إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٦

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٦

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٢

غير جازم. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. البحر : اسم «كان» مرفوع بالضمة.

(مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي) : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. لكلمات : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من الموصوف «مدادا» وهو مضاف. ربّي : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم المخاطب ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ثان.

(لَنَفِدَ الْبَحْرُ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. اللام واقعة في جواب «لو» نفد : فعل ماض مبني على الفتح. البحر : فاعل مرفوع بالضمة بمعنى لفني البحر في كتابتها قبل أن تنتهي.

(قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بنفد. أن : حرف مصدري ناصب. تنفد : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة. والجملة الفعلية «تنفد كلمات ربّي» صلة حرف مصدري لا محل لها.

(لِكَلِماتِ رَبِّي) : فاعل مرفوع بالضمة. ربّي : أعرب و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر ـ نفاد ـ في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف «قبل» بمعنى قبل انتهائها.

(وَلَوْ جِئْنا) : الواو عاطفة. لو : حرف شرط غير جازم. جئنا : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل بمعنى لو أتينا.. وجواب الشرط «لو» محذوف دلّ عليه ما قبله. التقدير والمعنى : ولو جئنا بمثل البحر مددا أي بحورا أخرى تمدّه لنفد أيضا وكلمات ربّي غير نافدة ـ أي غير منتهية.. أو ولو جئنا بمثل البحر زيادة ومعونة.

١٢١

(بِمِثْلِهِ مَدَداً) : جار ومجرور متعلق بجئنا والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة مددا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.. وحذف مفعول «جئنا» وهو «بحورا».

(قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) (١١٠)

(قُلْ إِنَّما أَنَا) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت وحذفت واوه ـ أصله : قول ـ تخفيفا ولالتقاء الساكنين أي قل يا محمد لهؤلاء الكافرين. والجملة بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ إنّما : كافة ومكفوفة. أنا : ضمير منفصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

(بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) : خبر المبتدأ «أنا» مرفوع بالضمة المنونة. مثلكم : صفة ـ نعت ـ أو بدل لبشر مرفوع مثله بالضمة الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.

(يُوحى إِلَيَ) : الجملة الفعلية في محل رفع صفة ثانية لبشر وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر. إليّ : جار ومجرور في محل رفع نائب فاعل.

(أَنَّما إِلهُكُمْ) : كافة ومكفوفة. إله : مبتدأ مرفوع بالضمة. و «كم» أعرب في «مثلكم».

(إِلهٌ واحِدٌ) : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنونة. واحد : توكيد لإله مرفوع مثله بالضمة المنونة اي إله واحد لا شريك له.

(فَمَنْ كانَ) : الفاء استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بمن واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

١٢٢

(يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ) : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. لقاء : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. ربه : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه ثان بمعنى يأمل حسن لقائه. والجملة الفعلية (كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ) صلة الموصول «من» لا محل لها وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ «من».

(فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً) : الجملة الفعلية جواب شرط جازم مسبوق بطلب مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. اللام لام الأمر. يعمل : فعل مضارع مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. عملا : مصدر سدّ مسدّ مفعول «يعمل» أو هو مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. صالحا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «عملا» منصوب مثله بالفتحة المنونة.

(وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) : الواو عاطفة. لا : ناهية جازمة. يشرك : تعرب إعراب «يعمل». بعبادة : جار ومجرور متعلق بيشرك. ربّه : أعرب. أحدا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

