشراهة : هي اشتداد الميل إلى الشيء. قال الشاعر :

والناس إذا شبعت بطونهم

فعيونهم في ذاك لا تشبع

والأفعال الثلاثة «شره .. جشع .. طمع ..» بوزن واحد وكذلك اسم الفاعل : شره .. جشع .. وطمع.

(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (٢٣)

(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ) : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. رجال : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة.

(صَدَقُوا ما عاهَدُوا) : الجملة الفعلية في محل رفع صفة ـ نعت ـ لرجال وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به أو يكون في محل جر بحرف جر مقدر بمعنى : صدقوا أي أوفوا بما عاهدوا فحذف الجار «الباء» وأوصل الفعل والجار والمجرور متعلق بصدقوا. عاهدوا : تعرب إعراب «صدقوا» والجملة الفعلية «عاهدوا الله» صلة الموصول.

(اللهَ عَلَيْهِ) : لفظ الجلالة مفعول به منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة. عليه : جار ومجرور متعلق بعاهدوا.

١١٧

(فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ) : الفاء استئنافية. من : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. من : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. قضى : الجملة الفعلية مع المفعول صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر. نحبه : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر بالإضافة.

(وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) : الجملة الاسمية معطوفة بالواو على جملة «منهم من» وتعرب إعرابها. ينتظر : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) : الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها. بدلوا : تعرب إعراب «صدقوا». تبديلا : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب بالفعل المسلط عليه من جنسه «بدلوا» وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(لِيَجْزِيَ اللهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً) (٢٤)

(لِيَجْزِيَ اللهُ) : اللام حرف جر للتعليل. يجزي : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. والجملة الفعلية (لِيَجْزِيَ اللهُ الصَّادِقِينَ) صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بمحذوف دل عليه ما قبله في الآية الكريمة السابقة (قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللهُ) أي وعد الله المؤمنين بذلك ليجزيهم بصدقهم أي بسبب صدقهم فحذف المضا «سبب» وأقيم المضاف إليه «صدقهم» مقامه.

(الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. بصدق : جار ومجرور متعلق بيجزي و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

١١٨

(وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ) : معطوفة بالواو على (لِيَجْزِيَ اللهُ الصَّادِقِينَ) وتعرب إعرابها وفاعل «يعذب» ضمير مستتر جوازا تقديره هو أي الله.

(إِنْ شاءَ) : حرف شرط جازم. شاء : فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بإن والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو وجواب الشرط محذوف لتقدم معناه والجملة الشرطية من فعل الشرط وجوابه اعتراضية لا محل لها بمعنى : إن شاء ذلك أي تعذيبهم أو بمعنى إن شاء جزى المؤمنين بسبب صدقهم وعذب المنافقين بسبب كفرهم إذا لم يتوبوا.

(أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ) : معطوفة بأو على «يعذب» وتعرب إعرابها. عليهم : جار ومجرور متعلق بيتوب و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بعلى. بمعنى : إن شاء تاب عليهم بسبب توبتهم إذا تابوا أي يقبل توبتهم إن شاء.

(إِنَّ اللهَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة اسم «إن» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة.

(كانَ غَفُوراً رَحِيماً) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن». كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. غفورا رحيما : خبرا «كان» منصوبان وعلامة نصبهما الفتحة المنونة أو يكون «رحيما» صفة للموصوف «غفورا» والوجه الأول من الإعراب أفصح لأن المعنى كان غفورا وكان رحيما.

(وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وَكانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزاً) (٢٥)

(وَرَدَّ اللهُ) : الواو استئنافية. رد : فعل ماض مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.

(الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ) : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. كفروا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل

١١٩

رفع فاعل والألف فارقة بمعنى : رد الكفار الأحزاب عن المدينة بعد حصارهم لها. بغيظ : جار ومجرور متعلق بحال من «الكافرين» أي من ضمير «كفروا» بمعنى مغيظين خائبين و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالإضافة.

(لَمْ يَنالُوا خَيْراً) : الجملة الفعلية في محل نصب حال ثانية بالتداخل أو بالتعاقب بتأويل أو بمعنى : ردهم خاسرين أو غير ظافرين. لم : حرف نفي وجزم وقلب. ينالوا : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. خيرا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة ويجوز أن تكون الجملة الفعلية (لَمْ يَنالُوا خَيْراً) بيانا للجملة الأولى قبلها.

(وَكَفَى اللهُ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «رد الله» وتعرب إعرابها وعلامة بناء الفعل «كفى» الفتحة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ منع من ظهورها التعذر.

(الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ) : مفعول به أول منصوب بكفى المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد. القتال : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(وَكانَ اللهُ) : الواو عاطفة. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة اسم «كان» مرفوع للتعظيم بالضمة.

(قَوِيًّا عَزِيزاً) : خبرا «كان» منصوبان وعلامة نصبهما الفتحة المنونة.

(وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً) (٢٦)

(وَأَنْزَلَ الَّذِينَ) : الواو عاطفة. أنزل : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به والجملة الفعلية بعده «ظاهروهم» صلة الموصول لا محل لها.

١٢٠