إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٦

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٦

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٢

** (فَإِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيها) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة السابعة والعشرين يكون القول الكريم «وفار التنور» كناية عن اشتداد العذاب وأزمة الحال بمعنى : واشتدّت أزمة الحال.. و «التنور» موقد النار.. و «فار» بمعنى : اشتدّ حرّه. وقيل : معنى «التنور» هنا : وجه الأرض.. وقيل : فار التنور : أي وطلع الفجر. وجاء الضمير مؤنّثا في «فيها» وهو عائد إلى «الفلك» وهو لفظة مذكرة وذلك على معناه وهو «السفينة» وقيل : الفلك : يكون واحدا فيذكّر وجمعا فيؤنّث.. وقيل : تأتي لفظة «الفلك» واحدا ـ مفردا ـ وجمعا ويذكّر ويؤنّث. قال تعالى في سورة «يس» : (فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) فأفرد وذكّر وقال جلّت قدرته في سورة «البقرة» : (وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ) فأنّث. وقال تعالى في سورة «يونس» : (حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ) فجمع وكأنه يذهب بها إذا كانت واحدة ـ مفردة ـ إلى المركب فيذكّر وإلى السفينة فيؤنّث. أمّا «الفلك» بفتح الفاء واللام.. فهو لفظة مفردة وجمعه «أفلاك» أي النجوم ويجوز أن يجمع على «فلك».

** (فَاسْلُكْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) : المعنى : فأدخل في الفلك أي في السفينة من كلّ شيء صنفين مزدوجين.. وبعد حذف المضاف إليه «شيء» نوّن آخر المضاف «كلّ» لانقطاعه عن الإضافة. كما حذف اسم لفظ الجلالة في «سبق عليه القول» لأن المعنى إلّا من سبق عليه قول الله بالعذاب.. فعوض المضاف «قول» بالألف واللام.

** (فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة والعشرين.. التقدير : من شر القوم الظالمين.. فحذف المضاف «شرّ» وأقيم المضاف إليه «القوم» مقامه. وقال سبحانه «مخاطبا نوحا» عليه‌السلام بقوله : فقل. ولم يقل : فقولوا مع أن المعنى : فإذا استويتم لأن «نوحا» نبيّهم وإمامهم فكان قوله قولهم مع ما فيه من الإشعار بفضل النبوّة وإظهار كبرياء الربوبية وإن رتبة تلك المخاطبة لا يترقى إليها إلا ملك أو نبيّ.

** (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثلاثين.. وفيه حذف المشار إليه ـ الصفة أو البدل ـ اختصارا لأن التقدير : إنّ في ذلك الحادث أي في هذه الحادثة كما حذف مفعول اسم الفاعل «مبتلين» الذي يعمل عمل فعله المتعدي إلى مفعول. التقدير والمعنى : لمختبرين أو لممتحنين عبادنا أو نوحا وقومه أي مصيبين قومه بالعذاب المهين أو لمختبرين عبادنا ومنهم قوم نوح بالآيات وإرسال الرسل.

** (ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والثلاثين المعنى : ثم أوجدنا من بعد إهلاكهم جيلا آخر هم «عاد» قوم «هود» وبعد حذف المضاف إليه الأول «إهلاك» أضيف المضاف «بعد» إلى المضاف إليه الثاني «هم» فصار : من بعدهم.

** (أَفَلا تَتَّقُونَ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة الثانية والثلاثين.. المعنى : أفلا تخافون عذابه أو عقابه.. فحذف مفعول «تتقون» المتعدي إلى المفعول اختصارا لأنه معلوم. أمّا قوله تعالى (فَأَرْسَلْنا فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ) فمعناه : رسولا من جنسهم هو هود ـ عليه‌السلام ـ وبعد حذف المضاف «جنس» أوصل الجار «من» إلى «هم» المضاف إليه فصار منهم.

** (إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة الرابعة والثلاثين : حذف مفعول اسم الفاعلين «خاسرون» الذي يعمل عمل فعله المتعدي إلى مفعول : التقدير : تخسرون عقولكم.