* * *

١٢٣

سورة مريم

معنى السورة : خصصت إحدى سور القرآن الكريم باسم «مريم» ومعناها : خادمة الرب.. كما ورد على لسان أمّها «جنة» وقد جاء ذكر ذلك في الآية الكريمة الخامسة والثلاثين من سورة «آل عمران» : (إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) فلمّا ولدت امرأة عمران ابنتها «مريم» قالت متحسرة محزونة معتذرة كما تخبرنا الآية الكريمة التالية : (فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) وخاطب الله سبحانه نبيّه الكريم محمدا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ واذكر أيها النبيّ حين قالت امرأة عمران «حنّة أم مريم» لما أحسّت بالحمل : ربّ إنّي نذرت أن أجعل ما في بطني لعبادتك غلاما عتيقا خالصا لله.. متفرغا لخدمة بيتك المقدس «المسجد» فلمّا ولدت «مريم» قالت معتذرة : ربّ إنّي وضعتها أنثى وهي لا تصلح لخدمة المسجد وكنت أرجو أن يكون الولد ذكرا لأوفي بنذرك ـ والله أعلم بما وضعت ـ أورد الله تعالى هذه الجملة لدفع توهم أنها تريد إخباره سبحانه..

تسمية السورة : ورد ذكر هذا الاسم كثيرا في القرآن الكريم وهي من آل عمران وقد نذرتها والدتها لخدمة المسجد وبعد أن وضعتها توجهت إلى ربّها متضرعة ربّ اجعلها عابدة قانتة وإنّي سميتها مريم ـ أي خادمة الرب ـ فرضي الله سبحانه بمريم لوفاء النذر وجعل زكريا ـ زوج خالتها ـ كافلا لها. و «مريم» تسمى مريم العذراء.. ظهر لها الملك جبريل ـ عليه‌السلام ـ وبشّرها بالمسيح ـ عليه‌السلام ـ وقيل : سمّي المسيح عيسى ابن مريم بهذا الاسم لأنه مسح بدهن طيب الرائحة كان الأنبياء يتمسحون به.. فإذا مسح به أحد علم أنّه نبيّ. ومن معاني الاسم «مريم» : المرتفعة. ويجمع على «مريمات» والاسم هو اسم علم أعجمي ـ سرياني ـ يطلق على المرأة.. والاسم ممنوع من الصرف ـ التنوين ـ للعلمية والعجمة. وقيل : إنّ يوسف

١٢٤

النّجار احتمل «مريم» وابنها إلى غار فلبثوا فيه أربعين يوما حتى تعلّلت من نفاسها.. ثم جاءت تحمله فكلّمها «عيسى» في الطريق وقال : يا أمي أبشري فإنّي عبد الله ومسيحه. فلما دخلت به على قومها وهم أهل بيت صالحون تباكوا وقالوا ما قالوا. وقيل : همّوا برجمها.. حتى تكلّم عيسى.. فتركوها.. فأشارت إليه.. أي هو الذي يجيبكم إذا ناطقتموه. وقيل : لما أشارت إليه غضبوا وقالوا : لسخريتها منّا أشدّ علينا من زناها. وروي أنّه كان يرضع فلما سمع ذلك ترك الرضاع وأقبل عليهم بوجهه واتّكأ على يساره وأشار بسبّابته. وقيل. كلّمهم بذلك. ثم لم يتكلم حتى بلغ مبلغا يتكلم فيه الصبيان. وورد اسم «مريم» أربعا وثلاثين مرة في القرآن الكريم.

فضل قراءة السورة : عن نبيّ الله والإنسانية محمّد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أنّه قال : «من قرأ سورة «مريم» أعطي عشر حسنات بعدد من كذّب بزكريّا وصدّق به ويحيى ومريم وعيسى وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وموسى وهارون وإسماعيل وإدريس.. وعشر حسنات بعدد من دعا الله في الدنيا وبعدد من لم يدع الله» صدق رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

إعراب آياتها

(كهيعص) (١)

(كهيعص) : هذه الأحرف وغيرها التي تبدأ بها بعض سور القرآن الكريم شرحت مفصلا في سورة «يوسف».

(ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا) (٢)

(ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ) : خبر مبتدأ محذوف.. بتقدير : هذا المتلو ذكر.. وهو مضاف. رحمة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. ربك : مضاف إليه ثان مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه ثالث وعلامة رفع «ذكر» الضمة.

١٢٥

(عَبْدَهُ زَكَرِيَّا) : مفعول به منصوب بالمصدر «رحمة» وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة. زكريا : بدل من «عبده» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر وهو اسم أعجمي ويجوز أن يكون عربيا فيه ألف ممدودة ولا ينوّن في معرفة ولا نكرة.

(إِذْ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا) (٣)

(إِذْ نادى) : ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب متعلق بذكر. نادى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

(رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة. والجملة الفعلية «نادى ربه» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف «إذ». نداء : مفعول مطلق ـ مصدر مؤكد ـ خفيا : صفة ـ نعت ـ لنداء منصوب وعلامة نصبهما الفتحة المنونة.

(قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا) (٤)

(قالَ رَبِ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. ربّ : منادى بأداة نداء محذوفة اختصارا ولكثرة الاستعمال أو من باب التوقير والإجلال اكتفاء بالمنادى أو لأن المنادى سبحانه معلوم وهو مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء المناسبة والياء المحذوفة خطا واختصارا ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة والكسرة دالة عليها.

(إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي) : الجملة من «إنّ» مع اسمها وخبرها : في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير

١٢٦

متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». وهن : فعل ماض مبني على الفتح. العظم : فاعل مرفوع بالضمة والجملة الفعلية «وهن العظم» في محل رفع خبر «إنّ». مني : جار ومجرور متعلق بوهن بمعنى : ضعف عظمي.

(وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «وهن العظم» وتعرب مثلها. شيبا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(وَلَمْ أَكُنْ) : الواو عاطفة. لم : حرف نفي وجزم وقلب. أكن : فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره وحذفت الواو ـ أصله : أكون ـ تخفيفا ولالتقاء الساكنين واسمه ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.

(بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا) : جار ومجرور متعلق باسم الفاعل «شقيا» والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة أي ولم أكن بدعائي إياك أو بسبب دعائك. ربّ : أعرب. شقيا : خبر «أكن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : لم أكن شقيا قط بل كلّما دعوتك استجبت لي.

(وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا) (٥)

(وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ) : الواو عاطفة. إنّي : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل وكسر آخره اتباعا لحركة الياء والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ» خفت : الجملة الفعلية وما بعدها : في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل. الموالي : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(مِنْ وَرائِي) : جار ومجرور متعلق بخفت بمعنى قدامي أو يكون متعلقا بالموالي على معنى : بعد موتي.. أي خفت الولاية في الموالي ـ جمع مولى ـ بمعنى : خفت فعلهم وهو سوء خلافتهم من ورائي.. والياء ضمير متصل

١٢٧

ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى : قدامي أو خلفي وبعدي.

(وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً) : الواو عاطفة. كانت : فعل ماض ناقص مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها حركت بالكسر لالتقاء الساكنين. امرأتي : اسم «كان» مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها الحركة المأتي بها من أجل الياء والياء ضمير متصل ـ ضمر المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. عاقرا : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(فَهَبْ لِي) : الفاء سببية. هب : فعل دعاء وتضرع بصيغة طلب مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. لي : جار ومجرور متعلق بهب وهو بمقام المفعول به الأول بمعنى فامنحني من فضلك.

(مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا) : حرف جر. لدن : اسم مبني على السكون في محل جر بمن. والجار والمجرور متعلق بهب والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة ويجوز أن يكون الجار والمجرور في محل نصب حالا من «وليا» لأنه متعلق بصفة له قدمت عليه. وليا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا) (٦)

(يَرِثُنِي وَيَرِثُ) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ للموصوف «وليا» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. النون نون الوقاية لا محل لها والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم مبني على السكون في محل نصب مفعول به. ويرث : معطوفة على «يرثني» وتعرب إعرابها.

(مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) : جار ومجرور متعلق بيرث. يعقوب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية.