٥٤١

** (أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الخامسة والثلاثين.. يقال : وعده ـ يعده ـ وعدا.. يستعمل في الخير والشر ويعدى الفعل بنفسه وبالباء فيقال : وعده الخير وبالخير وشرا وبالشر وقد أسقطوا لفظ الخير والشر وقالوا في الخير : وعده ـ وعدا وعدة وفي الشر : وعده ـ وعيدا. فالمصدر فارق بين المعنيين.. وقال الفيّومي أيضا : وقالوا : أوعده خيرا وشرا بالألف ـ أي الفعل الرباعي ـ وأدخلوا الباء مع الألف في الشرّ خاصة. والخلف في الوعد عند العرب : كذب.. وفي الوعيد : كرم وبهذا المعنى قال الشاعر :

وإنّي وإن أوعدته أو وعدته

لمخلف إيعادي ومنجز موعدي

والعدة» تكون بمعنى «الوعد» وجمعها : عدات.. وأمّا «الوعد» فقالوا : لا يجمع لأنه مصدر.. والموعد : يكون مصدرا ووقتا وموضعا. والميعاد : يكون وقتا وموضعا.

(إِنْ هِيَ إِلاَّ حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ) (٣٧)

(إِنْ هِيَ) : حرف مهمل لأنه مخفف بمعنى «ما» النافية. هي : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ وهو ضمير مبهم يفسره ما يليه لبيان أصله وهو «إلا حياتنا» الذي أخبر ودلّ عليه أي إن الحياة.

(إِلَّا حَياتُنَا) : أداة حصر لا عمل لها. حياة : خبر «هي» مرفوع بالضمة و «نا» ضمير المتكلمين في محل جر بالإضافة.

(الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا) : صفة ـ نعت ـ لحياتنا مرفوعة مثلها وعلامة رفعها الضمة المقدرة على الألف للتعذر. نموت : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. والجملة الفعلية «نموت» في محل نصب حال من ضمير المتكلمين. ونحيا : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «نموت» وتعرب إعرابها وعلامة رفع الفعل الضمة المقدرة على الألف للتعذر.

(وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ) : الواو استئنافية. ما : نافية تعمل عمل «ليس» عند الحجازيين «ما الحجازية» ولا عمل لها عند بني تميم. نحن : ضمير منفصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على الضم في محل رفع اسم «ما» على اللغة الأولى ومبتدأ على اللغة الثانية. الباء حرف جر زائد. مبعوثين : اسم مجرور لفظا بالباء منصوب محلا على أنه خبر «ما» ومرفوع محلا على أنه خبر «نحن» وعلامة جر «مبعوثين» الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى ولسنا بمبعوثين بعد الموت.

٥٤٢

(إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً وَما نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ) (٣٨)

(إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرى) : أعرب في الآية الكريمة السابقة. افترى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو والجملة الفعلية «افترى كذبا» في محل رفع صفة لرجل.

(عَلَى اللهِ كَذِباً) : جار ومجرور للتعظيم متعلق بافترى. كذبا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى مفتر على الله فيما يدعيه. و «هو» بمعنى : وما هذا الرسول.

(وَما نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ) : أعرب في الآية الكريمة السابقة بمعنى : ولسنا بمصدّقين له.

(قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ) (٣٩)

هذه الآية الكريمة مكررة أعربت في الآية الكريمة السادسة والعشرين.

(قالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ) (٤٠)

(قالَ عَمَّا قَلِيلٍ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو أي قال الله. عمّا : أصلها : عن : حرف جر و «ما» المدغمة بنون «عن» زائدة لتوكيد معنى القلة أي قلة المدة وقصرها.. بمعنى : بعد قليل. قليل : اسم مجرور بعن وعلامة جره الكسرة المنونة ويجوز أن يكون صفة ـ نعتا ـ لموصوف محذوف بتقدير. عن وقت أو زمان قليل أي قريب فحلّت الصفة محلّه.

(لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ) : اللام واقعة في جواب قسم مقدر. يصبحن : فعل مضارع ناقص مبني على حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة وسبب بنائه على حذف النون اتصاله بنون التوكيد الثقيلة وواو الجماعة المحذوفة لالتقائها ساكنة مع نون التوكيد الثقيلة في محل رفع اسم «يصبح» ونون التوكيد لا محل لها. نادمين : خبر «يصبح» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه

٥٤٣

جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد بمعنى نادمين على تكذيبك.

(فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (٤١)

(فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِ) : الفاء استئنافية. أخذت : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم وحرك الميم بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين. الصيحة : فاعل مرفوع بالضمة وهي صيحة جبريل أو صوته والجار والمجرور «بالحق» متعلق بحال من الصيحة. التقدير : ملتبسة بالحق أو متعلق بصفة لمصدر محذوف. التقدير : أخذتهم الصيحة أخذا ملتبسا بالحق أو باستحقاقهم العقاب بكفرهم.

(فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً) : الفاء عاطفة. جعل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل ـ ضمير التفخيم المسند إلى لفظ الجلالة مبني على السكون في محل رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول. غثاء : مفعول به ثان منصوب بجعل المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى فصيرناهم كورق الشجر البالي.

(فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) : الفاء استئنافية. بعدا : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب بفعل محذوف تقديره : فبعدوا بعدا أي الفعل من جنس المصدر وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى فهلاكا أي فهلكوا هلاكا أو فأبعدهم الله بعدا عن رحمته. للقوم : جار ومجرور متعلق بالمصدر «بعدا» واللام حرف جر : بيانية لمن دعي عليه بالبعد : أي بالهلاك. الظالمين : صفة ـ نعت ـ للقوم مجرور مثله وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ) (٤٢)

٥٤٤

هذه الآية الكريمة أعربت في الآية الكريمة الحادية والثلاثين أي أجيالا آخرين وهم قوم صالح ولوط وشعيب.

(ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ) (٤٣)

(ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ) : نافية لا عمل لها. تسبق : فعل مضارع مرفوع بالضمة. من : حرف جر زائد. أمة : اسم مجرور لفظا بحرف الجر الزائد مرفوع محلا لأنه فاعل «تسبق» بمعنى : ما تتقدم كل أمة أجلها المقرّر.

(أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. الواو عاطفة. ما : معطوفة على «ما» الأولى. يستأخرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى ولا يتأخرون عنه.

(ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ) (٤٤)

(ثُمَّ أَرْسَلْنا) : حرف عطف. أرسل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(رُسُلَنا تَتْرا) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «نا» ضمير متصل ـ «ضمير الواحد المطاع» مبني على السكون في محل جر بالإضافة. تترى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي على اللفظ ولأن الألف ألف تأنيث. والجملة الفعلية «تترى» في محل نصب حال من «الرسل».

(كُلَّ ما جاءَ) : وتكتب مركبة «كلّما» وهي بهذا التركيب نائبة عن الظرف ومتضمنة شبه معنى الشرط. و «كل» اسم منصوب على نيابة الظرفية الزمانية متعلق بشبه جواب الشرط «كذّبوه» و «ما» مصدرية. و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالإضافة. جاء : فعل ماض مبني على الفتح.

٥٤٥

(أُمَّةً رَسُولُها) : مفعول به مقدم وعلامة نصبه الفتحة. رسول : فاعل مرفوع بالضمة و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة والجملة الفعلية «جاء أمة رسولها» صلة حرف مصدري لا محل لها.

(كَذَّبُوهُ) : الجملة الفعلية مشبهة لجواب الشرط لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

(فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً) : الفاء سببية. أتبعنا بعض : تعرب إعراب «أرسلنا رسلنا» و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. بعضا : مفعول به منصوب بفعل محذوف يفسره ما قبله وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : فجعلنا بعضهم يتبع بعضا في الهلاك أي جعلنا الأمم والقرون تتبع بعضا..

(وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ) : معطوفة بالواو على «أتبعنا» وتعرب إعرابه و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول لأن المعنى : صيّرناهم. أحاديث : مفعول به ثان منصوب بجعل المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف.

(فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ) : أعربت في الآية الكريمة الحادية والأربعين. لا : نافية لا عمل لها. يؤمنون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية في محل جر صفة لقوم.

(ثُمَّ أَرْسَلْنا مُوسى وَأَخاهُ هارُونَ بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ) (٤٥)

(ثُمَّ أَرْسَلْنا مُوسى) : أعربت في الآية الكريمة السابقة وعلامة نصب المفعول به الفتحة المقدرة على الألف للتعذر.

(وَأَخاهُ هارُونَ) : معطوف بالواو على «موسى» منصوب مثله وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الخمسة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني

٥٤٦

على الضم في محل جر بالإضافة. هارون : بدل من «أخاه» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة وهو ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية.

(بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ) : جار ومجرور متعلق بأرسلنا أو بحال محذوفة من «موسى وهارون» و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. وسلطان : معطوف بالواو على «الآيات» مجرور مثلها وعلامة جره الكسرة المنونة. مبين : صفة ـ نعت ـ لسلطان وهو يتبع الموصوف في حركته بمعنى : بمعجزاتنا وحجة بيّنة ظاهرة وهي العصا أو هي الآيات نفسها.

(إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً عالِينَ) (٤٦)

(إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ) : جار ومجرور متعلق بأرسلنا وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية. وملئه : معطوف بالواو على «فرعون» مجرور مثله وعلامة جره الكسرة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة بمعنى وكبار قومه.

(فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا) : الفاء استئنافية. استكبروا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى فلم يؤمنوا بهما. الواو عاطفة. كانوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة.

(قَوْماً عالِينَ) : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. عالين : صفة ـ نعت ـ للموصوف «قوما» منصوب مثله وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(فَقالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا وَقَوْمُهُما لَنا عابِدُونَ) (٤٧)

(فَقالُوا أَنُؤْمِنُ) : معطوفة بالواو على «استكبروا» وتعرب مثلها. الألف ألف إنكار وتعجيب بلفظ استفهام والجملة الفعلية وما بعدها في محل نصب

٥٤٧

مفعول به ـ مقول القول ـ نؤمن : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن.

(لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا) : جار ومجرور متعلق بنؤمن وعلامة جر الاسم الياء لأنه مثنى والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. مثل : صفة ـ نعت ـ لبشرين مجرور مثله وعلامة جره الكسرة و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة و «البشر» يكون واحدا وجمعا.

(وَقَوْمُهُما لَنا عابِدُونَ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال من «بشرين» لأنه وصف. قومهما : مبتدأ مرفوع بالضمة. الهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة. الميم عماد والألف علامة التثنية لا محل لها ويجوز أن تكون «ما» علامة التثنية. اللام حرف جر و «نا» ضمير المتكلمين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بخبر المبتدأ. عابدون : خبر المبتدأ «القوم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(فَكَذَّبُوهُما فَكانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ) (٤٨)

(فَكَذَّبُوهُما فَكانُوا) : الفاء عاطفة. كذبوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. الهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائبين الاثنين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به الميم عماد والألف علامة التثنية لا محل لها. الفاء سببية. كانوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة.

(مِنَ الْمُهْلَكِينَ) : جار ومجرور في محل نصب خبر «كان» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته واللفظة اسم مفعول بمعنى : من الذين أهلكوا.

(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) (٤٩)

٥٤٨

(وَلَقَدْ آتَيْنا) : الواو استئنافية. اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. آتى : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(مُوسَى الْكِتابَ) : مفعولا «آتينا» منصوبان وعلامة نصبهما الفتحة وقدرت الفتحة على الألف للتعذر بالنسبة إلى المفعول به الأول بمعنى : التوراة.

(لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إنّ» و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «لعلّ». يهتدون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لعلّ» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ) (٥٠)

(وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً) : هذا القول الكريم معطوف بالواو على «آتينا موسى الكتاب» في الآية الكريمة السابقة ويعرب إعرابه لأن «جعلنا» هنا بمعنى : صيّرنا تتعدى إلى مفعولين أيضا و «مريم» مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه اسم ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. وأمّه : معطوف على «الابن» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة. و «آية» بمعنى : علامة أو معجزة.

(وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ) : معطوفة بالواو على «جعلنا» وتعرب إعرابها. الهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. الميم عماد والألف علامة التثنية لا محل لها. إلى ربوة : جار ومجرور متعلق بآوينا بمعنى وأنزلناهما. ذات : صفة ـ نعت ـ لربوة مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة.

(قَرارٍ وَمَعِينٍ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. ومعين : معطوف بالواو على «قرار» مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المنونة.

(يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) (٥١)

٥٤٩

(يا أَيُّهَا الرُّسُلُ) : أداة نداء. أيّ : اسم منادى مبني على الضم في محل نصب و «ها» زائدة للتنبيه. الرسل : صفة ـ نعت ـ لأيّ لأن كلمة «الرسل» مشتقة وهي مرفوعة بالضمة على لفظ «أيّ» لا محلّه.

(كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ لأن المعنى : وقلنا لهم : كلوا.. وهي فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. من الطيبات : جار ومجرور متعلق بكلوا وقد حذف مفعول «كلوا» تخفيفا وإيجازا استغناء عنه لمعرفته من سياق القول التقدير والمعنى : كلوا ما رزقناكم من الطيبات أو تكون «من» تبعيضية حلت محل المفعول به أو دلت عليه.

(وَاعْمَلُوا صالِحاً) : معطوفة بالواو على «كلوا» وتعرب إعرابها. صالحا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ» الباء حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بعليم. تعملون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : بما تعملونه. عليم : خبر «إنّ» مرفوع بالضمة المنونة. أو تكون «ما» مصدرية فتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالباء.. التقدير : إنّي بعملكم عليم. والجار والمجرور «بعملكم» متعلق بعليم.

(وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) (٥٢)

(وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ) : الواو استئنافية. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. هذه : اسم إشارة مبني على الكسر في محل نصب اسم «إنّ». أمتكم : خبر

٥٥٠

«إنّ» مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة. والميم علامة جمع الذكور بمعنى إنّ هذه ملّة الإسلام دينكم وشريعتكم.

(أُمَّةً واحِدَةً) : حال مؤكدة منصوبة وعلامة نصبها الفتحة المنونة وسمّيت مؤكدة لأنها لا تستدعي أن يكون في الجملة التي هي زيادة في فائدتها عامل. واحدة : صفة ـ نعت ـ لأمة منصوبة مثلها بالفتحة المنونة.

(وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) : الواو عاطفة. أنا : ضمير منفصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. ربكم : خبر «أنا» مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور. الفاء استئنافية للتسبيب. اتقون : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل النون نون الوقاية والياء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به وحذفت الياء خطا واختصارا ولأنها رأس آية ـ مراعاة فواصل الآيات ـ وبقيت الكسرة دالة عليها.

(فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) (٥٣)

(فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ) : الفاء استئنافية. تقطعوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. أمر : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى : فتوزعوا أمرهم واختلفوا.

(بَيْنَهُمْ زُبُراً) : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بتقطعوا وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. زبرا : حال من ضمير «تقطعوا» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : اختلفوا وجعلوا دينهم أديانا أي جعلوا كتبهم كتبا مختلفة.

٥٥١

(كُلُّ حِزْبٍ بِما) : مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف. حزب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى كل فرقة من هؤلاء المختلفين. الباء حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بالخبر.

(لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) : ظرف مكان غير متمكن بمنزلة «عند» مبني على السكون في محل نصب وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. وشبه الجملة «لديهم» متعلق بفعل محذوف تقديره : استقر أو هو مستقر بمعنى : بما عندهم والجملة الفعلية «استقر لديهم» صلة الموصول لا محل لها. فرحون : خبر المبتدأ «كل» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : راضون مطمئنو النفس أو معجبون بما لديهم من الدين بعد أن أصبحوا طوائف.

(فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ) (٥٤)

(فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ) : الفاء استئنافية. ذر : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. في غمرة : جار ومجرور متعلق بذرهم و «هم» ضمير الغائبين المتصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى فدعهم أو فاتركهم في ضلالتهم.

(حَتَّى حِينٍ) : حرف غاية وجر بمعنى : إلى. حين : اسم مجرور بحتى وعلامة جره الكسرة المنونة والجار والمجرور متعلق بذرهم بمعنى : إلى أن يقتلوا أو يموتوا.

(أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ) (٥٥)

(أَيَحْسَبُونَ أَنَّما) : الألف ألف استفهام لا محل له. يحسبون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. أنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. و «ما» اسم موصول مبني

٥٥٢

على السكون في محل نصب اسم «أنّ» و «أنّ» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر سدّ مسدّ مفعولي يحسبون.

(نُمِدُّهُمْ بِهِ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. به : جار ومجرور متعلق بنمدّ. وخبر «أنّ» هو الجملة الفعلية «نسارع لهم» في الآية الكريمة التالية في محل رفع. بمعنى : أيحسبون أنّ الذين نبارك لهم فيه من المال والبنين هو مسارعة حصولهم في الخيرات.

(مِنْ مالٍ وَبَنِينَ) : جار ومجرور متعلق بنمدّ لأنه بدل من الجار والمجرور «به» أو تكون «من» حرف جر بيانيا فيكون الجار والمجرور «من مال» متعلقا بحال محذوفة من الاسم الموصول «ما» التقدير : حال كونه من مال. وبنين : معطوف بواو العطف على «مال» ويعرب إعرابه وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ) (٥٦)

(نُسارِعُ لَهُمْ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بنسارع بمعنى : نعجّل.

(فِي الْخَيْراتِ) : جار ومجرور متعلق بنسارع بتقدير : نسارع لهم به في جزاء الخيرات.. فحذف الجار والمجرور «به» كما حذف المضاف «جزاء» وحلّ المضاف إليه «الخيرات» محلّه أو بمعنى : تكريما وتحقيقا لخيرهم.

(بَلْ لا يَشْعُرُونَ) : حرف استدراك لقوله «أيحسبون» لا : نافية لا عمل لها. يشعرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى : بل هم لا فطنة لهم ولا شعور والجملة الفعلية «لا يشعرون» في محل رفع خبر لمبتدإ محذوف تقديره : هم بمعنى لا يشعرون بأننا نستدرجهم.