١٢٨

(وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا) : الواو عاطفة. اجعله : فعل دعاء وتضرع بصيغة طلب مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به أول. ربّ : أعرب في الآية الكريمة الرابعة. رضيا : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا) (٧)

(يا زَكَرِيَّا) : أي فاستجاب الله فنادته الملائكة عن الله.. يا : أداة نداء. زكريا : اسم منادى مبني على الضم المقدر على الألف للتعذر في محل نصب لأنه علم مفرد. وما بعده : في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ أي قال له..

(إِنَّا نُبَشِّرُكَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» المدغمة بالنون ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». نبشرك : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» وهو فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن والكاف ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.

(بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى) : جار ومجرور متعلق بنبشر. اسمه : مبتدأ مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة. يحيى : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر والجملة الاسمية «اسمه يحيى» في محل جر صفة ـ نعت ـ لغلام.

(لَمْ نَجْعَلْ لَهُ) : الجملة الفعلية : في محل جر صفة ثانية لغلام أو في محل نصب حال من «يحيى» لم : حرف نفي وجزم وقلب. نجعل : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. له : جار ومجرور متعلق بنجعل.

(مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا) : حرف جر. قبل : اسم مبني على الضم لانقطاعه عن الإضافة في محل جر بمن. سميا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة

١٢٩

المنونة بمعنى : لم يسم أحد بيحيى قبله ويجوز أن يتعلق الجار والمجرور «من قبل» بحال محذوفة من «سميا».

(قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا) (٨)

(قالَ رَبِّ أَنَّى) : أعرب في الآية الكريمة الرابعة. أنّى : اسم استفهام بمعنى «كيف» أو «من أين» مبني على السكون في محل نصب ظرف مكان متعلق بخبر «يكون» المقدم المحذوف بمعنى كيف يولد..

(يَكُونُ لِي غُلامٌ) : فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة. لي : جار ومجرور متعلق بخبر «يكون أو بيكون». غلام : اسم «يكون» مرفوع بالضمة المنونة. والسؤال بحسب الأحوال المعتادة لا استبعادا لقدرة الله.

(وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً وَقَدْ) : أعربت في الآية الكريمة الخامسة. الواو حالية والجملة بعدها في محل نصب حال. قد : تحقيق.

(بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا) : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل. من الكبر : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من مفعول «بلغت». عتيا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : بلغت حدا أو سنا كبيرا وبعد حذف مفعول «بلغت» أي «حدا أو سنا» وهو موصوف حلت صفته «عتيا» محله وانتصب على المفعولية.

(قالَ كَذلِكَ قالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً) (٩)

(قالَ كَذلِكَ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي الله سبحانه. الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل رفع خبر لمبتدإ محذوف تقديره : الأمر كذلك بمعنى قال الله به بالوحي : لا تعجب فالأمر مثل ذلك منجز على هذه الحال والجملة الاسمية

١٣٠

«الأمر كذلك» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة اللام للبعد والكاف للخطاب.

(قالَ رَبُّكَ) : أعرب. ربك : فاعل مرفوع بالضمة والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

(هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. عليّ : جار ومجرور متعلق بهيّن. هيّن : خبر «هو» مرفوع بالضمة المنونة. أي الأمر أو خلقه عليّ سهل.

(وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ) : الواو استئنافية. قد : حرف تحقيق. خلقتك : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. من : حرف جر. قبل : اسم مبني على الضم لانقطاعه عن الإضافة في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بخلقت بمعنى : خلقتك من العدم قبل ذلك.

(وَلَمْ تَكُ شَيْئاً) : الواو عاطفة. لم : حرف نفي وجزم وقلب. تك : فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون الظاهر على النون ـ أصله : تكون ـ وحذفت النون تخفيفا ولالتقاء الساكنين وحذفت الواو وجوبا لالتقاء الساكنين وبقيت الضمة دالة عليها وحذف النون جوازا واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. شيئا : خبر «تكن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا) (١٠)

(قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي) : أعرب في الآية الكريمة الرابعة. اجعل : فعل دعاء وتضرع بصيغة طلب مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. لي : جار ومجرور متعلق باجعل والجملة الفعلية «اجعل لي آية» في محل نصب مفعول به بقال.

١٣١

(آيَةً قالَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : علامة أعلم بها ما بشّرتني به. قال : أعرب.

(آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ آيتك : مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. ألّا : أصلها : أن : حرف مصدري ناصب و «لا» نافية لا عمل لها. تكلم : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. الناس : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. والجملة الفعلية «تكلّم الناس» صلة حرف مصدري لا محل لها. و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل رفع خبر المبتدأ «آيتك».

(ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. ليال : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة على الياء المحذوفة لأنه اسم منقوص نكرة وبقي التنوين دالا على الياء المحذوفة. سويا : حال من ضمير المخاطب منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى علامتك ألّا تكلم الناس ثلاثة أيام بلياليها وأنت سويّ الخلق ليس بك خرس ولا بكم.

(فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا) (١١)

(فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ) : الفاء سببية. خرج : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. على قومه : جار ومجرور متعلق بخرج والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة أي فخرج زكريا.

(مِنَ الْمِحْرابِ) : جار ومجرور متعلق بخرج بمعنى : من المصلّى أو من الغرفة. وقيل : من المسجد.

(فَأَوْحى إِلَيْهِمْ) : الفاء عاطفة. أوحى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا

١٣٢

تقديره : هو. إلى : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بإلى. والجار والمجرور متعلق بأوحى.. بمعنى : فأشار إلى قومه.

(أَنْ سَبِّحُوا) : حرف تفسير. سبّحوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى : صلّوا لله أو صلّوا ونزّهوا الله وقدّسوه وقد حذف المفعول به ولم يذكر اسم لفظ الجلالة لأنه معلوم من سياق القول. والجملة الفعلية «سبّحوا» لا محل لها لأنها تفسيرية ويجوز أن تكون «أن» التفسيرية مصدرية إذا قدّر قبلها حرف جر فيكون القول بتقدير : فأشار إليهم بأن سبّحوا أو إلى أن سبحوا. والجار والمجرور المصدر المؤول «التسبيح» متعلق بأوحى.

(بُكْرَةً وَعَشِيًّا) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : أول النهار. وعشيا : معطوف بالواو على «بكرة» ويعرب مثله والظرفان متعلقان بسبّحوا.. بمعنى وآخر النهار.

(يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) (١٢)

(يا يَحْيى) : أداة نداء. يحيى : منادى مفرد مبني على الضم المقدر على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر في محل نصب.

(خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ لأن المعنى : وقال الله يا يحيى خذ التوراة بجد وقوة واحكم بما فيها. خذ : فعل أمر مبني على سكون آخره الذي حرك بالكسر لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. الكتاب : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة : بقوة جار ومجرور متعلق بخذ أو بحال من ضمير المخاطب في «خذ».

(وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) : الواو استئنافية أو تكون عاطفة إذا كان تقدير «يا يحيى» وقلنا يا يحيى.. بمعنى ومنحناه. آتيناه : فعل ماض مبني على

١٣٣

السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. الحكم : مفعول به ثان منصوب بآتى المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الفتحة بمعنى : الحكمة. صبيا : حال من ضمير الغائب منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا وَزَكاةً وَكانَ تَقِيًّا) (١٣)

(وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا) : معطوف بالواو على «الحكم» ويعرب مثله بمعنى : ومنحناه عطفا من عندنا على أبويه وغيرهما أي ورحمة منّا عليه. وعلامة نصبه الفتحة المنونة. من : حرف جر. لدن : اسم مبني على السكون بمعنى «عند» في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة من «حنانا» و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. أي وجعلناه ذا حنان على الناس.