٥٥٣

(إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ) (٥٧)

(إِنَّ الَّذِينَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم «إنّ» والجملة الاسمية بعده صلته لا محل لها.

(هُمْ مِنْ خَشْيَةِ) : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. من خشية : جار ومجرور متعلق بخبر «هم».

(رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف و «هم» ضمير الغائبين المتصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ثان. مشفقون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد بمعنى من عذاب ربهم خائفون أو من خشية عذاب ربّهم خائفون.

(وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ) (٥٨)

هذه الآية الكريمة معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها والجملة الفعلية «يؤمنون» في محل رفع خبر المبتدأ «هم».

** (نَمُوتُ وَنَحْيا) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السابعة والثلاثين. يقال : حيي ـ يحيا ـ حياة.. من باب «تعب» فهو حيّ وهم أحياء. والفعل المضارع «يحيا» بالألف الممدودة و «يحيى» بالألف المقصورة والفعلان بمعنى واحد لفظا ومعنى ولكنّهما مختلفان خطا ورسما ـ لأن الفعل الماضي «حيي» مضارعه : يحيا.. لأنه من بابي «تعب و «فرح» ومعناه : عاش أو ضدّ مات. أما الفعل «يحيى» فهو نفسه الفعل «يحيا» إلّا أنّه كتب بالياء ـ الألف المقصورة ـ لأنّه سمّي به أي كتب بالياء فرقا بين الاسم والفعل ومصدره حياة وينسب إلى اسم الفاعل «حيّ» فيقال : هذا حيويّ. وقالت العرب في وصف الرجل الأحمق : فلان لا يعرف الحيّ من اللّي.. وهو مصدر الفعل «لوى» وهذا الفعل من باب «رمى» ويقال : لويت الحبل واليد : أي فتلته.. ولوى برأسه ورأسه : أي أماله وقد يجعل بمعنى «الإعراض» ومرّ لا يلوي على شيء أو على أحد.. بمعنى : لا يقف ولا ينتظر.

** (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الحادية والأربعين بمعنى : فأخذتهم الصيحة ملتبسة بالحق بعيدة عن الظلم أو باستحقاقهم العذاب بسبب كفرهم. والصيحة : صوت انبعث عليهم من قبل السماء صعق منه كلّ من سمعه لشدة هوله.. أمّا «الغثاء» فهو الزبد والبالي من ورق الشجر يقال : غثا الوادي ـ يغثو ـ غثّوا.. من باب «قعد» بمعنى : كثر فيه الغثاء أي امتلأ به.. أما قولهم : الغثّ والسمين.. فمعناه : الجيد والرديء.

٥٥٤

** (ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة والأربعين.. وأنّث الفعل «تسبق» مع فاعله المؤنّث «أمّة» على اللفظ وذكر الفعل وجمع في يستأخرون» على معنى «أمة» وهي الجماعة لأن هذه اللفظة «أمة» في اللفظ مفرد. وفي المعنى : جمع على تقدير «أهل أمة» بدليل «يستأخرون» وكررت في الآية الكريمة التالية في قوله تعالى : (لَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ) وبدليل قوله فبعدا لقوم لا يؤمنون.

** (ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الرابعة والأربعين.. المعنى : يتوالون الواحد بعد الآخر إلى تلك الأمم أو يتبع بعضهم بعضا وهنا أيضا أنّث الفعل «تترى» على لفظ «الرسل» بمعنى جماعة الرسل وذكّر في قوله «بعضهم» و «جعلناهم أحاديث» على المعنى لأن «رسل» جمع «رسول» بدليل قوله : «كذّبوه» والمعنى : وصيّرناهم أحاديث : وهي هنا جمع «أحدوثة» وهي ما يتحدث به الناس تلهيا وتعجبا. والانتقال من اللفظ إلى المعنى وبالعكس كثير في كلام العرب.. قال الشاعر : أنا الذي سمّتني أمي حيدرة.. ووجه الكلام : أنا الذي سمّته.. ليرجع الضمير من الصلة إلى الموصول ولكن ذهب إلى المعنى.. كأنه قال : أنا أنا سمّتني.