(وَزَكاةً وَكانَ تَقِيًّا) : معطوف بالواو على «حنانا» ويعرب إعرابه. ويجوز أن يكون مفعولا مطلقا منصوبا على المصدر بفعل محذوف تقديره : وزكيناه زكاة. أي طهارة أو صدقة بمعنى يتعطف على الناس ويتصدق عليهم. الواو عاطفة بمعنى وجعلناه تقيا. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. تقيا : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(وَبَرًّا بِوالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيًّا) (١٤)

(وَبَرًّا بِوالِدَيْهِ) : معطوف بالواو على «حنانا» و «تقيا» في الآية الكريمة السابقة ويعرب مثلهما بمعنى وطاعة وإحسانا أي محسنا ومطيعا لوالديه. بوالديه : جار ومجرور متعلق بالمصدر «برّا» أو اسم الفاعل «برا» بتأويل فعله وعلامة جر الاسم الياء لأنه مثنى وحذفت النون للإضافة ـ أصله : «والدين» والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة بمعنى : وكان كثير البرّ بوالديه.

١٣٤

(وَلَمْ يَكُنْ) : الواو عاطفة. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يكن : فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره وحذفت الواو ـ أصله : يكون ـ تخفيفا ولالتقاء الساكنين. واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

(جَبَّاراً عَصِيًّا) : خبران ليكن ـ خبر بعد خبر ـ على التتابع منصوبان وعلامة نصبهما الفتحة المنونة.

(وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا) (١٥)

(وَسَلامٌ عَلَيْهِ) : الواو استئنافية. سلام : مبتدأ مرفوع بالضمة المنونة بمعنى : وأمان. عليه : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ. وجاز الابتداء بالنكرة لأن فيه دعاء ويجوز أن يكون معرفة بتقدير : سلام الله عليه.

(يَوْمَ وُلِدَ) : مفعول فيه ـ ظرف زمان ـ منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بسلام. ولد : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو والجملة الفعلية «ولد» في محل جر بالإضافة بمعنى : يوم ولادته.

(وَيَوْمَ يَمُوتُ) : معطوف بالواو على «يوم ولد» ويعرب إعرابه. يموت : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. بمعنى ويوم موته وجملة «يموت» في محل جر بالإضافة.

(وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا) : معطوف بالواو على «يوم ولد» ويعرب إعرابه. يبعث : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. وجملة «يبعث حيا» في محل جر بالإضافة. حيا : حال من ضمير الغائب في «يبعث» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى يوم يبعث يوم القيامة..

(وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها مَكاناً شَرْقِيًّا) (١٦)

(وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ) : الواو استئنافية. اذكر : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. في الكتاب : جار

١٣٥

ومجرور متعلق بأذكر بمعنى واذكر أيها النبي في القرآن. مريم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينوّن لأنه ممنوع من الصرف للتأنيث والمعرفة بمعنى : خبر مريم.

(إِذِ انْتَبَذَتْ) : ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون الذي حرك بالكسر لالتقاء الساكنين في محل نصب متعلق باذكر. انتبذت : أي اعتزلت : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. والجملة الفعلية «انتبذت» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف.

(مِنْ أَهْلِها) : جار ومجرور متعلق بانتبذت و «ها» ضمير متصل ـ ضمير الغائبة ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(مَكاناً شَرْقِيًّا) : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة المنونة متعلق بانتبذت أو يكون مفعولا به منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : بيتها.. وقيل : شرقي بيت المقدس وثمة وجه آخر لإعراب هذا القول الكريم وهو أن يكون الجار «من» بمعنى «في» قد انتقل من المكان الشرقي إلى أهلها على معنى : اعتزلت أهلها في مكان شرقي.. والوجه الأول أصوب.

** (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية وفيه أضاف سبحانه «الرحمة» إلى فاعلها وهو «ربك» و «ذكر» بمعنى «قصة» و «زكريا» اسم أعجميّ ينون في النكرة ويجوز أن يكون عربيا فيه ألف تأنيث ولا يجوز تنوينه في معرفة ولا في نكرة. و «زكريا» من أنبياء بني إسرائيل زوج خالة «عيسى» عليهما‌السلام. وكان نجارا.

** (وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة الرابعة يكون أصل التمييز «شيبا» مقلوبا عن الفاعل.. إذ أصله : واشتعل شيب الرأس.. ويجوز أن يكون مفعولا مطلقا.. بتقدير : وشاب الرأس شيبا. وفي التعبير فصاحة ظاهرة واستعارة بديعة وبلاغة مشهودة لأنه لم يقل : واشتعل رأسي شيبا اكتفاء بعلم المخاطب أنه رأس زكريا وشبّه الشيب بشواظ النار في بياضه وإنارته وانتشاره في الشعر. أي شبه انتشار الشيب باشتعال النار في سرعة التهابه.. وفي أنه لم يبق بعد الاشتعال إلّا الخمود ثم أخرجه مخرج الاستعارة ثم أسند الاشتعال إلى مكان الشعر ومنبته وهو الرأس.

١٣٦

وقال الميدانيّ صاحب «مجمع الأمثال» :

تنفّس صبح الشيب في ليل عارضي

فقلت عساه يكتفي بعذاري

فلمّا فشا عاتبته فأجابني

ألا هل يرى صبح بغير نهار

و «انتشار الشيب» أو اشتعال شعر الرأس به كما في الآية الكريمة المذكورة هو كناية الهرم والشيخوخة. ويقال للإنسان : شيخ إذا بلغ الخمسين إلى الثمانين من العمر.. وعن المعنى قال الشاعر :

زعمتني شيخا ولست بشيخ

إنّما الشّيخ من يدبّ دبيبا

يقول ظنت هذه المرأة أنني قد كبرت سني وضعفت قوتي ولكنها لا تعلم حقيقة الأمر ؛ لأن من كان مثلي يسير سيرا قويا لا يقال له شيخ ولا يقال عنه شيء من ذلك.

** (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الخامسة. وهي جمع «مولى» يقال : وليه ـ يليه. و «المولى» هو ابن العم وله معان أخرى ـ يقول خفت الولاية في الموالي بمعنى : خفت فعلهم وهو سوء خلافتهم من ورائي ومراده : بنو عمّه وكانوا من الأشرار فخاف أن لا يحسنوا خلافته على أمته.

** (وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة السادسة حذف مفعول «يرث» اختصارا لأنه معلوم بمعنى : ويرث من آل يعقوب العلم والنبوّة لأن الأنبياء لا يورثون.. ويعقوب نبيّ الله من ولد سليمان بن داود بن إسحاق بن إبراهيم ـ عليهم‌السلام ـ.

** (يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى) : يحيى : لم ينوّن لأنه بوزن الفعل. وقيل : بل إنّ أصله فعل مضارع وكتب بالألف المقصورة تفريقا بين الاسم والفعل «يحيا».

** (لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا) : التقدير والمعنى : لم نسمّ أحدا بهذا الاسم ولا يشبه له في الصلاح والورع فحذف المضاف إليه ضمير الغائب ـ الهاء في «قبله» فبني المضاف «قبل» على الضّم لانقطاعه عن الإضافة. و «سميا» بمعنى : شبيها.. نحو هو سميّي : أي اسمه كاسمي وقيل : يسمّى كلّ واحد من المتشاكلين باسم المثل والتشبيه والشكل والنظر وكل واحد سمّي لصاحبه. ولهذا قيل للمثل : سمّي. ولهذا الاسم الذي على وزن الفعل أسماء متشابهة مأخوذة من الأفعال.. نحو : يعمر.. يعيش. وقد سمّوا بيموت أيضا. وهو يموت بن المزرّع.

(فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجاباً فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا) (١٧)

(فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجاباً) : الفاء عاطفة. اتخذت : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. من دون : جار ومجرور متعلق باتخذت و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة ويجوز أن يكون متعلقا بحال مقدمة من «حجابا». حجابا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : ستارا أو سترا.