** (فَقالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا وَقَوْمُهُما لَنا عابِدُونَ) : هذا هو نص الآية الكريمة السابعة والأربعين.. المعنى : أنؤمن لرجلين.. وقد وردت لفظة «بشر» في القرآن الكريم مفردة في آيات وعلى معنى الجمع في آيات أخرى. والمراد ببشرين هنا : موسى وأخوه هارون. يقال : باشر الرجل الأمر : أي تولّاه ببشرته وهي يده.. لأن «البشر» جمع «بشرة» وهي بمعنى : ظاهر الجلد ثم أطلق على الإنسان واحده ـ مفرده ـ وجمعه. ولكنّ العرب ثنّوه نحو «بشرين» ولم يجمعوه.. وبعد شيوع استعمال «باشر الأمر» استعمل في الملاحظة وتطلق لفظة «البشر» على الإنسان ذكرا كان أو أنثى واحدا وجمعا. وأبو البشر هي كنية آدم. وقيل : البشر يعني أيضا الخلق.. الأنام.. وقد ورد بهذا المعنى في قول المتنبّي :

وصرت أشكّ فيمن أصطفيه

لعلمي إنّه بعض الأنام

ولم أر في عيوب الناس شيئا

كنقص القادرين على التمام

و «مثلنا» يوصف به المذكر والمؤنث والجمع ومعناه هنا : أنؤمن لرجلين شبيهين لنا يتولان هدايتنا؟. ويقال : هو وهي وهما وهم وهنّ مثله. و «المثل» بكسر الميم وسكون الثاء أمّا «المثل» بفتح الميم والثاء فمعناه : الوصف.. وهو ما يضرب به من الأمثال. وقيل : المثل : هو الشبيه أو الشبه ويوصف به المذكر والمؤنث والجمع.. والمثيل : هو الشبيه والنظير أيضا. يقال : ماثله مماثلة : بمعنى : شابهه مشابهة وقد استعمل الناس «المثال» بمعنى الوصف والصورة فقالوا : مثاله كذا : أي وصفه وصورته.

** (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ) : في هذا القول الكريم الوارد في مستهلّ الآية الكريمة الخمسين.. التقدير : وجعلنا عيسى ابن مريم.. فحذف المفعول به «عيسى» اختصارا لأنه معلوم وحلّ البدل «ابن مريم» محلّه.

** (وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ) : المعنى : وأنزلناهما إلى مكان عال في قرار وماء نابع من الأرض. وقيل : إنّ ميم كلمة «معين» مختلف في زيادتها وأصلها. فثمة من جعله مفعولا أنه مدرك بالعين لظهوره من عانه إذا أدركه بعينه.. وهناك من جعله فعيلا أنه نفاع بظهوره وجريه من الماعون وهو المنفعة. و «المعين» هو الماء الظاهر الجاري على وجه الأرض وفي الآية

٥٥٥

الكريمة السابقة في قوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) يكون التقدير والمعنى : آتينا قوم موسى التوراة فحذف المفعول الأول «قوم» المضاف.. وحلّ المضاف إليه «موسى» محلّه والضمير في «لعلهم يهتدون» يعود إلى قوم موسى.. ولا يعود أو لا يرجع الضمير إلى فرعون وملئه لأن التوراة انّما أوتيها موسى أي وقومه بعد إغراق فرعون وملئه.

(وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ) (٥٩)

هذه الآية الكريمة تعرب إعراب الآية الكريمة السابقة أي الثامنة والخمسين. لا : نافية لا عمل لها والجملة الفعلية «يشركون» في محل رفع خبر «هم» بمعنى : من أجل ربهم.

(وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ) (٦٠)

(وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ) : معطوفة على الاسم الموصول في الآية الكريمة السابقة ويعرب مثله. يؤتون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(ما آتَوْا) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به بمعنى والذين ينفقون الذي. آتوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة ولاتصال الفعل بواو الجماعة وبقيت الفتحة دالة على الألف المحذوفة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى : يعطون من أموالهم ما أعطوا.

(وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال من ضمير «آتوا» قلوب : مبتدأ مرفوع بالضمة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. وجلة : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنونة.

(أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل وفتحت همزة «أنّ» لأنها مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل جر بحرف جر محذوف. التقدير : من أنّهم أو لأنهم. و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على

٥٥٦

السكون في محل نصب اسم «أنّ» إلى ربّ : جار ومجرور متعلق بخبر «أنّ» و «هم» ضمير الغائبين المتصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة وبمعنى : وقلوبهم خائفة ألّا تقبل منهم لأنهم راجعون إلى ربهم يوم القيامة.

(راجِعُونَ) : خبر «أنّ» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ) (٦١)

(أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر «إنّ» الواردة في الآية الكريمة السابعة والخمسين. أولاء : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. والكاف حرف خطاب. يسارعون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «أولئك» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. في الخيرات : جار ومجرور متعلق بيسارعون.