١٣٧

(فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا) : الفاء استئنافية. أرسل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. إليها : جار ومجرور متعلق بأرسلنا. روح : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «نا» ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(فَتَمَثَّلَ لَها) : الفاء عاطفة. تمثل : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. لها : جار ومجرور متعلق بتمثل أي فأرسلنا إليها جبريل ـ عليه‌السلام ـ.

(بَشَراً سَوِيًّا) : حال من ضمير «تمثل» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. سويا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «بشرا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : سويّ الخلق.

(قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا) (١٨)

(قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ) : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي. إني : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلمة ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». أعوذ : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة.. والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. والجملة المؤولة من «إنّ» مع اسمها وخبرها في محل نصب مفعول به.

(بِالرَّحْمنِ مِنْكَ) : جاران ومجروران متعلقان بأعوذ بمعنى : ألتجئ وأعتصم بالرحمن أو تكون الباء حرف جر زائدا. و «الرحمن» اسما مجرورا لفظا بالباء ـ باء الصفة واللصوق ـ منصوبا محلا مفعول «أعوذ» والجار والمجرور «منك» متعلقا بحال محذوفة من ضمير «أعوذ».

(إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا) : حرف شرط جازم. كنت : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم بإن.

١٣٨

والتاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع اسم «كان». تقيا : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة وجواب الشرط محذوف تقديره : فلا تتعرض لي بسوء.

(قالَ إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا) (١٩)

(قالَ إِنَّما) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي جبريل ـ عليه‌السلام ـ إنّما : كافة ومكفوفة.

(أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ أنا : ضمير منفصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. رسول : خبر «أنا» مرفوع بالضمة. ربك : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبة ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.

(لِأَهَبَ لَكِ) : اللام حرف جر للتعليل. أهب : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. لك : جار ومجرور حلّ محل المفعول به الأول أو قام مقامه بمعنى لأمنحك. والجملة الفعلية «أهب لك غلاما..» صلة حرف مصدري لا محل لها. و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بمضمر تقديره أرسلت لأهب.

(غُلاماً زَكِيًّا) : مفعول به ثان منصوب بأهب المتعدي إلى مفعولين. زكيا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «غلاما» منصوب مثله بالفتحة المنونة.

(قالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا) (٢٠)

(قالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ) : أعرب في الآية الكريمة الثامنة والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي.

(وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ) : الواو حالية والجملة الفعلية في محل نصب حال من ضمير المتكلمة في «قالت». لم : حرف نفي وجزم وقلب. يمسسني : فعل

١٣٩

مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره. النون نون الوقاية والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلمة ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. بشر : فاعل مرفوع بالضمة المنونة.

(وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا) : الواو عاطفة. لم : حرف نفي وجزم وقلب. أك : فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره ـ أصله : «أكن» وحذفت الواو تخفيفا ولالتقاء الساكنين وبقيت الضمة دالة عليها كما حذفت النون تخفيفا واسم «أكون» ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. بغيا : خبرها منصوب بالفتحة المنونة.

(قالَ كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكانَ أَمْراً مَقْضِيًّا) (٢١)

(قالَ كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ) : أعرب في الآية الكريمة التاسعة. الواو عاطفة وما بعدها : معطوف على تعليل مضمر بتقدير : لنبيّن به قدرتنا ولنجعله آية ويجوز أن يكون محذوفا بتقدير : ولنجعله آية للناس فعلنا ذلك. اللام لام التعليل وهي حرف جر. نجعله : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به أول.

(آيَةً لِلنَّاسِ) : مفعول به ثان منصوب بنجعل المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الفتحة المنونة. للناس : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «آية» بمعنى : علامة على قدرتنا.

(وَرَحْمَةً مِنَّا) : معطوف بالواو على «آية للناس» ويعرب إعرابه بمعنى : رحمة منّا عليهم ليهتدوا بهداه.

(وَكانَ أَمْراً مَقْضِيًّا) : الواو استئنافية. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. أمرا : خبر «كان» منصوب بالفتحة المنونة. مقضيا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «أمرا» ويعرب مثله.

١٤٠