(وَهُمْ لَها سابِقُونَ) : الواو عاطفة. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. لها : جار ومجرور متعلق بخبر المبتدأ. سابقون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : وهم لها فاعلون السبق أو سابقون الناس لأجلها أو ينالونها قبل الآخرة.

(وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها وَلَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (٦٢)

(وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً) : الواو استئنافية. لا : نافية لا عمل لها. نكلف : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. نفسا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(إِلَّا وُسْعَها) : أداة استثناء. وسع : مستثنى بإلّا منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. ويجوز أن تكون «إلّا» لا عمل لها وتكون كلمة «وسعها» بدلا من «نفسا» بمعنى : لا نكلّف نفسا إلّا قدر طاقتها.

٥٥٧

(وَلَدَيْنا كِتابٌ) : الواو استئنافية. لدى : ظرف مكان غير متمكن بمعنى «عندنا» مبني على السكون في محل نصب وهو مضاف و «نا» ضمير متصل ـ ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع في محل جر بالإضافة. كتاب : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة وشبه الجملة «لدينا» في محل رفع خبر مقدم بمعنى وعندنا.

(يَنْطِقُ بِالْحَقِ) : الجملة الفعلية في محل رفع صفة ـ نعت ـ لكتاب. وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو بمعنى يشهد عليهم بالحق. بالحق : جار ومجرور متعلق بصفة لمصدر محذوف بتقدير : ينطق نطقا بالحق أي يشهد عليهم شهادة ملتبسة بالحق.

(وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. لا : نافية لا عمل لها. يظلمون : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والجملة الفعلية «لا يظلمون» في محل رفع خبر المبتدأ «هم».

(بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ هُمْ لَها عامِلُونَ) (٦٣)

(بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ) : حرف استدراك لا عمل له. قلوب : مبتدأ مرفوع بالضمة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. في غمرة : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ بمعنى في غفلة غامرة.

(مِنْ هذا) : حرف جر. هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة من غمرة.

(وَلَهُمْ أَعْمالٌ) : الواو عاطفة. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. أعمال : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة.

٥٥٨

(مِنْ دُونِ ذلِكَ) : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : يحاسبون عليها والجملة الفعلية «يحاسبون عليها من دون ذلك» في محل رفع صفة ـ نعت ـ لأعمال. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. اللام للبعد والكاف حرف خطاب بمعنى ولهم خبائث متجاوزة غير ذلك.

(هُمْ لَها عامِلُونَ) : الجملة الاسمية في محل رفع صفة ثانية لأعمال. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. لها : جار ومجرور متعلق بخبر «هم». عاملون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى فاعلون أي هم لها معتادون.

(حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ) (٦٤)

(حَتَّى إِذا) : حرف غاية وابتداء. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه أداة شرط غير جازمة.

(أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ) : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. مترفي : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. بالعذاب : جار ومجرور متعلق بأخذنا أما «هم» فهو ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ) : فجائية ـ حرف فجأة ـ لا عمل له. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يجأرون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «هم» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى : يصرخون مستغيثين. والجملة الاسمية «هم يجأرون» جواب شرط غير جازم لا محل لها. ويجوز أن تكون «إذا» سادّة مسدّ الفاء في جواب الشرط.

٥٥٩

(لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ) (٦٥)

(لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ) : الجملة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ بمعنى : فنقول لهم لا تصرخوا أو لا تستغيثوا. لا : ناهية جازمة. تجأروا : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. اليوم : مفعول فيه ـ ظرف زمان ـ بمعنى «حينئذ» منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بلا تجأرون.

(إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «إنّ» والميم علامة جمع الذكور. منّا : جار ومجرور متعلق بلا تنصرون. لا : نافية لا عمل لها. تنصرون : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. والجملة الفعلية «لا تنصرون» في محل رفع خبر «إنّ».

(قَدْ كانَتْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ) (٦٦)

(قَدْ كانَتْ آياتِي) : حرف تحقيق. كانت : فعل ماض ناقص مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها و «آياتي» اسم «كانت» مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المأتيّ بها من أجل الياء والياء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(تُتْلى عَلَيْكُمْ) : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي. عليكم : جار ومجرور متعلق بتتلى والميم علامة جمع الذكور.

(فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ) : الفاء استئنافية. كنتم : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك التاء ضمير متّصل ـ ضمير المخاطبين

٥٦٠